}

صدى الحرب على غزة في الشارع الأردني

أحمد طمليه 4 ديسمبر 2023
هنا/الآن صدى الحرب على غزة في الشارع الأردني
مسيرة احتجاج على الحرب ضد غزة في عمَّان (1/12/2023/الأناضول)

"علمونا في 50 يوم، إنه عيب أن أقول أنا مكتئب من شوية ضغوط!
علمونا في 50 يوم،
إني أرضى ببيتي وأحمد ربنا عليه ولا أشتكي من نقص فيه
علمونا في 50 يوم...
أن صريخ الولاد وبهدلة أوضهم وتعب مذاكرتهم نعمة ما نتضايق منها!
علمونا في 50 يوم... لو الرزق قل أو تأخر قليلًا نفضل نحمد ربنا بكل الأحوال.
علمونا في 50 يوم اللي ما تعلمناه في عمرنا كله..!
يارب ارزقهم خير الدنيا والآخرة أضعافًا مضاعفة".

المنشور أعلاه انتشر بشكل سريع على صفحات عدد من المواطنين الأردنيين في الأيام الأخيرة. وقد حرصت على نشره كما هو، وباللغة المكتوب بها، حفاظًا على روح الفكرة.
كيف يبدو صدى مذبحة غزة في الشارع الأردني؟
لا يمكن القول إن الشارع الأردني هادئ في ظل الأحداث المؤلمة التي تشهدها غزة، رغم ما يبدو عليه من هدوء، لكن الناس تحمل همًا يفوق قدرتها على التصور. تشعر أن لا أحد قادر على التعبير عما يجول في ذهنه، فالصورة التي يكرسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة أبشع من أن توصف بكلمات. لذا يبدو الجميع صامتًا، لكنه ليس صمتًا، بل ثمة ما يختمر في الداخل. من العبارات الشائعة التي قد تسمعها من عابرة سبيل: ليتني أستطيع أن أضع أطفال غزة في قلبي إلى أن تنتهي الحرب. طفلة في العاشرة من عمرها، قالت ما معناه: عرفت من متابعتي للعدوان على غزة الكثير من الأشياء التي لم أكن أعرفها من قبل عن فلسطين. فتذكرت حين سمعتها الحصار الإعلامي الذي تواجهه فلسطين والقضية الفلسطينية في العشر سنوات الأخيرة على الأقل.
ثمة حزن. ترقب. متابعة لا تقتصر على معرفة آخر المستجدات، بقدر ما تحاول الاطمئنان على حال الناس هناك، فالمشاهد التي يرونها تقطع القلب، ولا يملكون إزاء ما يرون إلا التمني أن تنتهي الحرب، رأفة بالأطفال على أقل تقدير. إذا أمطرت الدنيا يتذكرونهم. إذا هب هواء بارد تنقبض قلوب، وكلما وضع الطعام يشرد ذهن سيدة البيت إلى هناك. وتدعو الله، في سرها، أن يكون مع أهل غزة. لا يمكن للصورة أن تكون سوية، ثمة مرارة عالقة في الروح. ثمة قهر.
حين يتحدثون عما يجري، تجدهم يحاولون تجاوز الغصة بالقلب بالتغني بالانتصار الفلسطيني المتمثل بالصمود، لكن الغصة تفوح من بين ثنايا كلماتهم. ثمة انتصار طعمه مر. وثمة إضاءات ترفرف على شكل حبال مشنقة. وثمة ابتسامات ناشفة على الشفاه.
مع بدء العدوان، شاعت دعوة مفادها أن لا تجعلوا ما يحدث في غزة، مع الوقت، عاديًا، أي لا تعتادوا المشهد. وهي دعوة، بدت في حينه، في محلها، فالمعروف عن الشعوب العربية، وليس الشعب الأردني فقط، أنه عاطفي في ردود أفعاله، أي أن رد فعله تحتكم فيه العاطفة، وبالتالي ما إن يعتاد المشهد حتى تزول العاطفة، ويخفت التضامن، ويذهب كل في سبيله، لكن الذي حدث، هذه المرة، أن المشهد في غزة لم يصبح عاديًا، بل بقي على درجة عالية من الأهمية، بل ويتصاعد بأهميته يومًا بعد يوم. ربما بسبب تسارع الهمجية الإسرائيلية على نحو لم يشهد له مثيلًا، وربما بسبب الصمود الفلسطيني الأسطوري، وربما، بسبب شعور المواطن العربي/ الأردني، أن ثمة حكمة لدى قيادة المقاومة الفلسطينية في إدارة المعركة، أهلتها لأن تضيف كل يوم ما ينسف عن المشهد عاديته، ويجعله مثار اهتمام وترقب على مدار الوقت.
في الأردن، تختلف الحال إزاء ما يحدث في فلسطين، على مستوى عامة الناس، والمثقفين والناشطين، فالأمر يتجاوز التضامن بصوره المعروفة في كثير من البلدان العربية، ويصل إلى التضامن من باب المصير المشترك، والحال الواحد، والهم الواحد. فالأردني يؤلمه إذا كان شقيقه الفلسطيني في ضيق. وهذا ليس كلامًا على ورق، بل واقع حال، بعد عشرة عمر طويلة جسدت بعلاقات مصاهرة ونسب وصداقة، بات من المتعذر معها فصل هموم الشعبين عن بعضهما بعضًا.




