}

مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية.. ثقافة من أجل التغيير

هنا/الآن مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية.. ثقافة من أجل التغيير
(أليس مغبغب وملصق المهرجان)

 

 

"الفنّ وحي، والسينما هي الطريقة الفضلى لنشر هذا الوحي"، بهذه العبارة يعود مهرجان بيروت للأفلام الفنية والوثائقية بدورته السابعة، ولأن اللبنانيين يمرون بأسوأ أزمة وجودية وسياسية واقتصادية وهجرات جماعية في تاريخهم المعاصر رغبت أليس مغبغب، مديرة المهرجان، بأن تستعيد أفلامًا وثائقية كانت أكثر من مجرد أعمال فنية، بل تعدّتها لتكون معارك ثقافية كبيرة قام بها مخرجون وفنانون تشكيليون ومهندسون ألهموا العالم ووضعوا رؤية مختلفة أمامنا بشأن الطريق الذي يجب اتباعه من أجل إحداث تغييرات كبيرة، ولأن لبنان بحاجة إلى هذه التغييرات كان من الضروري جدًا أن نتذكر هذه الأفلام.

تعلّق مغبغب في حديثها لـ"ضفة ثالثة":
"المهرجان بنسخته السابعة يطالب بإلقاء الضوء على ثورات ثقافية حدثت خلال التاريخ في مدن مرّت بأزمات كبيرة، أكبر من أزمتنا، وحدثت فيها ثورات فنية هي أول الطريق للتغييرات ولبناء مستقبل أفضل". وتضيف: "الثقافة لا تغيّر فجأة ولا تضع قوانين ولا تبني وطنًا، لكن الثقافة تساعد الشعب بطريقة جديدة وبطريقة واقعية في الوقت نفسه من أجل التغيير، عبر دروس من التاريخ في الصين أو إيطاليا أو أميركا. أحبّ المهرجان أن يلقي النظر على نشاطات وثورات ثقافية أخرى وكيف فتحت الطريق إلى مستقبل أفضل".

بالرغم من الانهيار الاقتصادي والنفسي في لبنان، "لا يمكن للإفلاس المادي أن يتحول إلى إفلاس فكري"، يشير بيان المهرجان الذي ستمتد فعالياته من 18 إلى 28 تشرين الثاني/ نوفمبر وسيتم فيها عرض أكثر من عشرين فيلمًا وثائقيًا على مسرح مونو في الأشرفية (شرق بيروت)، ثم سيكمل المهرجان نشاطه عبر عرض أفلام وثائقية شهريًا عبر الإنترنت من 12 كانون الأول/ ديسمبر 2021 وحتى 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، وسيتضمن المهرجان جلسات نقاش بعد كلّ عرض، سواء بشكل حضوريّ أم عبر الإنترنت، بين الحضور من جهة ومؤرّخي الفنّ من جهة أخرى. وستتنوّع اللقاءات الثقافية طوال هذه السنة: مع جورج عربيد، تاريخ الهندسة؛ كارولين حاتم، تاريخ الرقص؛ ماي الكوسا وهادي زكّاك، تاريخ السينما؛ لمى تيان، تاريخ الموسيقى؛ فينسان كارتيفال وأليس مغبغب كرم وجان- فيليب تايكانس، تاريخ الفن.

