}

الدراما العربية والقضية الفلسطينية: في حفظ الذاكرة

سمر شمة 28 ديسمبر 2023
استعادات الدراما العربية والقضية الفلسطينية: في حفظ الذاكرة
مسلسل "قبضة الأحرار" تنبّأ بأحداث طوفان الأقصى

 

يقول بعض النقاد إن الدراما لا تستطيع أن تكتب التاريخ، لكنها تسلط الضوء على ما بين السطور، موضحة الحقيقة من دون تزييف. إنها القوة الناعمة التي تفوق في مفعولها أعتى الأسلحة المدمرة لأنها تؤثر في وعي الناس ووجدانهم وتغيّر في المفاهيم والمواقف.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذه الأيام القاتلة والصعبة: هل تستطيع الدراما فعلًا أن تلامس ما جرى ويجري في غزة من إبادة جماعية ممنهجة وتجويع وتهجير ومجازر لم يشهد العالم مثيلًا لها إلا على أيدي الإرهابيين والقتلة والمجرمين والمستبدين؟

هل تستطيع الدراما أن تجسد استشهاد الصحافي سامر أبو دقة، مصور قناة الجزيرة، وهو يؤدي عمله الإعلامي في خانيونس قرب مدرسة فرحانة التي لم تعرف الفرح يومًا بوجود الاحتلال واستباحته لكل شيء بعد أن نزف لمدة خمس ساعات دون أن تتمكن طواقم الاسعاف من إنقاذه بسبب القصف الاسرائيلي المتواصل والمتعمد؟ وهل تستطيع الدراما أن تجسد استشهاد بعض أفراد عائلة مراسل الجزيرة وائل الدحدوح وهو يؤدي عمله على الهواء مباشرة، ودموعه الحنونة على فقدانهم وإصراره على متابعة عمله النبيل وفضح ممارسات الاحتلال البربرية؟ هل تستطيع الدراما تجسيد هذا الصبر وهذا الثبات والإيمان الذي لا يتزعزع وهذه الفروسية التي انقرضت في عالمنا الجبان والظالم والمتآمر؟ هل تستطيع الدراما في مشاهدها تجسيد آلام الأمهات وهلع الأطفال وإصرار أهل غزة ومقاوميها الأبطال على المواجهة بعد أن تخاذل من تخاذل وتآمر من تآمر وشارك من شارك من ذوي القربى ودول حقوق الإنسان وحقوق الكلاب والقطط والحيوانات المفترسة في هذه المذبحة المتواصلة منذ عقود؟ وهل تستطيع الدراما وتتحمل تجسيد إغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة على الهواء مباشرة في الحادي عشر من أيار/ مايو 2022 على يد قوات الإحتلال أثناء تغطيتها لاقتحام مخيم جنين؟ وهل وهل وهل..؟. 

لكن ورغم هذه التساؤلات الموجعة فإن الدراما العربية تناولت القضية الفلسطينية في أعمال كثيرة سينمائية وتلفزيونية وإذاعية ومسرحية، وركزت على تاريخ فلسطين منذ عام 1917 حتى عام النكسة وما بعدها. وقدمت أعمالًا متفاوتة في مستواها الفني والفكري، ولأن الأعمال الدرامية متشعبة وعددها لا يحصى ولا يمكن تغطيته في مقال أو أكثر سنتوقف عند أبرز الأعمال الدرامية التلفزيونية التي تابعها المشاهد ورسخت في ذاكرته واستطاعت أن تصور نضال الشعب الفلسطيني وعذاباته المتواصلة وتوضيح ما تم طمسه من قضية فلسطين.

لعبت بعض الأعمال الدرامية العربية دورًا مهمًا في حفظ ذاكرة فلسطين وهناك أعمال تلفزيونية فلسطينية كثيرة تناولت قضايا الأسرى والمعتقلين لدى الاحتلال وأعمال وطنية تراثية رصدت تاريخ القضية الفلسطينية ببعديها التاريخي والإنساني إضافة إلى قضايا اللجوء والحياة في المخيمات والمجازر المستمرة وقضية القدس وغيرها.

