هذا العالم لا يتسع لقصيدة
تمحو حزنًا
وترسم مشهدًا عائمًا
وسط كائنات مليئة بالعزلة...
في الجانب المظلم
العمى مفتاح الحياة
أتعثر للمرة الألف
بينما أكتب نصًا لنحات يبقى معي
يرحل حين أرحل
لا أريد حياة متقطّعة
تبكي الكثيرين بعدي
أكتب
وأنت من نقلتني إلى الضفة الأخرى
حيث لا وجع لا ألم لا ذاكرة... موت فحياة، دهشة فقط
وشغف يمليه علي شعر العين
أكتب كلمة على الأقل
وأنت تعيرني من ثقوب عباراتك كلمة أخرى تنجب نصًّا أو عنوانًا لقصيدة أخيرة
وفصل آخر من الحياة
أفكر
في الجهة الأخرى التماعات شاعر
قصيدته اتسعت لأحلامي
بينما أصوّب حبري نحو الداخل
اليوم مطر كثيف ونهار يقلّد الخريف
وامتلاء في السماء
وحدها جماعات الطيور التي رأيتها البارحة مسافرة بين البياض والبياض تشهد على كلماتي
اليوم أبواب العالم مغلقة وقصيدتي مفتوحة على الحياة...
فصل آخر للحياة
الفصول قليلة علي
كي أكتب قصيدة
أعوامها تسابق ظلي
كثيرة هي الأشياء التي غابت
بينما كنت أراقب
نملة تبحث عن قوتها
أو صرصار تقطّع صوته مع
حكايات "مارتين"
في حياتي
ارتكبت الكثير من الحماقات
غيرت مزاجي ورميت عاداتي التي لم تعد تشبهني:
أطباع عزلتي ذابت بين الجموع
الوسواس القهري
رهاب الأماكن المغلقة
رميت نفسي من الأعلى
لم يعد شيء يقلقني
شاعرة بدوام كامل وبراتب مجازي
أكون ممتنة لو اجتمع اسمانا في جملة شعرية من كلمتين
الأعوام لحظة تسير باتجاهات متعارضة
حلمت كثيرًا في أسفاري
امتلأت حقيبتي من المحطات،
من العشرين هوية ملتبسة، تهوّر وجنون
من الثلاثين شغف واندفاع
والأربعين حب مستحيل
يقول صديقي لحبيبته الصغيرة التي تزوجت حديثًا: ستعودين بعد عشر سنوات...
مضت عشر سنوات وما زلنا نرتكب الحماقات في الشعر فقط
حملت الكثير من القلق المخزي
وحملت النجاح أيضًا...
ما الثمن؟ يسألني عصفور مل من الشدو وحيدًا
هذه اللغة قليلة علي
كي أبوح بأثمان دفعتها
كي أُرضي فصولًا لا تشبه خريفًا مفضّلًا
وأنا بين
شجرة وعزلة ولحظة أبدية
يبدو أني تأخرت عليها الأعوام...
*شاعرة لبنانية.
تحميل المقال التالي...