}

1967- عام المفصل

منذر مصري 2 مايو 2024
يوميات 1967- عام المفصل
(بريشة الكاتب)


- "1967! يا اللـه كم قديمة... /57/عامًا! زمن يكاد لا يصدق؟ ويا اللـه كم أنت قديم، بل أنت أقدم... /75/ عامًا يا رجل!". حسنًا حسنًا يا أصدقائي، اعتبروها آتية من عالم انقضى، عالم آخر، لم يبق منه سوى أطلال مبعثرة، كما عبّر طرفة: تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد! عالم تلاشى كما تلاشى ناسه، فقد تحسّب اللـه لما سيصير إليه البشر من أنواع ومن عدد، فصنعهم من مواد قابلة للتلاشي! وكأنهم أحلام!

- سؤال: هل عندما كتبت هذه المذكرات، كنت تعلم، يومًا، أنه سوف يقرأها آخرون؟ جوابي لو سألتني وقتها: بالتأكيد لا. ولكن جوابي اليوم: بالتأكيد نعم. لأنه ما من فعل الكتابة، مهما بدا معزولًا ومهما ادّعى الخصوصية، إلّا ويضمر في لا وعيه فعل القراءة!

- سؤال: هل هناك شيء يتعلّق بإنسان، بأي إنسان، لا يهمّ إنسانًا آخر؟ هل يوجد لدى البشر شيء خاص كليًّا؟ ثم، ومن زاوية نظر أخرى، أليس الأدب، عمل الأدب، تحويل الخصوصيات إلى عموميات! عداك عن أن الكثير من هذه اليوميات، في الحقيقة، يتطرق، بطريقة مباشرة وغير مباشرة، إلى الأحداث العامة التي تقع وتعمل عملها في صاحبها وفي الناس حوله! كيف ليوميات ألّا تفعل.

- أنقل هذه اليوميات من دفتر أساسي أخصّصه لمذكرات كل سنة لوحدها، وهناك أيضًا دفاتر صغيرة، كنت أحملها أينما ذهبت، لأسجّل عليها ما لا أريد نسيانه.

- أسميت 1967 عام المفصل، لأنه كان كذلك على الصعيدين، الخاص كما سترون من اليوميات التالية، والعام، أعني الناس. فقد لمست في كل الذين أعرفهم، مشاعر الهزيمة والإحباط! لا الدولة ولا الحكم، حيث لم تظهر للعيان أي تغيرات، لا بل رسميًا أعتبر الخامس من حزيران/ يونيو انتصارًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

17/1/1967:

- البارحة مساء، وقعت على وجهي وغبت عن الوعي للحظات، وأنا أستعرض مهاراتي على دراجة البيجو المزودة بمحول سرعة، التي ابتاعها أبي لي ولأخي ماهر، أمام بنات الحارة الجالسات على شرفة بيت الفوز! وتفتيحي لعيني ورؤيتي (غ) تنظر إليّ مذعورة، ثم لا تلبث أن تضحك عندما وقفت مترنّحًا، على أن شيئًا خطيرًا لم يحدث!

- كأن (غ) من عالم آخر لا مكان لي فيه!

- لم يبد ماهر أي انزعاج مما أصاب دراجتنا المشتركة! جراحي مظهري البائس بعد الوقعة تغلب على تنافسنا عليها.

/28/1:

- لا قدرة لي على حفظ بيت واحد من الشعر العربي القديم والحديث! سوى هذا الحوار في مسرحية (الإزار الجريح) لشاعر البعث، كما يلقبونه، سليمان العيسى: "ما حملنا الدين زينة ولباسًا في المدينة حيثما شئنا خلعنا وحيثما شئنا ارتدينا" مستبدلًا كلمة (رجعنا) بـ(ارتدينا)، ربما غير صحيحة الوزن ولا القافية، لا أدري، ولكنها برأيي صحيحة المعنى. وكذلك بيت طرفة بن العبد: "إذا القوم قالوا من فتىً خلت أنّني عنيت فلم أكسل ولم أتبلّد"! مع أني من الكسولين والمتبلّدين بالتأكيد. أظنني تأثرت بالمعاني أكثر من الكلمات والوزن!

