}

السينما العراقية مهجورة حتى إشعارٍ آخر

وارد بدر السالم وارد بدر السالم 20 يوليه 2023
استعادات السينما العراقية مهجورة حتى إشعارٍ آخر
أصبح العراق كله تقريبًا بدون دور عرض سينمائية

 

الفن السابع في العراق يمر بنكسة فنية واعتبارية منذ عشرين سنة. يكاد يتوارى في زحمة الحياة المتشابكة في لوثة السياسة على الأغلب الأعم. غير أن فنونًا وأجناسًا غيره بقيت تواصل حضورها وتجددها، كالرواية التي أخذت مداها الرحب في الخطاب الثقافي العام، بالرغم من الظروف غير المستقرة التي تمر البلاد بها.

لنقل إن السينما العراقية غُيّبَت بسُبات طال أكثر مما يجب، لا يتلاءم مع حركة الحياة ومعطياتها المتسارعة، حتى يكاد الناس نسيانها في الحركة الدائبة للسوشيال ميديا وبقية الإلكترونيات الصورية والصوتية التي عوّضت غيابها القسري، عندما كانت ذات نشاط متجدد بالطاقات الإبداعية على مر العقود الماضية، وكان لها عصرها في الإنتاج والإخراج، مع أن السينما العراقية أنتجت أكثر من مئة فيلم في تاريخها كونها (رابع أقدم صناعة سينمائية بعد المصرية والسورية والتونسية).

(1)

الاستنتاج الواقعي لما آلت إليه أمور السينما وراءه أسباب ليست فنية عادةً، بل سياسية على الأغلب الأعم. فجوهر الفكر السياسي في البلاد يتعارض مع هذا الفن، وأريد له- قسرًا- أن يتعارض معها كليًا لا هامشيًا، فلقد أوحي إلى السلطة المعممة أنّ السينما تُعدُّ ضربًا من الشيطنة والفساد واللهو والخروج عن الحياة السوية. وبالتالي انقطع حبل المشيمة السينمائية، وباتت المحاولات الإنتاجية والإخراجية تواجه عقبات حكومية ورسمية في الغالب، حتى تبددت الآمال وانحسر هذا الفن إلى حد الاختفاء. غير أن الغريب فعلًا هو (إنتاج) عدد من الأفلام في ظل الحكومات المتعاقبة في سنوات 2016-2018 لم يُعرض منها أي فيلم، لأنه ببساطة لا توجد دور سينما للعرض، ولكن كيف أنتجت تلك الأفلام؟ ولماذا لم تُعرض؟ وما المعنى من حجبها بعد أن صُرفت ملايين الدولارات على الإنتاج الفيلمي الشبحي الذي لا يعرف أحد كيف حدث ذلك..؟

في الخلاصة، نشير إلى أن موت السينما العراقية موت سريري، إنتاجًا وإخراجًا وتمويلًا وعَرْضًا، كأنما يُراد محو هذا الفن والقضاء على صناعته، وبالتالي قتل المواهب الصاعدة، من تلك التي تجد في السينما وسيلة تعبيرية عن هموم المجتمع الذي يكابد ويعاني من ويلاتٍ سياسية وحربية وتدخلات خارجية لا يمكن إنكارها كحقيقة يعاني منها المجتمع العراقي. حتى أن الكثير من خريجي معهد وأكاديمية الفنون الجميلة- فرع السينما والتمثيل- يجدون أنفسهم بعد التخرج يعيشون في وهم اسمه السينما واسمه التمثيل..! هذا إذا ما أضفنا إلى ذلك إشارة غريبة تتعلق بالبنية التحتية للسينما العراقية وقد اختفت عن الوجود، ولم تبق إلا أسماؤها القديمة، ونعني بذلك دور العرض السينمائية التي كانت بغداد تعج بها، غير أن هناك مَن حجبها عن المشهد الفني والاجتماعي، وتحولت إلى محال تجارية ومخازن للبضائع المستوردة، فقضى هذا على كل أمل بأن يعود نشاط السينما إلى سابق عهده.

(2)

يمكن ببساطة وضع أسباب هذا التراجع الفني إلى النوع المتطرف الحاكم الذي فرض أجنداته الفكرية على كل نشاط ثقافي تجده لا يتناسب مع منهاجها الفكري، ومنه السينما التي أُلغيتْ -هكذا- بعشوائية غير مدروسة، وكانت واحدة من الفقرات الثقافية التي واكبت تحولات المجتمع في الكثير من حالاته السياسية والاجتماعية والفكرية. وبالتالي علينا أن نكتشف معنى أن تكون البلاد المتحضرة ثقافيًا واجتماعيًا من دون سينما ولا دور عرض لها.

