}

ميشيل ويلبيك يصدم فرنسا بالظهور في فيلم إباحي

عماد فؤاد 22 مارس 2023
تغطيات ميشيل ويلبيك يصدم فرنسا بالظهور في فيلم إباحي
ميشيل ويلبيك

لا حديث في الأوساط الفرنسية، أو الأوروبية، اليوم، إلّا عن الكاتب المثير للجدل ميشيل ويلبيك/ Michel Houellebecq، الذي أوصله ظهوره في فيلم إباحي هولندي إلى المحكمة هذا الأسبوع. وكما جاء في التفاصيل، فقد شارك ويلبيك (67 عامًا) في فيلم إباحي لصالح جماعة فنّية هولندية تدعى Kirac، بناء على اقتراح منه شخصيًا، وتم تصوير المشاهد في أحد فنادق أمستردام. وظهر ويلبيك في مشاهد الفيلم، التي عُرض جزء منها في إعلان ترويجي قبل أيام، وهو على الفراش بصحبة فتاة هولندية. وأعلنت Kirac على قناتها على موقع يوتيوب عن اعتزامها نشر الفيلم قريبًا.
منذ ظهوره الأول ككاتب عام 1994، استغلّ ويلبيك (1956) عوالم اليمين الأوروبي المتطرف، ومجتمعات المشرّدين، ومدمني الكحول، والمراهقين المتعطّشين للجنس، كخلفيات لأعماله الروائية، ولكن في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، تفجّرت أنباء مشاركته في فيلم إباحي في الإعلامين الهولندي والفرنسي. في البداية، سخر الإعلام من هذه الافتراءات، إلّا أن جماعة Kirac قرّرت إسكات الجميع بإذاعة مشاهد من الفيلم على قناتها على يوتيوب أظهرت ويلبيك نصف عار بين ذراعي امرأة شابة. وأظهر مشهد آخر زوجة ويلبيك Qianyum Lysis Li في المقعد الخلفي لسيارة تاكسي في أمستردام. فيما يتحدّث التعليق الصوتي المصاحب للشريط عن "رحلة العسل" التي أُلغيت إلى المغرب، لأن ويلبيك كان يخشى أن يتم اختطافه من قبل إرهابيين مسلمين، وعن زوجة ويلبيك التي "قضت شهرًا في ترتيب البغايا من باريس"، ثم يكمل التعليق: "والآن سقط كل شيء في الماء".


الواقع والخيال
ما إن أعلنت جماعة Kirac عن مشاهد ميشيل ويلبيك الصادمة، حتى تلقّت رسالة من محام فرنسي تفيد بأن المجال الخاص للزوجين "ويلبيك" قد تم انتهاكه. وأعقب ذلك الإجراءات القانونية الموقتة، التي أعلنت فيها المحكمة الفرنسية نفسها غير مؤهلة للنظر في القضية، ما أدى إلى نقل القضية إلى العاصمة الهولندية أمستردام، التي بدأت رسميًا يوم 14 مارس/ آذار الجاري. كما صرح ميشيل ويلبيك وزوجته للإعلام بأنهما "لا يعرفان كيف تم الأمر"، وأن الظروف "أُسيء استغلالها".




