}

نصوصٌ من تلفون أرضي

أسعد الجبوري أسعد الجبوري 31 مارس 2023
شعر نصوصٌ من تلفون أرضي
(نوري الراوي)
(1)
في هذا الصباح.../
يُحاولُ مَسْكَ الشمسِ على حبلِ الغسيل
بالملاقط.
الآلهةُ في الغسّالة.
وهناك الكثير من التنظيفِ والشفط والتنشيف
يا ملابسُ
يا أقنعةُ
يا أقمشةَ الأرواح.

(2)
من بين هاتيكَ الشفتين.../
سقطتْ القبلةُ الأخيرةُ كالصَّخْرَةِ يا سيزيفُ
ولَمْ يَعُدْ للنارِ معنًى.

(3)
حَدِّقْ هناك.../
الساعةُ الخارجة من اللُحوم بلا عقارب.
وهي ليستْ من توقيتكَ ولا من توقيتي.
ليلٌ ونهارٌ.../
وأنتَ يومٌ بينهما.
هكذا أنا الوردةُ كما تراكَ،
وهكذا تنمو أنتَ بترابي ليكتملَ
المشهدُ في برامجَ شّهواتِ النصوص
العظمى.

(4)
لا...
لا علاقةَ للشِعرِ بالأحرف الشَمسية.
مصباحُكَ في الليلِ يَكفِي يا علاء الدين.

(5)
أيُّ هجاءٍ تنتظرُ يا باريسُ...
وهيلينُ منحوتةٌ لم تجلس على كرسيّ الإلياذة بعد.
لا يُقلقكَ سقوطُ طروادة.
ولا أن يضعَ هوميروس الجَمالَ قبعةً على رأسهِ،
ويمضي مُنغمسًا بنساءاتِ آل الأغريق.
الحبُ دائمًا بلا توطئةٍ...
كما الوداعُ
حينما يَحرِقُ آخرَ هامشٍ من فِهرِسِ القلب.


(6)

و.../
وَدَعَ قلبًا مُعَطَّلًا مثل تلفونٍ أَرْضِيّ،
ومِنْ ثَمَّ.../
مضى مع الشيطلائكة يُغني بحَنجَرةِ الرّيح.


(7)

لمْ يَسبقْ.../
وأن رأى قصيدةً بثيابٍ من كُتبهِ.
الشاعرُ الذي وضعَ الغابةَ بجيبِ سروالهِ الصغير
حِفاظًا عليها من حرائقَ الوحوش.


(8)

مولايّ في الغَرَام.../
الغَرامَاتُ تتكاثرُ دُونَ تَوَقُّفٍ.
ووحدها المرأةُ تلك،
تَمَشَّي الهُوَيْنَى في القصائد صباحًا...
وتُحرّكُ في الليلِ جيولوجيتي كما الزِلزال! 


(9)

ليسَ في هاتفي من ماءٍ سواك.../
أنتَ يا مثلثَ برمودا المخزون في ذاكرة
الأرضِ وعمومِ الجسد.
فرِنَّ أجراسَ السُدُودِ لترنّ معادنُ النصوص
وأبتلي بالطَوَفان.
وآهٍ من رنين الماءِ نقطةً فوق نقطة...


(10)

تَصَورّني مَركبًا طائشًا بين طبقات طوفان،
وراحَ يَتَصفّحني بطيئًا...
عيناهُ التهمتا الحرائقَ من الجمرتين سريعًا.
ولمْ يُبقِ لي من الجسد إلا أثاث الأحلام
والتصاوير وشّهوات الكتابة المشبوهة.
أسمانيّ أمَ الفؤاد البنزين.
وإنّهُ لَنْ يبذُلَ قُصارى الجهدِ لإطفاء اشتعالهِ
حتى خاتمة الرماد.
كيف أفرٌّ من غرامهِ الطائش أيتها الآلهةُ،
وكلّي بروتينٌ...
وكلّهُ فيروساتٌ من ذلك الهوى
اللعين.