عن الدعم المالي الذي تحتاجه هذه المهرجانات تجيب أليس مغبغب: "المهرجان طبعًا بحاجة للدعم المالي والمعنوي وأيضًا للحماس وليس فقط للمال، هذا الحماس تلقيناه من المؤسسات التي عملت معنا وهي المعهد الإيطالي للثقافة في بيروت، السفارة الأميركية، وكذلك سفارات دول سويسرا، بلجيكا، وإسبانيا في بيروت، وأيضًا معهد غوته، وهؤلاء الشركاء يؤكّدون ثقتهم الكاملة بالبحث عن مستقبل أفضل للبنانيين ويضمّون مساعيهم جاهدين للمشاركة في استمرار الحياة الثقافية في لبنان؛ بالرغم من جوّ الكآبة والبؤس السائد". وتضيف مغبغب: "أود أن أقول إن الفن هو لغة عالمية، لدينا إنتاج وطني وكذلك العالم العربي لديه إنتاج مهم، لكن نحن بحاجة لأن نحكي اللغة العالمية عبر الفن، ونأخذ دروسًا من الثورات التي حدثت في التاريخ ونتأمل بها لنرى كيف يمكن أن نقف على أقدامنا من جديد. أهم ما في المهرجان أنه يحافظ على الثقافة. يعيش لبنان انهيارًا ماليًا عظيمًا لم يحدث من قبل، وهذا الانهيار الذي حدث ولا يزال يكمله المسؤولون بقتل الثقافة، ومن دون ثقافة لا يوجد مجتمع، ومن هنا أطلب من كل محبي الفن أن يشاركوا في المهرجان لكي يقولوا "لا" للانهيار الثقافي الذي يمارسه علينا هؤلاء المسؤولون".

يهدف المهرجان إلى إنقاذ ما تبقى من أمل لدى اللبنانيين، وإلى عودتهم إلى صالات السينما التي أُقفل العديد منها جراء وباء كورونا أولًا ثم الانهيار الاقتصادي مع انفجار 4 آب/ أغسطس، و"اللبنانيون مدانون بعزلٍ طويل الأمد، ثقافيّ واجتماعيّ في آن معًا". ريع المهرجان سيعود إلى دار جمعية الطفل اللبنانية "التي أصبحت مرجعًا في لبنان في مجال حماية وتربية الأطفال الفقراء الذين أسيئت معاملتهم"، كما جاء في بيان المهرجان، أما العروض الشهرية عبر الإنترنت فستكون مجانية.

 


تكريم برهان علوية وإيتيل عدنان

افتتح المهرجان عروضه مساء أمس بفيلم "رسالة من الغربة" (1989، 52 دقيقة) Un message du temps de l'exil للمخرج اللبناني برهان علوية، كما سيختتم المهرجان عروضه في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر بفيلم آخر لعلوية هو "لا يكفي أن يكون الله إلى جانب الفقراء" (1978، 70 دقيقة) Il ne suffit pas que Dieu soit avec les pauvres . لماذا تم اختيار تكريم برهان علوية؟ تجيب مغبغب: "لم يكن ممكنًا لمهرجان بيروت للأفلام الفنية ألا يُفتتح بتكريم برهان علوية، وهو مخرج لبناني وفنان كبير، فنان لأنه فرض عبر السينما قناعاته وحبه للبنان وفي الوقت نفسه ألقى الضوء على الواقع وعلى معاناة اللبنانيين. هذا أقل ما يمكن فعله مع علوية، وقد سمحت إمكانياتنا بأن نعرض في يوم الافتتاح فيلما من إخراجه- "رسالة من الغربة"، ويبعث علوية من خلال هذا الفيلم عبر أربع شخصيات رسائل من المنفى. هذا الفيلم هو رسالة من علوية من المنفى وعن المنفى الذي عاشه ونحن نعيشه من جديد. كل اللبنانيين يتركون البلد ويهاجرون وهم ذاهبون في نفس الطريق- المنفى، ويمكن أن يكون في هذا المنفى مستقبل أفضل لكن هو جرح للبنانيين الذين لا يتحملون أن يقطعوا علاقاتهم مع هذا البلد. أما فيلم الاختتام- "لا يكفي أن يكون الله إلى جانب الفقراء"- فهو ثمرة زيارة المخرج علويّة إلى مصر في نهاية السبعينيات، حيث التقى المعماريّ الشهير حسن فتحي وصوّر جولة في العوالم المعمارية المتنوّعة في البلد، مركّزًا على ما يُعرف بـ "عمارة الفقراء" ومظاهرها الاقتصادية الاجتماعية، والمهندس المعماري حسن فتحي كان من أول المهندسين في العالم الذي يدافع عن هذه العمارة التقليدية في بلده مصر، والتي أصبحت اليوم مهمة جدًا في موضوع البيئة واحترام كرامة الإنسان في طريقة عيشه. هذا الفيلم تم إنتاجه وإخراجه عام 1978 لكنه يحثنا على الوعي بموضوعات دقيقة ومهمة جدًا".

