}

نصب الحرية.. هوية العراق الفنية

وارد بدر السالم وارد بدر السالم 22 سبتمبر 2022

بعد ثلاث سنوات من إهماله، وبعدما تعرّض للتصدع والأحافير والتلوث الدخاني والبارودي، يُعاد نصب الحرية الشهير إلى واجهة الحدث العراقي، بوصفه أثرًا وتراثًا حضاريًا وإنسانيًا، بما يشير إلى هوية البلاد الفنية في مراحل الجمهورية المبكرة، مثلما يشير إلى الهوية الفنية - النحتية الوطنية التي يمثلها هذا النصب الكبير.

وسبب العودة إليه وإبرازه من جديد كحدث يكتسب دلالاته الكثيرة، هو السعي من قبل وزارة الثقافة والسياحة وأمانة بغداد إلى إعادة تأهيله وترميم التصدعات التي لحقته منذ عام 2019 إبان ثورة تشرين الشبابية التي امتدت إلى أشهرٍ طويلة. وما بين التشكيك الجماهيري الذي يقوده ناشطون وفنانون في مواقع التواصل الاجتماعي في صعوبة تأهيله، وبين تصريحات المسؤولين في وزارة الثقافة وبلدية بغداد، إشارة بليغة إلى أن هذا الأثر الفريد هو الهوية العراقية الإنسانية الجامعة لكل الأطياف المحلية. وما خربته السياسة يُصلحه المجتمع والجهود النيّرة التي ترى في النصب شموخًا وطنيًا أنجزه الفنان الراحل جواد سليم عام 1961.

نصب الحرية في وسط بغداد هو أحد أكبر النُصب الفنية في الشرق الأوسط، بالرغم من إنشائه منذ ستين عامًا. يتميز بارتفاعه وسعته وإشغاله لفضاء بارز في منطقة الباب الشرقي. بالإضافة إلى رمزيته الوطنية التي جعلت منه جدارية باذخة بالمعاني الثورية. وقد مرت عليه حكومات ورؤساء ووزراء وأحزاب وكيانات، يسارية ويمينية، تقدمية ورجعية، بالمفهوم السياسي المتداول شعبيًا. وبذلك يكتسب أهميته التاريخية والفنية والمستقبلية، بوصفه نتاجًا وطنيًا خالصًا. يحكي مسيرة شعب ووطن بين الصعوبات والمخاطر السياسية التي مرت، والتي سوف تمر على ما يبدو من سياق الأحداث الجارية في البلاد.

ثورة تشرين الشبابية أعادت رمزية النصب إلى الأذهان بطريقة عفوية ولكنها واقعية وصحيحة



المُنجّم العراقي والسحر الأسود!

ومع هذا التأهيل للنصب الذي يجري على قدم وساق، ومع استعادة روحية لهذا الأثر الذي يشبه سجلًا مفتوحًا للعراق، توجبت الإشارة إلى الماضي القريب الذي لم يبتعد عن ذاكرة هذا الجيل، وبالذات بعد وقت قصير من الاحتلال الأميركي للعراق، ثمة خبرٌ قديم مضى عليه - الآن- تسعة عشر عامًا تقريبًا، كان قد احتل مساحة صغيرة في الصفحة الأخيرة من جريدة عراقية تصدر خارج العراق، جاء في إيجازه المقصود أن البلاد العراقية مشؤومة، وتقع في دائرة نحس تاريخي وملغومة بالسحر الأسود والجن اليهودي، الذي استوطن نصب الحرية حيث يتوسط العاصمة منذ تاريخ إنشائه، إذ جلب؛ كما يقول الخبر الموجز؛ النحس والشؤم والحروب المتكررة على البلاد والعباد منذ عام 1958 حتى سقوط بغداد عام 2003 وهو السقوط السابع عشر في تاريخها الطويل.

يصف محرر ذلك الخبر القائل بأنه منجّم فلكي عراقي يعيش في دولة أوروبية. وقد أطلق تحذيره الغريب إلى الساسة الجدد بأن يستغنوا عن النصب بتهديمه والتخلي عنه، لعل البلد ينجو من شروره السحرية المدفونة في أحد قطعهِ الـ14. وأشار بشكل واضح إلى موت الفنان جواد سليم، صاحب النصب والذي لم يشهد تشييد نصبه؛ دليلًا على الشؤم الذي يحمله النصب في واحدة من قطعه المنحوتة على الجدارية. فأكملته زوجته البريطانية لورنا التي كانت تعيش معه في بغداد منذ عودته من الدراسة في الخارج نهاية الأربعينيات.

