فواتح لكل مألوف
من حجر يقرع ذاته، لكيلا يُرمى
من شجرٍ لا يريد أن يرقص مع ريح
ثم تلهو وتستريح في جهة غامضة
أنعتك بالهدأةِ
يا شهر الرسائل المهذبة إلى حبيبة في جوف الليل
أنعتك بالسريّ، الآبق من خدمةٍ
نديم في عين سكران
أنعتك بالاحتواء الذي يسقط من جنب السرير
فيكون حلمًا بإيقاع الكون، يزدلف من الروح
أنعتك بالعبثية، كلما يجيء الهباء دفعة واحدة
يجيء الاكتمال دفعة واحدة
أنعتك بالأنا، قرب قنديل، أظنه أنت
أنعتك بالساحر، كيف لهذا الهدوء المهيمن
أن يستقر دون جلجلة، دون حاجة، نذهب إليها
أنعتك بالشعر الذي بدا طريقًا للحب
فعاد العشاق في رأس السنة برسائل قديمة
أنعتك بالشحاذ الذي يجهل مقاسات الأحذية
لكي يمتحن الأرض، بكل ما هو طارئ مثل الحرب
أنعتك باليقين مثل لونٍ في زنزانة
أنعتك بالشك مثل وردة على قبر طاغية.
***
أيا ضباب ديسمبر
هل يمكن أن نفهم وعي الحرب؟
لا نريد أن نفهم، إنها جمجمة في قاع السحرة
أيا ضباب ديسمبر
الأيادي متشابكة في مواثيق الأعداء
الأيادي الطويلة تشبه الرماح
عناق بالرماح، أناشيد بالرماح، تأبين بالرماح
أيا حجرة المتعبين
أنا متفرغ للرؤية
متفرغ حتى يحل كلانا في شيءٍ
في المشهد الأكثر انتباهًا.
***
لنساعد هذه الأجساد
على أن تكون في ملحمتها الأخيرة، مرايا غارقة
تُميّز المجهول عن كلّ ما هو لافتٌ للعالم
تأخذ الأعباء
لنساعدها بالنشوة الملهمة
النشوة المحلقة في أفق بعيد
لا نرغب بالرحيل إلا في الاحتواء.
***
نبتة واحدة تكفي لتضيء الغرفة، الكرسي والحاسوب فكرتان سيئتان، هما تطفئان نارًا، كان من المفترض أن تكون مشتعلة، لأصل بالهدنة مع الورد، أو نحترق سويًا، ويكون الرمادُ ساعي البريد إلى جهة، أقل اضطرابًا.
لنبدأ من الرسالة الأخيرة، وهي ليست أخيرة:
خذ كفافك من الكلمات، واكتب عن الحب
خذ كفافك من الشهقة، امْتدَّ بجسدٍ نحو جبلٍ في زاغروس
خذ كفافك من الماء، كن بجعة
خذ كفافك من الجنون، كن وترًا أو ريشًا في الهواء
خذ كفافك من الوصايا، كن لعنة لسلالة قادمة
خذ كفافك من الحروب، كن بلا أرضٍ
خذ كفافك من الخريف، كن الجانب الآخر منه
خذ كفافك من الروح، الرأس، اليدين، كن تربة على وجه الطاغوت
خذ كفافك من الخوف، كن ثوبًا ممزقًا في قاعٍ
خذ كفافك من القرن، قرن كل شيء، كن إزميلًا
خذ كفافك من معاهدات السلام، كن ذرة من العدم
خذ كفافك من الخلاص، كن قبسًا من الشعر
خذ كفافك من الهيولا، كن سائل الأرواح في العزلة
خذ كفافك من البنوك، كن ماكينة عظيمة تتلف كل الأموال
خذ كفافك من الرغبة، كن الرغبة المفقودة
خذ كفافك من الآخر، كن أنت.
***
أومئُ للنبض مثل إيماءة المريض
في غرفتهِ نحو المجهول القلق من التأويل
خادم المأساة الأبدية
مهتم بالبحث عن أرواح أكثر هرمًا
يداي مِسبحتان لمريدٍ
ها أنا جئتُ إليك
بكتاب لم أقرؤهُ
بالمثير الذي يُقدّس.
***
جنون خارج الغرفة، داخلها اعتكاف على الجنون ذاتهِ:
اليد التي تسبق العتمة
تسرفُ في حدود لا علاقة لها بالمكان
المكانُ فريسة غير مرضعة، لكنها تربّي على مهلٍ
ببطءٍ، بشراسة حينًا
إلى الكهلِ في الحركة
هذه اليد زوال آخر
للخضوع، للقسوة.