وفي 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 يقدّم مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية تحية إلى الشاعرة والرسامة الراحلة إيتيل عدنان من خلال عرض أربعة أفلام تسجيلية شاركت فيها الراحلة.
تقول صديقة الراحلة أليس مغبغب: "من الضروري أن تكرّم بيروت إيتيل عدنان، هذه المدينة التي أحبتها وعشفتها إيتيل وبقيت موجودة في أعمالها. أنا شخصيًا، كصديقة قريبة لها، تبادر مباشرة لذهني أنه يجب لهذا المهرجان الذي يطالب بالتغيير ويطالب بمستقبل أفضل أن تكون إيتيل عدنان موجودة فيه، لأن هذه كانت طلباتها كل السنين التي مرّت".

تخبرنا صاحبة غاليري أليس مغبغب عن الأفلام التي ستُعرض في تكريم إيتيل:
الفيلم الأول هو شريط تسجيلي، حوار جرى بين إيتيل ومونيك سيبيل عام 1975 على قناة تلفزيون لبنان في البرنامج الحواري Itineraire (خط سير)، مدة الحلقة 45 دقيقة والحوار أجري بالفرنسية. وتحدثت فيه إيتيل عدنان عن حياتها وأعمالها، وكان عمرها 50 عامًا أي في عزّ إبداعها، وفي الوقت نفسه كانت خارجة للتو من نضالها ضد الحرب الفرنسية في الجزائر وبنفس الوقت ضد الحرب الأميركية على الفيتنام. هذا الفيلم بالنسبة لأصدقاء إيتيل شاهد مهم جدًا عن تلك الفترة وعن قناعات إيتيل وعن حياتها.  

الفيلم الثاني الذي سيُعرض في تكريم عدنان هو فيلم World’s in Exile (العالم في المنفى)، وقد عُرض بداية هذا العام في مهرجان مونتريال، ويستند الفيلم إلى المراسلات التي تبادلتها إيتيل مع فواز طرابلسي، وتحكي المراسلات عن بيروت من خلال النظرة الإنسانية العميقة لعدنان. عرضناه في المهرجان في دورة عام 2016، وقد أرادت المخرجة اليونانية Vouvoula Skoura (فوفولا سكورا) أن تلقي الضوء على هذه المراسلات التي جُمعت فيما بعد في كتاب  "Of Cities and Women… Letters to Fawwaz" (عن المدن والنساء.. رسائل إلى فواز طرابلسي).

الفيلم الثالث عن إيتيل عدنان هو Une Ville et Une Femme (مدينة وامرأة) من إخراج نيكولا خوري (13 دقيقة) وإنتاج غاليري أليس مغبغب بدعم من السفارة الأميركية في بيروت، ويُظهر الفيلم صورًا عن مدينة بيروت بعد الانفجار العظيم لمرفئها، ويستند الفيلم إلى رسالة كتبتها إيتيل عدنان عام 1982 عن بيروت. ويدمج الفيلم بين نص إيتيل وبين الدمار الذي لحق ببيروت بفعل الانفجار. الصور والنص بعيدان عن بعضهما زمنيًا، حوالي 30 سنة، وفي الوقت نفسه فهما قريبان جدًا من بعضهما البعض، وهذه أهميته. وقد عُرض الفيلم هذا العام في عدد من المهرجانات العالمية منها مهرجان مونتريال ومهرجان قرطاج.

