}

بمناسبة الألعاب الأولمبية الحالية: ما بين السياسة والرياضة

سوسن جميل حسن 1 أغسطس 2024
آراء بمناسبة الألعاب الأولمبية الحالية: ما بين السياسة والرياضة
مظاهرة ضد مشاركة إسرائيل في الألعاب الأولمبية الحالية(Getty, Paris)

 

من قال إن السياسة يمكن أن تنفصل عن أي أمر في حياتنا الحالية؟ بل هي تصوغ حياتنا حتى لتوشك أن تتدخل في أحلامنا، وهي تتدّخل بالفعل وتحيلها كوابيس في بقاع واسعة تمتد إلى كل جهات الأرض، بالأخصّ جنوب العالم.

كل ما يمكن أن يدخل الاقتصاد، وكل ما يمكن المتاجرة به وتسويقه للناس، يقع في قبضة السياسة، والسياسة يديرها الأقوى، وبحسب مصالحه.

وعلى الرغم من تحوّل اقتصاد العالم اليوم إلى اقتصاد رقمي بالدرجة الأولى، فإن الرياضة تبقى تتربّع على قمة المشترك بين الشعوب، صحيح هي من حيث المبدأ تنتمي إلى عالم الترفيه في كونها نشاطًا جماعيًا، بصرف النظر عن ضروراتها الأخرى، إنما تحوّلت تاريخيًا، أقلّه في العصر الحديث، إلى أن تكون من أكبر ميادين السياسة والاقتصاد، تُرصد لفعالياتها مبالغ هائلة، فتعيد المصروف عليها أرباحًا وتمكينًا للمستثمرين فيها، سياسيًا أم اقتصاديًا، وقد تستثمر في صفقات سياسية أيضًا.

وإذا كانت فرنسا اليوم تجمّد جزءًا من نشاطها السياسي بتجميد الحراك النشط منذ الانتخابات الأخيرة ويعلن رئيسها إيمانويل ماكرون عدم نيته تشكيل حكومة حتى تنتهي الألعاب الأولمبية التي تستضيفها بلاده لهذه الدورة، فإن تاريخ الألعاب الأولمبية الحديث شهد أشكالًا عديدة من تخييم السياسة عليها.
وهذه نماذج من التاريخ.

دورة 1936 في ألمانيا النازية

قد يكون التدخّل على شكل استثمار لهذا النشاط العالمي الرياضي، الذي يقام عادة كل أربع سنوات منذ عام 1896، لتلميع صورة الديكتاتوريات في العالم، كما حصل قبل ما يقارب التسعين عامًا في ألمانيا، عندما أقيمت دورة الألعاب الأولمبية الحادية عشرة، ففي أيار/ مايو 1931، تم إعلان ألمانيا رسميًا البلد المضيف لدورة الألعاب الأولمبية لعام 1936، وعندما بدأ التخطيط للألعاب، كانت هناك حركة مقاطعة كبيرة ضدّ إقامة الألعاب في ألمانيا في ظل ديكتاتورية أدولف هتلر. أراد هتلر تحسين الرأي العام الدولي حول نفسه وحكومته، وكان يعلم أن الألعاب الأولمبية ستكون فرصة جيدة للقيام بذلك، علمًا بأن النازيين كانوا من بين أشرس المعارضين للأولمبياد في عام 1931، أي خلال جمهورية فايمار، عندما تم اختيار برلين من قبل اللجنة الأولمبية الدولية كمكان، كما يقول المؤرخ الرياضي لورينز بيفر: "كان النازيون دائمًا ضد الألعاب الدولية. وفي عام 1932 كان هناك مقال تحريضي في "Völkischer Beobachter" ضد الألعاب في برلين، وقبل كل شيء ضد مشاركة الفرق الأجنبية، والتي قد تأتي بالزنوج واليهود". لكنهم، بعد وقت قصير من وصولهم إلى السلطة في عام 1933، أدركوا أن التنظيم الناجح للألعاب يمكن أن يساعدهم في بناء صورة وردية لهم في الداخل والخارج.

وكانت شروط اللجنة الأولمبية الدولية هي أن المسابقات يجب أن تكون متاحة بحرية لجميع الدول وأنه لا يسمح للاشتراكيين الوطنيين بإساءة استخدام الألعاب للترويج الذاتي، لكن نظام هتلر ووزارة الدعاية لديه كان لهما سلوك آخر، ومن الأمور التي لم ترُق للنازيين أن أنجح رياضي، والمفضّل لدى الجماهير في الألعاب، كان جيسي أوينز، وهو أميركي أسود.