الجدران حُمرٌ، بقعة زرقاء في وسطها، إنها تمتصُّ كل تاريخ الحروب، أنتِ يا بقعة زرقاء، يا ذات الوهج والشجن، أحسب الرؤية إليك فرارًا من هذا الخط العريض الذي يثرثر ويتقيّأ، أنا أيضًا مرميٌّ مثلك على هبة تسمّى الخيال، الباب طريد، من خارجيّ يسقط، ومقيمٍ يقود أسلافه نحو الثأر، رجفة لكل باب، رجفة لكل ما هو قادم منه.
***
الكلمة ناميةٌ في رسم هندسيّ:
بعد أن توارى الخيط الذي يدنو من العبثية، ليكون طريقًا، يتخذ الصوفي معجمًا خاصًا، يحفر به الأرواح إزاء الكلمات التي نشبت حروبًا، ما المعنى إذا بدا السلم محيطًا بالشفقة؟
ما السلم، تراه حينًا ملعونًا باللون، أو مقذوفًا في خطاب ضحل، بإيجاز لا يفتقر إلى الإلحاح، من البدء إلى الأبد، لا نستطيع أن نجد أعشاشًا آمنة إلا في الكتابة، بها يمكن أن يتحول الرسم الهندسي إلى كائن حيّ.
***
جنون على الملأ:
في هذه الأيام الباردة، الذكريات تقوم بدور المنتقم، والندم يكون على هيئة مدينة تسقط على أيدي أبنائها، لا أملك أي سيرة جادة، أنا اليوميّ المزعوم أن يكون مثل شحاذ، أبحث عن لحظة مفاجئة للسعادة، ثم أقوم بهدمها بلحظة أخرى، في هذه اللحظة التي أكتب لها، لا أستطيع أن أفرّق بين لوني المفضل والألوان الأخرى، أصغي للموسيقى، أقذفُ الحرية والعبيد في إناءٍ، أرمي هيبة الملوك في قمامة، وأعلن الجنون على العروش.
(كردستان العراق)
من حجر يقرع ذاته، لكيلا يُرمى
من شجرٍ لا يريد أن يرقص مع ريح
ثم تلهو وتستريح في جهة غامضة
أنعتك بالهدأةِ
يا شهر الرسائل المهذبة إلى حبيبة في جوف الليل
أنعتك بالسريّ، الآبق من خدمةٍ
نديم في عين سكران
أنعتك بالاحتواء الذي يسقط من جنب السرير
فيكون حلمًا بإيقاع الكون، يزدلف من الروح
أنعتك بالعبثية، كلما يجيء الهباء دفعة واحدة
يجيء الاكتمال دفعة واحدة
أنعتك بالأنا، قرب قنديل، أظنه أنت
أنعتك بالساحر، كيف لهذا الهدوء المهيمن
أن يستقر دون جلجلة، دون حاجة، نذهب إليها
أنعتك بالشعر الذي بدا طريقًا للحب
فعاد العشاق في رأس السنة برسائل قديمة
أنعتك بالشحاذ الذي يجهل مقاسات الأحذية
لكي يمتحن الأرض، بكل ما هو طارئ مثل الحرب
أنعتك باليقين مثل لونٍ في زنزانة
أنعتك بالشك مثل وردة على قبر طاغية.
***
أيا ضباب ديسمبر
هل يمكن أن نفهم وعي الحرب؟
لا نريد أن نفهم، إنها جمجمة في قاع السحرة
أيا ضباب ديسمبر
الأيادي متشابكة في مواثيق الأعداء
الأيادي الطويلة تشبه الرماح
عناق بالرماح، أناشيد بالرماح، تأبين بالرماح
أيا حجرة المتعبين
أنا متفرغ للرؤية
متفرغ حتى يحل كلانا في شيءٍ
في المشهد الأكثر انتباهًا.
***
لنساعد هذه الأجساد
على أن تكون في ملحمتها الأخيرة، مرايا غارقة
تُميّز المجهول عن كلّ ما هو لافتٌ للعالم
تأخذ الأعباء
لنساعدها بالنشوة الملهمة
النشوة المحلقة في أفق بعيد
لا نرغب بالرحيل إلا في الاحتواء.