وقد تنبأ مسلسل فضائية الأقصى "قبضة الأحرار" بأحداث عملية طوفان الأقصى كما رأى بعض النقاد حيث تضمن مشاهد تكاد تنطبق تمامًا على مشاهد اقتحام غلاف غزة الحقيقية والهجوم على معسكرات جيش الاحتلال وأنُتج العمل بالكامل داخل القطاع وهو يحكي عن تصدي المقاومة والشعب الفلسطيني للاحتلال في غزة عام 2018، تأليف فارس عبد الحميد وتسنيم المحروق، إخراج محمد خليفة. 

أما مسلسل "ميلاد الفجر" فقد تم تصويره كاملًا في مواقع حقيقية بغزة، وتدور أحداثه حول الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000- 2005) وعالج قضايا مرتبطة بإجرام الإحتلال واستعرض صورًا عالقة في الوجدان مثل اغتيال الطفل محمد الدرة والطفلة إيمان حجو، تأليف زكريا أبو غالي ومحمود منصور إخراج: حسام أبو دان.

وهناك مسلسل "الروح" الذي أنتجته قناة الأقصى (2014)، وتناول تفاصيل الحياة اليومية لأهالي قطاع غزة ومعاناتهم المريرة من الإعتداءات الإسرائيلية وركز على الحالة الملحمية للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وتم تصويره في القطاع، تأليف: سليمان أبو ستة وإخراج: عمار التلاوي.

أما مسلسل "الفدائي" الذي تناول جوانب مختلفة من الحياة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس وأراضي 1948 فقد ركز على حصار غزة ووضع الأسرى في سجون العدو وانتفاضة الأقصى وسياسة التهويد والإستيطان والمقاومة الفلسطينية وهو من جزأين، تأليف: أحمد عبد اللطيف داوود وإخراج: محمد خليفة.

وهناك مسلسل "بوابة السماء" وقد صور الحياة في مدينة القدس وما يتعرض له المقدسيون من انتهاكات يومية على يد الاحتلال وركز على جهود المقدسيين وكفاحهم من أجل الدفاع عن أرضهم ومنع تهويدها، وعلى الصمود الأسطوري لهم وفضح سياسة الإستيطان وتهويد المناهج التعليمية والتطبيع مع الصهاينة وتفجير المسجد الأقصى وبناء الهيكل وقد تم تصويره في قطاع غزة بعد منع سلطات الإحتلال تصويره في القدس، وهو من جزأين، تأليف عدد من الكتاب: حافظ فارس – سامح القطاع – تسنيم المحروق، وإخراج: زهير الإفرنجي.

وهناك أعمال فلسطينية أخرى جسّدت الحكايات الحقيقية للفلسطينيين كمسلسل "عنقود" الذي يعكس معاناة غزة وشعبها تحت الحصار ومعاناة المرأة المضاعفة وتم تصويره كاملًا في قطاع غزة، إخراج: حسام أبو دان وقصة العمل مستوحاة من الواقع ومجازر وقعت في شرق خانيونس (2014). إضافة إلى مسلسل "ليالي الصيادين" وهو أول عمل درامي للتلفزيون الفلسطيني ويؤرخ لفترة طويلة من عمر قطاع غزة ويركّز على حياة الصيادين وواقعهم هناك، تأليف وإخراج: صلاح القدومي. ومسلسل "أم الياسمين" الذي يتناول الحقبة ما بين 1929-1935، بداية ثورة البراق في مدينة القدس المحتلة ويحاكي الحالة النضالية في مدينة نابلس، فكرة وإخراج: بشار النجار قصة: طاهر باكير. ومسلسل "حارة القزازين" الذي يعرض حالة التهميش التي تعاني منها البلدة القديمة في مدينة الخليل ومعاناة أهالي الأسرى واحتجاز جثامين الشهداء واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وهذا ما يحدث الآن في غزة وفلسطين. وهناك مسلسل "أولاد المختار" الذي جرى تصوير غالبية مشاهده في جنين وتمتد حكاياته من 1947 إلى 1980 ويعالج القضية الفلسطينية من جوانب نضالية وإجتماعية ولا يتجاهل وجود الخونة، سيناريو: هشام كفرين، إخراج: بشار النجار. إضافة إلى أعمال درامية فلسطينية أخرى ومسلسلات تلفزيون فلسطين.