عندما كان التحول السياسي عام 2003 نافذًا، كان الأمل أن تتحول معه معطيات كثيرة، متحررة في الأقل، بعد الضغط الذي واجهته في الحقبة الماضية، غير أن العكس حدث، مخالفًا معايير الديمقراطية والحريات العامة، أن تكون الثقافة جزءًا منها، وعاملًا ذكيًا في إضفاء متعة فنية تساهم في تطوّر المجتمع وتضفي عليه الكثير من الحضارة الاجتماعية والفنية والسياسية.

في هذا الوقت المتحول، إذا ما تركنا الجانب السياسي المتسبب في هذا النكوص، فإن المجتمع انشغل، وما يزال، في البحث عن وظيفته اليومية والمعيشية، بعد شيوع البطالة والجريمة بأشكالها، وبات الفساد الرسمي علامة من علامات هذه المرحلة السياسية العصيبة، الأمر الذي جعل من الثقافة بعمومها، هامشية في مجريات الحياة، لا سيما بعد شيوع منافذ الإلكترونيات والفضائيات التلفازية التي أخرجت السينما من واقعها العملي، فهي جاهزة في عرض الأفلام القديمة والحديثة، فعطّلت المواهب الفتية بأن تواصل مساراتها في هذا الفن باستحواذ التلفاز على البيئة الاجتماعية وقنواتها الكثيرة بالأفلام القديمة والحديثة والبرامج الخفيفة المستحدثة للأسرة، والقنوات الرياضية التي ساهمت بشكل فعلي في إبعاد الجماهير عن لذة الفن السينمائي.

النهضة السينمائية القديمة التي شكّلت أربعة عقود تقريبًا من التواصل الاستثماري الخاص، أسست لهذا الفن السابع، ووضعت خطواته الصحيحة حتى فترة الثمانينيات التي استحوذت فيها الدولة على النشاط السينمائي 


(3)

البنية التحتية السينمائية في العراق أصبحت بدرجة الصفر، خاصة دور العرض التي انتهى وجودها بالكامل، وأصبح العراق كله بلا دور عروض سينمائية، وبالتالي انقطع عن استيراد الأفلام الحديثة ومتابعة الأفلام العالمية والعربية في حداثاتها الفنية الأخيرة. وأصبح بمنأى عمّا هو جديد وفاعل في الحياة الثقافية من نافذة السينما. وسيجد البعض أن دور العرض في المولات التجارية الحديثة، وهي قليلة، يمكن لها أن تساهم في تنشيط هذا الفن، وتعيده إلى الواجهة من جديد، لكنْ هذا ضربٌ من الأمنيات غير الحقيقية، للأسباب المختصرة التي ذكرناها، فلا نعتقد أن الشباب الباحثين عن وظيفة هامشية وعمل يومي، سيجدون متسعًا من الوقت لمشاهدة فيلم عراقي أو أجنبي. ولهذا فبدائل من هذا النوع غير واقعية في ردم الفجوة التي أحدثتها السياسة العشوائية في بلد له تاريخ فني وثقافي لا يجوز إقصاؤه بهذه الطريقة.

(4)

الخطاب السينمائي العراقي هو خطاب اجتماعي طوال أربعة عقود. اهتم بالنسق الاجتماعي ومتوالياته الكثيرة. وتولى القطاع الخاص برمجة الثيمة الفيلمية اجتماعيًا، خاضعًا لشروط مجتمعية مفهومة في بيئة محافظة. وكانت فترات الأربعينيات والخمسينيات والستينيات حاضنة فيلمية بمساحة اجتماعية بما فيها من إشكالات وهموم يومية ومسرح طبيعي لبعض ما يدور في معالجة المشكلات والمفارقات الاقتصادية، قبل أن يتسيس في الثمانينيات ابان الحرب العراقية الإيرانية، وتحتكره " المؤسسة العامة للسينما والمسرح" تمويلًا وإنتاجًا وإخراجًا، على حساب القيم الفنية والموضوعية، والتشكيل البصري الذي يخلق معه البصيرة الجمالية والنقدية. فأبعدَ هذا التسيس إنتاج أفلام القطاع عن الواجهة كليًا، وبقي مبتعدًا حتى اليوم. وهو الذي كان أكثر احتكاكًا بموضوعة النهوض السينمائي، لكنه الآن مقيّد كما نحسب، فالحياة أصبحت تجارية، ورؤوس الأموال تذهب يمينًا وشمالًا إلى كل مكان في الكرة الأرضية. إلى مشاريع أغلبها وهمي وورقي، في حين بقيت السينما حتى كتابة هذه السطور بمنأى عن الاهتمامات الخاصة والحكومية.

