}

أنور حامد: ألتزم بـ "معقولية" الشخصيات والأحداث

أوس يعقوب 4 أكتوبر 2023

في حوارنا هذا مع الكاتب الفلسطيني أنور حامد، نسلّط الضوء حول روايته الأخيرة "أشباه وأشباح"، التي صدرت بداية هذا العام، عن كلٍّ مِن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر" (بيروت وعمان)، و"مكتبة كلّ شيء" (حيفا). وهي العاشرة بالعربية لمؤلّفها، الذي تطرّقنا في حوارنا معه أيضًا للحديث عن ملامح ومقوّمات مشروعه الروائي ومشواره الأدبي الذي بدأه عام 1972 وهو في عمر الخامسة عشرة.

أنور حامد، روائي وقاص وصحافي وناقد أدبي، وهو من مواليد بلدة عنبتا في الضفة الغربية عام 1957. يكتب بثلاث لغات: العربية، والمجرية، والإنكليزية. له عدّة روايات منشورة بالعربية، و12 مؤلّفًا آخر باللغات الثلاث، بين أعمال روائية، ومسرحية، ونقدية، وشعرية، ثلاثة منها أعمال مشتركة مع آخرين.

قصّته "المفتاح" نشرت باللغة الإنكليزية، ضمن مجموعة قصص لمؤلّفين فلسطينيين بعنوان: (palestine +100)، صدرت عن دار النشر البريطانية (Comma Press)، عام 2019، حول التصوّر للوضع الفلسطيني بعد مرور 100 عام على النكبة، ووصلت القائمة الطويلة لجائزة (British Science Fiction Award). كما نشرت أيضًا بالإيطالية ضمن مجموعة بعنوان: (Palestina 2048)، كما نشرت بالعربية ملحقة برواية "غريب" في نفس الكتاب عام 2021، وحُوّلت في عام 2020 إلى فيلم سينمائي من إخراج الفلسطيني ركان مياسي، ومن إنتاج فلسطيني، فرنسي، بلجيكي، قطري.

عمل أنور حامد منذ عام 2004 في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وكان عضوًا في جمعية تسمى (Bush Writers)، والتي تضمّ مجموعة الكتّاب البريطانيين والأجانب الذين عملوا في الـ (BBC) منذ تأسيسها عام 1922.

هنا حوار معه:

(*) نودّ أن نبدأ حوارنا معك من مناسبة صدور روايتك العاشرة بالعربية، الموسومة بـ"أشباه وأشباح"، المستوحاة من أجواء زمن الانتشار الأوّل لجائحة كورونا، وما سببته من تداعيات لبعض البشر من الدخول في غيبوبة كما حصل مع بطل العمل (ساهر)، وهو في العقد السادس من عمره، ويقيم في لندن. حدّثنا أكثر عن الدافع الرئيسي للكتابة عن هذا الموضوع في زمن الجائحة وما فرضته من عزلة على البشرية، وماذا عن الأجواء النفسية والصحية والاجتماعية التي خيّمت على فترة كتابتها؟

بيئة الرواية، أو ما يسمى بالإنكليزية setting، كثيرًا ما تكون تفصيلًا تقنيًا. هذه الرواية ليست عن جائحة كورونا وتداعياتها، هي عن أشياء كثيرة كانت الجائحة إطارًا لها. الرواية تمس قضايا لها علاقة بوجود الإنسان، علاقته بمحيطه، علاقته بذاته، أو ذواته المختلفة، أو "أشباحه" إن أردت. طبعًا هذه قضايا وجودية عامّة، وكان لا بدّ من توطينها، موضوعيًا وزمانيًا ومكانيًا، من أجل إعطائها ملامح محدّدة. بالتأكيد فترة الجائحة بما هيأته من عزلة والكثير من الوقت السائل، هيأت البيئة الملائمة للتأمّل والكتابة.

(*) في "أشباه وأشباح" يعود البطل إلى شريط حياته بين فلسطين وبودابست ولندن، وتتداخل الأحداث التي تتطوّر بالتداعي، كما في الأحلام، أحيانًا يحكمها منطق الوعي وأحيانًا تقترب في منطقها من أجواء السريالية، لقطات يبدو تدفقها، للوهلة الأولى، عشوائيًا، لكن يربطها خيط مرتبط بالذاكرة. أيّة علاقة بين نتاجك الأدبي والذاكرة، بخاصّة في هذه الرواية؟

الذاكرة في هذه الرواية هي "البطل"، وهي المسرح الذي تدور عليه معظم أحداث الرواية وتداعياتها. طبعًا ستجد الذاكرة عنصرًا أساسيًا في الكثير من أعمالي الروائية، تحديدًا تلك التي تدور أحداثها في فلسطين، فأنا لا أقيم هناك منذ فترة طويلة، فكثيرًا ما أكتب عن زمن آخر عشته هناك.

