}

"مقبرة لم تكتمل" مثالًا لنفي تلازم الغرض البلاغي والدّلالة

أحمد بسيوني أحمد بسيوني 29 أبريل 2023
آراء "مقبرة لم تكتمل" مثالًا لنفي تلازم الغرض البلاغي والدّلالة
مجد أبو عامر
مقدِّمة
استكمالًا لمحاولة فهم "قصيدة النّثر العربيّة: التّلازم بين الغرض البلاغي والدّلالة"، ينتقل حمزة حسن أبو العطا في دراسته[1] التي سبق أن توقفنا عندها في مقال سابق، إلى قراءة مجموعة من القصائد في ديوان "مقبرة لم تكتمل" للشّاعر الفلسطيني مجد أبو عامر[2]، مستندًا عليها في نفي التّلازم بين الغرض البلاغيّ والدّلالة. حيث لم يكن الشّاعر قديمًا يكتب قصيدته إلا وفي رأسه غرض/ هدف/ وموضوع، يريد إيصالهم عبرها، لهذا شكّل مفهوم الغرض البلاغيّ موضوعًا هامًا لدى النقّاد الكلاسيكيين والمحدثين. ومن نافل القول إنّ أي كلمة تجيء في الشعر بشكلٍ عام، وفي قصيدة النثر على وجه الخصوص، تحملُ دلالة معيّنة ولها غرضٌ ووظيفة، فهذه الكلمات لها وجود شعريّ ودلاليّ يُفهم من خلال السياق الذي جاءت فيه. وثمّة علاقة دلاليّة بين النصّ نفسه والعنوان، ويعد العنوان مفتاح الدلالة للنص، حتى إن علامات الترقيم الواردة في النّصّ هي عبارة عن مؤشرات دلاليّة غرضها تعزيز دلالة المفردات[3].
نستعرض لكُم في هذه المقالة، أهم القصائد التي استند عليها الباحث أبو العطا، في نفي التلازم بين الغرض البلاغي والدّلالة.

قصيدة النّثر العربية بين البلاغيّ والدلالة
يرى النّقاد الكلاسيكيّون، ومن يحذو حذوهم، أنّه لاكتمال الوصف يُشترط توافق المعنى وملاءمته للغرضِ المقصود، سواء كان مديحًا، هجاءً، رثاءً، أم غيره[4]. إلّا أنّ هذا لا يتماشى مع تطوّر الشعر، من النص العمودي إلى شعر التفعيلة، وصولًا إلى قصيدة النثر. كما أنّ مفهوم الشعر اختلفَ مع مجيء كل واحدة من هذه الظواهر الشعريّة، ممّا تسبّب في اختلاف في الوظيفة والقيمة والغاية، وحتى الجماليّات القادمة معها. كما أنّ هذا التطوّر والتّغيير صاحبه تطوّر مفهوم الشاعر، وطريقة اللغة ودورها في التعامل مع الموسيقى والموضوعات الشعريّة التي كان لها نصيب من التغيير والتطوّر وفقًا لتطوّر الشعر[5]. وهذا ما يجعل مفهوم الشعر لا ينحصر في الكلام الذي فيه وزن وقافية، وإنما في كل كلام لديه مجازٌ واستعارة وأغراض بلاغيّة وتصويرات وموسيقى مختلفة مع اختلاف إيقاعاتها الداخلية أو الخارجيّة[6]، إلّا أنّ نقّاد الأدب الحديث يرفضون ذلك، ويرون أن أي عمل أدبي حداثي/ معاصر بلا قيمة[7]، بل ويشعرُ بعضهم بالتهديد والإهانة من الشعر التجريبي والحداثي، خصوصًا في النثر الذي يصل إلى القرّاء[8].

***

"الحياةُ مصْيَدةٌ جوعى
والموتُ غرابٌ بائسٌ
يُصلح طينَ ما تُفسده"[9]

