الطرقُ جميعُها لا تؤدي إليك
أعلمُ
والصوتُ أيضًا
وتلك الحصاةُ المضيئةُ خلفَ أسوارِ البيوتِ
لنا أن نُشعلَ حطبًا في القلبِ
في القلبِ تمامًا
وأن نَصلَ نقطتين ببعضٍ داخلَ ناقوسٍ
أو نسيانُهما خلفَ ذيلِ الأمنيةِ
لنا أن نموتَ معًا
كما يموتُ الفرسانُ خارجَ القصصِ
شيءٌ كهذا بالغُ الأسى
بالغُ الهلاكِ
بالغُ التشظي
شيءٌ كهذا يمرُّ بسهولةٍ من تحتِ العيونِ
مثلَما يمرُّ الصياحُ من بين شفتيْ ولدٍ يحبُ الجلوسَ عاريًا في الوديانِ
وعلى جانبٍ من مرآةِ حياتِه
شيءٌ كهذا لن ينالَ حظَّهُ من النيازكِ
ولا قطرةً من ماءِ الغيومِ
أو حفنةً من يأسِهِ
شيءٌ كهذا يسقطُ من علوٍّ إلى علوٍّ
مثلَما تسقطُ نجمةٌ في السماءِ
ومثل الحديثِ عن سلالةِ الحبِ في غضونِ ثوانٍ
شيءٌ كهذا يلمعُ وراءَ أثرِ عظمةِ توقَ الصدرِ
كأيِّ نظرةٍ عميقةٍ إلى ماءِ البئرِ
وإلى الأيامِ
شيءٌ كهذا يموتُ في لحظةٍ يتفاقمُ حولَها الحزنُ
وكأنهَ ينبوعُ العنقِ
هذا السيانُ بين أولِ الصبرِ وآخرِهِ
شأنهُ شأنُ الخطوةِ
سوادُ العلامةِ التي تشيرُ إلى الحدودِ
وإلى مئةِ فراغٍ داخلَ جنينِ الأمِ
قبلَ أن تلفظَ اسمَه كرهًا على الشمسِ
وعلى طيفِ العويِّ
حيثُ المرارةُ ثلثُ القصدِ
وثلثُ الغربةِ
ثلثُ التراجعِ
الظمأُ أو ما يشبهُ الوداعَ
إنه شعورٌ فقط
هذا الميلانُ الشاسعُ صوبَ جريانِ الأناملِ
حيثُ البريقُ مسافةٌ لاِختصارِ عصا الظلَّ
ولمحةُ لتفادي الوساوسِ
بنصفٍ قصيرٍ من هواءِ الليلِ
من كِلينا عندَ وضوحِ الوقتِ
لنا أن نموتَ معًا
على طولِ المسافةِ بين نقطتينِ داخلَ ناقوسٍ.
* شاعر عراقي.