د. يوسف ربابعة، أستاذ اللغة العربية في جامعة فيلادلفيا، صاحب ومدير دار أزمنة للنشر والتوزيع، ورئيس هيئة تحرير مجلة "أفكار" التي تصدر عن وزارة الثقافة الأردنية سابقًا، وضع إصبعه على نقطة ساخنة، حين كتب منشورًا على صفحته يخاطب بعض الحريصين على الوطنية من منظورهم الشخصي، على حد تعبيره. ويقول: إنهم يرون أن دعوة الشعب الفلسطيني للأردنيين بالمساعدة والتظاهر ضد الحرب هو نوع من التحريض ومحاولة إثارة البلبلة وإضعاف الدولة، ويقولون إنهم لا يفعلون ذلك مع الدول العربية الأخرى، وهذه قراءة متسرعة وغير عميقة في الوعي الفلسطيني الأردني، لأن الفلسطيني عنده شعور أن الأردني يشكل له ظهرًا ونصيرًا وداعمًا، وأن العلاقة بينهما تتجاوز علاقة التضامن عن بعد كما في النظرة للشعوب العربية الأخرى، فالأردني شريك داخلي، وليس شريكًا خارجيًا، والفلسطيني يرى أن تعاون الأردني ونصرته تجعله أقوى وأقدر على الصمود.
ويضيف: من المهم أن نفهم تلك العلاقة، ومن ثم العشم الذي يعيش في وعي الفلسطيني بالنسبة للأردن والأردنيين.
المحامي رائد شبول، وهو من قرية الشجرة/ الرمثا، له رأي في العلاقة الأردنية الفلسطينية، إذ يسمي فلسطين بالرئة الثانية للأردن. مؤكدًا أن هذا المسمى هو الذي ينطبق على العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني. ويستشهد على عمق العلاقة بالقرب الجغرافي بين قريته الشجرة، وبين فلسطين. يقول: فلسطين، أو الرئة الثانية، كما يحب أن يسميها، أقرب إليَّ جغرافيًا من مناطق أردنية كثيرة.
منذ السابع من أكتوبر الماضي، يندر أن ترى شاشة التلفزيون في البيت الأردني، موجهة بعيدًا عما يحدث في غزة. يتابعون باهتمام، يرصدون التطورات أولًا بأول، يحللون، يحاولون ايجاد خلاصات تهدئ من روعهم، وتقلل من قلقهم على أشقائهم هناك.
في الأردن، الحال مختلفة، إذ تشعر أنك في حالة حرب حقيقية، أو بمعنى أدق في حرب استنزاف. مناسبات تؤجل، أفراح تلغى، مشاريع تتوقف. كثيرون يعلقون نشاطاتهم إلى أن تنتهي المذبحة في غزة. وقد سادت حالة من التلعثم في التعبير عما يجري، خاصة لدى عامة الناس، من ليس لهم مصادر يستقون المعلومات منها، من ليس لديهم من يمكن أن يسألوه عما يحدث، أبعاد ما يحدث، تفسير ما يحدث. ربات البيوت تحديدًا، من تقتصر حياتهن على تدبير شؤون أسرهن في بيوتهن تجد كثيرًا منهن لا يملكن إلا اللجوء إلى الله عند سؤالهن، إما بالدعوة أن يقف الله مع أهل غزة، أو الدعوة أن ينتقم الله من الاحتلال، ومن يقف معه. احداهن قالت إنها أجلت فرش البيت بالسجاد، وهو الإجراء المتبع كلما حل الشتاء، إلى أن تنتهي الحرب على غزة.
أم هاشم ابتكرت طريقة خاصة بها لتحليل الأحداث، إذ تستعين بالأمثلة الشعبية لتفسير ما يحدث، فإزاء الهمجية الإسرائيلية، تقول: "طق شرش الحيا"، أي أن "إسرائيل" لا تستحي. وعند سؤالها عن سبب استخفاف الاحتلال بردود أفعالنا، تقول: "عرفوا ميتنا"، أي يعرفون أن ردود أفعالنا لا تجدي. سألتها عن سبب تراجع شعبية بايدن في استطلاعات أميركية، على هامش الأحداث في غزة؟ ردت: "لم يقدم السبت حتى يلاقي الأحد"، أي لم يفعل ما يسمح له بتحقيق غير ذلك.
نبيل العوضي، صاحب صالون حلاقة في مخيم الحسين، دعا متابعيه، في تسجيل بالصوت والصورة، إلى ضرورة احترام الدم الفلسطيني في غزة، بالابتعاد عن الاهتمامات والطقوس التي لا تتناسب مع حجم الألم المعلن في غزة.