هكذا يبدأ أبو عامر قصيدة "شطرنج"، واصفًا الحياة بالمصْيَدة التي لم تتناول الطَّعام منذ وقت طويل، ثمّ ينتقل إلى وصفه الموت بغرابٍ بائس مسكين. ويعود أبو عامر ليخبر القارئ أنّ بؤس الغراب جاء بسبب مهمّته الوحيدة، وهي إصلاح الطّين الذي تفسده الحياة. يبدو أنّ المعنى هنا واضح بالمجمل، لكن ما الذي يقصده بمفردة "طين"؟ هل يقصد ما نجده على الأرض من تراب وماء معًا فيشكِّلان طينًا؟ أم يقصد الإنسان الذي خُلق من طين؟ نرجّحُ أن يكون المقصد هنا هو الإنسان، بعد أن تمضغه "الحياة" الجائعة، بأوقاتها الصّعبة وظروفها السّيّئة، وتلفظه من فمها ولا تأكله على الرّغم من جوعها، ثم تأتي مهمّة هذا المسكين "الغراب"، الذي عليه أن يدفن هذه الجثث الطّينيّة. وهنا ثمّة تناصٌ دينيّ واضح، من قوله تعالى: "فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ"[10]. النصُّ دائمًا ما يقدم صورة مضلّلة ليخدع القارئ، صورة تبدو واقعيّة، إلا أنها أشبه بالشيفرة، تبدأ بإعطاء القارئ مداخل تقريبيّة لفهمها والتفاعل معها عن طريق شطب الفكرة الواقعيّة شيئًا فشيئًا حتى تختفي، ثم يذهب القارئ باحثًا عن الدلالة الحقيقيّة للنّصّ، فالنص عندما يقول شيئًا، فهو يقصد شيئًا آخر.




وهذا ما يذهب إليه مايكل ريفاتير في ضرورة أن يكون المتلقّي حاضرًا وفاعلًا في سدّ فجوات النّصّ؛ وعليه الأخذ بعين الاعتبار أنّه في طريق خاطئ لفهم رسالة النص، مما يحتم عليه القفز عن عتبة الواقع، فسر النّصّ في صياغته[11] (ص 10).

"قلبُ الإسمنت بارد
الطّينُ يتغير
حين يحبّ بصدق"[12]

هل للإسمنت قلب؟ هذا الخلق وأنسنة الجمادات والأشياء بمنحها أعضاء وروحًا وحركة وإحساسًا هو ما يدفع القارئ إلى التفكير في العلاقة غير المنطقيّة بين قلب الإنسان والإسمنت، ثم يندفع تجاه التّخييل والبحث وراء دلالة هذا المعنى. والطين "الإنسان" يتغيّر من حالة الوحدة الباردة إلى الدفء الذي عهدناه من الحبّ الجيّد والصّادق. وهنا يكرر أبو عامر مفردة الطين في القصيدة نفسها، في سياق مختلف، يحمل دلالة أخرى. وهذه إحدى إشكاليات الدلالة كما ذكرنا، عندما تقع في سياق أدبيّ مبني على عدم المنطق، فالمرجعيّة هنا ليست الواقع، إنما سنتخيّل العالم الذي من الممكن الذي يكون للإسمنت فيه قلبًا! (ص 11).

"أين يدفنُ الطّين حزنه؟"[13]

هنا، تأتي مفردة الطين للمرة الثالثة، فمن هو الطين الذي يريد أن يدفن حزنه؟ يُدفن الإنسان تحت الطين، فأين يدفن الطين حزنه؟ سؤالٌ شاعريٌّ بامتياز، يخلق جوًّا من التساؤلات الأخرى، والخيالات غير المنتهية. فإنّ قلنا بأن الغرض البلاغي لهذا المقطع هو الحسرة، فإن هذا لا يفيدنا في فهم الدلالة بأي شكل (ص 12).

"المقابرُ غُرَز المدينة
كم جرح
بقيَ على خدِّ الأرض
كي تكفَّ عن النّزيف؟"[14]

هذه المقابر التي تشكّل جروحًا وخيوطًا طبّيّة في جسد "المدينة"،  والأرض تنزف جرَّاء الحرب ربما، أو جرّاء التعاسة التي تركض فيها، كم بقيَ من البشر على "خدّها"؟ متى تتوقّف عن النزيف "البكاء"؟ (ص 12).

"هل سمعتَ عن قصيدةٍ انتحرت؟
انظر سيلفيا بلاث"[15]

ننظر هنا إلى هذه الكتلة شديدة الكثافة الشّعريّة، التي تحمل في طيّاتها أكثر من مدلول ومعنى، أكثر من تخيّل، وتأويل. من هي القصيدة التي تنتحر؟ الشاعر؟ كون سيلفيا بلاث شاعرة؟ (ص 12).
ما يُمكن استنتاجه من تناول بعض مقاطع قصيدة "شطرنج" أنّهُ إلى جانب صعوبة الوصول إلى الدلالة، فإنّ تحديد الغرض البلاغيّ/ الشعريّ ليس بالمهمة السهلة، وإن تمكّن الناقد منها، فهي لا تُفضي بالضرورة إلى الدلالة. إن كثافة قصيدة النثر تجعلُ منها كتلة لا زمنية مفتوحة التّأويلات، وكلّ قارئ/ ناقد، له طريقته في فهم وقراءة النّصّ واعطائه المعنى.




