}

مفاوضات شاقة

سعيف علي 2 أغسطس 2024
شعر مفاوضات شاقة
(علي زينيدي)
1
أفاوضُ جملًا قديمة
تتحدث عن مدينة كبيرة
عن أناس كثيرين
عن جلبة عظيمة
تذوب في فنجان قهوة
كلما حرّكت الملعقة

2
أفاوض المصابيح
حتّى تتخلى عن الرّقص في حفل عرس
أن تترك الفرصة لراقصة إسبانية
تطرق الأرض بكعبها العالي

5
أفاوض الشّمس عند مغيبها
حتى تحرّك حساءها جيّدًا
فعادة ما يجوع الأرقون آخر اللّيل

27
أفاوض الوافدين على المعاني الجديدة
بطرْق الحديد جيّدًا
حتى تنتهي حمرة التنّور

29
أفاوض ما تبقى من نوم عالق
حتّى يمسك أحلام الفجر
ألاّ يصبح الفِراش صحنًا طائرًا

4
أفاوض أحلامي
حتى لا تركب قاربًا أزرق
في بحر أبيض الأنياب

8
أفاوض السّرد المتعثر في أضواء كوكب بعيد
حتّى لا يصبح نجمة في سِير الهاربين من الصّحراء

11
أفاوض اختلاج الحبّ
حمرة الوجه والخجل في ساحة لا تعرف العشق

17
أفاوض البرودة من أجل عرق يتصبّب
وعطش المسير في الصّحراء

18
أفاوض قسمات صامتة
حتّى تستعيد ضحكًا عاليًا
كان يركب سنابل القمح

33
أفاوض أخيرًا بقوة لَعب الطفولة
حتّى يعود للحديث معي طويلًا
عمّا يحدث خلف باب موصد
عن سرّ البئر التي لا يشحّ ماؤها أبدًا
عن نهمها في التهام الدّلاء
عن إصرار جدّي أنّ عفريتًا يأكلها
ويأكلنا إن اقتربنا منها

34
أفاوض كلّ شيء
وبشيء مما تركه قمر البارحة من ضوء خافت
وبهسيس ليلة طويلة
وبعجن الكلام حتى لا يكون واضحًا جدّا
وأنا أقول
قد تركت كلّ شيء
فدعوني عند لعبي الثرثارة ألاطفها برفق
ولا تسألوا عن أمر غريب يحدث في الحكايات القديمة
ولا عن حمرة وجهي الشّديدة
عند الخجل أو الغضب العارم
ولا عن تبرير واضح لخسارتي في اللّعب
ولا عن نجاتي من حرب طاحنة  
ولا عمّا يحدث خلف باب موصد...

(*) الأرقام أعلاه وضعت على سبيل الاعتباط وهي لا تعني لا ترتيبًا ولا تفضيلًا.

قصائد اخرى للشاعر

شعر
2 أغسطس 2024
شعر
18 يونيو 2024

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.