(11)

سألتهُ عن أولِ جبالِ الطبيعةِ المُتَحَرِكة.
فقال: الجَسدُ.
ردّتْ ذاهلةً: ومنْ هم نزلاءُ كهوفهِ؟
فقال ضاحكًا: ليست سوى شّهوات الذئاب ومراصدَ الفَلَكِ وكَرَارِيس النار.
آنذاك.../
فتحتْ المرأةُ بابَ الرّيح
وألقتْ بنفسها في مياهِ التيهِ مُغرَمةً.


(12)

ما زالَ الهدفُ بعيدًا وغامضًا...
هذا القلبُ ليس كرةً للَعِبِ.
مثلما لا تصلحُ أنتَ لكلّ الأشواط.
الحبُ تراثكَ القاتلُ.../
هو .../
وإن لَمْ يكنْ يومًا صراطًا مستقيمًا،
لكنه مشفى،
على أبوابهِ قلوبُ الأقوام السحيقة من العارفين بمواقيتَ
اشتباك شهوة النار بأنفاس الرماد.
فخذْ لدَمِ الهوى المَسْفُوحِ لقطةَ سيلفي،
وكُنْ ابن الطَّفْح البُرْكّانيّ
يا حَفيدَ غرائز الطبعة الأولى من اللغةِ
ومن مُراهَقةِ النُجُوم.

(13)

معلّقةٌ بخيطٍ واهٍ من النواح على سبورةِ الربّ،
تلك بلادٌ .../
كانت لنا يومَ كنا نقرأ عن جمالها
كتبًا فارغةً من الدمِ،
مُحرّرةً من السوط والقضبان.
تلك بلادٌ .../
كانت لنا يومَ كنا نؤلفُ عن قلبها الأخضرِ
موسوعاتٍ مُدونةً بغير القصفِ.
وبغير المِدَادِ الذي تكتبُ به الأعينُ
مُعَلَّقاتٍ عن الرغيفِ الأسود
والثوبِ الأسود
ومحركات الغناء أنينًا بأفواهٍ زرقاء شبيهة
بمغاسلَ مهجورةِ تحت الُركام.


(14)

كنْ كما أنتَ: توتميتو.
لمبةَ الفضةِ في أعالي الجسد.
كنْ بخارًا في آنية (مهدیة محمد خاني) لغناء
الأرواح.
أو مدربًا لثُعابين الماء في قنوات دمعِ
النساءات.
كنْ فاتحًا في كينونة الوجود،
أو مُحَطِمًا لأسِرَّة الشهوات المغلوبة بالندم
أو بصمغ النعاس.
هذي بلادٌ أغرقتنا بالحُمى المسلّحة.
وتلك بلادٌ جعلتنا فتافيت خبزٍ قليل القمحِ والملحِ
كثير النار.
ما أشدّ توحش الكلمات على الأسطر الشبيهة بالأنابيبَ
الهائجةِ في فهرس الوحيد.
وما أعظمَ العواصف وهي تحطمُ قوالبَ صَبّ المعادن
في غير الرؤوس.
لا تكنْ يا توتميتو قارئًا لكلّ كتابٍ من أوّلهِ.
الأعينُ مناطقٌ كثيرةُ التلال،
وليس أمام المؤلفين إلا تلمسّ جمركَ قبل الارتباك.
توتميتو...
يا وحيدي المُتكسّر تحت شجيرةِ
البَيلسان.
كنْ جرسًا بعنق اللغةِ.
فلمْ يأتِ الوقتُ الطاعنُ في السّن بعد،
لتقطعَ السّلكَ عن المِكواة.


(15)

وإِنَّمَا الأَشَدّ قَسْوةً من العَمى.../
عُزْلَةُ العُيون.

قصائد اخرى للشاعر

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.