الفيلم الرابع هو "الجحيم.. رسالة إلى لارا" من إخراج نيكولا خوري وإنتاج غاليري أليس مغبغب، وهو فيلم/معرض انطلق بعد سنوات من العمل مع ايتيل عدنان عن موضوع الجحيم وموضوع بيروت وموضوع النساء في لبنان، وهذا الفيلم هو دلالة لبنانية تحت تأثير عنصرين اثنين هما: أجواء الملحمة الإيطالية "الكوميديا الإلهية" أو ما يُسمى بـ"جحيم دانتي" والمؤثر الثاني هو لبنانيّ محض، فـ "لارا" هو اسم فتاة لبنانية تقبع في أحد المستشفيات البيروتية إلى اليوم منذ إصابتها الخطيرة خلال السنة الماضية في انفجار مرفأ بيروت والمناطق المجاورة له في الرابع من آب/ أغسطس 2020.

وستلقي أليس مغبغب كلمة خلال التكريم عن علاقة الصداقة التي ربطتها بإيتيل عدنان، والأعمال التي جمعتهما، "وكل ذلك سيكون تحضيرًا لمهرجان لإيتيل عدنان سنعود إليه بعد عام"، كما تضيف مغبغب.
 

 برهان علوية



الأفلام المعروضة

إضافة إلى الأفلام المعروضة في تكريم إيـتيل عدنان وفيلمي برهان علوية سيتم عرض الأفلام التالية حتى 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021:

- حقيقة The Dolce Vita  (83 ،2020 دقيقة، إخراج غيسيبي بيدرسولي) The Truth About the Dolce Vita

ترتكز هذه الدراما الوثائقية على قصّة الفيلم الإيطاليّ La Dolce Vita لفيديريكو فيليني الذي كان يمرّ بمرحلة صعبة في حياته المهنية عام 1958، استنادًا إلى رسائل أصلية، لم يسبق نشرها من قبل، وإلى عقود ووثائق إنتاج.

 - أجمل فتًى في العالم (2021، 93 دقيقة، إخراج كريستينا ليندستروم وكريستيان بيتري) The Most Beautiful Boy in the World

بعد خمسين عامًا من العرض الأوّل للفيلم المقتبس Mort à Venise لتوماس مان، يحملنا المراهق بيورن في رحلة مؤثّرة مفعمة بالذكريات وتاريخ السينما والأحداث المأساوية، في محاولة أخيرة له لإعادة حياته إلى المسار الصحيح.

- تينتورتو، الرجل الذي قَتل الرسم (2019، 96 دقيقة، إخراج إرمينيو بيروكو) Tintoretto, the Man who Killed Painting

وهو عرض أوّليّ عالميّ. قبل 500 عام، بدأ جاكوبو روبوستي تينتورتو رسمَ زمنٍ يمثّل فيه التغيير الاجتماعيّ الجذريّ بداية الإصلاح في أوروبا بفضل ضربات فرشاة سريعة وتراكيب جريئة.

  - داخل أوفيزي (2021، 96 دقيقة، إخراج كورينا بيلز وأنريكي سانشيز لانش) Inside the Uffizi

نجت كاليري أوفيزي في فلورنسا من حربين عالميتين، وعليها الآن أن تعيد تطوير نفسها لتظلّ مكانًا تاريخيًّا للجمهور.

- أوسكار ميشو، البطل الخارق في صناعة الأفلام الأفريقية الأميركية (2021، 83 دقيقة، إخراج فرانشيسكو زيبال) Oscar Micheaux, the Superhero of Black Filmmaking

يستعرض الوثائقيّ مسار المخرج أوسكار ميشو الفنّيّ المذهل، الذي توفي عام 1951، ويشيد بالإنجازات الاستثنائية لكاتب قويّ العزيمة شجب عمله العنصريّة المنتشرة ومهّد الطريق أمام التغيير. 

- شارلي شابلن، عبقريّ الحرّيّة (2020، 145 دقيقة، إخراج إيف جولان)  Charlie Chaplin, the Genius of Liberty

هذا الفيلم الوثائقيّ المطعّم بمختارات من أعمال شارلي شابلن الأكثر شعبية واللقطات المدهشة والمفرحة وحتّى غير المعروفة؛ تمّ اختياره لمهرجان كان السينمائيّ 2020، وهو يصوِّر فنّانًا تخريبيًّا وإنسانيًّا وخالدًا.

