}

كريس هيدجز: عن انتهاء فترة صلاحية إسرائيل كدولة كولونيالية

دارين حوماني دارين حوماني 11 يوليه 2024
هنا/الآن كريس هيدجز: عن انتهاء فترة صلاحية إسرائيل كدولة كولونيالية
(Getty)

 

كريس هيدجز اسم يذّكرنا بأولئك الذين يحاولون إيقاظ الشعوب الغربية وتغيير الصورة الذهنية والنمطية الغربية عن الفلسطيني وعن العربي من خلال تعرية السياسة الأميركية الصهيونية وأجندتها الإمبريالية للشرق الأوسط... أولئك الذين عاشوا هاجس فلسطين وآلامها وناضلوا لأجلها، نوعم تشومسكي، روجيه غارودي، روبرت فيسك، جان لوك غودار، جان جينيه، راسل بانكس، وحتى الفتاة الأميركية الحرة راشيل كوري... أسماء لا تُنسى... هو صحافي أميركي ومراسل حربي سابق ومدير مكتب الشرق الأوسط في صحيفة "نيويورك تايمز" سابقًا، حاز على جائزة بوليتزر عام 2002 لتغطيته الصحافية في الشرق الأوسط ضمن فريق "نيويورك تايمز". غطى أمكنة الصراع في فلسطين والعراق ويوغسلافيا وغيرها، وهو مؤلف لعدد من الكتب حول الحروب، أبرزها كتاب "الحرب هي القوة التي تعطينا معنى" و"الفاشيون الأميركيون: اليمين المسيحي والحرب على أميركا". هذا كله رائع، ولكن ما هو أكثر روعة ويدفع أحدنا للانحناء هو دموعه لأجل أطفال غزة، وهو نشاطه الفكري والصحافي واليومي إلى جانب القضية الفلسطينية، ما يشكّل ربما حالة نادرة في هذا العالم، ليس فقط في الغرب، بل حالة نادرة حتى في بلادنا العربية أيضًا. 

في العاشر من حزيران/ يونيو الفائت إثر فوزه بجائزة "توفيق دياب لشخصية العام" قدّم كريس هيدجز وعدًا لفلسطين، وجاء في منشوره: 

عندما قبلت جائزة توفيق دياب لكتابتي عن الإبادة الجماعية في غزة في القاهرة في 10 يونيو/ حزيران، شرحت لماذا أخطّط أنا ورسام الكاريكاتير جو ساكو لتأليف كتابنا القادم معًا عن غزة.

أود أن أبدأ بقصة حدثت لي عندما كنت في غزة يوم 5 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2000. في أحد الأيام كنت أعمل على تقرير في نتساريم (المستوطنة اليهودية)، وكان بجانبي فتيان فلسطينيون بالقرب مني. وقام الفتيان بإلقاء الحجارة باتجاه الجيش الإسرائيلي. أطلق جندي النار على أحد الصبية، فاستشهد الصبي. رفع الفتيان الأربعة الصبي بأحد أطرافه وهربنا. لقد أثّر هذا الموقف في نفسي كثيرًا لدرجة أنني لم أحلق ذقني لمدة ثلاثة أسابيع. وبعد ثلاثة أسابيع، ذهبت إلى منزل الفتى الذي استشهد لزيارة أهله. أخبرت أمه أنني كنت مع ابنها عندما استشهد. أخبرتني الأم أنه عندما سمع ابنها الأصغر أن أخاه استشهد ذهب إلى المطبخ، ثم غادر البيت. وبعد عشر دقائق سألت زوجها "وين الولد؟". خرجوا للبحث عنه ورأوه في الشارع وفي يده سكين.

سألته: إلى أين أنت ذاهب؟ فأجاب: "أنا ذاهب لأقتل اليهود".

"طوال عمري لم أتمكن أبدًا من نسيان ذلك الطفل. دائمًا ما أتساءل أين هو. المفروض أنه سيكون شابًا في الثلاثينات من عمره الآن. هل لا يزال على قيد الحياة؟ متزوج؟ هل لديه أطفال؟ هل هو وعائلته خائفون من القصف؟ أين نزحوا؟ إن شاء الله سأكتب كتابًا عن غزة مع رسام الكاريكاتير جو ساكو مؤلف كتابَي "فلسطين" و"هوامش في غزة". خلال ذلك الوقت سأفتش عنه، وسأكمل قصته وقصص فلسطينيين آخرين. إسرائيل مصممة على محوهم عن الوجود ومحوهم من التاريخ. هذا هو وعدي...