هل تستطيع الدراما أن تجسد استشهاد سامر أبو دقة وهل تستطيع الدراما أن تجسد استشهاد بعض أفراد عائلة وائل الدحدوح وهو يؤدي عمله على الهواء مباشرة

وحضرت قضية فلسطين بقوة في الدراما السورية عمومًا وفي المسلسلات التلفزيونية خصوصًا وعالجت هذه المسلسلات القضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة التاريخية والإنسانية والاجتماعية والنضالية. ومن أشهر هذه المسلسلات: "التغريبة الفلسطينية" تأليف الدكتور: وليد سيف، إخراج الراحل: حاتم علي والذي أُنتج عام 2004 وسماه النقاد بالملحمة الكبيرة والمرجع للذين لا يعرفون أسباب نشوب الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وجسد هذا العمل، الذي اعتُبر أهم عمل درامي عن قضية فلسطين، أوضاع الفلسطينيين منذ الثلاثينيات والصراع ضد الاحتلال الإنكليزي ثم الصهيوني وقضايا النزوح والتهجير وفقد الأبناء والمقاومة خلال فترات تاريخية مختلفة. وقد استطاع هذا المسلسل بتفوق تلخيص تاريخ الصراع مع الاحتلال واستعراض الحياة الاجتماعية الفلسطينية بطبقاتها المختلفة، فكان فيه الفلاح والعامل والشاعر والثائر والخائن والمثقف كما في الحياة تمامًا، وهو يروي حكاية أسرة فلسطينية تكافح من أجل البقاء وتحلم بالعودة دائمًا، وهو في الحقيقة يحاكي ما تعيشه غزة الآن من تهجير وإبادة وخلق نكبة جديدة لدفع الشعب الفلسطيني لهجرة أخرى.

وهناك مسلسل "الاجتياح" وقد عالج الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني في مدينة جنين خلال الإجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية، وما رآه مؤلف العمل رياض سيف بعينه من الموت والدمار واقتحام الاحتلال لمخيم جنين ورام الله وحصار كنيسة المهد ومقر الرئيس الراحل ياسر عرفات. وركز على تكاتف الشارع الفلسطيني واستبسال أبناء جنين وقتالهم حتى النفس الأخير، إخراج الراحل: شوقي الماجري.

وتطرق مسلسل "عائد إلى حيفا"– الذي قدمته السينما سابقًا – إلى نكبة فلسطين واحتلال الصهاينة لمنازل الفلسطينيين واضطرار الأهل لترك أبنائهم الصغار في حيفا بسبب القصف والرصاص وعدم التمكن من الوصول إليهم ومن ثم العودة للبحث عنهم. وعمل المسلسل على إظهار القهر ورحلة النزوح وجرائم الصهاينة وكأن الأمس يعيد نفسه اليوم في فلسطين وغزة ولكن بأسلحة فتاكة أكثر تطورًا وبجرائم يندى لها الجبين، سيناريو وحوار: غسان نزال، إخراج: باسل الخطيب، وهو عن قصة للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني. 

وكان أول مسلسل تلفزيوني سوري يذهب بعمق للتاريخ الفلسطيني عام 1981 هو مسلسل "عز الدين القسام"، تأليف: أحمد دحبور، إخراج وسيناريو: هيثم حقي، إنتاج دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير وتلفزيون قطر، ويحكي قصة ثورة الشيخ ابن مدينة جبلة السورية عز الدين القسام في فلسطين المحتلة ضد الاحتلال البريطاني ثم الصهيوني والمقاومة الباسلة في تلك الفترة.

وهناك أعمال درامية تلفزيونية سورية لا يمكن حصرها عن قضية فلسطين مثل "نهارات الدفلى"، تأليف: فواز عيد، إخراج: محمد زاهر سليمان، ومسلسل "أنا القدس" الذي رصد فترة زمنية حاسمة في تاريخ مدينة القدس بين الأعوام 1917-1967 وهو من تأليف: باسل وتليد الخطيب، إخراج: باسل الخطيب، إضافة إلى مسلسلات السيرة الذاتية "في حضرة الغياب" عن الشاعر محمود درويش، تأليف: حسن. م يوسف، إخراج: نجدت أنزور، و"حارس القدس" عن المطران هيلاريون كبوتشي، سيناريو: حسن. م يوسف، إخراج: باسل الخطيب. ومسلسل "سحابة صيف" الذي أُنتج عام 2009 وركز على آلام النزوح عند الفلسطينيين والعراقيين وعلى حلم العودة، تأليف: إيمان السعيد، إخراج: مروان بركات.