كان هتلر يقوم بزيارات يومية إلى الاستاد الأولمبي، حيث تهتف له عشرات الآلاف، هو المعروف عنه كم يبهجه ويدغدغ شعوره بالعظمة هذا المشهد، وكانت وزارة الدعاية تعمل بشكل مكثّف على تسليط الأضواء على الفرق الألمانية وإظهارها بمراكز البطولة، علمًا بأنها جاءت في المركز الثالث، وأرجعت هذه الانتصارات إلى نظام هتلر، وتم بثّ الألعاب الأولمبية على الهواء مباشرة. وأولئك الذين لا يملكون جهاز تلفزيون يمكنهم المشاهدة مجانًا في غرف التلفزيون العامة في برلين، فقد تم تركيب شاشات للبث التلفزيوني في 25 كشك هاتف، من منطلق أنه يجب أن يكون الجميع قادرين على الانخراط العاطفي بنجاحات الرياضيين الألمان. في الوقت الذي كانت فيه جرائم النظام مستمرة، فعلى أبواب العاصمة، قامت قوات الأمن الخاصة ببناء معسكر اعتقال في شرق برلين، في مارتزان، كما يقول أوليفر هيلمز، المؤرخ الثقافي البرليني، في كتابه "برلين 1936: ستة عشر يومًا في آب/ أغسطس".

طغى على  دورة ميونيخ حادث كبير في 5 أيلول/ سبتمبر 1972، حيث تم احتجاز 11 رياضيًا إسرائيليًا كرهائن من قبل مجموعة من الفلسطينيين (Getty) 


دورة ميونيخ 1972

بعد عقود قليلة، وفي عام 1972، أقيمت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في مدينة ميونيخ في ألمانيا الاتحادية، من 26 آب/ أغسطس إلى 11 أيلول/ سبتمبر، وكانت ألمانيا ما زالت في طور البناء بعد هزيمتها المدوّية في الحرب العالمية الثانية، وبعد تقسيمها إلى شرقية وغربية، بذلت الحكومة الألمانية جهدًا لإظهار ألمانيا مختلفة، على النقيض من الحقبة النازية، وبالغت في الاستقبال الودي للبعثة الإسرائيلية.

في غضون ست سنوات، تم بناء مرافق رياضية جديدة في ميونيخ وتم توسيع البنية التحتية للمدينة. أصبحت الألعاب عاملًا مهمًا ورمزًا لعملية تحول وتحديث بعيدة المدى والتموضع الدولي الجديد لميونيخ وبافاريا وكذلك جمهورية ألمانيا الاتحادية. لكن ما الذي جرى في تلك الدورة، وما تأثيره على السياسة، وكيف تجلت السياسة في المواقف؟

طغى على الألعاب حادث كبير في 5 أيلول/ سبتمبر 1972، حيث تم احتجاز 11 رياضيًا إسرائيليًا كرهائن من قبل مجموعة من الفلسطينيين ينتمون إلى جماعة أيلول الأسود، ثم قتلوا. ومع ذلك استمرت الألعاب بعد يوم من الحداد.

وللتذكير بذلك الحدث، كان المفاوضون قد اتفقوا في السابق مع الخاطفين على نقلهم ورهائنهم جوًّا إلى القاهرة. في غضون ذلك، أعدت الشرطة سرًّا عملية تحرير في مطار فورستنفيلدبروك العسكري. وتبع ذلك معارك بالأسلحة النارية. ثم سحب أحد الخاطفين قنبلة يدوية ورماها على إحدى المروحيات. واشتبكت النيران، فقتل أحد عشر رياضيًا إسرائيليًا وشرطي، وقتل خمسة من الخاطفين. وتم القبض على ثلاثة آخرين، ولكن بعد بضعة أشهر تم إطلاق سراحهم عن طريق اختطاف طائرة، وهذا سلوك كان شائعًا حينها، قالت عنه السياسية ليلى خالد، ذات لقاء، إنه لفت العالم إلى قضيتنا.

على الرغم من الجهود العديدة التي بذلتها اللجنة الأولمبية الدولية، لم يكن من الممكن إبعاد السياسة عن الألعاب. كان للصراع بين الشرق والغرب والتوترات بين الدولتين الألمانيتين اللتين تنافستا مع فرق منفصلة لأول مرة، ولكن أيضًا الجهود المبذولة في إطار سياسة الانفراج، تأثير على الألعاب. كان الخطاب الإعلامي في جمهورية ألمانيا الديمقراطية مختلفًا في توصيف الحدث، والموقف منه، فالصحف والإذاعة لم تتحدثا عن محاولة اغتيال أو هجوم، أو عمل "إرهابي" كما تم توصيفه من قبل إعلام الدول الداعمة لإسرائيل، إنما عن "مأساة". لا يمكن للمرء أن يخفى عليه موقف ألمانيا الديمقراطية حينها، كما يُقرأ تعليق على تلفزيونها الرسمي في عام 1972، "إننا عوالم منفصلة عن الآراء السياسية للحكومة الإسرائيلية، عن السياسة العدوانية التي تنتهجها في الشرق الأوسط. وقفنا ونقف إلى جانب النضال العادل للشعوب العربية". هذا ما قاله لاعب كرة اليد بيتر لاريش من الفريق الرياضي لجمهورية ألمانيا الشعبية الديمقراطية، وكان الفريق يسكن في شقة مقابل الفريق الإسرائيلي ولقد التقط بعض الصور عن العملية حينها مع زميله كلاوس لانغوف.

