لقد كُنّا هناك
وكان قدرنا أن نكون هناك
آثار أقدامنا تركناها هناك
أحذيتنا التي حَمَلَتنا
تُسجِّل على جلدها القديم
كلّ طريق وكلّ درب وكلّ شارع
لقد كنا هناك
وكان الوطن ينكمش في اليد
لكنه يتسع في القلب
ونحن اليوم ها هنا
في وطن طافح بالوجود
لقد كنا نحلم
وكان الحلم وما زال
هل تموت أبدا الأحلام؟
لم ننسَ الطريق وهو يتبادل الحديث
مع أقدامنا المرهقة
مع عكّازات الأمل
وعربات تحمل الملائكة
كنا ننظر ولا ننظر
فالرّماد والجثث غصّة العين العاشقة
يا مدينة محاصَرة
يهوذا وصحبُه قد باعوا
فلا تبوحي بسرّك لأحد
أيّتها المدينة المبتورة الأطراف
ارفعي رأسك
كنتِ بالأمس هناك
واليوم أنتِ هنا
مشرعة على القصف والدّمار
عيناك غائمتان
وأسألكِ: "هل يسمع الرّبُّ الصّلاة؟"...
*شاعرة جزائرية.