وتناولت الدراما التلفزيونية الأردنية قضية فلسطين في مسلسلات عديدة مثل "بوابة القدس - الطريق إلى باب الواد" 2011، والذي رصد العلاقة التاريخية بين الشعبين الأردني والفلسطيني سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا، وأرّخ لكفاح الشعب الفلسطيني ضد التغلغل اليهودي في فلسطين ودور الإنكليز في دعمه والمؤامرات التي حيكت ضد القضية الفلسطينية، وتحدث العمل عن فلسطين بين 1946-1948 وعن سقوط حيفا وبدء التقسيم والإرهاب والتهجير القسري للفلسطينيين وإجبارهم على ترك أراضيهم، تأليف: رياض سيف، إخراج: رضوان شاهين.

وهناك مسلسل "فندق باب العمود" 1968 والذي تناول تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وادعاءات الصهاينة الكاذبة بحقهم في الأراضي الفلسطينية، تأليف: أمين شنّار، سيناريو وإخراج: عدنان الرمحي.

وأنتج التلفزيون الأردني عام 1985 مسلسل "إبراهيم طوقان" سيناريو وحوار: محمود شقير، إخراج: موفق الصلاح، وراجعت النص الشاعرة: فدوى طوقان، وتدور أحداثه حول سيرة الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان من ميلاده حتى وفاته والحقبات التاريخية التي مرّ بها من حكم الدولة العثمانية والهجرات اليهودية إلى فلسطين ومدى تأثيره بالناس من خلال شعره.

جسّد "التغريبة الفلسطينية" أوضاع الفلسطينيين منذ الثلاثينيات والصراع ضد الاحتلال الإنكليزي ثم الصهيوني وقضايا النزوح والتهجير وفقد الأبناء والمقاومة خلال فترات تاريخية مختلفة


وهناك مسلسل "هبوب الريح"، تأليف: محمود الزيودي، إخراج: محمد عزيزية، وتدور أحداثه حول سيرة البطل عيد نجمات الصانع من بئر السبع.

ومسلسل "وجه الزمان" 1988، سيناريو وحوار: محمود الزيودي، إخراج: سعود الفياض، وتناول موضوع الاحتلال والمقاومة والتغيرات التي طرأت على حياة الناس في فلسطين بين 1941-1958.

ومسلسل "حضور لموكب الغياب" إنتاج 2022، ويؤرخ للقضية الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي حتى السبعينيات وتناول الأحداث التي رافقت مأساة فلسطين في الأردن والمنطقة ونضال الشعبين الفلسطيني والأردني ضد الاحتلال، وجسد معارك حقيقية خاضها ثوار فلسطين كمعركة الكرامة عام 1968 وهو من جزأين، الجزء الأول تأليف: محمد عبد اللطيف ماشطة، إخراج: عمار رضوان. أما الجزء الثاني فهو من تأليف: سيف الدين عبد العزيز وفيه تم الاستمرار في رواية مآسي التهجير إلى دول الشتات، وقد عرض العمل على تلفزيون قطر.

أما الدراما المصرية التي أنتجت أعمالًا تلفزيونية خالدة حول موضوعات مختلفة فقد قدمت مجموعة من المسلسلات التلفزيونية حول القضية الفلسطينية تركت الكثير من الأسئلة والإنتقادات والقبول أيضًا. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" 2012، والذي رصد كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال ودور الشعوب العربية في الوقوف إلى جانبه، تأليف: يوسف معاطي، إخراج: رامي إمام. وهناك مسلسل "حارة اليهود" تأليف: مدحت العدل، إخراج: محمد جمال العدل، وتدور أحداثه داخل حارة اليهود وقد لاقى ردود فعل متناقضة واتهمه النقاد بارتكاب مغالطات كبيرة. ومسلسل "البوابة الثانية" الذي تناول واقع القضية الفلسطينية عام 2009، تأليف: كوثر مصطفى ومحمد عبد الخالق، إخراج: علي عبد الخالق، ويتحدث عن أستاذة جامعية مصرية يتم اعتقال ابنها في السجون الإسرائيلية أثناء رحلته لسيناء لتبدأ معاناتها وعذاباتها وبحثها عن سبل لإخراجه من المعتقل. أما مسلسل "النهاية" المصري فأحداثه تجري عام 2020 ويتنبأ بتحرير العرب للقدس المحتلة بعد هروب الإسرائيليين إلى دولهم التي تركوها قبل مئة عام ويتوقع أيضًا نهاية إسرائيل، العمل درامي وأقرب للخيال العلمي التشويقي، تأليف: عمرو سمير عاطف، إخراج: ياسر سامي.

