}

هاني حوراني: الفنون أداة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وأبطاله

أحمد طمليه 14 نوفمبر 2023
حوارات هاني حوراني: الفنون أداة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وأبطاله
(من صفحة الفنان على فيسبوك)

زاملته في العمل لمدة عام واحد في مؤسسة شومان في مطلع التسعينيات. كان يفصل ما بين مكتبي ومكتبه لوح زجاجي، وكنت أراه: يعمل بجد، يحرق أعصابه أثناء العمل، يترك السيجارة، تلو السيجارة، تحرق ما تبقى في الجسد.

دائم الاشتباك في حوارات سياسية مختلفة. يحمل أكثر من بطيخة بيد واحدة.

كثيرا ما كنت أتساءل: ما الذي يريده مثل هذا الرجل، طالما أن العمل لا يشفي الغليل، و"مركز دراسات الأردن الجديد" الذي يديره لا يشفي الغليل، والحروب التي يخوضها على أكثر من جبهة لا تشفي الغليل.

كنت أشفق عليه، أحيانًا، فمثله قد يموت قبل أن يصل، فالوصول بالنسبة له صعب، طالما لا شيء يشفي الغليل.

مثله يحتاج إلى ما يكبح جماحه، ولا يكبح الجماح إلا الحب: حب عميق، يأخذه أخذًا، وقد تجلى هذا في الفن.

في الفن يجد المبدع خلاصه، فراح يجرب، ومع كل تجربة جديدة، كان يسجل سبقًا جديدًا في عالم الرسم والتصوير. وهو يحب هذا، يحب أن يكون في حالة سباق، ففي ذلك إبحار نحو المعنى، معنى لا يصل أحد إليه، وهذا ما يريده، بالضبط، أن لا يصل.

أتحدث عن هاني حوراني، الباحث والرسام والمصور الفوتوغرافي. مواليد الزرقاء، الأردن، 1945. رأس تحرير "مجلة الأردن الجديد" وهي ثقافية فكرية، صدرت في قبرص في السنوات 1984-1991. أسس وأدار "مركز الأردن الجديد للدراسات" (1993-2013). وهو متفرغ حاليًا للرسم والبحث في التاريخ الاجتماعي والفنون البصرية.

منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي افتتح معرضه في عمان بعنوان (القدس – عمان 70 كم)- مسافة جوية، ليكرس في لوحاته المدينتين الأقرب إلى قلبه، عمان والقدس، التي تفصل بينهما مسافة لا تتعدى السبعين كم.

أعمال المعرض مزيج بين الفوتوغراف والرسم. وهي تجربة تميز فيها الفنان وقدمها في أكثر من معرض.

ينتمي إلى جيل الستينيات من فناني الأردن، وكان أحد مؤسسي ندوة الرسم والنحت الأردنية، عام 1962. وأقام خلال السنوات 1964 و1967 و1968 ثلاثة معارض شخصية، قبل أن يتفرغ للعمل السياسي والإعلامي تحت تأثير هزيمة حرب حزيران/ يونيو 1967. وخلال السبعينيات تلقى دورات في التصوير الفوتوغرافي في بيروت وموسكو، كما نشر دراسات ومقالات فنية عديدة حول رسوم الأطفال الفلسطينيين والسينما الفلسطينية.



في عام 1993، وبعد عودته للأردن، نظّم معرضه الشخصي الرابع، الذي ضم أعمالًا مائية على الورق عن وادي الوالة في جنوب العاصمة عمان. وخلال تسعينيات القرن الماضي أقام سلسلة من المعارض الفوتوغرافية في الأردن وسورية ومصر ودولة قطر والسويد والولايات المتحدة. وقد تركزت معارضه هذه على جماليات المدينة العربية القديمة، مثل القدس، القاهرة، دمشق، حلب، السلط، مراكش، تونس.

توضح لوحات المعرض العلاقة التاريخية والمميزة بين مدينة عمان، حيث عاش الفنان فيها طفولته وشبابه، والقدس التي كان يزورها كثيرا قبل احتلالها في عام 1967.

يضم المعرض نحو أربعين لوحة، منفذة بألوان الأكريليك ومواد أخرى على الكانفس والخشب. وهو المعرض الشخصي السادس والعشرون لأعماله الفنية منذ عام 1964 وحتى الآن.

هاني حوراني خلال افتتاح المعرض 


بمناسبة معرض (القدس- عمان 70 كم) هنا حوار معه:

(*)  حدثنا عن معرضك "القدس عمان 70كم" الذي افتتح في 16 تشرين الأول/ أكتوبر، ويستمر حتى منتصف هذا الشهر، أي إلى ما بعد يومين.