- إيلي (2021، 82 دقيقة، إخراج جميلة وينيو) Ailey

آلفين إيلي، هو مؤسّس مسرح آلفين إيلي للرقص الأميركيّ، ومقرّه في نيويورك، وأحد أكثر فنّاني الرقص إبداعًا، وسيظلّ دائمًا واحدًا من أعظم مجدّدي الرقص العصريّ. لكن الرجل بحدّ ذاته لغز.

- ربيع بكين (2020، 100 دقيقة، إخراج أندي كوهين وغايلن روس) Beijing Spring

من خلال لقطات فريدة بقيت مخفية على السلطات مدة 35 عامًا، يخبر "ربيع بكين" عن أوّل حركة ديمقراطية صينية والنضال المنسيّ من أجل حريّة التعبير. كان ذلك في العام 1979. كان ماو تسي تونغ قد مات قبل سنوات قليلة، والأمة بدأت تستيقظ بعد 30 عامًا من القمع الذي أودى بحياة أكثر من 50 مليون شخص. وطالبت أصواتٌ شابّة وجريئة بالحقّ بحرّيّة التعبير، معلنةً ما أصبح يُعرف باسم "ربيع بكين".

- عمر الشريف، حياة بدويّ (2020، 52 دقيقة، إخراج جاشا هانوفر) Omar Sharif, the Life of a Nomad

عمر الشريف كان ممثلًا وبدويًّا ودون جوان في آنٍ معًا. هذا الفيلم يصوِّره رجلًا مليئًا بالتناقضات، أحبَّ لعبة Bridge أكثر من السينما، وعاش قرابة نصف عمره في الفنادق.

- قضيّة زيوريخ (2021، 105 دقائق، إخراج جين نوبيرت) The Zurich Affair

قبل 170 عامًا، كانت سويسرا الدولة الوحيدة في أوروبا التي تنعم بدستور ديمقراطيّ. بعد فشل الثورة الألمانية، لجأ أكثر من 21 ألف ألمانيّ إلى سويسرا. في زيوريخ، عمل الملحّن فاغنر على أوبرا جديد، وقامت ماتيلد ويسندونك وزوجها بتكريم فاغنر.

- بوّابات نيويورك (2018، 52 دقيقة، إخراج مارتن ويتز) Gateways to New York

يروي الفيلم قصّة حياة المهندس أوتمار آمّان الذي صمّم أكثر من نصف الجسور، الأحد عشر، التي تربط نيويورك ببقية الولايات المتّحدة.

- الرجل الذي باع جلده (2020، 100 دقيقة، إخراج كوثر بن هنية) The Man who Sold his Skin

سام علي، شابّ سوريّ حساس ومندفع، غادر بلاده إلى لبنان هربًا من الحرب. ولكي يتمكّن من السفر إلى أوروبا ويعيش مع حبّ حياته، يوافق على أن يتمّ رسم ظهره من قبل أحد الفنّانين المعاصرين الأكثر استحداثًا في العالم. من خلال تحويل جسده إلى عملٍ فنّيّ مرموق، سيدرك سام أن قراره قد يعني في الواقع أي شيء إلّا الحرّية.

- إغراء الواقع (2021، 66 دقيقة، إخراج جيروم لافون وجواشيم توم) La Tentation du réel

رسم الأخوان هوبرت ويان فان إيك لوحة المذبح: "لوحة تقديس الحمل" (1432). يوضح هذا العمل، ببراعة، الانتقال من العصور الوسطى إلى حداثة اليوم. يقترح هذا الفيلم الوثائقيّ انغماسًا في عالم الأخوين فان إيك، من خلال عرضٍ مسرحيٍّ مذهلٍ لعدد لا يحصى من الصور المشكِّلة لتحفة المذبح.