*****

كريس نفسه الذي لا تتوقف مقالاته عن إدانة الاحتلال الإسرائيلي والتشهير بالجرائم الصهيونية الحالية والسابقة، تمت إقالته من موقع The Real News في شهر نيسان/ أبريل الفائت لصوته الجريء والكاشف لحقيقة التواطؤ العميق بين الإدارة الأميركية والفظائع الإسرائيلية في غزة، فقد كان يكتب مقالات مطولة أسبوعيًا عن المجازر التي ارتُكبت وتُرتكب بحق الفلسطينيين ويُجري حوارات مع شخصيات عالمية مناهضة للاحتلال. وحاليًا يواصل رسالته الإنسانية العميقة والمؤثرة من خلال موقعه: https://chrishedges.substack.com/

وفي اليوم الأول من هذا العام نشر كريس هيدجز مقالًا بعنوان "موت إسرائيل: تتمتع الدول الكولونيالية الاستيطانية بفترة صلاحية نهائية. وإسرائيل ليست استثناء"، وممّا جاء في مقاله:

إن الدماء والمعاناة الفلسطينية سوف تمهّد الطريق إلى نسيان إسرائيل. عشرات، وربما مئات، الآلاف من الأشباح سوف ينتقمون. وسوف تصبح إسرائيل مرادفة لضحاياها مثلما أصبح الأتراك مرادفين للأرمن، والألمان مع الناميبيين ثم اليهود، والصرب مع البوسنيين. سيتم إبادة الحياة الثقافية والفنية والصحافية والفكرية في إسرائيل. ستكون إسرائيل أمة راكدة حيث سيهيمن المتطرفون الدينيون والمتعصبون اليهود الذين استولوا على السلطة على الخطاب العام. ستجد إسرائيل حلفاء لها من بين الأنظمة الاستبدادية الأخرى. سيكون التفوق العنصري والديني البغيض لإسرائيل هو السمة المميزة لها، وهذا هو السبب في أن أشد المتعصبين البيض رجعية في الولايات المتحدة وأوروبا، بمن في ذلك محبو السامية مثل جون هاغي، وبول غوسار، ومارجوري تايلور غرين، يدعمون إسرائيل بشدة. إن النضال المزعوم ضد معاداة السامية هو احتفال مقنّع بالقوة البيضاء.

يمكن للأنظمة الاستبدادية أن تستمر لفترة طويلة بعد انتهاء صلاحيتها، لكنها في النهاية، محكوم عليها بالفشل. ليس من الضروري أن تكون من علماء الكتاب المقدس لترى أن تعطّش إسرائيل لأنهار الدماء تتعارض مع القيم الأساسية لليهودية. إن استخدام الهولوكوست كسلاح بشكل ساخر، بما في ذلك وصف الفلسطينيين بالنازيين، ليس له فعالية تذكر عندما تقوم بتنفيذ إبادة جماعية مباشرة ضد 2.3 مليون شخص محاصرين في معسكر اعتقال.

تحتاج الأمم إلى ما هو أكثر من القوة للبقاء على قيد الحياة. إنها بحاجة إلى مبادئ خاصة. توفر هذه المبادئ الهدف والأخلاق وحتى النبل التي تُلهم المواطنين للتضحية من أجل الأمة. كما تمنحهم الأمل بالمستقبل، ومعنى الوجود والهوية الوطنية.

وعندما تتلاشى هذه المبادئ، وعندما تنكشف باعتبارها أكاذيب، ينهار الأساس المركزي لسلطة الدولة. لقد كتبت سابقًا عن ألغاز وفاة شيوعيين عام 1989 خلال الثورات في ألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا حين قررت الشرطة والجيش أنه لم يعد هناك ما يمكن الدفاع عنه. وسوف يؤدي تدهور إسرائيل إلى توليد نفس التراخي واللامبالاة. ولن تكون قادرة على تجنيد المتعاونين من السكان الأصليين لتنفيذ أوامر المستعمرين. يشير المؤرخ البريطاني رونالد روبنسون إلى عدم قدرة الإمبراطورية البريطانية على تجنيد حلفاء من السكان الأصليين باعتبارها نقطة التحول التي انقلب عندها التعاون إلى عدم تعاون، وهي لحظة حاسمة لبدء فكّ الاستعمار. ويوضح روبنسون أنه بمجرد أن يتحول عدم التعاون من قبل النخب المحلية إلى معارضة نشطة، يصبح "التراجع السريع" للإمبراطورية مضمونًا.