معرضي هو بمثابة تحية من عمان للقدس. المدينتان كانتا يومًا، قبل حزيران/ يونيو 1967، عاصمتان لبلد واحد. واحدة عاصمة رسمية وأخرى عاصمة روحية.

المعرض هو محاولة للتذكير بهذه الحقيقة، أي التوأمة التي تجمع المدينتين معًا في بوتقة واحدة. وحين كانت المسافة بينهما لا تتعدى 70 كم، حينها كان والدي، كما العديد من العمانيين، يقررون فجأة في أيام الجمعة، حين يكون الطقس مواتيًا، ركوب سياراتهم والاتجاه نحو القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، ثم يعودون في غضون ساعتين أو أكثر قليلًا، حينها، أي قبل احتلال القدس والضفة الغربية، كنت أفعل الشيء نفسه لحضور افتتاح معرض يقيمه فرع ندوة الرسم والنحت الأردنية في إحدى قاعات المدينة، وأكون مشاركًا به بلوحة أو أكثر، ولقد ظلت صلتي قوية بالقدس حتى صيف 1966.

(*) ماذا تقول كون المعرض يتزامن مع ما يحدث في فلسطين، بعد أحداث السابع من أكتوبر؟

ما يجمع ما بين معرضي ومنطلقات أحداث 7 أكتوبر والحرب الدائرة الآن على غزة، هو القدس ومقدساتها، التي باتت خلال الأعوام القليلة الماضية هدفًا يكاد يكون يوميًا للجماعات الصهيونية اليمينية المتطرفة، وقوات الاحتلال الإسرائيلية ذاتها.

بطبيعة الحال، فإن التزامن بين الحدثين وقع صدفة، حيث خطط لإقامة المعرض قبل عام من تاريخ افتتاحه. ولو لم تكن القدس موضوعًا رئيسيًا لأعماله لكنت قمت بتأجيله إلى موعد آخر.

إن صدفة هذا التزامن بين الحدثين هي، كما يقال، خير من" ألف ميعاد". فهذا التزامن يحيل إلى العلاقة القوية التي نشأت ما بين القضية الفلسطينية، بما هي قضية إنسانية عادلة، فضلًا عن كونها قضية وطنية قومية، وبين الفنون البصرية وغيرها من الفنون، التي باتت أداة رئيسة للتعبير عن التضامن العربي والعالمي مع غزة وشعبها الشجاع. إن معرضي اليوم (القدس عمان 70 كم) هو تتويج لمعرضين سابقين عن القدس، أقمتهما قبل ست سنوات في واشنطن، عاصمة الولايات المتحدة تحت عنوان "من فوق السور، انطباعات عن البلدة القديمة للقدس"، وذلك بمناسبة مرور خمسين عامًا على احتلال إسرائيل للقدس في حزيران/ يونيو 1967.

واليوم نجد كيف تشكّل الفنون أداة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وأبطاله. كم أغنية صدحت بها حناجر الجماهير في عشرات المدن وملاعب كرة القدم، وكم ملصقًا وشعارًا تضامنيًا مع فلسطين ارتفع فوق رؤوس المتظاهرين في أنحاء العالم، بصورة لم تحدث في التاريخ المعاصر. قبل أيام ألغت كريستيز Christies المؤسسة البريطانية للمزادات عرض لوحتين فنيتين لأيمن بعلبكي، الفنان اللبناني، تمثلان فدائيًا ملثمًا وآخر يضع على وجهه قناعًا واقيًا من الغاز، وهو تصرف يشير إلى رعب المؤسسة المذكورة من تأثير الفن على مشاعر الناس.

باختصار، فإن كل قذيفة إسرائيلية تطلق على غزة ترتفع مقابلها عشرات الأعلام الفلسطينية، وتصدح بسببها أغان وصرخات فنانين عرب، ومن أرجاء العالم، دعمًا لغزة وشجبًا للإجرام الإسرائيلي.

من أجواء المعرض  


(*) رغم أن النشاطات الفنية والثقافة غابت عن عمان، بسبب الأحداث المؤلمة في فلسطين، إلا أنك حرصت على إقامة المعرض في موعده (16 تشرين الأول/ أكتوبر)، لماذا؟ ألم تخش أن تؤثر الأحداث في فلسطين على حجم التفاعل مع المعرض؟

أنا لست مع تغييب النشاطات الفنية والثقافية عن عمان (أو المدن الأردنية والعربية الأخرى) في هكذا ظروف، لكني مع إعادة توجيهها للتركيز على إظهار الدعم لصمود غزة أمام الهمجية الإسرائيلية، وتوظيف هذه النشاطات لجمع التبرعات لمستشفيات غزة ومرافقها الحياتية الأخرى، وقد بدأ هذا يحدث بصورة تدريجية.