(*) "الذاكرة هي القائد في هذه الرواية؛ هي التي تنتقل بالقارئ إلى أزمان وأشخاص وأماكن مختلفين، ينتقل القارئ من خلالها بين الوعي والغيبوبة"، وذلك وفق رأي لقارئة أشدت به على جدار صفحتك في "فيسبوك". سؤالي: هل تعتمد عادة على مخزون الذاكرة فقط في كتابتك للرواية أم تدعمه بأبحاث عن موضوع العمل؟ وهل تدرج رواياتك ضمن "رواية الذاكرة"؟ 

الأبحاث والخلفية المعرفية هي مرجعي دائمًا في كلّ رواياتي. بالنسبة للذاكرة كثيرًا ما استخدمها لأنني أعيش في بيئة غير التي أكتب عنها في كثير من رواياتي، فمعظم تلك الروايات تدور أحداثها في الوطن بينما أعيش في المهجر في بيئة مختلفة تمامًا، لذلك لا مفرّ من اللجوء إلى الذاكرة، ضمن أشياء أخرى أستعين بها في الكتابة الروائية.



(*) تعيش في أوروبا منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود. فهل تعتبر نفسك "كاتب منفى"، رغم أنك تهتمّ في أعمالك بالكثير من تفاصيل الحياة والواقع السياسي والحياتي لأبناء شعبك في وطنك الفلسطيني قبل وبعد "اتّفاق أوسلو" المشؤوم، من ذلك تجارب الأسرى في سجون الاحتلال، والضحايا شهداء المواجهات مع جيش المحتلّ؟

تقنيًا قد أكون "كاتب منفى"، خاصّة أنّ "المنفى" يترك بصمات واضحة على كتابتي الروائية، خصوصًا على مدى قدرتي على النظر إلى الواقع الفلسطيني من "مسافة آمنة". ما أعنيه بالمسافة الآمنة هو محاولة تجنب التورّط المشاعري في أجواء وأحداث روايتي. أحاول أن أكون، ككاتب الرواية، محايدًا، حتى أستطيع أن أصوّر الأحداث والشخصيات بشكلٍ موضوعي. كثيرًا ما تكون في رواياتي شخصيات بملامح متناقضة، ولن يعرف القارئ أو الناقد مع أيّ من تلك الشخصيات يتعاطف الكاتب، وأنا حريص على هذا. المصداقية السردية تتطلّب هذا. طبعًا حين ينظر القارئ أو الناقد إلى العمل الروائي بكُلّيّته، بشموليته، ستتكشف أمامه أشياء "تفضح" الموقف الشخصي للكاتب من القضايا التي تعالجها الرواية. أظن أنّ وجودي بعيدًا عن الواقع الذي أكتب عنه (في المنفى) يساعدني على أن أحافظ على تلك المسافة الآمنة بين "الروائي" و"الشخص".

(*) ماذا تخبرنا عن ملامح ومقوّمات مشروعك الروائي، الذي بدأته برواية "حجارة الألم"، التي صدرت أوّل مرّة عام 2004 باللغة المجرية في بودابست، وبعدها بعام أصدرتها بالعربية؟

ما أسعى إليه في مشروعي الروائي هو تقديم لوحات اجتماعية وإنسانية تحمل رؤيتي الفكرية دون أن يحسّ القارئ أنني أمسك بخناق شخصياتي وأقود خطاها على هواي. ألتزم بما أسميه "معقولية" الشخصيات والأحداث. لا أعني بالمعقولية أن تكون مشاهد الروايات نسخًا للواقع بتفاصيله ولا أن تكون شخصياتي تطابق في ملامحها الواقع الذي أنطلق منه. أعني أنّ في كلّ رواية هناك "واقعًا موازيًا" يخلقه الروائي باستخدام عناصر من الواقع الموضوعي، المطلوب أن تكون ملامح الواقع الروائي متماسكة ضمن نسيجها الذاتي الكلّي، لا أن تكون مطابقة للواقع الاجتماعي، المادّي. هنا كثيرًا ما اصطدم مع بعض قرّائي ونقّادي، لأنّ الكثيرين منهم يرون ضرورة أن يكون الواقع السردي نسخة عن الواقع الحياتي. بل أسوأ من ذلك: كثيرون يعتقدون أنّ نماذج الشخصيات يجب أن تشبه النمط السائد في المجتمع. بل أسوأ من ذلك: يتوقعون من الروائي أن يقدم "نسخة الصالونات" من شخصياته، بينما لا تثيرني ملامح الصالونات، أحاول أن أغوص في البقع الجوانية التي كثيرًا ما تكون مظلمة، صادمة، تستفزّ القارئ. هذا يستفزّ قرّائي أحيانًا وتخرج منهم اعتراضات بصيغة جارحة. أحد قرّائي كتب لي مرّة "فشرت يا هامل أن تكون هذه الشخصيات تمثّل مجتمع يافا"، بالحرف تقريبًا. لا يزعجني هذا، أحبّ أن "يتورّط" قرّائي مشاعريًا مع الشخصيات، والدراما، حتى ولو أدّى ذلك إلى مشاعر سلبية تجاهي.