4/2:
- بدل التحضير والدراسة ليل نهار لفحص البكالوريا، الفحص الذي سيقرر معدل نجاحي فيه، الفرع التي سأدرسه، أي ماذا سأغدو في المستقبل! أستمع، أنا وأخي ماهر، ليل نهار لألبوم البيتلز (Revolver-1966)! أما كيف حصلنا عليه؟ فأنا نفسي لا أصدّق أنه باعه لي بمبلغ /15/ل. س، (كابي دمرجيان) مغني فرقة (The Calling Birds). وهو يقول، إنهم لم يحبّوه، وأن البيتلز قد تغيروا! أما أنا فأحملق في الغلاف، في حلم لا يقظة منه. الوجه الأول رسم رائع لوجوه البيتلز: جون وبول وجورج ورينغو بالأسود والأبيض. الوجه الثاني صورة لأربعتهم يضعون نظّارات شمسية، مع أن الصورة مظلمة وكأنها ألتقطت ليلًا! وقد ملأت: (Eleonor Rigby) و(Tomorrow Never Knows) و(Here There and Everywhere) مشاعري كلها.

- أنام وأستيقظ، وصوت بول مكارتني يغني (For No One) في أذني، وعلى شفتي، وفي روحي.

13/2:

- واقعة إلقاء القبض علينا، أنا ومصطفى عنتابلي ونبيل صوفي، البارحة، الساعة التاسعة مساء، في ساحة أوغاريت. سأسمح لنفسي بتدوينها مع بعض التجاوزات! عندما توقفت سيارة بيك آب، وهبط منها ثلاثة أشخاص واعتقلونا ومضوا بنا إلى مقر الأمن السياسي، القريب من بيوتنا ثلاثتنا، في حي تجميل الصليبة. السبب أننا بعد خروجنا من السينما، عرض الساعة السادسة مساء لفيلم (سبارتاكوس) تمثيل كيرك دوغلاس في سينما الأهرام، وفي طريق عودتنا، خطر لي خاطر جنوني، وكأن عفريتًا ركبني بعد مشاهدة هذا الفيلم، أن أحول ما كتب على ملصقة ورقية على حائط سوق الذهب: (الشرطة في خدمة الشعب) إلى (الشرموطة في خدمة الشعب)، مع أنني، صدقًا، لم أكن أفكر ماذا يعني هذا على الإطلاق، فقد كان همي استعراض شطارتي كيف يمكن قلب هذه الجملة، رأسًا على عقب، بمجرد إضافة حرفين (مو) فقط!

- بعد أقصر تحقيق أمني في التاريخ اعترفت فيه دون أدنى مواربة بأني صاحب الفكرة ومنفذها معًا، وأني أتحمّل المسؤولية الكاملة عن كل شيء. قاموا بفلقنا واحدًا بعد الآخر، بعصى رفيعة، وهم يضحكون. وضحكوا أكثر عندما طلبوا من مصطفى الانبطاح بدوره، ليأخذ نصيبه من الفلقة، فقام وانبطح فوق السرير العسكري الموجود في الغرفة. ثم ختموا الحفلة بأن جزّوا لنا شعور رؤوسنا، كيفما اتّفق. أحدهم قال، بلهجة ساخرة: "أبوك شكيب مصري هو من يدخل في رأسك هذه الأفكار؟". ذلك لأن بعضهم كانوا يعرفونه من أيام عمله في الأمن العام.

- في صباح اليوم التالي لم يحضر، لا مصطفى ولا نبيل، إلى المدرسة، ذهبت أنا! دخلت الصف متظاهرًا بأن كل شيء طبيعي. لكنهم عندما شاهدوا رأسي حليقًا على هذا النحو، أخذوني إلى غرفة المدير، حيث، مرة ثانية اعترفت لهم بكل شيء دون تردد. لم تزد ردّة فعل المدير والناظر عن القول إني أستحق ما فعلوه بي وأكثر! وهيا عد إلى الصف.

4/3:

- في مركز الفنون التشكيلية، أرسم أمام مدير المركز خالد مزّ، والفنانة ليلى نصير التي تدرس الرسم فيه، يقول الأستاذ خالد، إن عيني جيدة وخطي جيد، ليلى تكتفي بهز رأسها.