سبق أن أوضحت أني أبقيت على معرضي في موعده المقرر، لأن القدس هي في قلبه. وقد استجاب الجمهور المهتم بالفنون وشارك في حفل إطلاقه، وإن لم يكن بالعدد المتوقع في الظروف العادية. لكن من حسن الحظ أن وسائط التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية باتت تتيح فرصًا أكبر للاطلاع على الأعمال الفنية، وتتجاوز الدائرة الضيقة للجمهور النخبوي ممن يزورون المعارض الفنية، إلى جمهور أعرض، داخل الأردن وخارجه.

(*) أعمال معرضك تثير التساؤل حول العلاقة بين الفوتوغراف والرسم؟ هل تشرح ذلك؟

لقد نشأت وتدرّبت كرسام، وحين احترفت التصوير الفوتوغرافي استفدت من خبرتي كرسام في ممارسة التصوير الضوئي، وبكلمات أخرى فإني أصوّر بالكاميرا كما لو أني أرسم بالفرشاة.

وقد لجأت مؤخرًا فقط إلى المزج ما بين الفوتوغراف والرسم اليدوي. لكن قبل ذلك كنت أرسم بالألوان المائية والزيتية والأكريليك وغيرها من الخامات، وقد أقمت عدة معارض تشكيلية تعتمد على الخامات والمواد التلوينية المعروفة، ولا تستند إلى مرجعية فوتوغرافية.

تعود تجاربي المبكرة في المزج ما بين الفوتوغراف والرسم إلى نهاية تسعينيات القرن الماضي، وذلك من خلال ترميم الصور الفوتوغرافية التي تشكو من عيوب في الطباعة، عن طريق إضافة ألوان مثل الأحبار وألوان الأكريليك، وأحيانًا أضيف إلى الألوان مادتي الغراء والرمل. وكانت هذه التجارب تجري على صور فوتوغرافية صغيرة بحجم البطاقات البريدية-post  cards .

في ما بعد صرت ألوّن الصور الفوتوغرافية التي تتمتع بمزايا جمالية، وموضوعات جذابة، والتي لا تشكو من عيوب طباعية. وقد حظيت هذه الصور الملونة يدويًا، رغم صغر حجمها، بإقبال كبير حين عرضت لأول مرة في مطلع الألفية الثالثة.

خلال العقدين الأخيرين بدأت أمزج ما بين التصوير الفوتوغرافي والرسم اليدوي في أعمال كبيرة، وذلك في الموضوعات التي تحتاج إلى معالجة الأسلوب الواقعي أو شديد الواقعية. مثل مشاهد المدن (City Scape)، والتي تحتوي على تفاصيل لا عد لها، ولا تستطيع العين المجردة الإحاطة بها. هنا منحتنا عدسة الكاميرا إمكانية الوصول إلى آلاف التفاصيل الدقيقة، والتي تشكل في مجملها المشهد العام. إن المرور بالريشة على هذه التفاصيل وإشباعها بالألوان، وأحيانًا إحداث تغييرات في هذه التفاصيل أو في الألوان الأصلية للمشهد، تحيل الأخير إلى لوحة نابضة بالحياة. وبكلمات أخرى فإني أصور أولًا بالكاميرا، وأستعين بما أصوّر في تشكيل لوحتي المرسومة، وبذلك أدمج جماليات الفوتوغراف وجماليات الرسم اليدوي.

هنا لا بد من الإشارة إلى أن استعانة الرسامين بالصورة الفوتوغرافية، أو نظائرها، هو تقليد قديم جدًا. ومن ذلك الاستعانة بالراشق الضوئي أو الأوتوغراف أو البروجكتور لتكبير الصور الفوتوغرافية أو التخطيطات، أو الخرائط، ويعد الفنان الواقعي كوربيت (Courbet) والفنان ديجا (Degas) من أشهر الفنانين الأوروبيين الذين لجأوا في إعداد أعمالهم إلى الصور الفوتوغرافية، بعد اختراع الكاميرات الأولى مباشرة. واليوم، مع انتشار الكاميرات الرقمية، وازدياد دقة التصوير، باتت الصورة الفوتوغرافية تشكل أرضية للكثير من الأعمال الفنية المعاصرة.

من أعمال الفنان في المعرض  


(*) رغم أن خلاصك في الفن، إلا أنك تأخرت كثيرًا قبل أن تجعل الفن هاجسك الأول، فعمليا جاءت انطلاقتك الحقيقية مطلع الألفية الثالثة. هل تحدثنا عن هذا الجانب؟

أنا ابن بيئة سياسية لم تفلح بعد في إنجاز مهمات ذات طبيعة بنيوية وتاريخية، كما فعلت شعوب أخرى، فنحن لا زلنا نعاني من التبعية الاقتصادية والافتقار إلى التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية، هذا ناهيك عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، وغياب العدالة عن الشعب الفلسطيني منذ خمسة وسبعين عامًا.