في رواية "والتيه والزيتون" ظهر هذا بشكلٍ مؤلم، حيث "هاجمني" نقّاد الرواية، وتعمّدت أن استخدم كلمة "الهجوم" على فجاجتها، لا من منطلق تقني أو فكري، بل من منطلق "أخلاقي" وهذا أغرب شكل من أشكال النقد الروائي الذي لا يمكن أن تجده إلّا في الواقع العربي. اعتراضهم كان على نشوء علاقة بين رجل في الخمسين وفتاة في الخامسة والعشرين، فهم يرون أنّ هذا "غير واقعي" و"غير أخلاقي" في آن، أيّ هم يرون أنّ أيّ شيء خارج عن السائد والمألوف لا مشروعية له في السرد الروائي. طبعًا هذا يتناقض تمامًا مع رؤيتي، فمعايير المقبول والمألوف والمتماسك سرديًا بالنسبة لي ومرجعيتي ليست الواقع السائد بل الواقع الذي تنسج ملامحه الرواية المحدّدة، و"واقعية" الشخصية أو الحدث في رأيي مؤسّسة على مدى انسجام الصورة الكلّية في البناء الروائي، لا على ملامح الواقع الاجتماعي السائد.


(*) "المفتاح"، "والتيه والزيتون"، "يافا تعدّ قهوة الصباح"، "مي وملح"، "غريب"، "أشباه وأشباح" وغيرها من عناوين أعمالك والروائية والقصصية... كيف تختار هذه العناوين التي كثيرًا ما تحمل بعدًا إنسانيًا وتختصر ببساطة مضمون الرواية؟ وهل يُشكّلُ العنوان مدخلًا للنصّ عندك؟

أستثمر كثيرًا في عناوين رواياتي، واختيار العنوان مهمّة شاقّة بالنسبة لي، تتطلّب جهدًا وخيالًا وخلفيةً معرفية، فمن جهة أحاول أن أجعلها نافذة على الرواية، ومن جهة أخرى أبذل جهدي لتجنب المباشرة. عناويني تخلق لي إشكاليات أحيانًا. أحد النقّاد اعترض على عنوان "شهرزاد تقطف الزعتر في عنبتا" لأنه لم يجد شخصية في الرواية باسم "شهرزاد"، وسبّب لي هذا صدمة كبيرة، أن يصدر اعتراض كهذا عن ناقد أكاديمي. وعنوان رواية "والتيه والزيتون" تسبّب لي بصداع، فقد رأى فيه البعض تناصًا مع نصّ قرآني، وهو في رأيهم غير مسموح.


جمهور السينما غير جمهور الكتاب...

(*) في 2020 تم تحويل قصّتك "المفتاح" إلى فيلم قصير حمل العنوان نفسه، للمخرج الفلسطيني ركان ميّاسي (إنتاج فلسطيني، فرنسي، بلجيكي، قطري)، والذي عرض في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية. ما هو تقييمك لهذه التجربة؟ وكيف أثر نجاح هذا الفيلم على انتشار هذه القصّة؟ وهل تعتقد أنّ السينما قد تقدّم إجابات ربّما لا يقدّمها العمل الأدبي؟

كانت تجربة رائعة، وقد واكبت الفيلم في جميع خطواته، حيث كان المخرج ينسّق معي الخطوات أوّلًا بأوّل ويستشيرني، وهو ما أسعدني، حيث المخرج ليس ملزمًا بذلك، فالفيلم خاصّ به، ويستطيع أن يشكّله وفق رؤيته لا وفق رؤية المؤلّف، لكن ركان ميّاسي اختار أن يشركني في العملية، وأنا ممتن له لذلك.

تقييمي للتجربة؟ طبعًا الفيلم تجربة مختلفة كلّيًا عن الرواية، حيث الجانب البصري والصوتي يلعب دورًا مهمًا فيها. من يقرأ النصّ السردي ويشاهد الفيلم كثيرًا ما يجد نفسه يقارن بين العملين، وأعتقد أنّ هذا ليس سليمًا، فالعملان مختلفان في كلّ شيء. من جملة نقاط الاختلاف أنّ الفيلم، مثلًا، يأخذ زاويةً أو خيطًا سرديًا واحدًا ويتابعه، بينما القصّة تستخدم عدّة خيوط، وتستخدم الخيال عوضًا عن الصورة المادّية المجسّدة على الشاشة.