وفي ذلك الوقت لم ينتبه أحد إلى هذه (الدعوة) الغريبة، بسبب الانشغال في سلب البلد ونهبه والتسلط عليه بطريقة وحشية. ولم يكن أحد يهتم بنصب الحرية، بعدما سُرقت المتاحف ودور المخطوطات والمكتبات العامة في أرجاء البلاد. وهُرّبت إلى دول عربية وأجنبية بواسطة المارينز الأميركي والعملاء المحليين. ولأن نصب الحرية ذو ارتفاع عالٍ، وقِطعه المنحوتة كبيرة جدًا، لذا لم يفكر بسرقته أحد. بل سُرق في شارع السعدون تمثال عبد المحسن السعدون، رئيس الوزراء في العهد الملكي، كونه نحاسيًا وصغير الحجم. فالقوم كانوا مشغولين بما خفّ حمله وزاد ثمنه. فيما مرّ الخبر الصحافي الموجز مرورًا سريعًا. انتبه إليه من انتبه. والأغلبية لم تعرهُ اهتمامًا. وصمت الفلكي بعدها إلى هذا اليوم، فالدس الخبري المقصود كان ينتظر أن يلقى حاضنة اجتماعية ودينية، كجزء من هدم التراث الفني العراقي. لكن مصادفات القدر أوجدت الشرور وما تزال لعقدين من الزمان. وتحول العراق إلى ساحة قتال طائفية كما هو معروف، بعيدًا عن السحر الأسود والجن اليهودي المدفون في أحد قطعه الـ14. فالسياسة الحالية هي صراعات مذهبية وطائفية وقومية، لا علاقة لها بالسحر والجن اليهودي ولا الأميركي. وبالتالي نفهم بشكل واضح أن المحو الحضاري، والعزل عن زمنه لا يمكنه أن ينجح ويجمّد اللحظات التاريخية المشرقة في سِفْر المكان.

ثورة تشرين الشبابية أعادت رمزية النصب إلى الأذهان بطريقة عفوية لكنها واقعية وصحيحة. وأبقت السياسيين في حالة استنفار دامت أشهرًا طويلة وقاسية على الطرفين، لا سيما على شباب الثورة الذين قدموا شهداءَ وجرحى كثيرين. وبقي نصب الحرية عاليًا في ارتفاعه. فهو سجل مفتوح للحرية والجمال والعنفوان. لذلك اتخذه شباب تشرين خيمةً ودرعًا وانطلاقة وطنية إلى بيوت الفساد في البلاد. ولولا استثناءات معينة تضافر فيها سياسيو المنطقة الخضراء، لكانت الحياة العراقية اليوم هي في شأن آخر.

جواد سليم 



سحر الجماهير

في المواجهات الغازية والنارية اليومية التي بالغت فيها شرطة الشغب ضد المتظاهرين، نال نصب الحرية حصته من التصدع في كثير من أجزائه، ولأن المكان الذي يعلو فيه النصب كان نقطة الارتكاز التشرينية، لذا كان (هدفًا) مستمرًا للنيران الغازية والقنص المعتاد. وبالتالي أمكن مشاهدة الكثير من (الإصابات) والأحافير الصغيرة في المرمر الأساسي الذي أُلصقت عليه تماثيل النصب الأربعة عشر. وهذه الثورة الشبابية تحت نصب الحرية برمزيته الوطنية التي انطلقت بشعار مركزي (نريد وطن) أسقطت حكومة عادل عبد المهدي لكنها أعطت أكثر من 700 شهيد وآلاف الجرحى.

مثل هذه الأحداث تكررت على مدار تأسيس الدولة العراقية. وكاد النصب يتعرض للهدم في تاريخه قبل 2003 في عهدين متقاربين:

  • في انقلاب 8 فبراير/ شباط عام 1963 الذي أطاح بالزعيم عبد الكريم قاسم.
  • في انقلاب الرئيس عبد السلام عارف لإقصاء البعثيين من الحكم في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1963

لكن (السحر) الجماهيري والشعبي في عفويته الوطنية حال دون أن يكون نصب الحرية عرضة للهدم والعبث والتشويه. وبقي شامخًا على مر الرؤساء والأحزاب والكيانات السياسية المختلفة، إذ ذهب المنجّم ومن أوحى له بالتخريب إلى النسيان، وظل نصب الحرية قائمًا حتى اليوم.

