عرفته في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، في جامعة حلب. كانت الجامعة، في حينها، تشهد زخمًا طلابيًا تقدميًا، وكنت أعمل مع صحيفة "الأسبوع الأدبي"، التي يصدرها اتحاد الكتاب، إذ كنت مراسلها في حلب، أغطي نشاطات الجامعة واتحاد الكتاب ومديرية الثقافة. كان النشاط الثقافي في أوجه، وكان نضال الصالح أحد الوجوه البارزة في هذا النشاط، وقد عتب عليّ عندما كان مشاركًا في إحدى الأمسيات ولم أعطه حقّه، كما قال لي يومئذ، وكان يصطحب معه الصحيفة، فتحها وأراني ما كُتب فيها، فهززت رأسي على أنني أشكره على اهتمامه وتتبعه.
درس نضال الصالح في مدينة الطبقة، وهو من مواليد مدينة حلب عام 1957، وذهب إلى الطبقة لأنّ والده كان يعمل في سدّ الفرات، فأخذ الأسرة معه إليها، لأنها تقع على نهر الفرات. وبعد أن أخذ الثانوية فيها، تقدّم إلى الصف الخاص (معهد إعداد المعلمين)، وبعد سنتين، تخرّج فيه معلمًا للمرحلة الابتدائية. لم يعمل في التعليم، بل عمل كموجّه للطلاب في إحدى المدارس الثانوية، وأعاد دراسته الثانوية فنالها وسجل في كلية الآداب، قسم اللغة العربية.
بعد نبله الشهادة الجامعية، وقد حصل فيها على علامات جيدة، انتقل للدراسات العليا، وقد ساعده الدكتور فؤاد مرعي في ذلك، وأشرف على رسالته. عمل في تلك الفترة مدرسًّا لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين. وبعد أن نال شهادة الماجستير والدكتوراة بتقدير ممتاز، أصبح مدرسًا في الجامعة، بمساعدة الدكتور مرعي.
صار يدرّس مادة النقد، حين ابتدأت مرحلة تحطيم الأوثان عنده. بدأها بالدكتور مرعي، ثمّ بالأديب وليد إخلاصي، وبعد ذلك القاص زكريا تامر الذي يعيش في لندن، فقد شنّ حملة عليه، ورأى أن أدبه ممّا يحكى للصغار، وأنه "كفى الرفع من شأنه". وقفت ضدّه في مقالة في ملحق صحيفة "الثورة" من بين مقالات كثيرة جمعها رئيس تحرير الملحق تفنّد رأي الدكتور نضال الصالح بزكريا.
في عام 2011، اعتصم الطلاب في كلية الآداب يطالبون بالثورة على كلّ شيء، بينما رأى الدكتور نضال أنّ زملاءه يحرّضون الطلاب. ثمّ نتيجة الانفلات الأمني، قُصف البيت الذي يسكن فيه مع أسرته، فنقل وظيفته إلى دمشق، وأصبح مدرّسًا في جامعتها. نقل بعدها إلى وزارة الثقافة، معاونًا للوزيرة. ونتيجة تدخله في ما لا يعنيه، رحّل منها إلى مدرسة تعليم العربية لغير الناطقين بها، التي بقي فيها حتى انتخابات اتحاد الكتاب العرب، حين ذاك تقدّم إليها، ونجح بأغلبية الأصوات.