قالت: افرح، لأنّ الفرح يليق بك.
قلت: نسيت ابتسامتي ورجع الصدى
تعبت من صعود جبالٍ ليست لي.
فلا أنا أنا ولا الزمان زماني.
قالت: الصعود إلى السماء
لا يُتعب الحالمين،
وأنت أجملهم.
قلت: تسخرين من ألمي
ومما فعل المغول فينا
ومن حزننا
ومن جرحنا النازف.
صنعنا الحياة، حياتنا
بقوة الروح فينا
بحلم لَمْعناه برمش العين
هدمه المغول،
شردونا وسخروا منا
ومن دمنا.
قالت: لست جلادك لأسخر
وأَحتفل بما صنع المغول.
أنت لي،
ضمني لترمم حلمك
ولنسير الطريق معًا
إلى آخره، إلى آخري.
أنتَ لي،
لأنّي أحبك
أراكَ بين النجوم فَرِحًا
بحلم يأبى على الانكسار.
قلت: تأتين من سماء حلمي القديم
لتحطمي حزني الذي أسكنه.
قالت: لا تتقادم الأحلام ولا تشيخ ولا تتحطم
نحن من يتحطم ويشيخ
مع الحلم نحيا بما يليق بنا.
قلت: وهل تعرفيني؟!
قالت: أعرفك قبل الزمان
قرأتك على لوح السماء الشفاف
الذي يشبه قلبك
ويصنع حلمك الأزرق.
قلت: من أنتِ لتقرأي روحي؟
من أي سماء أنت قادمة؟
وإلى أي بحر تأخذينني؟
لا تقذفيني بنار الحب
فقد تعبت من البحث
عن فرح يأبى أن يأتي.
قالت: حدقْ في عينيّ
تحسّسْ رمانات صدري
إسمعْ عواء الذئب بين فخذي
مسّدْ شعري لأغطيك به
لتعلم أنك خالقي
صنعتني على هواك
وانتظرتك لتسرقني
مني ومن أحزاني.
انتظرتك منذ غرق العالم
في طوفان نوح.
ولأنّي اعرف أنّكَ لي
أتيت لنصنع حلمك
ولأمسح عنك أحزانًا لا تستحقها.
أتيت لأرمم حلمك
ولترمم روحي.
أريدك جميلًا لا تشبه أحدًا سواك.
قلت: هل أنت حلم؟
قالت: تحسّسني بيدك
لتعرف أنّ صدري ينمو بين أصابعك
ويزدهر حلمي وحلمك
ولتعرف أنّي غدك
ولأعرف أنّي أعيش الحلم
حلمي وحلمك، حلمنا.
قلت: أنت لي لا تهربي من جديد.
قالت: نم يا حبيبي
سأغطيك برمش العين
ونصعد إلى الحلم سالمين
ونركض طفلين ضاحكين
في حقل من زهر الحنون.
قلت: اقذفيني إلى سمائك
أنتِ لي.