}

راتي ساكسينا: الموت والحياة موضوعان أبديان للشعر

ليندا نصار ليندا نصار 21 يوليه 2024
حوارات راتي ساكسينا: الموت والحياة موضوعان أبديان للشعر
ساكسينا: كثير من الترجمات الشعرية تفتقر إلى الروح

الشعر يمكِّن من تأويل عالمٍ يعمل هو الآخر على تأويل الشِّعر. تتعدَّد رؤى الشاعر، وتنجلي صورة الكون فتنبع الفكرة من ذهنه وتواكب أسئلة الكتابة. وهذه الأسئلة مشرعة على التأويل بحسب الكاتب والمنظِّر موريس بلانشو.
كذلك فإنَّ الشعر هو حالة من السفر المستمر، والبحث الدائم، كما يرى الشاعر أدونيس. ويقيم الشاعر في أرض خصبة مليئة بتحوُّلات تستدعي التفكير في الكينونة والوجود الإنساني، فالذات الشاعرة معنيَّة بهذا العالم الذي أصبح مهدَّدًا في ظل التدمير الممنهج والتقاتل والتحارب وإقصاء دور الإنسان في ظل عالم حديث تحكمه الرأسمالية المتوحِّشة، وتغلبه الأنانية، وتغيب عنه مشاعر الرحمة.
وتمكِّننا قراءة الشعر من الانفتاح على الجغرافيات والثقافات العالمية عبر الترجمة التي تؤدِّي دورًا أساسيًّا في تشكيل الفكر الإنساني، خصوصًا إذا ما كان الأديب شاعرًا ومترجمًا في الوقت ذاته، كما هي الشاعرة والناقدة والمترجمة الهندية راتي ساكسينا. فهي بالإضافة إلى كونها شاعرة، ومترجمة، محرِّرة، وأكاديمية، وباحثة في الأدب الحديث والقديم.
وقد صدر لها 52 كتابًا، منها ست مجموعات شعرية باللغة الهندية، وست أخرى بالإنكليزية (مترجمة و/ أو معاد كتابتها). ترجمت خمسة عشر كتابًا من المالايالامية إلى الهندية، وسبع مجموعات شعرية لشعراء دوليين. لديها خمس مجموعات من الرحلات؛ اثنتان منها مذكِّرات. تمَّت ترجمة شعرها إلى عدد من اللغات. شاركت في أكثر من 42 مهرجانًا شعريًّا، وعقدت ثلاث إقامات شعرية في ألمانيا والصين. نشرت ساكسينا أيضًا ثلاثة كتب رحلات، ومجلَّدًا نقديًّا عن شعر بالامانياما. حصلت على زمالة ثقافة إنديرا غاندي لعملها ــ نهج جديد لدراسة "الآثار فافيدا". نالت جوائز عدَّة في الشعر. عملها الأحدث دراسة تناقش ساكسينا فيها طرائق استخدام العلاج بالشعر منذ العصور القديمة حتى اليوم. وفي قصائدها، تتبنَّى فكرة الإنسانية، وأنماط الحياة الاجتماعية، ودور الشعراء والناس في الحفاظ على الطبيعة، وتنتقد الحروب، وتدعو إلى القيم، وتنظِّر لكتابة الشعر... هي مؤسِّسة ومحرِّرة أول مجلة ويب ثنائية اللغة: "كريتيا"، التي بدأت في عام 2005، ومؤسِّسة ومديرة مهرجان كريتيا الدولي للشعر، الذي لا يزال مستمرًّا منذ عام 2005. هنا، حوار معها:




(*) في الميثولوجيا والفلسفة الهندية علاقة وثيقة بين الشاعر والعالم، الشاعر والطبيعة. كيف يمكن لهذا الشاعر أن يساهم في تعزيز الرؤية المستقبلية المبنية على نشر السلام في هذا العالم، والمساهمة في الإصلاح، ووقف الحروب؟
يقال إنَّ الشاعر الهندي العظيم "فالميكي" أصبح شاعرًا بعد أن شاهد طائر الكرنش (مالك الحزين) يُقتل على يد صيَّاد. كان الألم الذي شعر به فالميكي ما دفعه إلى بدء كتابة الشعر. يمكننا القول إنَّ حالات الحرب تؤذي الشعراء أكثر من غيرهم. نجد الحرب، القتل والقسوة في كل مكان من العالم الحديث. وهذه العملية ما زالت مستمرَّة حتى اليوم. في هذه الأيام، ونحن نحاول فهم الكون، لم نستطع بعد أن نفهم ضرورة الحفاظ على "الطبيعة" على كوكبنا، حيث أصبح غرور الإنسان يتفوَّق على الناس العاديين والبسيطين. في الفلسفة الهندية القديمة (ريجفيدا ــ ترنيمة ناساديا)، يتم التذكير بمعنى الطبيعة كقوَّة عليا، كخالق أسمى. في الوقت الحاضر، نستطيع أن نكتشف مدى أهمية الطبيعة. فالشعراء يساهمون دائمًا في الحب والسلام وحب الطبيعة خصوصًا، لكن بالرغم من مواجهتهم لعدد من الحروب والقتل، لم يتغيَّر العالم. هنالك أسطورة مثيرة للاهتمام في الملحمة الهندية "المهابهاراتا"، حيث سُئل "يوديشثير" بعض الأسئلة، وكان من أهمِّها: ما هو الأمر الأكثر غرابة في هذا العالم؟ أجاب: إنَّ الأمر الأكثر غرابة هو أنَّ الإنسان يشاهد الناس يموتون، لكنَّه لا يفكِّر أبدًا في أنَّه سيموت يومًا ما.