في الفترة التي سبقت الألعاب، كان لإنهاء الاستعمار في بعض الدول الجديدة الأفريقية، وتحت ضغطها، دور في استبعاد بعثة روديسيا، التي تميّزت بتفوّق البيض، وجذب هذا اهتمامًا دوليًا. ومع عملية ميونيخ التي اختطف فيها فلسطينيون رهائن من الفريق الأولمبي الإسرائيلي، أصبح الصراع في الشرق الأوسط حاضرًا في ميونيخ وانتقل مرة أخرى إلى الوعي العام العالمي.

ويمكن تذكّر أن اللجنة الأولمبية الدولية في دورتها السبعين في أمستردام عام 1970، علقت مشاركة اللجنة الأولمبية الوطنية لجنوب أفريقيا، والتي تم استبعادها بالفعل من دورة الألعاب الأولمبية لعام 1964 في طوكيو و1968 في مكسيكو سيتي لأنها لم تف بشرط منع التمييز ضد الرياضيين السود وإرسال فريق من الرياضيين البيض والسود.

قاطعت الولايات المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية ودول غربية أخرى الألعاب الأولمبية في موسكو عام 1980 (Getty)


دورة موسكو 1980

جرت دورة الألعاب الصيفية لعام 1980 في موسكو أيام "اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية"، في الفترة من 19 تموز/ يوليو إلى 3 آب/ أغسطس، وكانت المحاولة الأولى في عام 1970 من قبل موسكو من أجل إقامة دورة الألعاب الأولمبية لعام 1976 لديها قد فشلت، وأعيدت المحاولة مرة ثانية في العام 1974 لتحظى بالموافقة على إقامة الدورة في عام 1980.

يقول المؤرخ السويسري جيروم غيغاس إنه في وقت مبكر من عام 1978 كانت حكومة الولايات المتحدة تفكر في مقاطعة الألعاب في موسكو، وبدأ نقاش دولي حول حقوق الإنسان في الاتحاد السوفياتي. وفقًا لبحث غيغاس، كانت القوة الدافعة وراء هذه الجهود هو "Zbigniew Brzezinski"، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جيمي كارتر آنذاك في الولايات المتحدة. ويشير أيضًا إلى أنه تم رفض قبولهم من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لأنهم لم يمتثلوا لقواعدها. "كان الوضع مشابهًا للرفض السوفياتي منح تأشيرات دخول إلى إسرائيل بسبب علاقاتها الرياضية مع جنوب أفريقيا". فبعد غزو القوات السوفياتية لأفغانستان في كانون الأول/ ديسمبر 1979، أعلن الرئيس الأميركي جيمي كارتر عن قائمة من العقوبات في كانون الثاني/ يناير 1980 التي، بالإضافة إلى أشكال الحظر المختلفة، زاد عليها التفكير علنًا بمقاطعة الألعاب الأولمبية لأول مرة، بعد أن رفضت اللجنة الأولمبية الدولية بشدة "تغيير مكان الألعاب الأولمبية". وفي بيان صحافي، هدّد كارتر بمقاطعة عالمية للمشاركة فيما لو بقي الموقف السوفياتي على حاله، بينما طالب في الوقت نفسه حلفاء الولايات المتحدة بالتضامن مع موقفه. وطلب وزير الخارجية الأميركي سايروس فانس اللجنة الأولمبية الدولية خلال خطابه الافتتاحي في نفس المكان إلى سحب الألعاب الأولمبية من موسكو بسبب غزو أفغانستان. وكلنا يعرف ماذا حصل بعد انتهاء الغزو السوفياتي لأفغانستان، وكيف انسحبت أميركا منها أخيرًا تاركة البلاد لحكم طالبان... إنها السياسة.

صوّتت اللجنة الأولمبية الوطنية الأميركية (USOC) لصالح المقاطعة في 12 نيسان/ أبريل، ضد إرادة غالبية رياضييها، بعد أن هدّدت الحكومة الأميركية بفرض عقوبات ضريبية في حال صدور قرار بعكس ذلك. اتبعت اللجنة الأولمبية الوطنية لألمانيا أيضًا توصية حكومة ألمانيا الغربية وصوّتت في اجتماعها العام في 15 أيار/ مايو 1980 - بعد مناقشات حادة بأصوات 59:40 أيضًا للتغيّب عن الألعاب. تم تنفيذ المقاطعة، التي تم التهديد بها عدة مرات منذ عام 1974.

