}

الدورة 12 من مهرجان المسرح العربي.. معمل أسئلة وتجديد

محمد جميل خضر محمد جميل خضر 6 يناير 2020
مسرح الدورة 12 من مهرجان المسرح العربي.. معمل أسئلة وتجديد
ملصق الدورة 12 من مهرجان المسرح العربي
بمشاركة أزيد من 380 مسرحياً عربياً، وتحت عنوان "المسرح معمل الأسئلة ومشغل التجديد"، تنطلق في العاشر من الشهر الحالي في العاصمة الأردنية عمّان فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه سنوياً الهيئة العربية للمسرح في إمارة الشارقة.

15 عرضاً مسرحياً من ثماني دول عربية تشارك في دورة هذا العام؛ ستة عروض منها داخل المسار الأول (آثرت إدارة المهرجان تجنب استخدام عبارة خارج المسابقة وداخلها، فاختارت إطلاق تسمية المسار الأول على العروض التي لا تتنافس على جائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي في العام 2019، وتسعة عروض ضمن المسار الثاني المنافس على الجائزة).
أما عروض المسار الأول فهي: "أيام صفراء" من إنتاج مسرح الهناجر المصري، تأليف دانييلا يا نيتش، إعداد عمر توفيق وإخراج أشرف سند. المسرحية السورية "ثلاث حكايا" للمسرح القومي في دمشق، تأليف أزوالدو دراغون وإخراج أيمن زيدان. العرض الجزائري "رهين" إنتاج المسرح الجهوي في باتنة، تأليف محمد بويش وإخراج شوقي بوزيد. العرض المغربي "سماء أخرى" المأخوذ عن مسرحية "يرما" للإسباني فيديريكو غارثيا لوركا. من إنتاج مسرح أكون، إعداد محمد الحر وإخراجه. المسرحية الكويتية "على قيد الحلم" إنتاج مسرح الشباب، تأليف تغريد الداوود وإخراج يوسف البغلي. كما تشارك فرقة المسرح القومي الدمشقية بعرض "كيميا" إعداد وإخراج عجاج سليم عن نص للروسي ألكسندر ابرازتسوف.
في المسار الثاني (النسخة الثامنة من جائزة حاكم الشارقة الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي للعام 2019)، تشارك العروض الآتية: "الجنة تفتح أبوابها متأخرة" من الأردن. تأليف فلاح شاكر، إعداد وإخراج يحيى البشتاوي. "الصبخة" لمسرح الخليج العربي في الكويت. تأليف وإخراج عبد الله العابر. "النمس" للمسرح المفتوح في المغرب. تأليف عبد الإله بنهدار وإخراج أمين ناسور. "بحر ورمال" لفرقة مسرح الشمس الأردنية. تأليف ياسر قبيلات وإخراج عبد السلام قبيلات. "جي بي إس" لفرقة المسرح الوطني الجزائرية، تأليف وإخراج محمد شرشال. "خرافة" إنتاج كرنف آر للإنتاج التونسية. تأليف علي عبد النبي الزيدي، إعداد رضوان عويساوي وإخراج أيمن النخيلي. ومن تونس أيضاً يشارك عرض "سماء بيضاء" لفرقة كلندستينو. تأليف وإخراج وليد الدغسني. والمغرب تشارك كذلك بعرضيْن داخل مسار الجائزة، فإضافة لـ"النمس"، تشارك بعرض "قاعة الانتظار 1" إنتاج فرقة شارع الفن للإبداع، تأليف وإخراج أيوب أبو نصر. والعرض التاسع ضمن المسار الثاني إماراتي يحمل عنوان "مجاريح" إنتاج مسرح الشارقة الوطني، تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج محمد العامري.