نحن البشر لا نتعلَّم أبدًا من التاريخ، أو البيئة المحيطة بنا. مع ذلك لا يمكن أن ننكر دور الشعراء واستمراريتهم في الكتابة عن السلام والحب، التي سيكون لها تأثير في المجتمع في يوم ما. في الواقع، الإصلاح هو عملية مستمرَّة، لكنِّني لا أرى مصلحين اجتماعيين في الوقت الحاضر، وقد أخذ مكانهم القادة الدينيون، خصوصًا في الهند، والدين تحوَّل إلى طائفة مع الوقت وفقد قوَّة الإصلاح. بينما تماشى الشاعر مع الزمان والمكان، هكذا سيظل الشعراء متورِّطين في الإصلاح دائمًا، لذا يجب عليهم الاستمرار في عملهم ورسالتهم.

(*) تمثِّل ترجمة الشعر دورًا إيجابيًّا في نشر الثقافات وتلاقحها. وفي المقابل، لها دور سلبي قد يقتل المعنى في القصيدة. كونك مترجمة، ولك باع طويل في هذا المجال، ما رأيك في هذا الواقع؟ وكيف تساهم الترجمة لدى الشعراء في حل النزاعات في عالمنا اليوم؟
ترجمت عددًا من الكتب (22 كتابًا)، لذا أفهم قيود الترجمة. أوافق على أنَّ كثيرًا من الترجمات الشعرية تفتقد إلى الروح.... شعر طاغور يتمتَّع بالإيقاع والموسيقى، كلماته سهلة، لكنَّها ذات مغزى، لكنَّ لغته الرئيسة هي البنغالية، هي لغة موسيقية جدًّا، لذلك أغانيه تؤثِّر في الروح، أمَّا كلماته السهلة فمن الصعب ترجمتها إلى أي لغة. يمكن ترجمة قصائد الشعراء الذين يركِّزون على المعنى القريب للكلمات، أمَّا معاني الكلمات المرتبطة بثقافة البلد، فمهمَّة جدًّا، ويجب فهم خلفياتها، وهي تحتاج إلى عمل جاد. وفي حال عدم فهمها، يفضَّل تجنُّب الترجمة. من هنا، علينا فهم خلفية البلاد، وأيديولوجيتها الخاصة، وإيمانها ونهجها، للحصول على ترجمة أكثر دقَّة. حدث هذا معي عندما كنت أترجم لشاعر أميركي صديق، كان يبدو سعيدًا جدًّا، لكن عندما بدأت الترجمة، لاحظت أنَّ شعره يبرز القسوة، وتبدو الأساطير والخلفيات الشعرية عنده بعيدة عن الثقافة الأميركية. كان عليَّ أن أتناقش مع الشاعر وأسأله عن حياته. حينها فهمت المعاناة التي واجهها في طفولته. وعلمت أنَّه كان يسافر مع والده إلى المكسيك أيضًا، لذا تعرَّف إلى صعوبات ذلك البلد ومشاكله. في الوقت ذاته، كان مرتبطًا بالمهاجرين والسجناء، ولهذا كان يعاين المتألِّمين. بعد معرفة خلفيته، أصبحت الترجمة أسهل، وأصبحت أكثر حذرًا في استخدام المعنى الحقيقي للشعر. لا يمكننا تجاهل الترجمة في الوقت الحاضر، لأنَّ العالم أصبح أكثر تقاربًا مقارنة بالأزمنة الماضية. لحل النزاعات والمشاكل في العالم، مثل الحروب، وهيمنة القسوة، وحلول الظلم الاجتماعي... في جميع البلدان تقريبًا، يجب على الشعراء من كل العالم أن يرفعوا الصوت معًا تحت مظلَّة الاتحاد، مهما تعدَّدت لغاتهم واختلفت وتساعدهم الترجمة في الاطِّلاع على تجارب بعضهم بعضًا في هذا المجال.