كل ما تبقى لإسرائيل هو تصعيد العنف، بما في ذلك التعذيب، وهو ما من شأنه أن يسرّع من الانحدار. إن هذا العنف الشامل ينجح في الأمد القريب، كما حدث في الحرب التي شنّها الفرنسيون في الجزائر، والحرب القذرة التي شنّتها الدكتاتورية العسكرية في الأرجنتين، والاحتلال البريطاني في أيرلندا الشمالية، لكن يعد الأمر انتحاريًا على المدى الطويل.

لاحظ المؤرخ البريطاني أليستير هورن: "قد تقول إن معركة الجزائر تم الفوز بها من خلال استخدام تعذيب الجزائريين، لكن الحرب، حرب الجزائر، كانت قد خسرت" (من منظور فرنسي).

لقد حوّلت الإبادة الجماعية في غزة مقاتلي حماس إلى أبطال في العالم الإسلامي والجنوب العالمي. إسرائيل قد تقضي على قيادة حماس، ولكن الاغتيالات السابقة والحالية لعشرات القادة الفلسطينيين لم تفعل الكثير لتقويض حدّة المقاومة. بل إن الحصار والإبادة الجماعية في غزة أنتجا جيلًا جديدًا من الشباب والشابات المصابين بصدمات نفسية وعميقة وبغضب شديد، حيث قُتلت عائلاتهم وتم محو مجتمعاتهم. إنهم مستعدون لتولّي مكان القادة الشهداء. لقد عزّزت إسرائيل مخزون خصمها إلى مستويات لا تُصدّق.

كانت إسرائيل في حالة حرب مع نفسها قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر (2023). وكان الإسرائيليون يحتجّون لمنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من إلغاء استقلالية القضاء. فقد شنّ المتطرفون والمتعصبون الدينيون الموجودون في السلطة حاليًا هجومًا شديدًا على العلمانية الإسرائيلية. إن وحدة إسرائيل منذ الهجمات هشّة. إنها وحدة سلبية. إنهم مجتمعون فقط عن طريق الكراهية. وحتى هذه الكراهية ليست كافية لمنع المتظاهرين من التنديد بتخلي الحكومة عن الرهائن الإسرائيليين في غزة.

لكن الكراهية سلعة سياسية خطيرة. وبمجرد الانتهاء من عدو واحد، فإن أولئك الذين يحرّضون على الكراهية يذهبون للبحث عن عدو آخر. وعند استئصال أو إخضاع "الحيوانات البشرية" الفلسطينية، سيتم استبدالها بالمرتدّين والخونة اليهود. المجموعة التي تم تجريدها من الإنسانية لا يمكن أبدًا أن تتوب أو تُعالج. إن سياسة الكراهية تخلق حالة من عدم الاستقرار الدائم الذي يستغله أولئك الذين يسعون لتدمير المجتمع المدني.

كانت إسرائيل قد قطعت شوطًا طويلًا على هذا الطريق في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عندما أصدرت سلسلة من القوانين التمييزية ضد غير اليهود والتي تشبه قوانين نورنبرغ العنصرية التي حرمت اليهود من حقوقهم في ألمانيا النازية. يسمح قانون قبول المجتمعات المحلية للمستوطنات اليهودية حصرًا برفض طلبات الإقامة على أساس "الملاءمة للنظرة الأساسية للمجتمع".

لقد غادر العديد من المتعلمين والشباب في إسرائيل البلاد إلى أماكن مثل كندا وأستراليا والمملكة المتحدة، مع انتقال ما يصل إلى مليون شخص إلى الولايات المتحدة. وحتى ألمانيا شهدت تدفق نحو 20 ألف إسرائيلي في العقدين الأولين من هذا القرن. وقد غادر حوالي 470 ألف إسرائيلي البلاد منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وداخل إسرائيل، يتعرّض الناشطون في مجال حقوق الإنسان والمثقفون والصحافيون - الإسرائيليون والفلسطينيون - للهجوم باعتبارهم خونة في حملات التشهير التي ترعاها الحكومة، ويتم وضعهم تحت مراقبة الدولة وتعرّضهم للاعتقالات التعسفية. كما أن نظام التعليم الإسرائيلي يعمل كآلة تلقين للجيش من أجل التأثير العقائدي.

كان الباحث الإسرائيلي يشعياهو ليبوفيتش قد حذّر من أنه إذا لم تفصل إسرائيل الكنيسة عن الدولة وتنهي احتلالها للفلسطينيين، فسوف يؤدي ذلك إلى ظهور حاخامية فاسدة من شأنها أن تشوّه اليهودية وتتحول إلى طائفة فاشية، وقال: "إن إسرائيل لا تستحق الوجود، ولن يكون من المجدي الحفاظ عليها".

