}

بمناسبة يومها العالمي: الكآبة في الثقافة والأدب

سمير رمان سمير رمان 23 أكتوبر 2023
بمناسبة اليوم العالمي للكآبة، الذي صادف في العاشر من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، أعدّت منظمة الصحة العالمية دليلًا موجزًا لظاهرة الكآبة في الأدب وتأثيرها على الفلسفة والأدب والسينما، إذ تشير إحصاءات المنظمة نفسها إلى معاناة 280 مليون إنسان من شكل من أشكال مرض الكآبة في عام 2023.


مصر القديمة: الإشارة للمرة الأولى إلى حالاتٍ تشبه الكآبة
في عام 1859م، نشر متحف برلين للمصريات مضمونَ نصٍّ مسطّرٍ على ورق البردي يعود إلى حوالى ألفي عام قبل الميلاد. استغرقت ترجمة النصّ قرابة 40 عامًا، ونتعرّف من المقاطع التي بقيت سليمة إلى حوارٍ بين الإنسان وبين (با/ الروح والضمير)، بشأن الانتحار. فالإنسان يشعر بخيبة أملٍ من الحياة: هجره الأصدقاء، ومن اكتساح الشرّ العالم، وأنّه لا يجب الثقة بالبشر، كما أنّ الإنسان يشعر بالاشمئزاز من نفسه، فيفكر في الانتحار والانتقال إلى العالم الآخر، كي تتوقف هذه العذابات. وهنا يتدخل الضمير والروح (با) محاولًا إقناع الإنسان بالكفّ عن هكذا تفكير، وينصحه بالتمتع بالحياة، وألا يعتمد كثيرًا على الحياة الآخرة.


العهد القديم وهوميروس
يذكر العهد القديم أنّ ملك اليهود شاؤول، الطيب، العادل، المتواضع، كان يعاني من نوبات المزاج الكئيب والحزن واليأس بعد وقوع أحداثٍ معينة. ولكنّ الملك لم يمتثل لتعليمات النبي بإبادة من أساء إلى اليهود في أثناء هروبهم من مصر، فبدأت رحلة عذاباته مع الروح الشريرة التي راحت تعذبه بالحزن واليأس، فأقدم على الانتحار.
في ملحمة "الإلياذة"، يتطرق هوميروس إلى عوارض شبيهة بالكآبة تصيب الإنسان بعد تخلّي الآلهة عنه. يتعرض تريتون، ابن إله البحر بوسيدون، وأمه الملكة أمفيتريتي، لغضب الآلهة، لأنّه تجرأ وصعد جبل الأولمب. على الرغم من كلّ مآثره البطولية، تنزل الآلهة به عقابًا قاسيًا، فيهبط إلى الأرض ملعونًا: "مكروهًا من جميع السماويين، يجوب الحقول، والوحدة تنهش قلبه، ويتجنّب آثار الإنسان".
وجه الشبه كبير بين قصة العهد القديم وقصة هوميروس؛ فالإنسان في الحالتين عاش حياةً رغيدة سهلة وناجحة، ليجد نفسه فجأةً، ومن دون سببٍ واضح، غارقًا في الكآبة، فيهجر حياته السابقة بشكل لا يعرف الرضى، فيدخل حالة حزنٍ لا خلاص له منها. يسجّل كلٌّ من الكتاب المقدّس (العهد القديم) وإلياذة هوميروس حالة الكآبة هذه، ولا يجدان لها تفسيرًا، إلا عبر غضب الربّ/ الآلهة منهما.


المسرحي يوريبيديس والطبيب أبوقراط: الكآبة كمرضٍ جسدي

عزا أبوقراط الكآبة إلى انسكاب الصفراء السوداء، حيث يفقد الإنسان الشهيّة، ويتملكه اليأس والأرق والتهيّج والقلق


في مسرحية "أوريست"، يصف المسرحي الإغريقي يوريبيديس (408 قبل الميلاد) الكآبة كنتيجةٍ للعلاقة مع الآلهة، ولكنّها تظهر ليس بسبب عصيان الإنسان الآلهة، بل على العكس من ذلك، تظهر الكآبة بعد إطاعة الأوامر الإلهية. يأمر إله البحر أبولون أوريست بقتل أمّه كليتيمنستر انتقامًا لموت أبيه أغاممنون. ينفّذ أوريست الأمر، ولكنّ الآلهة تحكم عليه بالخوف والقلق الدائمين: "لم يأكل لقمة طعام، لم يغسل جسده أبدًا، يمضي وقته مستلقيًا وقد أنهكه المرض. وعندما تخفّ وطأة المرض ويعود إلى رشده يبكي وينتحب".




