}

شبهات

شعر شبهات
اللوحة للرسام الفرنسي جان ليوم جيروم (1824 – 1904)

لا شيء، يطفئ حرائقي

لا الماء ولا الهواء ولا التراب؛

أما الوهم فهو إجراء احترازي يزيد من تأجج السراب،

من قال إنني اشتعل!

إنما أنا عالق على جسر يتأرجح بين نفقين ينفتحان كصرخات مكتومة..

الصباح فم يلتهم الحلم

والوقت جرح غارق في شؤونه؛

عبثا؛

ترتب عاطفة الأشجار إيقاع نظراتي

وأدخل حدقتي من جهة في العتمة

لتتلاشى قامتي شظايا لهب يوقظ الماء من سباته

يعبث بالهواء ويبتاع كسوة جديدة التراب،

لم أقل إنني أشتعل

تزعجني صافرات شاحنات الإطفاء،

أيها المتفرجون؛ ليس هناك ما هو أنبل من كم دمعة ترفرف فراشة من لهب،

أيها المتفرجون؛ لا تكسروا إيقاع رقصة القهقهات

فما زال في العمر متسع لمزيد من بلادة الروح

ولم تدخل الشتائم إلى قواميس العشاق

التائهين في عناق الكذب،

ممتلئا بخساراتي؛

لن أدع الدموع ترتق لي حتفي،

لن تتعثر جثتي وهي تقع من بين يدي لامبالاتي،

أنا سبب انكساري،

وأنا هزيمتي،

أنا كل ما فعله الحلم المغشوش بي،

لا أذكر شيئا مني ولا أذكر أن لي صباحا ينفتح شرفة

تضيئها قهقهة أمل مشاغب،

ذلك ما وعدتني به جواربي التي أرسلتها لي حبيبة قديمة كهدية عيد ميلاد كلبة جارنا الشاهد الوحيد على يوم فراقنا.

لم أعد أصلح للضحك!

قلت لجاري وهو يلقي على مسامعي نكتة جديدة!

ستأتي أيام أخرى نعانق فيها عطر الزهرة حتى لا تذبل،

وتاتي أيام أخرى يعود فيها الهنود الحمر تعاويذ لمطاردة أشباه الإنسان،

لن أطفئ نفسي بحريق مشتبه..

ما زال في داخلي متسع لحرائق أجمل.

 

*شاعر ومترجم تونسي

قصائد اخرى للشاعر

شعر
12 أغسطس 2020

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.