سينما "الزوراء" حاليًا وهي مهجورة


(
5)

إن كانت السينما العراقية سابقًا قد نشأت (في بستان صغير متواضع في بغداد) فلا شك في أن القطاع الخاص كان وراءها منذ عام 1946 بتأسيس شركة أفلام الرشيد العراقية- المصرية التي أنتجت أول فيلم عراقي (ابن الشرق) من إخراج الفنان المصري إبراهيم حلمي ومشاركة فنانين عرب منهم مديحة يسري، وكان الفيلم دافعًا للمخرج بدرخان لإنتاج فيلم "القاهرة- بغداد" حتى ظهور شركة "الحداد والشيخلي" بفيلم "ارحموني" عام 1958 من إخراج حيدر العمر وتمثيل المطربة هيفاء حسين وبدري حسون فريد، ويعد فيلم "سعيد أفندي" علامة بارزة أخرى في السينما العراقية، الذي أخرجه كاميران حسني ومثل فيه الراحلون يوسف العاني وزينب وجعفر السعدي. ولكي يثبت القطاع الخاص جدارته في تنمية هذا الفن الحديث على مفاصل الثقافة العراقية، أنتج أفلام "أدبته الحياة- والدكتور حسن وعروس الفرات- وتسواهن- وارادة الشعب" في خمسينيات القرن الماضي.

نلاحظ في هذه المختصرات أهمية القطاع الخاص في النهوض السينمائي في الأربعينيات والخمسينيات "بتقليد واضح للسينما المصرية آنذاك" في تناول الحيّز الاجتماعي البغدادي بتجلياته الكثيرة، من إرهاصات ومشاكل ومفارقات وتقاطعات، قبل أن تكون فترة الستينيات شاهدة على صناعة فيلمية عراقية للمخرجين صفاء محمد علي ومحمد منير وكاميران حسني وعبد الجبار ولي ومحمد منير. وهو ما طوّر الصناعة السينمائية؛ عبر شركة شهرزاد الأهلية؛ لإنتاج أول فيلم ملون وهو "نبوخذ نصر" لمخرجه كامل العزاوي وتمثيل سامي عبد الحميد ونجلاء سامي. ثم تتالت أفلام كثيرة أكثر نضجًا من سابقاتها في الخمسينيات: أسعد الأيام، يد القدر، العودة للريف، البصرة الساعة 11، أوراق الخريف، مع الفجر، عفرة وبدر، ليالي العذاب، غزالة... وغيرها من أفلام الستينيات الأكثر نضجًا كصناعة، والأكثر جدوى في طروحاتها الاجتماعية والأكثر مقبولية فنية أيضًا. وبالتالي فإن نشاط القطاع الخاص جعل الدولة بشكلها الرسمي تُنشئ مصلحة السينما والمسرح، التي اهتمت بالأفلام الوثائقية القصيرة (ذات صلة بأحداث ثورة 1958) ولم تُذكر في تلك أفلام كثيرة ذات شأن فني حتى منتصف السبعينيات، إذ نشط الانتاج السينمائي (الرسمي) في إنتاج أفلام ذات قيمة نقدية وفنية كـ "بيوت في ذلك الزقاق" عام 1977 إخراج قاسم حول، و"التجربة" عام 1978 إخراج فؤاد التهامي، و"النهر" عام 1978 إخراج فيصل الياسري، وقد عرضت هذه الأفلام بعد الإنتاج الأول للمؤسسة وكان بعنوان "الرأس" للمخرج فيصل الياسري عام 1977 و"الظامئون" لمحمد شكري جميل و"المنعطف" لجعفر علي و"الأسوار" لمحمد شكري جميل عام 1979 و"القناص" لفيصل الياسري عام 1980.

ومن دون الدخول في التفصيلات التاريخية المطوّلة، سنجد أن النهضة السينمائية القديمة التي شكّلت أربعة عقود تقريبًا من التواصل الاستثماري الخاص، أسست لهذا الفن السابع، ووضعت خطواته الصحيحة مع مرور الوقت، حتى فترة الثمانينيات التي استحوذت فيها الدولة على النشاط السينمائي، بسبب الحرب ضد إيران، لِما كانت تتوسله من (تعبئة) جماهيرية لازمة، حتى أنها توسلت بالتاريخ القديم (فيلم القادسية) لإعادة الذاكرة الجمعية إلى الماضي العربي البطولي كإضاءة من التاريخ البعيد إلى الحاضر.