مراد الكسجي، المعروف باسم أبو جمال، وقد سمى ابنه، الذي ولد في الستينيات جمال، أسوة بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، يسكن في أحد الأحياء الشعبية ضواحي العاصمة عمان، رجل يقرأ كثيرًا، ويتابع بشغف الأحداث في فلسطين. يقول، بعد أن يحبس دمعة تطل للحظة من بين جفنيه: انتصرنا. النصر ليس معناه أننا رمينا العدو في البحر، أو نجحنا بإعادة مستوطنيه إلى أوطانهم الأصلية، أو أننا أرغمنا الاحتلال على كف يده عنا، لكننا انتصرنا، بمعنى أصبحنا، بعد الصمود الفلسطيني الأسطوري، ندًا للعدو، سوف يحسب لنا، شاء أم أبى، ألف حساب إزاء أية خطوة قد يفكر بها ضدنا. أسقطنا ورقة أوسلو، وكل من يمثلها، وأثبتنا أننا أصحاب مشروع تحرير، لا نرضى بالفتات، وإذا أرادوا سلامًا معنا عليهم الرضوخ إلى تقديم ما هو بمستوى طموحنا، فالحلول المنقوصة ليست حلًا، ولا يعنينا، من قريب أو بعيد، إذا كان العدو قد أدرك هذه الحقيقة، يكفينا أن العالم أجمع أصبح يعيد النظر في الحال الفلسطينية، وإن غدًا لناظره قريب.
من المفيد التأكيد هنا أن هذا التضامن المتفرد لا علاقة له بخصوصية الشعب الأردني، من حيث أن نسبة منهم من أصول فلسطينية، بل له اعتبارات كثيرة أخرى.
في الأردن، كثيرًا ما تسمع عبارات من نوع (الله يحيي أصلك) و(أنتم الخير والبركة)، وغيرها من عبارات الترحيب التي تسبق سؤال الآخر عن بلده، وأصله، وفصله.
إن خصوصية العلاقة الأردنية/ الفلسطينية تحكمها كثير من الاعتبارات، فعلى صعيد الجغرافيا، مثلًا، أنت من الطفيلة، أو الكرك، ترى أضواء الخليل، ومن إربد والرمثا في الشمال، ترى طبريا وبيسان، وأضواء المدن الفلسطينية المتاخمة للمدن والمحافظات الأردنية. ومن منطقة البحر الميت ترى القدس، ومن أقصى الجنوب، من العقبة، ترى "إيلات". ورغم التلعثم السائد لدى بعضهم في التعبير عن مشاعره إزاء ما يجري في غزة، إلا أن السائل يتلمس وعيًا بات يتشكل. الأمر ليس مجرد شجب واستنكار، بل ثمة فهم جديد لطبيعة الصراع الدائر، فهم عميق لمرامي الاحتلال. ثمة قناعات بدأت تترسخ في أذهان كثيرين.
الباحث محمد حسين أبو قطيش، من سكان الزرقاء، مهتم بالفكر الإسلامي، ومطلع ودارس لكثير من الإبداعات العربية والعالمية، يؤكد أن ما يحدث عدوان وابادة جماعية، وتطهير عرقي من العدو الصهيوني، والعالم غير الحر، أسير الصهيونية العالمية، يقابله صمود وصبر ونصر لأهل غزة. والناشطة منال كشت، وهي منشئة محتوى، يتابعها على صفحتها على الفيسبوك الآلاف، صاحبة عدد من المبادرات الإنسانية، تتقن الإنكليزية والشركسية والفرنسية، إضافة إلى العربية، تبدي تعاطفها مع الشعب الفلسطيني كإنسانة، وكأم. تقول: يؤلمني بشدة رؤية المعاناة والدمار الذي يلحق بالناس الأبرياء، بمن في ذلك الأطفال والنساء، وتثير مشاهد لوعة قلوب الأمهات على أطفالهن في نفسي شعورًا عميقًا بالحزن والغضب والعجز. وتضيف: يشغل بالي دائمًا التفكير في كيفية المساعدة وتقديم الدعم، سواء كان ذلك من خلال نشر الوعي، أو المساهمة في الجهود الإنسانية. أتابع الأخبار على أمل سماع أنباء عن وقف إطلاق النار، أو إيصال مساعدات إنسانية. أدعو الله من كل قلبي أن تنتهي هذه المأساة الإنسانية في أقرب وقت.