لكن ما يهمّنا الآن هو معرفة الغرض البلاغيّ في هذا النّصّ الذي يحمل أكثر من معنى وأكثر من قراءة، وربما أكثر من غرض بلاغيّ واحد. وعلى فرض أنّ الغرض البلاغيّ في هذا النّصّ هو إظهار الضُّعف، أو التحسُّر والحزن، فما الذي سيتغيّر في الدّلالة والمعنى في حال تحديد الغرض البلاغيّ؟ هل ثمّة تلازم بينهما؟ (ص 13).
في واحدٍ من مقاطع "خطأ فادح"، يقول أبو عامر:

"أنا الرجل الذي مات
لأنهم قد ظنوه ميتًا
بدلًا من أن يَقلوني
إلى سيارة الإسعاف
دسّوني في شاحنة الموتى"[16]

عدد الجثث التي تتركها الطائرات الحربيّة خلفها تضعُ المسعفين في حالة فوضى، لا يميّزون بين الميّت الحقيقيّ من الحرب، وبين الميّت الحيّ من سوء سير الحياة فوقه. هذه كتلة نصيّة شعريّة حزينة، دلالة الموت غالبًا ما تعطينا مدلولًا عن الحزن والهم والتّعاسة واللون الأسود الذي يفرض نفسه في ذهنك. هذا تأويلٌ من تأويلات كثيرة تمتاز بها قصيدة النّثر (ص 13).

"تقيّأت داخل جوفي
من رائحتي
وكتل اللحم المحترق"[17]

تخيّل أن تكون مستيقظًا، تقوم بدور ميّت داخل مشهد سينمائيّ، وبجانبك جثث حقيقيّة. هذه طبيعة الشعر في إعطائك تخيّلات جيّدة، أو سيّئة، تُكمل بها يومك بعد القراءة. ورغم بساطة التعبير هنا، ووضوح معناه، إلّا أنّه يُعبّر عن سريالية الحياة وفداحتها (ص 13).

"صرختُ مرارًا
لكن القذيفة التي فشلت في قتلي
سلبت صوتي
لتدوّي به"[18]

هذا ما يؤكد قراءتنا للمقطع الأوّل عندما رأينا الحرب حاضرة في النّصّ، فهنا القذيفة الحربيّة حاضرة، تخبرك أنّ صوتك معرّض للاستغلال لأغراض سياسيّة (ص 14).

"أيًّا كانت الطريقة
لا يهم
فكل الطرق
تنتهي بحفرة"[19]

هذه الحفرة التي ترمز إلى "الموت"، والطريقة التي تعيش فيها الحياة، كلها عبثيّة، في نهاية القصّة. هنالك صافرة نهائيّة تعلن بدء الحفر لاستقبال الجثث. والحرب المسيطرة على هذه القصيدة تقوم بهذا الدور في وقت أسرع من المعتاد. ما الغرض الذي يريد الشاعر إيصاله في هذه القصيدة؟ مع الإشارة إلى أنّ كل مقطع منها يحمل دلالة وغرض مختلف، لكن ثيمة الموت تُسيطر على القصيدة مع وضوح سوداويتها، وإن كان ثمّة غرض فهو التعبير عن الاستسلام والتشاؤم (ص 15).

خاتِمة
إنّ الصورة الشعرية هي أساس الشعر، ولا يوجد شعر من دون صورة، والصورة ليست بالضرورة استعارة، أو تشبيهًا، أو كناية، قد تكون كلها، أو بعضها، تخرج منها وتعود إليها، ولهذا وصفت قصيدة النّثر بـ "الزئبقيّة"، تذهب وتجيء، وتفعل ما يحلو لها في الكلمات التي تبدو غير مألوفة وبعيدة عن بعضها، ثم تقوم بجمعهما معًا في علاقة جماليّة قويّة[20]. وبالتالي لا نستطيع فهم وقراءة قصيدة النثر بما فيها من تجاوزات للموروث التراثي وقواعده إلا من خلال رؤية حداثيّة وإدراك ما تدعو إليه من تخطّي ورفض وثورة على الكلاسيكيّة وثوابتها، فقصيدة النثر جاءت لتكمل ما بدأت به الحداثة من إشكاليات وأزمات في مسألتي التنظير والإبداع[21]. تصعبُ محاولات فهم وظائف قصيدة النثر وغاياتها، كون الشعر الحديث يتّسمُ بعدم وضوح المعنى، كما أنّ النصّ ليس وحدات لغويّة له نظام معيّن يتّبع فهم المعنى فحسب، بل هو نظام له وظيفة تأثيريّة، تخضع للسياق[22]؛ ولأن فهم النّصّ اللغوي، أو أي عبارة منطوقة، يتطلب فهم وتحليل العلائق والظروف والملابسات التي قيلت فيها[23]، يصعبُ فهم قصيدة النثر لغموضها، الذي يدلُّ بدوره على أدبية جنسه الأدبيّ وشعريّته؛ لأنّ قصيدة النّثر تمتاز بالكثافة، فإن كان تحديد الغرض البلاغي في القصيدة الكلاسيكيّة، يُمكِّن من الوصول إلى دلالتها، فإنّه من الصعوبة بمكان تحديد الغرض البلاغي، أو الدلالة على حدٍ سواء في قصيدة النثر، كما أنّ تحديد أيٍّ منهما لا يُساعدُ في الوصولِ إلى الآخر، وفي حالاتٍ أخرى، كما في هذا الجزء، بقراءتنا للدّيوان الشّعري "مقبرة لم تكتمل"، يُفاقِمُ تحديد الغرض البلاغي في ضبابيّة معنى قصيدة النثر العربية، وذلك لإمكانية تعدّد الأغراض البلاغية، داخل الجملة الشعريّة الواحدة، وإن كان ثمّة دلالةٍ في قصيدة النثر العربيّة، فهي اللادلالة، بمعنى أنّ باب قصيدة النثر مفتوحٌ على الدوام، أمام تأويلاتٍ لا متناهية، ولا تخضع بالضرورةِ إلى السّياق.