إشارات ومراجع وهوامش:

  • التراث والفولكلور العراقي- مجموعة تُعنى بالتراث والفولكلور والتقاليد والفن العراقي- موقع رسمي.
  •  سلسلة كتاب فنون نصف السنوي، العدد الأول، وزارة الثقافة والفنون لعام 1979 - اعداد : زينب القصاب
  • ملحق جريدة المدى العراقية- د. عباس الزاملي (18-11-2018). 
  • شهد العراق أول عرض سينمائي (سينما توغراف) ليلة الأحد 26 تموز/ يوليو 1909 في دار الشفاء في الكرخ، في مكان وسط بستان ملاصق لـ "العبخانة" سمي فيما بعد بـ (سينما بلوكي) وأصبحت أول دار عرض تفتح في بغداد.
  • يمكن ملاحظة بعض النشاط الفيلمي منذ الأربعينيات حتى 2002:

ابن الشرق 1946- القاهرة بغداد 1947 - عليا وعصام 1949 - فتنة وحسن 1950- ليلى في العراق 1950 - من المسؤول 1954- ندم 1955 - وردة 1956 - تسواهن 1957 - سعيد أفندي1957 -  أدبته الحياة 1958- عروس الفرات 1958- الدكتور حسن 1958 -  قطار الساعة  1961 - أنعيّمة 1962- القرار الأخير 1962- سلطانة 1962 - مشروع زواج 1962- نبوخذ نصر 1962 - أبو هيلة 1962- أوراق الخريف 1963- بصرة ساعة 11- 1963- أسعد الأيام 1963 - الحارس 1967 - الجابي 1968- بغداد في المرآة 1969 - الست كراسي 1971 -الظامئون 1972-  الجدار 1973- المنعطف 1975- الرأس 1976- الأهوار 1976- النهر 1977- بيوت في ذلك الزقاق 1977- التجربة 1977- الزورق 1977 - تحت سماء واحدة 1978 - الأسوار 1979- يوم آخر 1979 - حياة خضراء 1977- حصاد الأجيال 1972- أبدأ نحو القمة 1978- الأيام الطويلة 1980 -  القادسية 1980- فائق يتزوج 1984 - المهمة مستمرة 1984- الحدود الملتهبة 1985- المهد 1985-  حدث في يوم واحد 1985- العملية-911  1985- المنفذون - صخب البحر - حمد وحمود- شمسنا لن تغيب - المسألة الكبرى- حب في بغداد - شيء من القوة- الفارس والجبل - عرس عراقي - حدث في يوم واحد ــ 1986- ستة على ستة 1988- حب ودراجة 1989- البيت - العربة والحصان - عمارة 13 - العاشق - مكان في الغد - بديعة - اللعبة 1989- 100 على 100  - الملك غازي 1992- حياة ساكنة 1997- الخرساء - شاعر القصبة - الأبواب 1999- صمت الضجيج - جبار- 2001 - قطع غيار - جيان، 2002.

 
- سينمات بغداد منذ بداية الثلاثينيات، ومعظمها كان تابعًا للقطاع الخاص، هي:

  • سينما الرافدين: أسست عام 1932 تقع في شارع الرشيد.
  • سينما الملك غازي: أسست عام 1934 من قبل نعيم شاؤول العزيز.
  • سينما الحمراء: أسست عام 1935 من قبل اسماعيل شريف.
  • سينما الزوراء: أسست عام 1936 في شارع الرشيد.
  • سينما روكسي وسينما ركيس تأسستا عام 1936 في شارع الرشيد.
  • سينما الرشيد: مؤسسها أنطوان مسيح وسودائي إخوان.
  • سينما ديانا: أسست عام 1943سينما دار السلام: أسسها عبد الرزاق الشيخلي في شارع الملك غازي عام 1944. 
  • بعد نهاية الحرب العالمية الثانية شهدت بغداد تأسيس دور عرض جديدة ومن أبرز هذه السينمات:
  • سينما الأرضوملي التي تم تأسيسها عام 1946 من قبل قدري الأرضوملي وتُعد أول سينما في جانب الكرخ.
  • سينما الفردوس وسينما النصر: افتتحتا عام 1947
  • سينما النجوم: شيدت عام 1948 وتقع في شارع الملك غازي محلة السنك.
  • سينما ريجنت: في الصالحية بالقرب من تمثال الملك فيصل الأول، 1949
  • سينما الخيام: افتتحت عام1956  وقد اعتبرت سينما متطورة في ذلك الوقت.
  • وثمة كثير من السينمات الشعبية نستدركها هنا، كونها كانت ملاذًا شعبيًا وجماهيريًا ثقافيًا. وأيضًا لتذكير الحاضر المهجور سينمائيًا. ومنها: برودواي - الوطني - رويال - سنترال - القاهرة الصيفي -  الشرق - غرناطة - النجوم - ميامي - تاج الصيفي - الفارابي الصيفي -  شهرزاد- أوبرا - بلقيس - الأورفه لي - النجوم - أطلس - سميراميس - بابل- الحرية - الشرق الصيفي - الأندلس - مترو - الأعظمية - دنيا - هوليوود الصيفي - البيضاء - علاء الدين- قدري- زبيدة - المنصور-  الفانوس السحري للأطفال - اليرموك.

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.