فكرة النصب ومكوناته النحتية

فلسفة جواد سليم، في هذا النصب، قائمة على إحياء ما اندثر من التراث الحضاري الرافديني القديم. وهو إحياء مفهوم ضمن حداثته الفنية التي تستنجد بما مضى، لتكون على وفاق مع الحاضر، ومتطلعة إلى نور المستقبل في إشراقاته الكثيرة. والنصب بحركته من اليمين إلى اليسار، يحيل إلى فكرة الأختام الاسطوانية السومرية المتدحرجة التي تلد أشكالًا أخرى كلما مالت إلى اليسار. والفكرة (التي تضمنت اندثارات آن لها أن تستيقظ..) استيقظت بأربع عشرة قطعة نحتية وخمسة وعشرين شخصية كونت هذا النصب العملاق، بطول 50 مترًا على قاعدة صممها المهندس المعماري رفعت الجادرجي بارتفاع عشرة أمتار حملت كل قطعة نحتية بارتفاع سبعة أمتار (عدا تمثال الطفل بارتفاع مترين)

أقيم النصب في فضاء مفتوح يتوسط بغداد من الاتجاهات كلها. كما أنه فريد في تكوينه القائم على أنموذج البيت الشعري الكلاسيكي العربي القديم، إذ يُقرأ من اليمين إلى اليسار، باستقدام الماضي والمرور على أهم ركائزه، حتى ثورة تموز ونهاية الحكم الملكي. بمعنى الوصول إلى الحرية في جمهورية فتيّة آنذاك. ولا شك في أن الفنان الراحل جواد سليم ترك أثرًا فريدًا من نوعه في الفن العراقي والعربي، باشتغاله الطويل عليه لمدة ثلاث سنوات في إيطاليا، بدءًا من عام 1958 حتى عام 1961 وفي العام ذاته توفي الفنان سليم بنوبةٍ قلبية قبل أن يشهد نصبه وافتتاحه الرسمي.

صور أرشيفية لنصب الحرية



ذكر المعماري رفعت الجادرجي لأكثر من مرة أن فكرة النصب جاءت بمقترح الزعيم عبد الكريم قاسم، لتمجيد الثورة التموزية، والإبقاء على أهميتها من خلال عمل فني كبير. فتكفل الجادرجي بهذه المهمة، وأوكلها إلى النحات جواد سليم الذي عمل تخطيطات أولية قبل أن يسافر إلى إيطاليا مهد الفن والنحت في عصر النهضة. ومع محمولاته الرمزية كان السجل العراقي فيه، ينبعث من قواعد فنية بابلية وآشورية واضحة المعاني في طريقة عرضها المتسلسلة أولًا، ومن الاستدعاءات الحضارية ثانيًا. ولا سيما في التسلسل من اليمين إلى اليسار كبيت شعري متكامل. وكانت حركة المنحوتات الخمس والعشرين تبدأ من حركة "الحصان" الجامح عنيفة بشكل دائري مع استدارة عنقه المنسرحة إلى بقية العناصر المكوّنة للنصب. والحصان له قيمة رمزية في التاريخ العربي كرمز للأصالة والقوة والاندفاع. ويتجه إلى القطعة التالية؛ إلى رواد الثورات ورجالها والتمرد الشعبي الجماهيري على الظلم. وهذه التشكيلة تتجه إلى القطعة الثالثة وهي "الطفل" كرمز لنشء جديد ومستقبل آخر لمعرفة تالية قبل إبراز "المرأة" العراقية التي ساندت الثورات والانتفاضات في حركية دائرية، لكنها معذبة على مدار الماضي. إذ تتجه القطعة التالية إلى رمزية الشهيد بكل معانيه الاعتبارية والإنسانية.

على أن الشهادة تليها الولادات عادةً في مجتمع إنساني. فالأم التالية وطفلها مزيج من المعاني الإنسانية والثورية بتركيز واضح ومن خلال (الأسلوب الهلالي) الذي يجمع هذه المنحوتة بسابقتها. ثم يستقر النصف الأيمن على "المفكر السجين" المقيد وراء القضبان. حتى يبدأ العد التالي، وهو الثامن بقفزة جندي متوتر العضلات، محطمًا قضبان السجن، رمزًا لثورة تموز، وصولًا إلى "الحرية" في تشكيلة الصراع بين الماضي والحاضر. وقد جسدته امرأة تحمل مشعلًا وهي محلقة في الفضاء. ثم تتحقق الحرية والسلام عندما تحولت قضبان السجن إلى أغصان شجرية. ولم يترك هذا النصب أبرز رمزين في العراق طبيعيين هما دجلة والفرات من خلال امرأتين؛ إحداهما فارعة والأخرى حبلى. ويستمر البيت الشعري في الجدارية النحتية بالتدرج إلى ما ترمز اليه الزراعة والتراب إلى أرض الرافدين، حتى منحوتة "الثور" وهو رمز أسطوري قديم في ميزوبوتاميا يجسد الفحولة والخصب. وتختتم الجدارية تسلسلها الوطني والفني بوجود العامل رمزًا للبناء والإنتاج والشموخ.