الهوامش
[1] حمزة حسن أبو العطا، "التلازم بين الغرض البلاغيّ والدلالة في قصيدة النثر العربيّة المجموعة الشّعرية "مقبرة لم تكتمل" مثالًا"، معهد الدّوحة للدراسات العليا، غير منشور، 2021، ص 1 ـ 16.
[2] مجد أبو عامر، "مقبرة لم تكتمل"، دار خطى للنشر والتوزيع، 2018، ص 1-121.
[3] لطيفة برهم، يوسف جابر، وآخرون، قراءة في كتاب قصيدة النثر وإنتاج الدلالة: أنسي الحاج أنموذجًا، مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلميّة، المجلّد 32، العدد 3، 2010،  ص  101 ـ 111. يُنظر: حمزة حسن أبو العطا، "التلازم بين الغرض البلاغيّ والدلالة في قصيدة النثر العربيّة المجموعة الشّعرية "مقبرة لم تكتمل" مثالًا"، معهد الدّوحة للدراسات العليا، غير منشور، 2021، ص 10.
[4] قدامة بن جعفر، نقد الشعر، تحقيق: محمد عبد المنعم خفاجي، بيروت: دار الكتب العلمية، 1995.
[5] أبو اليزيد الشرقاوي، "حضرة النص: التقشف البلاغي مدخلًا لفهم شعرية قصيدة النثر المعاصرة"، موقع الكتابة، 2019، تم الاسترجاع في: 20/ 2/ 2023): https://bit.ly/36MjY9P.
[6] محمود إبراهيم الضبع، "قصيدة النثر وتحولات الشعرية العربية"، القاهرة: الشركة الدولية للطباعة، 2003.
[7] عز الدين إسماعيل، "الأدب وفنونه: دراسة ونقد"، القاهرة: دار الفكر العربي، 2013.
[8] S. Schielke, Is Prose Poetry a Conspiracy Against thNoble Qur’an? Poetics, Humans, and God in Contemporary Egypt, Historical Social Research / Historische Sozialforschung, Vol. 44, No. 3 (169), 2019, pp. 101-126.
[9] مجد أبو عامر، "مقبرة لم تكتمل"، دار خطى للنشر والتوزيع، 2018، ص38.
[10] سورة المائدة، آية 31.
[11] محمود إبراهيم الضبع، "قصيدة النثر وتحولات الشعرية العربية"، القاهرة: الشركة الدولية للطباعة، 2003.
[12] مجد أبو عامر، مرجع سابق، ص 38.
[13]مرجع سابق، ص 39.
[14] مرجع سابق، ص 39.
[15] مرجع سابق، ص 40.
[16] مرجع سابق، ص 96.
[17] مرجع سابق، ص 96.
[18] مرجع سابق، ص 96.
[19] مرجع سابق، ص 97.
[20] عبد الكريم حسن، "قصيدة النثر وإنتاج الدلالة: أنسي الحاج أنموذجًا"، بيروت: دار الساقي، 2008.
[21] حكيمة شداد، "إشكالية قصيدة النثر في النقد العربي المعاصر"، رسالة دكتوراة، قسم اللغة العربية، كلية الآداب واللغات والفنون، جامعة الجيلالي اليابس سيدي بلعباس: الجزائر، 2019.
[22] نعيمة سعدية، "صناعة الكلام في البلاغة العربية من منظور اللسانيات النصية"، مجلة رفوف، العدد 10، 2016، ص 133-165.
[23] إبراهيم أنيس، "دلالة الألفاظ"، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية. ط3، 1976.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.