- على الحائط، خلف مكتب مدير مركز الفنون التشكيلية، لوحة زيتية كبيرة بألوان ترابية، علمت أنها إحدى لوحات مشروع تخرج الاستاذ خالد مز من كلية الفنون الجميلة في القاهرة، تمثل اللوحة عمالًا يجبلون بالرفوش كتلة من الإسمنت، أبديت ملاحظة أن هناك مفارقة في الحجم الصغير للكتلة بالمقارنة مع عدد العمال والجهد الشديد البادي عليهم.

27/5:

- اليوم بلغت /18/ سنة. لا أحد يجد هذا مهمًا، ولا حتى أنا.

28/5:

- قضيت أسبوعًا مع بسام حكيم وأخته، أولاد جيراننا في البناية، بغاية التحضير لفحص الباكالوريا في بيت أهل أمهم في قرية دوير بعبدة في ريف جبلة. نمت أنا وبسام في غرفة واسعة فيها خزانة خشبية قديمة يحتوي درجها السفلي، على صور ورسائل عائلية، أغلبها لخال بسام غسان جديد، الذي أخبرني أبي بأنه كان قوميًّا سوريًّا بارزًا، شارك مشاركة لافتة في حرب فلسطين 1948. وأنه قتل منذ عشر سنوات تقريبًا في لبنان بعملية اغتيال مدبرة من قبل جهات مجهولة! بينما أخوه الأصغر، خال بسام الثاني، هو الضابط صلاح جديد البعثي يعدّ أحد أقوى الشخصيات الحاكمة في سورية اليوم.

- ربما من أوائل ذكرياتي السياسية، أن أبي، الانفصالي الوحيد في العائلة، ضد الوحدة مع مصر، وضد عبد الناصر، قال لي، صباح /8/آذار/1963، بعبارة مختصرة: "هذا انقلاب بعثي".

5/6:

- توقّفت الفحوص المدرسية والجامعية، في عموم أنحاء سورية، بل توقّف كل شيء، بسبب الحرب. جمعونا، طلاب المدارس، في ساحة مدرسة الحرس القومي، في حي القلعة، ووزعوا علينا بنادق تشيكية، تلقّم يدويًّا، نفسها التي كنا نتدرب عليها في معسكرات الفتوّة خلال السنوات الثلاث الماضية، وراح ضبّاط الفتوّة، ربما لتلهيتنا، يلقون علينا الخطب السياسية، حتى ساعة متأخّرة من الليل. في الحقيقة لم أكن أعطي أذنًا لشيء يقولونه، سوى أني سمعت الملازم أول (إ. ه) يقول بغطرسته المعهودة: "ليس لبنان سوى جيب في جاكيت سورية". ربما ما لفتني هو الصورة البلاغية!

- يطمئننا الملازم أول (إ. ه) أن الاتحاد السوفياتي ومعه المعسكر الاشتراكي يقفان بصفنا 100%، وأنهما تركا رومانيا تتظاهر بأنها مع إسرائيل لتكون، حسب رأيه، جاسوسة لهم في المعسكر الغربي الإمبريالي! ليكونوا على معرفة بكل خططه ونواياه.

مظاهرة أساتذة وطلاب ثانوية جول جمال في نيسان/ أبريل 1967 تنديدًا بالإمبريالية والصهيونية


6/6:

- أنا نفسي لا أصدق، وربما أخجل من هذا الشعور، وهو أنني أتمنى لو تأتي الطائرات الإسرائيلية وتقصف مدرسة جول جمال، كي أتخلص من امتحان البكالوريا، والامتحانات كلها للأبد.

- اسألني، ماذا أكره؟ أكره الفحوص بكل أنواعها، وخاصة الشفهي منها. لا يمكنني أن أنسى، عندما طلبت معلمة الصف الثالث مني أن أقرأ أحد دروس كتاب القراءة، أثناء زيارة أمي لي في الصف الثالث في مدرسة الأرض المقدسة، وتلعثمي أمامها، ومن كنّ معها، عندما طلبت مني أن أشرح وأقول لها ماذا فهمت، فأجبت: "لم تعلّمنا الآنسة ماذا نفهم!" حتى صارت هذه الذكرى عقدة نفسية عندي.