مؤتمر فكري
إضافة للعروض المسرحية والندوات التقييمية لتلك العروض، يقام ضمن فعاليات المهرجان مؤتمر فكري يحمل في دورة هذا العام عنوان: "مساءلات علمية وعملية لتجارب فرق وقامات عربية"، وفيه ستجري مساءلة تجارب فرق مسرحية أردنية على وجه التحديد، هي: الفوانيس (شهادات على تجربة جماعة الفوانيس المسرحية)، المسرح الحر (الشأن الاجتماعي ببعده "النسوي" في تجربة المسرح الحر)، مسرح الرحالة (الصورة والأسطورة في تجربة مختبر الرحالة المسرحي)، طقوس (آليات ومنهج العمل الطقسي في تجربة فرقة طقوس المسرحية)، ع الخشب (الموسيقى في تجربة فرقة ع الخشب ويقوم بالمساءلة الموسيقي والأكاديمي د. محمد واصف)، المسرح الحديث (فيزياء الجسد في تجربة المسرح الحديث). إضافة إلى مساءلات خاصة بتجارب فنانين (مخرجين وممثلين) مسرحيين عرباً: "السخرية والجروتيسك درس من تجربة خالد الطريفي"، "من الإرتجال إلى تكاملية الفنون في تجربة خالد جلال"، "التجربة الفنية والفكرية 1976 – 2019. فاميليا – فاضل الجعايبي وجليلة بكار"، "مسرحة المكان والمسرح البوليفوني في تجربة انتصار عبد الفتاح"، "تطبيقات في البيوميكانيك، تجربة د. فاضل الجاف المسرحية".
فعاليات عديدة ومتنوعة أُخرى تشهدها الدورة الثانية عشرة من دورات المهرجان التي تقام في عمّان: إعلان نتائج مسابقة البحث العلمي "الإشكال الثقافي في المشهد المسرحي العربي- بناء الأشكال الإبداعية في ظل الخصوصيات الثقافية" الساعية للارتقاء بالحس البحثي لدى الشباب المعنيين بالمسرح العربي ومنحهم فرص مشاركة فاعلة، وفتح فضاءات جديدة أمام أفكارهم ورؤاهم واكتشاف الأصوات الجديدة في البحث والدراسات المسرحية. وتسعى، كذلك، إلى إثراء المحتوى العلمي والبحثي للمسرح العربي.
كما تشهد فعاليات المهرجان الذي يحظى برعاية ملكية، توزيع الجوائز على الفائزين بمسابقتيّ النصوص المسرحية المكتوبة للكبار والأُخرى المكتوبة للأطفال دون سن الثامنة عشرة.
تعمل الهيئة العربية للمسرح على تكريس العاشر من كانون الثاني (يناير) يوماً للمسرح العربي (اليوم العربي للمسرح)، وقد حرصت من أجل تحقيق هذا المسعى على إتاحة المجال في كل دورة من دورات المهرجان الذي انطلق في العام 2009، لمسرحيٍّ عربيٍّ لأن يلقي في افتتاح المهرجان كلمة اليوم العربي للمسرح، واختارت لدورة هذا العام المسرحي البحريني خليفة العريفي (كاتب ومخرج وممثل) ليلقي هذه الكلمة التي جاء فيها:
"المسرح العربي اليوم معنيّ بالصورة. بل إنه يجب أن يُعنى بالصورة، حتى يواكب تراكم التطورات في المسرح العالمي. وما دام المخرجون الذين يمتلكون الرؤية الفنية والفلسفية والجمالية، قادرين على تحويل قصيدة للمتنبي مثلاً إلى صورة مسرحية جاذبة، فهذا يعني أن المسرح مسرح مخرجين، أكرر مسرح مخرجين، فأين إذاً الكاتب المسرحي الحديث؟ هل جدير بالمؤلفين أن يكتبوا نصوصاً للصورة؟ برأيي نعم، هل هذه دعوة إلى تحويل النص المسرحي التقليدي إلى سيناريو مسرحي؟ أسوة بسيناريو الدراما التلفزيونية أو السينمائية. نعم إنها دعوة، دعوة للخروج من نمطية كتابة النص المسرحي التقليدي. الخروج من النمط، خطوة لتحرير الفكر المسرحي من قيد الثبات والجمود. فيا أيها المسرحيون العرب، إذا أردتم أن تطوروا المسرح العربي ليصير عالمياً، فلا تقفوا عند الأمس، لا تقفوا عند اليوم، بل إذهبوا إلى ما بعد الغد. لتطوروا المسرح العربي إذهبوا إلى ما بعد الغد".

كتب
كتب مسرحية عديدة تصدر خلال أيام المهرجان منها: "المسرح الأردني بين المادة والشكل والتعبير" للمخرج والأكاديمي المسرحي الأردني د. محمد خير الرفاعي، "نفحة عدل، نصوص للمسرح التعليمي" تأليف المخرج والناقد المسرحي الأردني عبد اللطيف شما و"المسرح الأردني في ربع قرن" تأليف الناقد العراقي عواد علي.
لجنة عليا وفريق عمل مسرحيٍّ وإعلاميٍّ وتواصليٍّ وتقنيٍّ وإداريٍّ وخدماتيٍّ ولوجستيٍّ ضخم (يقترب عدده من 200) يعمل على إنجاح الدورة التي تشهد مشاركة ستة مخرجين عرباً يشاركون للمرّة الأولى في مهرجان (أبي الفنون)، كما تشهد الدورة مشاركة عربية لافتة وربما غير مسبوقة مع وصول 50 مسرحياً عربياً على حسابهم الخاص (إضافة إلى الـ 380 المستضافين) ليتابعوا فعاليات دورة الدزينة الأولى.
إلى ذلك سجّل عدد من المتابعين ملاحظات حول الدورة الحالية وحتى قبل انطلاق فعالياتها، وفي مقدمة هذه الملاحظات غياب دول عربية لها باع طويل في المسرح العربي: غياب مصر عن عروض المسار الثاني (إضافة لعرض المسار الأول تحضر مصر من خلال عضو لجنة التحكيم المخرج خالد جلال)، غياب العراق عن عروض المساريْن (تحضر من خلال عضو لجنة التحكيم الفنانة د. شذى سالم)، غياب أي عروض آتية من فلسطين (تحضر من خلال عضو لجنة التحكيم المخرج الفلسطيني إيهاب زاهدة)، غياب السعودية عن المساريْن، غياب عُمان والبحرين ولبنان (تحضر من خلال عضو لجنة التحكيم المخرجة لينا خوري) والسودان (تحضر من خلال عضو لجنة التحكيم د. عادل العربي) وعموماً، غياب باقي الدول العربية غير الواردة في الخبر.
بحسب رؤية القائمين على المهرجان، فإن مهرجان المسرح العربي الذي يقترب بدره من الاكتمال وقد أنجز دزينته الأولى على بعد عامين من بدره الرابع عشر، هو ملتقى إبداعي وفكري وتكويني يجمع المسرحيين العرب من داخل الوطن العربي وخارجه إلى جانب ضيوفه من مبدعين ومؤسسات دولية.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.