هناك أيضًا أعمال مصرية بقيت في ذاكرة المشاهد كمسلسل "رأفت الهجان" المأخوذ من ملفات المخابرات المصرية، إخراج: يحيى العلمي، تأليف: صالح مرسي، إضافة إلى مسلسلات أخرى عديدة مثل "السقوط في بئر السبع"، إخراج: نور الدمرداش، سيناريو: عبد الرحمن فهمي وسامي غنيم، و أعمال أخرى عديدة.

وتطرقت الدراما الخليجية للقضية الفلسطينية في مسلسلات درامية تلفزيونية مختلفة نذكر منها مسلسل "أم هارون" وهو يتحدث عن حياة امرأة يهودية عاشت في الكويت، وقد واجه انتقادات كبيرة، ومسلسل "إرهابيات" وعُرف باسم "شارونيات" وهو كوميدي تدور أحداثه حول الإرهاب الصهيوني، تأليف: يوسف معاطي، إخراج: أحمد الدوغجي. ومسلسل "بأم عيني" المأخوذ عن مذكرات كتبتها المحامية فيليتسيا  لانغر التي كانت تدافع عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وقام المخرج فيصل الياسري والأديب الراحل ممدوح عدوان بإعداد القصص وكتابة السيناريو له، إخراج: سليم موسى.

وتناولت الدراما اللبنانية القضية الفلسطينية في عدد قليل جدًا من المسلسلات التلفزيونية التي لا تتعلق بقضية فلسطين مباشرة، وتندرج تحت اسم دراما المقاومة كما يسميها البعض كمسلسل "زمن الأوغاد" الذي يتحدث عن الاجتياح الاسرائيلي للجنوب اللبناني ويومياته وكفاح الشعبين الفلسطيني واللبناني ضد الاحتلال.

يرى بعض النقاد أن الدراما الفلسطينية قدمت أعمالًا وطنية هامة فضحت جرائم الاحتلال وسلطت الضوء على تاريخ قضية فلسطين وآلام شعبها على مر العقود وعلى المقاومة والاستبسال لتحرير الأراضي المحتلة. بينما يرى نقاد آخرون بأن الدراما الفلسطينية الخاصة والعامة افتقدت الدعم والمساندة وانحصر معظمها في مناقشة قضايا اجتماعية محلية والنادر منها عالج الصراع الوجودي مع المحتل ولكن في قطاع غزة شهدنا حالة مغايرة كما قال الكاتب رياض سيف.

ويرى نقاد آخرون بأن الدراما السورية كانت حاملًا هامًا للواء القضية الفلسطينية وقدمت أعمالًا ناضجة فنيًا وفكريًا، أما الدراما الأردنية فأكثر ما تتصف به في تناولها للقضية الفلسطينية هو جديتها وصدقها كما قال سيف.

ولكن النقاد يرون بأن القضية الفلسطينية تغيب عن الدراما العربية في السنوات الأخيرة ولا تحتل سلم الأولويات وأصبحت تركز على القضايا المحلية والاجتماعية بعيدًا عن السياسة لأسباب تتعلق بالرقابة والأنظمة وهوامش الحرية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة. ولعل ما يحدث منذ السابع من أكتوبر في قطاع غزة من مجازر وحشية وتدمير وانتهاك لكل الحقوق والشرائع والقوانين تكون دافعًا للعاملين في مجال الدراما علهم يستطيعون تجسيد المقتلة اليومية الجارية في غزة وفلسطين أمام العالم أجمع وعلى الهواء مباشرة.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.