د. محمد مشارقة، الأستاذ الأكاديمي في مجال الإعلام والاتصال، يصف إسرائيل بالمستعمرة، ويرى أنها ترتكب المجازر وتخطئ الحساب بهذه الجرائم التي لن ينساها التاريخ. ويؤكد أن الحرب على غزة كشفت القناع عن الحركة الصهيونية والعقلية الإجرامية للعابرين. ويقول: نحن هنا نؤمن بأن التاريخ لن يرحم والتغيير قادم، وبرغم التدمير والخراب وعدد الشهداء إلا أن هنالك تداعيات لهذا الخراب، فقد ارتفعت القضية الفلسطينية إلى مستويات الخلاص من المحتل، والعالم أعلن موقفه من دمنا المستباح، والتظاهرات مؤشر. ويقول: لم يعد الغرب وصنيعته محل احترام. وبما أن الغرب يحمي المستعمرة، عليه أن يصيغ قرار التصرف بإنهاء الاحتلال، وإلا فإن القادم أصعب على الغرب والكيان الإسرائيلي.
الفنانة قمر بدوان، خريجة المعهد العالي للموسيقى، تخصص غناء شرقي وغربي، تعد من أكثر الفنانات التزامًا بالأفكار الجادة والهادفة، لها مشاركات عديدة في مهرجانات عربية ودولية، تستوقفها القسوة الشديدة، والظلم، والاستبداد من جانب الصهاينة في هذه الحرب. وتفخر، في المقابل، بصمود وقوة وحب وتماسك وعزة أهل غزة. وتصل إلى نتيجة أن الحرب المستعرة على غزة، أكدت لها أن تحرير فلسطين مسألة ليست بذاك التعقيد الذي صور لنا، وذلك لو كان لدينا إرادة أهل غزة.
الكاتب الصحافي والفنان التشكيلي باسم عودة، من قرية ساكب في جرش، مقيم حاليًا في تونس، يقول: رغم عمق الجراح من مخلفات الحرب، لكن ما تحقق من ثبات وقوة الإرادة لتحرير الأرض، أثبت للعالم أن هناك حقًا وراءه رجال تحقق المعجزات.
المخرج حسن أبو شعيرة، صاحب كثير من أعمال الدراما التلفزيونية المعروفة على مستوى الوطن العربي، مخرج البرنامج التربوي الشهير "المناهل"، والحاصل على الجائزة الذهبية لأفضل عمل عربي متكامل للأطفال "مدينة الأطفال" في مهرجان تونس 1994، يقول: الأردنيون يقولون إن الحرب على غزة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية بقوة، بعد أن كاد يطويها التجاهل والنسيان. وعلى الرغم من الضحايا والدمار، إلا أن الجانب الإيجابي هو تحريك الشارع العالمي بشكل غير مسبوق في التضامن، والدعوة إلى إقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة.
ووجه أبو شعيرة رسالة إلى أبطال غزة، قال فيها:
قسمًا بمن أولاكم نعمة الصمود بأنكم ما غبتم عن قلوب وفكر الأردنيين، كنا نتابع صمودكم الجبار، نبكي تارة من الوجع، وفي عز الألم تنطلق زغاريد النساء فرحًا بصواريخكم التي تدك معاقل الأنذال في تل أبيب، وعسقلان، وأسدود. نحن معكم قلبًا وقالبًا. وكفاكم فخرًا أنكم أجبرتم العالم كي يستمع ويرى حكايات بطولاتكم وتضحياتكم ومعاناتكم بسبب هذا العدو الحقير.
ويواصل: يا أهل غزة الأعزاء، الأرض تفخر بكم، والدين يُعز بأمثالكم، فسلام أردني إلى "الياسين"، الذي دق معاقل الصهاينة المعتدين. يا أهل غزة.. كل بيت أردني معكم، ويقول لكم إن غاب المعتصم عنكم، فكل واحد منكم يمتلك من نخوة المعتصم ما يجعلنا نفتخر بكم. يا أهل غزة.. إخوانكم الأردنيون يقولون لكم أنتم منا.. ونحن منكم.. على طول المدى، لأن فلسطين والأردن جناحا فراشة واحدة.
ويبقى القول: "علمونا في خمسين يومًا ما لم نتعلمه طوال العمر".

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.