- أنوس بين الخجل من الظهور بين الناس، والوقاحة أحيانًا! ذلك الخيط الذي ينفذ في قلب كل حبة من حبات مسبحة ذكرياتي. كان ولا يزال، ولكن لن أجعله يبقى.

11/6:

- "هزيمة كبرى هزيمة كبرى"، يردّد أبي وهو يسب ويلعن البعثيين وعبد الناصر!

12/6:

- غابت ابنة جيراننا (ر. س) سبعة أيام عن البيت، دون أن يعرف أهلها أين هي! بعد عودتها قالت لنا إنه عند مرورها في ساحة الشيخ ضاهر سمعت يصيحون على أبواب الكراجات، بالإلحاح: "حلب حلب حلب". فركبت وكأنها منوّمة مغناطيسيًّا إحدى السيارات المتوجهة إلى حلب وسافرت إلى هناك، حيث مكثت في بيت أحد ركاب السيارة التي استقلّتها، الذي، ما إن عرف قصتها حتى أخبر أهلها بمكانها، فسافر الأب والأم والأخ الأكبر وأعادوها!

10/8:

- نجحت في امتحان الثانوية (علمي)، بمعدل وسط 165/260. أعلى علامة أخذتها في التربية الدينية 18/20! بينما لم تتجاوز علامتي في اللغة الانكليزية 18/30! التي أدعي أنني أفضل زملائي بها. بقية المواد فوق معدل النجاح بقليل، ومادتان تحت المعدل بمجموع يزيد عن نسبة الربع، وهذا ما نجّاني من السقوط، لم أفرح ولم أحزن!

- لا يخوّلني معدل نجاحي دخول أي من كليات الهندسة التي أرغب بها. وطبعًا لا أفكر بإعادة تقديم الامتحان للحصول على معدل أفضل. لا أصدق أني انتهيت من المدارس والأساتذة والفحوص.

16/8:

- أفكر بالانتساب إلى كلية الفنون الجميلة في دمشق، يقتضي الأمر، تقديم فحص قبول. الأمر الذي يقلقني لحدّ ما، أكره الفحوص بأنواعها. ثم إنه يجب عليّ السفر لدمشق لإجراء هذا الفحص، وهذا أيضًا ما لا أحبه!

20/8:

- لسبب ما تم الإعلان للمرة الثانية عن تأجيل فحص القبول لكلية الفنون الجميلة. أحبطني هذا لدرجة أني صرت أفكر بالتقدم لكلية جديدة أنشأت في جامعة حلب هذه السنة: (العلوم الاقتصادية). على أن هذا يلائم ميولي الاشتراكية.

- لم أسافر لدمشق، ولم أجر الفحص ليس فقط بسبب تأجيل موعده، أكثر من مرة، بل لكرهي الامتحانات على أنواعها، العملية والشفهية منها.

- لا أبي ولا أمي، يتدخّلان في قراري أي فرع سأدرس. وكأنه لا علاقة لهما بالأمر، ادرس ما تحبّ يقولان لي! (ز. ز)، ابن جيراننا، والناجح مثلي في البكالوريا هذه السنة، وإن بمعدل أقل بكثير، سيسافر لإسبانيا لدراسة طب العيون. أبوه الضابط الكبير السابق (ز. ك) ينصح أبي بأن يرسلني معه، وأنه بعد سنة أو سنتين يستطيع أن يحوّل دراستنا هناك إلى بعثة دراسية لحساب الجيش السوري! لكن أبي ليس في هذا الوارد، لا من قريب ولا من بعيد. ولا حتى أنا!

27/8:

- أبتاع قمصانًا وكنزات لأخذها معي إلى حلب، صادفتني ابنة خالتي غيثاء عند الخياط (المقص الذهبي) أجري قياسًا لطقمي الجديد، ضحكت قائلة: "هل تتجهز لعرس"!

13/9:
- أتأمل المناظر الطبيعية اللماعة على الدفتر الذي أكتب عليه مذكراتي هذه، والذي أحضره لي أبي من سفره الأخير إلى سويسرا... جميلة، جميلة جدًا... ولكن: "إنها لا تعني لي شيئًا، ليست وطني".

