}

قططٌ سوداء

سعيف علي 18 يونيو 2024
شعر قططٌ سوداء
(درويش ستار)

 

هذا الصّباح،

وسّعت جارتي مساحةَ بيتها قليلًا

برائحة بَخور شرقيةٍ.

قلت ربّما فعلت ذلك

من أجلِ طرد بعض الأفكار القاتمةِ

التّي بدأت تستبدّ بحديقتها،

بعد فقدان الشجرِ لأوراقه.

أنا أتعاطف مع رائحة الشرق في بيتها

وأتعاطف مع الأسرارِ

والسّحر

والتطيّرِ،

لكنّني أكرهُ كذلك القطط السّوداءَ

التي لا تموء ولا تتمسّح بأحدٍ.

 

مات الشّجرُ، أو ربما نام قليلًا فقط

لكنّني غير قادرٍ على تقديم تفسير لجارتي

فقد قررت منذ فترة وجيزةٍ

أن أتوقف عن التفكير الطّويل

في اهتراء طبقة الأوزون،

وعمّا يحدث في حدائق الآخرينَ.

أنا غير مكترثٍ، على غير عادة المحاربين،

بتوسيع جارتي لمساحةِ بيتها

لا أفكّر في رفع درجة التأهّب لدفاعٍ مستميتٍ،

فكلّ رائحة تسافر بعد حينٍ

لكنّني سأواصل في هوس

مقتَ القطط السّوداء التّي لا تموءُ.

 

تطردني الرّوائح دائمًا

الرّوائحُ المعتّقة التّي لا تنتهي أبدًا

لا ذنبَ لجارتي ولا لحديقتها

أنا أبحث فقط عن فكرة جديدةٍ،

عن الشّرق وعن الرائحة..

 

هذا الصّباحُ رائحةٌ

جارتي رائحةٌ

الشجر أيضا رائحةٌ

الشرق  كذلك رائحةٌ

ودواري أيضا رائحةٌ.

لكنني، مع ذلك كله، متوجّسٌ

من القطط السوداء التي لا تموء،

وبلا رائحةٍ...

 

 

قصائد اخرى للشاعر

شعر
2 أغسطس 2024
شعر
18 يونيو 2024

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.