في الوقت نفسه، طرح أبوقراط نظريته التي تقول بأنّ ما يجري في جسم الإنسان تنظمه أربعة سوائل حيوية: (الدم، البلغم، الصفراء، والصفراء السوداء). عزا أبوقراط الكآبة إلى انسكاب الصفراء السوداء، فالإنسان يفقد الشهيّة، ويتملكه اليأس والأرق والتهيّج والقلق. ويتأثر الجسم كله بذلك، بما في ذلك الدماغ، الذي "يجعلنا سعداء، مجانين، أو مسعورين. فكلّ شيءٍ يأتي من الدماغ".


أرسطو: الكآبة هي الوجه الآخر للنجاح
أيّد أرسطو أبوقراط بشأن دور السوائل الأربعة في عمل جسم الإنسان، وأضاف أنّها تؤثر على الشخصية والسلوك. وأشار إلى أن الأشخاص الحزينين يمتلكون تفكيرًا وحدسًا متطورين وخيالًا غنيًّا. وقد توصل الإغريق إلى أنّ الهوس والجنون الناجم عن غضب الآلهة قد يمنح الإنسان طاقة إبداعية، أو هداية إلى المعرفة، أو الشعور بالحبّ، أو أيّ سلوك متميّز آخر. كما توصلوا إلى قناعة بأنّ أسباب الكآبة تكمن في خصائص المادة الصفراء السوداء، وبالطقس الذي يعيش فيه الإنسان؛ فإذا كان الجو باردًا جدًا، يميل الإنسان إلى الخمول والكسل، ويصبح جبانًا متبلّد الفكر. أمّا إذا كان الجو حارًا، فسيكون المرء نشيطًا ومتهورًا، ويعاني من نوبات الغضب. أمّا في درجات الحرارة المعتدلة فعادةً ما يكون الشخص الذي لديه كثير من المادة الصفراء السوداء أكثر ذكاءً ونجاحًا من غيره في مجالات السياسة والفنّ والعلوم. وعندما تبرد المادة الصفراء (بسبب الطعام، أو تغيّر الفصول، أو نتيجة الاستعداد الفطري)، يصاب باليأس.


شيشرون: الكآبة مرضٌ يصيب الروح
بالنسبة لأبوقراط وأرسطو، كانت الكآبة في المقام الأول مرضًا يصيب الجسد، ومن ثمّ الحالة الذهنية للإنسان. في روما، أصاب الحزن الشديد السياسي والخطيب اللامع شيشرون بعد وفاة ابنته في أثناء ولادتها، فتخلى عن النشاط السياسي، واعتزل المجتمع تمامًا لأشهر عدة، كتب خلالها أطروحة "حوارات توسكولان"، كرّسها للتأملات حول الموت، وطبيعة الألم العقلي والحزن، وطرق تجاوزها. بتقسيم الأمراض إلى جسدية وروحية، لاحظ شيشرون أن العناية بالجسد في زمانه أصبحت "علمًا منذ فترة طويلة"، فيما بقي علاج الروح "أمرًا مشكوكًا فيه، ويشكل خطرًا على الناس". يرى شيشرون أنّ الإنسان يشعر بألم الجسد في روحه، ولكنّ جسده لا يشعر بألم العقل... يذهب شيشرون إلى أنّ سبب مرض الروح يعود إلى العواطف والمشاعر القوية تحديدًا: "يتولد الخوف والحزن من أفكار الشرّ. إنّ الخوف على وجه الخصوص هو التفكير في شرٍّ عظيم قادم، وكذلك الحزن الناجم من مصائب عظيمة وقعت بالفعل. ويمكن للمرء إيجاد طريقة للخروج من هذه التجارب من خلال الفلسفة، ولكن إذا تركت الحالة من دون مراقبة فقد يفقد الإنسان عقله".

المسيحيون الأوائل، دانتي وتشوسر: الكآبة ذنب
كان النسّاك المسيحيون الأوائل أول ضحايا الكآبة، فانطلقوا إلى الصحراء سعيًا وراء حياة خاملة من دون تفكير الخمول، بعد أن فقدوا الأمل بالنجاة. رأى رجال الدين الأوائل الكآبة ظاهرةً حصرية تتصف بها حياة الرهبان؛ فأسماها بعضهم عقابًا عن الذنوب، في حين رآها آخرون إثمًا لا يغتفر.



في "الكوميديا الإلهية"، يلتقي دانتي في الدائرة الخامسة من الجحيم بالكسالى، وبالذين فقدوا الاهتمام بالحياة في الحياة الدنيا. كانوا يهمسون: "كنّا مضجرين، يلفنا ضبابٌ كسول، وها نحن الآن نشعر بالضجر، حتى في هذه القذارة التي رمينا فيها".