بالنسبة لتأثير الفيلم، الذي عرض في عدّة مهرجانات دولية في الولايات المتّحدة وأوروبا، هو سلك طريقه الخاصّ، وربّما كان جمهور السينما غير جمهور الكتاب، لا أدري، لكنّي لم أصادف بعد أيّ ربط بين الفيلم والقصّة من أيّ ممّن شاهدوا الفيلم في العالم. بالنسبة للجمهور العربي لم يصله بعد، أتشوّق لعرض الفيلم في العالم العربي، خاصّة في فلسطين، وقد يحدث هذا قريبًا.

(*) هل تدخلت في المقاربة النصّية والبصرية للمخرج؟ وكيف وجدت الفيلم المقتبس عن قصّتك بعد عرضه؟

لم أتدخل لكنّي تعاونت مع المخرج كما أسلفت، بطلب منه. وجاء الفيلم بصورة أعجبتني.

(*) من منظورك كروائي، ما هي أهم مقوّمات نجاح تحويل العمل الأدبي إلى فيلم سينمائي؟ ومن بعد، ما الذي يمكن أن يقدّمه المشهد البصري، للنصّ الأدبي، وما الذي يمكن أن يسلبه منه؟

في رأيي، كما أسلفت، يشكّل العمل الأدبي نقطة انطلاق سردية فقط للفيلم، تشكّل إطارًا له، وأنا مع ترك المخرج يعمل بحرّية وفقًا لرؤيته الخاصّة، يعيد ترتيب عناصر السرد، يغيّر فيها كما يشاء دون المساس بالفكرة الجوهرية طبعًا.

(*) هل ترشح عملًا آخر من أعمالك لتحوّيله إلى فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني؟

أرشح أكثر من عمل روائي لي للسينما والتلفزيون: "يافا تعد قهوة الصباح"، و"جنين 2002"، و"جسور وشروخ وطيور لا تحلق"، لكنّها لم تنته باتّفاق نهائي.

(*) ما بين مهنة الصحافة والكتابة الأدبية، في أيّ منطقة يوجد الإبداع؟ وإلى أيّ مدى وظفت قدراتك الإبداعية لتحقيق تميّز في حقلي الكتابة السردية والعمل الصحافي؟

كان لعملي الصحافي أثر في كتاباتي السردية، فأنا ألتزم في تصويري السردي ما أمارسه في الصحافة: لا أطلق أحكامًا بل أقدّم الصورة للقارئ/ المستمع/ المشاهد مستخدمًا كلّ الوسائل التقنية، المعرفية، الفنّية المتاحة لي وأترك له امتياز اتّخاذ موقف.

(*) كتبت بعض رواياتك باللغة المجرية، كما تُرجمت العديد من أعمالك إلى الإنكليزية والإيطالية... فما هي برأيك أهمية الكتابة عن فلسطين بلغة الآخر، وكذلك أهمّية ترجمة الأدب الفلسطيني للغات عالمية؟

في حالتنا كفلسطينيين لا يعرفنا المتلقّي العالمي ككيانات إنسانية بملامح ثرية وتجارب إنسانية بل كأرقام. هو يسمع عن مقتل العشرات وأحيانًا المئات، هدم بنايات...إلخ لكن الخبر لا يخترق وعيه لأنّ الضحايا لا تكتسي ملامح إنسانية، تبقى أشباحًا باهتة. نادرًا ما تظهر ملامح ثرية للضحايا في المواد الإعلامية، هذا يتطلّب مهارات خاصّة للصحافيين ورغبة وسيلة الإعلام في التركيز على هذا الجانب. الأدب هو ما يقدّم الإنسان بملامحه الثرية، بجروحه النازفة، بأفراحه، بطموحاته. لذلك حين، في عمل سردي، تحدث خسارة ما، يعايشها المتلقّي بثراء ملامحها، إن كان العمل السردي جيدًا.

(*) هل من عمل أدبي جديد تعمل عليه الآن؟

نعم، هو عمل فكرته قديمة لكنّي أجّلت تنفيذه فترة طويلة. أريد أن أحاول تقديم جديد فيه، على المستوى الإنساني والفنّي. الموضوع يتعلّق بما يسمى بـ "جرائم الشرف"، لكن من زاوية خاصّة جدًا. لن أبوح بالمزيد الآن، لننتظر اكتمال العمل ونشره. 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.