من جهتها، قدّمت جماعة كيراك Kirac سلسلة رسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية وصورًا تُظهر أن الزوجين ويلبيك كانا يعرفان وموافقين على كل شيء تم تصويره في الشريط. وأكد ستيفان روتنبيك/ Stefan Ruitenbeek، المدير التنفيذي لجماعة كيراك الفنية لصحيفة "ده ستاندارد" البلجيكية: "كانت الفكرة هي أن أصنع فيلمًا عن فنان آخر، وعن حياته التي يحلم بها"، مشيرًا إلى رسالة بريد إلكتروني إلى ويلبيك يشرح فيها فكرة الشريط بالتفصيل. ويضيف: "في الفيلم، أردت استكشاف الحد الفاصل بين الواقع والخيال، تمامًا كما يفعل ويلبيك نفسه في أعماله الأدبية".
لا يزال دافع ميشيل ويلبيك للعب دور البطولة في مشهد إباحي غير واضح. في البداية، وبناءً على طلب من جماعة كيراك، كان من المفترض أن يتم عمل فيلم عن حياة ويلبيك في العام الماضي كتكريم لأعماله الأدبية. وكي تُعرِّف الجماعة الفنّية بنفسها أمام الكاتب الفرنسي الشهير، أرسلت إليه أحد أفلامها الناجحة السابقة، وهو فيلم Honeypot، الذي تضمّن أيضًا مشاهد إباحية صريحة. "أريده في فيلم إباحي"، هكذا قالت "لاسيس لي"، زوجة ميشيل ويلبيك بنفسها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 أمام الكاميرا. "هذا أفضل من تقطيع الأفلام إلى مشاهد. الإباحية دائمًا فكرة جيدة، أريده أن يتوقف عن الاكتئاب، وأن يجد الأمل، ولو لفترة من الوقت".
ووفقًا للإعلام الهولندي الذي يتابع القضية بوصفها "فضيحة من العيار الثقيل"، ستصدر المحكمة الهولندية قرارها نهاية مارس الجاري، علمًا بأن خطة كيراك الأولية كانت إطلاق الفيلم في 14 مارس، إلا أن الخلاف القضائي أجبر الشركة على تأجيل كل شيء حتى إشعار آخر.


عداء قديم
في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نشرت مجلة فرونت بوبولير/Front Populaire، التي أسّسها فيلسوف البوب اليساري والكاتب غزير الإنتاج ميشال أونفراي/ Michel Onfray مقابلة مطولة جمعته مع ميشيل ويلبيك حذر فيها الكاتب من: "حرب أهلية للمهاجرين ضد الفرنسيين البيض"، وقال إن المسلمين الذين لا يطيعون القانون "من الأفضل لهم المغادرة"، في تعبير صريح من ميشيل ويلبيك عن إيمانه العميق بفكرة أن السكان الأوروبيين البيض يتم استبدالهم بمهاجرين من أفريقيا والعالم الإسلامي، وهي ذاتها عقيدة أحزاب اليمين المتطرف في جميع أنحاء العالم اليوم. ووفقًا لويلبيك، فهي "ليست نظرية، بل حقيقة".




من المؤكّد أن ميشيل ويلبيك أدرك التحول إلى اليمين الذي حدث في فرنسا، وغيرها من البلدان الأوروبية، في العقود الأخيرة. خاصة أن موضوعات مثل الإسلام، والهجرة، والأمن، وانحدار الغرب، تحتل مكانة بارزة في أعماله التي صنعت شهرته. وفي هذا الحوار المطوّل (45 صفحة من المجلة)، لم يتوقف ميشيل ويلبيك عن مهاجمة المسلمين في فرنسا والعالم، ما دفع إمام المسجد الكبير في باريس، شمس الدين حافظ، إلى مقاضاة ميشيل ويلبيك، قائلًا إن تصريحاته "تحرّض على كراهية المسلمين". وأوضح قائلًا: "تصريحات ويلبيك غير مقبولة، ووحشية بشكل مذهل. فهي لا تهدف إلى توضيح نقاش عام، ولكن لإثارة خطاب وأفعال تمييزية".
هذه الآراء ليست جديدة على من يعرف الكاتب الفرنسي المثير للجدل، ففي عام 2015 أصدر ويلبيك روايته "خضوع/ Soumission"، التي يتحدث فيها عن استيلاء المسلمين الديمقراطي على السلطة في فرنسا، منذ هذه اللحظة تم تعميده ككاتب رسميّ لأحزاب اليمين المتطرف الفرنسية. ومن جهته، لعب ويلبيك اللعبة بالشكل الذي يجعله نجمًا، فبدأ في إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام اليمينية المسموعة، مثل المجلة الشهرية Causeur، أو المجلة اليمينية الأسبوعية Valeurs Actuelles، التي توجته بلقب "كاتبنا الوطني'' عام 2019.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.