إن سمعة الولايات المتحدة، بعد عقدين من الحروب الكارثية في الشرق الأوسط والهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني/ يناير 2021، أصبحت ملوثة مثل حليفتها إسرائيل. إدارة جو بايدن، في إطار حماستها لدعم إسرائيل دون قيد أو شرط واسترضاء اللوبي الإسرائيلي القوي، تجاوزت عملية المراجعة التي أجراها الكونغرس مع وزارة الخارجية للموافقة على نقل ذخائر الدبابات إلى إسرائيل. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن "هناك حالة طارئة تتطلب البيع الفوري"، وفي الوقت نفسه دعا إسرائيل بشكل ساخر إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين. وإسرائيل ليست لديها نية في تقليل الخسائر في صفوف المدنيين. الضحايا المدنيون هم النقطة المهمة. هذه ليست حربًا ضد حماس. إنها حرب ضد الفلسطينيين. والهدف هو قتل أو إخراج 2.3 مليون فلسطيني من غزة.

إن مقتل ثلاثة رهائن إسرائيليين بالرصاص، والذين فرّوا على ما يبدو من خاطفيهم واقتربوا من القوات الإسرائيلية بقمصانهم، وهم يلوّحون بالعلم الأبيض ويطلبون المساعدة باللغة العبرية، ليس مأساويًا فحسب، بل هو لمحة عن قواعد الاشتباك الإسرائيلية في غزة. هذه القواعد هي: اقتل أي شيء يتحرك.

وكما كتب اللواء الإسرائيلي المتقاعد غيورا أيلاند، الذي كان يترأس سابقًا مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في صحيفة "يديعوت أحرونوت": "ليس أمام دولة إسرائيل خيار سوى تحويل غزة إلى مكان يستحيل العيش فيه بشكل مؤقت أو دائم... إن خلق أزمة إنسانية حادة في غزة هو وسيلة ضرورية لتحقيق الهدف". وكتب: "غزة ستصبح مكانًا لا يمكن أن يوجد فيه أي إنسان". وأعلن اللواء غسان عليان أنه في غزة "لن يكون هناك كهرباء ولا ماء، ولن يكون هناك سوى الدمار. أردتَ الجحيم، سوف تحصل على الجحيم".

تقوم الدول الاستعمارية الاستيطانية المستمرة، بما في ذلك الولايات المتحدة، بإبادة جميع سكانها الأصليين تقريبًا من خلال الأمراض والعنف. لقد تسببت الأمراض المعدية التي جلبها المستعمرون إلى الأميركتين، مثل الجدري، في مقتل ما يقدر بنحو 56 مليون من السكان الأصليين على مدى حوالي 100 عام في أميركا الجنوبية والوسطى والشمالية. بحلول عام 1600 بقي أقل من عُشر السكان الأصليين. ولا يمكن لإسرائيل أن تقتل أعدادًا بهذا الحجم، حيث يعيش ما يقرب من 5.5 مليون فلسطيني تحت الاحتلال وتسعة ملايين آخرين في الشتات.

إن رئاسة بايدن، التي ربما تكون قد وقّعت على شهادة الوفاة السياسية الخاصة بها، ومن المفارقات، أن وفاتها مرتبطة بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، سوف تحاول أن تنأى بنفسها خطابيًا، ولكنها في الوقت نفسه ستحوّل مليارات الدولارات من الأسلحة التي طلبتها إسرائيل "لإنهاء المهمة". وهي شريك كامل في مشروع الإبادة الجماعية للفلسطينيين الإسرائيلي.

إسرائيل دولة منبوذة. وقد ظهر هذا علنًا منذ 12 كانون الأول/ ديسمبر 2023 عندما صوّتت 153 دولة عضوًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح وقف إطلاق النار، في حين عارضته 10 دول فقط - بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل - وامتنعت 23 دولة عن التصويت. إن حملة الأرض المحروقة التي تشنها إسرائيل في غزة تعني أنه لن يكون هناك سلام. لن يكون هناك حل الدولتين. الفصل العنصري والإبادة الجماعية سيعرّفان عن إسرائيل، وهذا ينذر بصراع طويل للغاية، صراع لا تستطيع الدولة اليهودية الفوز فيه في نهاية المطاف.

 

إحالات:

https://chrishedges.substack.com/p/my-promise-to-palestine

https://chrishedges.substack.com/p/the-death-of-israel-read-by-eunice

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.