(*) ثمة جزء ممَّا نصَّ عليه بيان منظَّمة اليونيسكو لتحديد يوم عالمي للشعر (باريس 1999 الدورة 30)، يقول: "الشعر هو أحد أشكال التعبير، وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وهما ما يُعدان أغنى ما تمتلكه الإنسانية". ما هو توصيف راتي ساكسينا للشعر؟
الشعر بالنسبة إليَّ هو وسيلة للتفكير، وفهم للعالم، وللكون. أنتمي إلى بلد، الشعر فيه منفتح على مختلف فروع المعرفة، كالعلوم والرياضيات، ولا يقتصر على الفلسفة وحدها. وقد ورثت هذه الثقافة، التي دفعتني إلى أن أدير مهرجانًا شعريًّا، وهو الأول من نوعه في بلدي. تراني أكتب الشعر، أو أترجمه، أكتب مقالات، أو كتبًا علمية عن الفلسفة، التي هي شعر في حدِّ ذاتها. وأفضل أصدقائي هم الشعراء. وأعتقد أنَّ أهم كتبي كان حول دراسة العلاج بالشعر، وكيفية دعمه لنا في مواقفنا الصعبة.
ماذا عساي أن أقول وأن أعبِّر أكثر عن حبي للشعر؟

(*) بين راتي ساكسينا الشاعرة، والأكاديمية أو الناقدة، هل يمكن فصل هذه الثلاثية؟
كوني ناقدة، أحتاج إلى الدراسة، والتفكير، بل إعادة التفكير مرة بعد مرة، لكنَّ الشعر لا يحتاج إلى التفكير. لذا عندما أقوم بدراسة نقدية، يبقى الشعر بعيدًا. تركت مهنة التدريس منذ فترة طويلة، لذلك عملي الأكاديمي بات محدودًا.
عادة، أستمر بالكتابة في التنقل من موضوع إلى آخر بهذه الطريقة، ويأخذ كل كتاب وقتًا أطول، وأشعر بفائدة واحدة وهي أنَّني لا أشعر بالملل من الكتابة، لأنَّ تغيير المواضيع يبقيني شغوفة، وعلى قيد الأمل والحياة.

(*) إلى أي مدى ساعدك الشعر في التعبير عن أعماقك، وثقافتك، وتراثك ومجتمعك؟ كيف يمكن للشاعر أن يحاكي شخصًا يسير في خط الحياة وصولًا نحو الموت، ويدعوه إلى التوقف عن التصادم والتفكير في الإنسانية، خصوصًا في عصرنا الحديث؟
أستمد شعري من المجتمع والعالم، لكن بالنسبة إليَّ الشعر يخرج من الأعماق. الموت والحياة موضوعان أبديان للشعر. وفي نظرة إلى العالم الحديث، لا يحتاج الشاعر إلى التفكير في هذه المواضيع فلسفيًّا، إلَّا إذا كانت جزءًا من مشروعه الخاص. في الحقيقة الحياة والموت يتجلَّيان يوميًّا في الحرب، والمجاعة، والنزوح، والكوارث الطبيعية، ورسالة الشاعر هي الإضاءة على هذه كلِّها.

(*) ما الذي يميِّز شعرك، وخصوصًا في مجموعتك المترجمة إلى الإنكليزية بعنوان How to cut a jack fruit and other poems، التي عبَّرت فيها عن الإنسان والمجتمع وطرائق الحياة؟
شعري يحمل صوت مقاومة داخلي، ويتكلَّم بطريقة ما عن النظر إلى داخل الذات الشاعرة والإنسان. هذا الكتاب هو مجموعة من القصائد اختاره شخص ما لترجمته، وأناقش فيه أيضًا خلق الشعر وواجب الشاعر ورسالته. جاك فروت هي فاكهة كبيرة وصعبة القطع، وليست سهلة الاستخدام في صنع المخلَّلات. هنا للتأكيد على أنَّ الشعر ليس للمتعة، المهمَّة صعبة، وتبدأ منذ اختيار الموضوع إلى كتابته. وأقترح فيه كيف يجب أن يكون الشاعر مرتبطًا بالموضوع وببيئته، ويختار كل كلمة، وينظِّمها جيِّدًا.
قصيدة أخرى في هذا الكتاب تتحدَّث عن شاعر وُضع في السجن لأنَّه كان يعمل لصالح القبائل، تقول هذه القصيدة إنَّ الشعر يبعث الانتعاش في المجتمع. كذلك هناك قصيدة عن صانع الأحذية، الذي يُعدُّ من الطبقات البسيطة في المجتمع الهندي، وقصيدة عن امرأة قروية تعيش بتواضع، ويبدو ذلك في طهيها الطعام على الكرات المصنوعة من روث البقر. أسميتها أُمَّ الخلق، لأنَّها قريبة من الطبيعة، تستخدم موادها وتحافظ عليها.