***
نبتة واحدة تكفي لتضيء الغرفة، الكرسي والحاسوب فكرتان سيئتان، هما تطفئان نارًا، كان من المفترض أن تكون مشتعلة، لأصل بالهدنة مع الورد، أو نحترق سويًا، ويكون الرمادُ ساعي البريد إلى جهة، أقل اضطرابًا.
لنبدأ من الرسالة الأخيرة، وهي ليست أخيرة:
خذ كفافك من الكلمات، واكتب عن الحب
خذ كفافك من الشهقة، امْتدَّ بجسدٍ نحو جبلٍ في زاغروس
خذ كفافك من الماء، كن بجعة
خذ كفافك من الجنون، كن وترًا أو ريشًا في الهواء
خذ كفافك من الوصايا، كن لعنة لسلالة قادمة
خذ كفافك من الحروب، كن بلا أرضٍ
خذ كفافك من الخريف، كن الجانب الآخر منه
خذ كفافك من الروح، الرأس، اليدين، كن تربة على وجه الطاغوت
خذ كفافك من الخوف، كن ثوبًا ممزقًا في قاعٍ
خذ كفافك من القرن، قرن كل شيء، كن إزميلًا
خذ كفافك من معاهدات السلام، كن ذرة من العدم
خذ كفافك من الخلاص، كن قبسًا من الشعر
خذ كفافك من الهيولا، كن سائل الأرواح في العزلة
خذ كفافك من البنوك، كن ماكينة عظيمة تتلف كل الأموال
خذ كفافك من الرغبة، كن الرغبة المفقودة
خذ كفافك من الآخر، كن أنت.
***
أومئُ للنبض مثل إيماءة المريض
في غرفتهِ نحو المجهول القلق من التأويل
خادم المأساة الأبدية
مهتم بالبحث عن أرواح أكثر هرمًا
يداي مِسبحتان لمريدٍ
ها أنا جئتُ إليك
بكتاب لم أقرؤهُ
بالمثير الذي يُقدّس.
***
جنون خارج الغرفة، داخلها اعتكاف على الجنون ذاتهِ:
اليد التي تسبق العتمة
تسرفُ في حدود لا علاقة لها بالمكان
المكانُ فريسة غير مرضعة، لكنها تربّي على مهلٍ
ببطءٍ، بشراسة حينًا
إلى الكهلِ في الحركة
هذه اليد زوال آخر
للخضوع، للقسوة.
الجدران حُمرٌ، بقعة زرقاء في وسطها، إنها تمتصُّ كل تاريخ الحروب، أنتِ يا بقعة زرقاء، يا ذات الوهج والشجن، أحسب الرؤية إليك فرارًا من هذا الخط العريض الذي يثرثر ويتقيّأ، أنا أيضًا مرميٌّ مثلك على هبة تسمّى الخيال، الباب طريد، من خارجيّ يسقط، ومقيمٍ يقود أسلافه نحو الثأر، رجفة لكل باب، رجفة لكل ما هو قادم منه.
***
الكلمة ناميةٌ في رسم هندسيّ:
بعد أن توارى الخيط الذي يدنو من العبثية، ليكون طريقًا، يتخذ الصوفي معجمًا خاصًا، يحفر به الأرواح إزاء الكلمات التي نشبت حروبًا، ما المعنى إذا بدا السلم محيطًا بالشفقة؟
ما السلم، تراه حينًا ملعونًا باللون، أو مقذوفًا في خطاب ضحل، بإيجاز لا يفتقر إلى الإلحاح، من البدء إلى الأبد، لا نستطيع أن نجد أعشاشًا آمنة إلا في الكتابة، بها يمكن أن يتحول الرسم الهندسي إلى كائن حيّ.
***
جنون على الملأ:
في هذه الأيام الباردة، الذكريات تقوم بدور المنتقم، والندم يكون على هيئة مدينة تسقط على أيدي أبنائها، لا أملك أي سيرة جادة، أنا اليوميّ المزعوم أن يكون مثل شحاذ، أبحث عن لحظة مفاجئة للسعادة، ثم أقوم بهدمها بلحظة أخرى، في هذه اللحظة التي أكتب لها، لا أستطيع أن أفرّق بين لوني المفضل والألوان الأخرى، أصغي للموسيقى، أقذفُ الحرية والعبيد في إناءٍ، أرمي هيبة الملوك في قمامة، وأعلن الجنون على العروش.
(كردستان العراق)
تحميل المقال التالي...