الكآبة خاصية العبقرية
مع حركة النهضة في أوروبا، عاد التفكير بالكآبة. كان الكاهن والفيلسوف الإيطالي مارسيليو فيسينو، وهو أحد منظري عصر النهضة، يعاني من نوبات كآبة عميقة منذ شبابه. لم تساعد نصائح رجال اللاهوت بأن يعيش حياة دينية نشطة في شفائه، فقرر دراسة هذه المشكلة بنفسه. كانت نتيجة عمله نظرية حددها في عمله الضخم "ثلاثة كتبٍ عن الحياة" عام 1489، حاول فيها تطوير مفهوم أرسطو. يعتقد فيسينو أنّ الأشخاص المبدعين أكثر عرضة لحالات الاكتئاب من غيرهم، كما رأى فيسينو أنّ المادة الصفراء السوداء تعمل بنشاطٍ أكبر عند الأشخاص المبدعين، فتنفلت الروح، وتتعزّز الرغبة بالمعرفة، بحيث يصبح إشباعها أمرًا مستحيلًا، ليواجه كلّ شخصٍ متعطشٍ إلى المعرفة خيبة الأمل نتيجة عدم قدرته على إدراك جوهر الخطة الإلهية بشكلٍ كامل، فيصاب بـ "الشوق عبر السماء"، الذي يعد "رفيقًا لا غنى عنه للعبقرية والموهبة، والتي من دونها لا يمكن الوصول إلى الإبداع، ولا تحقيق الاكتشافات العلمية".


شكسبير وبيرتون: أحزان متنوعة
تجلى حزن شكسبير في أقوى صوره في شخصية هاملت، إذ تتوافق صورة الأمير الدانماركي تمامًا مع توصيف الكآبة كما قدّمها الأطباء الإنكليز أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر: الكآبة، العقل والبلاغة الممزوجة بوعي مشوّش، الهوس بأفكار الوسوسة، والميل إلى المشاعر القوية، والرغبة في الموت، وما إلى ذلك. أحد أهمّ أبطال شكسبير، جاك الكئيب، يعقّب على الأحداث بتعليقاتٍ لاذعة مريرة، وإليه ينسب المونولوج: "العالم كلّه ـ مسرح"، ويتحدث عن طبيعة الكآبة، فهي عند المحارب ناجمة عن الطموح، وعند رجل القانون من المكر السياسي، وبالنسبة للمرأة بسبب التكلّف، وعنده هو نفسه بسبب التفكير بالحياة فقط.
أنجز العالم روبرت بيرتون المعاصر لشكسبير عمله الضخم "تشريح الكآبة" عام 1621م، جمع فيه كلّ ما كتبه الفلاسفة والأدباء والعلماء ورجال اللاهوت، وأوضح جميع سبل مكافحتها. أورد بيرتون 100 سببٍ محتمل للكآبة: "هنالك فقط أمرٌ واحد مؤكّد: الحزن يمكن أن يصيب أيّ شخصٍ حيّ، ولا يخلو منه رواقي، حكيم، محظوظ، كريم، مريض، أو تقيّ".


غوته والرومانسيون: موضة الكآبة

ترك غوته تأملاته حول الكآبة في مذكراته عام 1811م


ترك يوهان فولفغانغ فون غوته تأملاته حول الكآبة في مذكراته عام 1811م، وأرفقها بقصتين: "يقولون إنّ رجلًا إنكليزيًا شنق نفسه لأنّه سئم ارتداء وخلع ملابسه كل يوم. كما كنت أعرف بستانيًا رائعًا صرخ ذات يومٍ ساخطًا: هل يجب عليّ حقًا أن أرقب السحب المطيرة تسبح من الغرب إلى الشرق طوال حياتي!؟". وكان غوته قد نشر قبل ثلاثة أعوام من ذلك "فاوست"، وهي مأساةٌ يحاول فيها الأستاذ الانتحار، لأنّه يعيش حياة مثيرة للاشمئزاز، ولأنّه لم يستطع إشباع تعطشه للمعرفة. يلعب الاشمئزاز من الحياة دورًا قاتلًا في حياة الشاب النبيل فيرتر (بطلٍ آخر من أبطال غوته)، الذي أصابه اليأس من أسلوب حياة الطبقة الراقية، فسافر إلى القرية سعيًا للنجاة. ولكنّ الحياة في حضن الطبيعة لم تنقذه من الحزن، وأصبحت بنية العالم ومشاعره الخاصة بلا معنى: "منذ حلول المساء أفترض أنني سأستمتع بشروق الشمس في الغد، ولكنني لا أستطيع النهوض من فراشي. وفي النهار أعزم على الاستمتاع بضوء القمر، ولكنني لا أخرج من الغرفة". يختتم فيرتر خيبة الأمل والتعاسة بالانتحار. وعلى الرغم من أنّ غوته لم يرَ في حالة فيرتر شكلًا من أشكال الكآبة، فقد لعب كتابه دورًا محوريًا في انتشار موجة انتحارعمّت ألمانيا.
لعب الرومانسيون دورًا غير قليل في انتشار الكآبة، إذ تغنّى كلٌّ من كولدريج وبايرون بالكآبة، ورأيا فيها "هبة ملعونة" ترافق الإبداع. أمّا جون كيتس فدعا في "قصيدة الكآبة" إلى التخلي عن مقاومة الكآبة، ونصح بالاستسلام لها، والشرب حتى الثمالة من نظرتها النقية. انتشرت في أوساط الأرستقراطية آنئذٍ أساليب متنوعة تتسبّب بالكآبة، من وصفاتٍ خاصة متنوعة، وقراءة الشعر الحزين. وقد وصل الأمر ببعض الأرستقراطيين حدّ الانتقال إلى الأرياف المنعزلة بحثًا عن الكآبة.
 