بعد وقت قصير من الاحتلال الأميركي للعراق سُرق تمثال عبد المحسن السعدون كونه نحاسيًا وصغير الحجم. فالقوم كانوا مشغولين بما خفّ حمله وزاد ثمنه



جواد سليم

  • جواد سليم (1919–1961): رسام ونحّات ولد في أنقرة لأبوين عِراقيين منَ الموصل، ونَشأ في عائلة فَنية اِشتُهرت بالرسم. كان والده فنانًا، ووالدَتُه فنانة وأخوته سُعاد ونزار ونزيهة كلهم فَنانون تشكيليون.
  • نالَ وهوَ بعُمر 11 عامًا الجائزة الفضية في النَحت في أول مَعرض للفنون في بغداد عام 1931.
  • أرسل في بعثة إلى فرنسا ليدرسَ النَحت في باريس وتوقفت دراسته بسبب اندلاع الحرب.
  • انتقل إلى روما عام 1940 ولكن مرة أخرى توقفت دراسته بسبب الحرب، مما أجبره على العودة إلى بَغداد.
  • التحقَ بمدرسة سليد للفنون الجميلة في لندن عام 1946.
  • التقى بالفنانة البريطانية لورنا، وتزوجا في عام 1950.
  • يجيد اللغّات الإيطالية والتركية والفرنسية والإنكليزية.
  • رئيس قسم النحت في مَعهد الفنون الجميلة في بغداد.
  • أُصيبَ بنَوبة قلبية وتوفي في المستشفى الجمهوري يَوم 23 كانون الثاني/ يناير 1961 عن عمر ناهزَ 42 عامًا.
  • تحتفظ الأمم المتحدة بنموذجٍ مصغرٍ من البرونز لأحد أعماله المسمى السجين السياسي المجهول.


هوامش ومراجع:

ادّعاء المٌنجّم الفلكي الذي أراد أن يوحي بوجود سحر أسود في نصب الحرية، كان ثيمة كبيرة لروايتنا "تجميع الأسد" التي طُبعت في بيروت علم 2014 - العربية للعلوم- ناشرون، وأعيد طبعها في بغداد عام 2018 - مؤسسة ثائر العصامي.

- رفعت الجادرجي (1926 - 2020): مهندس معماري وفنان تشكيلي حاصل على جائزة آغا خان للعمارة في عام 1986 وغالبًا ما يشار إليه على أنه عراب العمارة العراقية الحديثة حيث صمم أكثر من 100 مبنى في جميع أنحاء البلد.

- ثورة تشرين: تظاهرات واحتجاجات عراقية اندلعت في 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجًا على تردّي الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفساد المالي الإداري والبطالة. فأسقطت حكومة عادل عبد المهدي.

- عبد المحسن السعدون: ولد عام 1879. تقلد أربع وزارات. ثاني رئيس وزراء في العهد الملكي في العراق. توفي في ظروف غامضة بعد إعلانه مناهضة السياسة البريطانية ورفضه التوقيع على معاهدة عام 1925. وقيل إنه انتحر في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 1929 وقد جرى له تشييع رسمي وشعبي وتم وضع تمثال له في شارع السعدون بالباب الشرقي ببغداد وحمل الشارع اسمه (شارع السعدون) ووضع في مدخله؛ غير أنه سُرق عقب احتلال العراق في نيسان/ أبريل 2003 وتم الاستعاضة عنه بتمثال آخر موجود حاليًا في نفس المكان.

- عادل عبد المهدي: رئيس الوزراء من 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 إلى 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019. قدم استقالته من رئاسة مجلس الوزراء بسبب ثورة تشرين التي نادت باستقالته.

- لورنا سليم (1928-2021): فنانة إنكليزية ومعلمة فن، تزوجت من النحات العراقي جواد سليم، ثم انتقلت إلى بغداد في الخمسينيات. كانت فنانة ممارسة ومساهمة في مجتمع الفنون في العراق من خلال معارضها ومشاركتها الفعالة في مجموعات الفنون.

- جواد سليم ونصب الحرية - جبرا إبراهيم جبرا.

- لورنا.. سنواتها مع جواد سليم - إنعام كجه جي - دار الجديد - 2017

- عادل كامل: جواد سليم في ذكراه- الحوار المتمدن 19-1-2016

- الموقع الرسمي لأمانة بغداد.

- الموقع الرسمي لوزارة الثقافة والسياحة العراقية.

- ويكيبيديا- الموسوعة الحرة.


مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.