لم يتحقق التأثير البارز للمقاطعة على السياسة، الذي كان البعض يأمل فيه. استمر غزو أفغانستان من قبل القوات السوفياتية بلا هوادة، حيث، علاوة على ذلك، زاد عدد القوات من 85000 إلى حوالي 115000 جندي على مدى السنوات الثماني التالية. 

لكن الغرب كان حريصًا على عدم تعريض "ذوبان الجليد السياسي" في السنوات الأخيرة للخطر، وبالتالي استأنفت الولايات المتحدة الاتصالات مع الاتحاد السوفياتي في أواخر أيار/ مايو 1980، قبل شهرين من بدء الألعاب الأولمبية، كما لم يكن هناك اهتمام من جانب ألمانيا الغربية بتعريض التقارب الألماني الغربي السوفياتي الذي بدأ منذ سنوات، للخطر. قبل ثلاثة أسابيع من افتتاح الألعاب، قام مستشار ألمانيا الغربية هيلموت شميدت بزيارة استغرقت يومين للاتحاد السوفياتي تحت قيادة ليونيد بريجنيف، تم خلالها الاتفاق على علاقات تجارية واقتصادية جديدة بين جمهورية ألمانيا الاتحادية والاتحاد السوفياتي تعاقديًا.

أمّا في موسكو، فقد تم دعم الاستعدادات للألعاب الأولمبية من قبل أعلى مستوى من قيادة الدولة والحزب. وكان هدف الدعاية المركزي: تعزيز سمعة الاشتراكية. ويمكن إيجاز التعليمات في الخطاب "إن نقطة انطلاق عملنا السياسي الجماهيري في التحضير للألعاب الأولمبية لعام 1980 وتنفيذها، هي نشر الاشتراكية القائمة بالفعل. من المهم تقديم مزايا الاشتراكية وقيمها وإنجازاتها". وفي جمهورية ألمانيا الديمقراطية فقد استخدمت وسائل الإعلام من أجل الدعاية الاشتراكية، وإظهار وتقديم الرياضيين كممثلين للاشتراكية الذين يحققون إنجازاتهم بمساعدة الدولة والحزب، وأن عقد دورة الألعاب الأولمبية لعام 1980 في موسكو منجز يؤكّد الاعتراف الدولي بالنجاحات التي حققها الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية الأخرى على وجه الخصوص، بل هو "تعبير عن تغيّر ميزان القوى لصالح الاشتراكية". كانت الألعاب الأولمبية لعام 1980 في موسكو ذات أهمية خاصة بالنسبة لها، حيث كانت الأولى التي تقام في دولة اشتراكية، وقد تعزّز ذلك بمقاطعة الولايات المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية، ودول غربية أخرى.

هذه هي السياسة وألاعيبها، الوقحة في معظم الأحيان، ومن يراهن على أن للأخلاق مكانًا في معايير ممارسة السياسة وأدواتها، فهو واهم. يحتفظ لنا التاريخ بما لا يمكن تخيّله من الشواهد على انتهاك براءة ونقاء كل المنجزات الإنسانية لدى الشعوب عامة، من قبل أفعال السياسة العالمية، آخرها ما جرى مع بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، والمقاطعات التي تمّت بفجاجة كبيرة، ومن دون أي خجل أو مراعاة لما يتغنّى به الغرب من قيم، في محاصرة المنجز الثقافي الروسي، ومنه أعمال خالدة، إن كان في المسرح، أو الأدب، أو الموسيقى، أو الفنون بمختلف أنواعها، واليوم لا مكان للعلم الروسي في دورة باريس الحالية. هذا شاهد ما زال حيًّا، من دون أن ننسى أن روسيا أيام الاتحاد السوفياتي مارست الدور نفسه أيام الحرب الباردة فيما يتعلق بالثقافة الغربية.

هذه هي السياسة وما تصنع في العالم، من قبل "الكبار"، لكن المؤسف والمؤلم في الأمر، بالنسبة لمواطن ينتمي إلى هذه البقعة من العالم، الوطن العربي، ألّا يكون لديها ما تدلو به في مناسبات من هذا القبيل، لا سلبًا ولا إيجابًا، وغالبًا ما تكون مواقفها ملحقة بمواقف من تُحالف أو تتبع، والمؤسف أيضًا أنها منقسمة دائمًا حول قضاياها وتحالفاتها.

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.