وبالقدر الذي وعيت فيه على حاجتي للتعبير عن نفسي من خلال الرسم والكتابة فإني لم أستطع أن أشيح ببصري عن معاناة الناس وحاجتهم الماسة لتغيير أوضاعهم نحو الأفضل. وهكذا فإن بداياتي في الرسم اقترنت زمنيًا بالالتزام السياسي وبممارسة النشاط السياسي، منذ مطلع ستينيات القرن الماضي. وجاءت حرب 1967 بنتائجها الكارثية لتغلب دوري كناشط سياسي على دوري كرسام وفنان بصري. وكان السؤال الذي طرحته على نفسي أيهما أكثر تأثيرًا وفعلًا في الواقع، أهو ممارستي للرسم والفعل الثقافي أم الانخراط في النضال المباشر من أجل فلسطين والتقدم على طريق التحرر الوطني والديمقراطية والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. وهكذا تراجع منسوب الفعل الفني، وإن لم يختف كليًا لمدة تقارب العقدين من الزمن، وهو تراجع تم تعويضه عن طريق الانخراط في مشاريع بحثية ريادية، مثل بناء قاعدة معلومات حول الطبقات العاملة العربية، وفنية جماعية، مثل بناء سينما عربية بديلة، وإطلاق مجلة "الأردن الجديد" التي تحولت فيما بعد إلى مركز أبحاث ريادي.

(*) أصبت بالسرطان ثم تعافيت منه، ما يستوقف المتابع أنك تعاملت مع الأمر "بروح رياضية"، بمعنى أننا لم نرك تندب حظك وتشكو، بل لاحظنا تحركك السريع نحو تجاوز المرض، هل تلخص تجربتك مع المرض؟!

 لقد كان الله كريمًا معي، إذ منحني فرصة إضافية لتعويض ما فاتني من وقت صرفته باتجاهات عدة، وأنا الآن، أغتنم هذه الفرصة للتركيز على عملي الفني وتطويره، من خلال التركيز على "ثيمات" أحبها، مثل المشهد المديني، ليس فقط بعمان أو القدس، وإنما لتوسيع البيكار لتشمل أعمالي القادمة مدنًا عربية أحبها، مثل صنعاء ودمشق وحلب والقاهرة.

إن تجربتي مع المرض علمتني كيف أنجو بنفسي من خلال التفاؤل والعمل، والتمسك بالاعتقاد أن جانبًا أساسيًا من نجاتك هو حب الحياة والامتنان لما حصلت عليه أو حققته في حياتك. وأنا الآن أكتب نوعًا من السيرة الذاتية تحت عنوان "ثلاث حيوات وأكثر"، وأعني بذلك أنني عشت أكثر من حياة واحدة، وقد سعدت بهذه الحيوات وأتطلع للمزيد منها.

(*) لقد تعمّق الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وأصبح صراع هوية/ صورة/ رواية... ما رأيك؟

أشكرك على تسمية الصراع الفعلي باسمه: الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وليس الصراع العربي – الإسرائيلي. فبعد 7 تشرين الأول/  أكتوبر وحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، عاد الصراع إلى هويته واسمه الحقيقي، من دون زركشته بكلمات كبيرة لا تعكس الواقع. فقد وضعت الدول العربية، كبيرها وصغيرها، نفسها خارج المعركة التي ما زلت محتدمة، والأرجح أن تستمر طويلًا.

ما يحدث أن الشعوب العربية وطلائعها المناضلة هي التي تنتسب، الآن، إلى فلسطين، وترتدي ثيابها وألوان علمها. وهي بذلك تسترد هويتها العربية التي أهدرتها الأنظمة العربية، فلكي تكون عربيًا وجب عليك أن تكون فلسطينيًا ومتماهيًا مع هذه الهوية.

يقال كثيرًا الآن، ومن الجميع، أن العالم بعد 7 أكتوبر لن يكون هو نفسه قبله. وما يعنينا هنا هو أن معركة غزة وصمودها وتضحياتها فتحت الباب لعالم جديد، يحوّل القذائف التي تتلقاها غزة إلى رايات فلسطينية ترفرف في أنحاء المعمورة. وكلما زاد عدد هذه القذائف أو عدد ضحاياها، تزداد أعداد الأعلام فوق رؤوس الشعوب الحرة والمحبة للعدالة والمساواة الإنسانية.
 

من أعمال الفنان في المعرض  

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.