هيغل وسارتر: فلسفة الكآبة
تحدث هيغل في محاضراته عن فلسفة التاريخ، فقال: "إنّ تاريخ العلم ليس ساحةً للسعادة. ففترات السعادة في التاريخ عبارة عن صفحات بيضاء". لعب إدراك السعادة دورًا هامًّا في عملية تطور الفرد في حد ذاته، وكذلك في تطور البشرية بأكملها: "يجب أن تصبح السعادة معاناة للإنسان بحدّ ذاته: عليه أن يشعر وكأنّه ينفي ذاته"، وعلى الإنسان أن يفهم أنّ مصيبته هي مصيبة طبيعته. لا يسمي هيغل هذه الحالة كآبةً، ولكنّه يصفها بالمصطلحات نفسها تمامًا، مثل فقدان المثل، وإقامة فترة حدادٍ وكأنّه ميت. ويقول: من دون أن تدرك تعاستك، يكون الانتقال إلى فترة السعادة أمرًا مستحيلًا.
أصبحت رواية "الغثيان" لجان بول سارتر (1938) بيانًا للفلسفة الجديدة، التي أسماها "فلسفة الكآبة"، والتي تذكرنا تجارب بطله الرئيس بأعراضها. ففي البداية، يقيم البطل حالته كمرضٍ: "إنّها شيء ما يظهر كمرض، وليس كشيءٍ واضح تمامًا غير قابلٍ للنقاش. لقد تغلغل فيّ قطرة قطرة: شعرت بعدم الارتياح، وهذا كلّ شيء". ولكن لم تكن هذه الحالة مرضًا، بل الطريقة الوحيدة الممكنة للوجود الحقيقي، وينال البطل حريته بفضل اعترافه بالعجز والمحدودية.

كافكا وفرويد: الكآبة كتعذيبٍ للذات
في رسالةٍ أرسلها إلى صديقه ماكس برود، وصف فرانز كافكا حالته عام 1913، فكتب: "أنا ممددٌ على الأرض، مقطّع إلى شرائح مثل قطع لحمٍ معد للشواء، أدفع بكسلٍ قطعة لحمٍ إلى الكلب القابع في الزاوية"... "هذه الأوهام هي الغذاء اليومي لعقلي". وبالفعل، يحتل العنف ضدّ الجسد وتحولاته مكانة مهمة في أعمال كافكا. في رواية "التحول" (1912)، يعيش بطل الرواية حالة التحول إلى حشرة. لا يهتم كافكا بأسباب التحول، بل يركز على آليّتها، والتي تعني الرغبة في الاختفاء، والتفتت مثل حشرة جافة، وأن يصبح طعامًا لكلب، وأن يموت جوعًا، أي ببساطة الاختفاء من الوجود.
في عام 1917، كتب سيغموند فرويد مقالة بعنوان "الحزن والكآبة" التي تصور حالة كراهية الذات وإيذائها. يرى فرويد في الفرق بين الكآبة (الاكتئاب) والحزن أمرًا مهمًا. فالحزن يحلّ بالإنسان نتيجة خسارة يعيها، أمّا الكآبة فتكون نتيجة خسارة غير واعية لا يتوقعها، والتي لا يعترف بها في الوقت نفسه. مع الحزن، يبدو العالم "فقيرًا وفارغًا"، وفي حالة الكآبة تبدو "الأنا" فارغة وفقيرة. وعندما لا يكون في إمكان الإنسان التخلص من العدوانية ومن الألم، فإنّه يسقط كلّ هذا على نفسه، معتقدًا: "أنا غير محترم، ولا أصلح لشيء، أستحق الإدانة الأخلاقية". يعاتب نفسه ويوبخها، في انتظار أن يُنبذ وينال العقاب، كما يعاقب نفسه بالعزوف عن الطعام، وبالأرق، وتجاوز الرغبات وغيرها من السلوكيات المدمّرة للذات.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.