لذا تجدين أنَّ شعري مرتبط بالمجتمع دائمًا، ويتحدَّث عن تجارب الناس وأنماط عيشهم. وأحاول ألَّا أستخدم لغة حادَّة، لأنَّ دراستي في الأدب السنسكريتي علَّمتني طريقة مختلفة للتعبير.

(*) شاركت في مهرجانات شعرية دولية، وكونك رئيسة مهرجان كريتيا للشعر العالمي أيضًا، ما الدور الذي تؤدِّيه هذه المهرجانات من حيث عرض تجارب الشعراء التي ستصبح لاحقًا ملكًا للجمهور؟
أدرت مهرجان كريتيا للشعر العالمي منذ عام 2005 وحتَّى عام 2017، وكانت تلك الفترة، هي الأفضل في حياتي. اشتغلت في هذا المهرجان على دعوة عدد من الشعراء من مختلف البلدان واللغات. بهذه الطريقة، استطعت التعرُّف إلى الشعر العالمي بشكل أكبر. إنَّه أمر مثير للاهتمام أن نتعلَّم كيف يتحدَّث الشعر عن الإنسانية ويعرِّفها بالرغم من اختلاف اللغات. كوَّنت صداقات متينة مع عدد من الشعراء الدوليين. من الجميل جدًّا لقاء شعراء جدد، والسفر لاختبار ثقافات وبلدان جديدة.

(*) عملت على عمل مهم، وهو العلاج بالشعر. واختبرت هذه الطريقة في المهرجانات الشعرية التي أُقيمت في الهند، وفي معسكرات الاعتقال. كيف تقيِّمين هذه التجربة؟
ناقشت موضوع العلاج بالشعر بتفاصيله في كتابي، والطبعة الثانية منه ستصدر قريبًا. شرحت فيه أنَّ الشعر هو لغة الفلسفة منذ العصور القديمة، فقد كان للعلم والفلسفة المنطق نفسه. قبل تطوير العلاج الطبي، كان شعبنا الأصلي يستخدم الشعر في الغناء، أو الترديد، أو الصلاة لعلاج الأمراض. لاحقًا، عندما تطوَّر الدين، أدخلوا الشعر إلى العلاج. عدد من العلاجات الشعبية ما زالت تتبع العلاج بالشعر. في أدبنا القديم، نجد تعابير شعرية، منها الترانيم في كتاب "الآثار فافيدا"، والتي تُستخدم للعلاج أيضًا.
كذلك أجريت مقابلات مع 14 شاعرًا، وهم شعراء ساعدهم الشعر في مواقف مختلفة، من معسكرات الاعتقال، إلى السرطان، إلى أنواع أخرى من الأمراض، كما استخدمنا العلاج بالشعر في مهرجاناتنا أيضًا.. وناقشت هذا الموضوع مع معالجي الشعر في العصر الحديث، من دول أوروبا، إلى جنوب أفريقيا.

(*) كونك مترجمة وقارئة قصائد عالمية، ما رأيك في التجارب الشعرية الشبابية في الهند، وكيف تقارنينها بالشعر العربي؟
في الهند ست وعشرون لغة رسمية، والشعر يُكتب بجميع هذه اللغات. لذا نجد أنَّ الشعر الهندي متنوِّع جدًّا. يتناول الجيل الشاب اليوم جميع المشاكل الاجتماعية والسياسية، وطرائق التفكير في المجتمع، ونظرته إلى الناس من الطبقات الدنيا، والنساء، والاغتصاب، وحرية المرأة، وعدم الأمانة السياسية، والمشاكل الدولية، مثل الحرب، وغيرها.
معلوماتي عن الشعر العربي محدودة. ولكن ما قرأته كان مثيرًا للإعجاب. ما زلت في حاجة إلى قراءة مزيد من الشعر العربي.

(*) هل شعرت يومًا أنَّ اللغة قد تشكِّل حاجزًا في حوار الثقافات؟
ليس دائمًا. فالبشر يفهمون لغة الجسد أيضًا، لذا فإنَّ فهم الثقافة لا يشكِّل مشكلة، لكن لتحقيق ذلك يجب على المرء أن يسافر كثيرًا، فأنا أحاول تعلُّم الثقافات المختلفة دائمًا عبر السفر.

(*) بعد هذه المسيرة الطويلة في حقل الأدب، هل تشعرين بالرضى والاطمئنان لما كتبته حتَّى اليوم؟
أعتقد أنَّني لن أكون راضية أبدًا عن كتاباتي، وسأرغب في الكتابة أكثر وأكثر. أشعر أنَّه في إمكاني أن أقدِّم الأفضل. ومن الجيِّد أن يلازم هذا الشعور جميع الشعراء.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.