- جيل: بونويل ولوركا ودالي (2018، 75 دقيقة، إخراج جافييه إسبادا وألبير مونتون) Generaciòn: Buñuel, Lorca, Dalí

يتتبّع هذا الفيلم الوثائقيّ مسار الثلاثيّ الذهبيّ للثقافة الإسبانية في القرن العشرين: لويس بونويل وفيديريكو غارسيا لوركا وسلفادور دالي، بشكل لم يسبق له مثيل من قبل. كان الرجال الثلاثة شبّانًا ومتألّقين، أذكياء وسعداء.

- خاومي بلينسا، أتسمعني؟ (2021، 75 دقيقة، إخراج بيدرو بالستيروس) Jaume Plensa, Can you Hear Me?

الفيلم عبارة عن استكشاف لأعمال النحّات الإسبانيّ خاومي بلينسا وشخصيّته وأعماله.

- آلتو (2020، 103 دقائق، إخراج فيربي سوتاري) Aalto

"آلتو" قصّة زوجين غير عاديّين وشغفهما العميق بالهندسة المعمارية على نطاق إنسانيّ. يروي خبراءُ في هذا المجال قصّةَ الفيلم، كما أنّه يُظهِر لقطات أرشيفية لم يسبق عرضها من قبل.

- السجناء الزرق (2021، 75 دقيقة، إخراج زينة دكاش) The Blue Inmates

السجناء ذوو الأمراض النفسية ومرتكبو الجرائم والمحجوزون في سجون لبنان (أغلبهم في المأوى الاحترازيّ في سجن رومية)، هم المحور الأساسيّ للفيلم الوثائقيّ "السجناء الزرق" الذي تمّ تصويره في أثناء "جلسات العلاج بالدراما والمسرح" التي أقامتها المخرجة زينا دكاش عام 2015- 2016 داخل سجن رومية شرق بيروت.

 

الأفلام المعروضة في المهرجان


قبل أقل من شهرين احتفى مهرجان بيروت للأفلام الفنية والوثائقية بالذكرى الـ 700 لرحيل صاحب "الكوميديا الإلهية"، الشاعر الإيطالي دانتي أليغييري (1265- 14 أيلول/سبتمبر 1321)، وتضمّن الاحتفال بهذه الذكرى عروضًا لأربعة أفلام وثائقية، وفعاليات فنية من وحي الذكرى، وحول أدب دانتي، وفكره، واستلهامه لــ "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري التي اطلع عليها. وعلّقت أليس مغبغب: "نحتفي بدانتي الذي كان رجلًا مثقفًا، وسياسيًا فذًا، وفارسًا مغوارًا، كتب "الكوميديا الإلهية"، وتحدث فيه عما يشبه حالتنا اللبنانية من فساد، وانهيار قيم، وأصر على القيم الثقافية التي اعتبرها استمرارًا للحياة في زمن الأزمات". كما لفتت مغبغب إلى أن دانتي أتى على ذكر لبنان في كتابه، واستعار من سفر "نشيد الأناشيد" التوراتي ما ورد فيه عن لبنان لما عرفه عنه من جمال، وقال: "هلمي معي من لبنان.. يا عروس معي من لبنان.."، مناشدًا بتلك الكلمات محبوبته "بياتريتشي" التي كانت مصدر إلهام له في الكثير من أفكاره ورؤاه. وربما يحتاج اللبنانيون إلى أيدٍ كثيرة وبشكل متكرر تسحبهم من الحزن السحيق الذي يحيط بهم، وعلى طريقة الشاعر الإيرلندي أوسكار وايلد "من خلال الفن والفن فقط يمكننا حماية أنفسنا من المخاطر البائسة للوجود". وقد اتخذت أليس مغبغب مسار الفن من خلال هذه المهرجانات لإنقاذ ما تبقى من العشب الأخضر الذي لا يزال قلب بيروت متمسكًا به.

 

* يمكن الاطلاع على الأفلام المعروضة حضوريًا وعبر الإنترنت وتفاصيل أخرى على صفحة مهرجان بيروت للأفلام الفنية والثقافية BAFF Beirut: https://beirutartfilmfestival.org/

 
الإعلان الرسمي للمهرجان بنسخته السابعة:
 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.