13/10:
- السفر لحلب مع ركاب آخرين، بسيارة زوج خالة أمي، جمال مدلّل! أجلس في الوسط بينه وبين راكب آخر يجلس بجانب النافذة. طوال الطريق أتأمل رسغه المتطاول على نحو زائد وهو يمسك برخاوة ملحوظة مقود السيارة! ثم من حين لآخر أسترق النظر إلى عينيه الزرقاوين الساهمتين ووجهه الخالي من شعر الذقن!

18/10:
- أحطّ في بيت أقارب أمي. عند إحدى بنات خالتها المتزوجة من سائق شاحنة كبيرة إدلبي، يركنها تحت البيت في حي الحمدانية. أقضي عندهم أيامًا معدودة إلى أن أذهب وأستلم غرفتي في المدينة الجامعية. لا أظنني سأنسى يومًا ذلك الإنسان الطيب البسيط وهو يحمل طنجرة المحشي الكبيرة بكلتا يديه ويضعها على فمه ويكرع مرقها كله دفعة واحدة!

- الغرفة 50 الطابق الثالث، الجهة الشرقية. لا يشاركني في السكن أحد.

28/10:

- أظنّني وقعت في شر أفعالي. لا أطيق أي شيء في كلية العلوم الاقتصادية. أشد ما أكرهه، الاقتصاد ودراسة الاقتصاد! لا أدري كيف سأكمل دراستي في هذه الكلية. بالتأكيد كان اختياري دراسة الاقتصاد خطأ كبيرًا سأدفع ثمنه في المستقبل.

- لا أسافر كل نهاية أسبوع إلى اللاذقية، كما يفعل أغلب الطلاب اللوادقة الذين عرفتهم هنا. لا أحد من أصدقائي أو معارفي يدرس معي! بدل السفر أنزل إلى المدينة، وأحضر سينما.

- حضرت فيلم (اثنان على الأرجوحة). آخر فيلم أميركي يسمح بعرضه في دور السينما السورية وذلك منعًا لكل ما هو أميركي بعد حرب حزيران (يونيو)، تمثيل روبرت ميتشوم بدور محام متقاعد ومكتئب، وشيرلي ماكلين بدور راقصة شابة ومليئة بالحيوية.

1/11:

- أوّل من تعرفت وصادقت في كلية العلوم الاقتصادية وفي المدينة الجامعية، شاب شديد اللطف من حمص، اسمه بسام جبيلي، يشاركني اهتمامي بالرسم والموسيقى، إنما الموسيقى الكلاسيكية، التي لا هواية لي بها. هو الآخر يبدو أنه ضل طريقه ووصل إلى كلية العلوم الاقتصادية بالخطأ.

- تعرفت على طالب فلسطيني يدرس معي في الكلية ذاتها، وأيضًا في المدينة الجامعية، اسمه نعمان كنفاني، فإذ به أخو الكاتب الفلسطيني المعروف غسان كنفاني. طويل وشديد النحول، وساخر دائمًا.

10/11:

- أفتقد، أكثر من أفتقد، ماهر أخي ورفيقي وشريكي في كل شيء، ومصطفى، وبالتأكيد جدتي.

14/11:

- يصلني شهريًا ما يلي:

100 ل. س. من أبي

50 ل. س. من خالي خالد

إضافة إلى بعض المبالغ القليلة المتفرقة من أمي وجدتي بين الحين والآخر! أدفع من مجموعه: /50/ ل. س كإيجار شهري لغرفتي في المدينة الجامعية! الباقي للطعام، والسينما، والكتب، والأسطوانات. ابتعت من ذلك المحل الصغير في العزيزية الذي تصعد إليه خمس درجات، أسطوانة /45/ دورة: (Sunny Afternoon) لفرقة (The Kinks) بـأربع ل. س.

20/12:

- لا صديقات. زميلات الكلية جميعهن متحفّظات. أو ربما هنّ هكذا معي فحسب!

30/12/1967:

- ليلة رأس السنة، لا مكان أذهب إليه لأحتفل، مستلقيًا على السرير أقرأ ستيفان زفايغ، وأشعر أني عصارة روح طازجة في دنّ عالم عتيق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.