}

عاشَتْ العربية في غرْبتها (10)

دلال البزري دلال البزري 19 نوفمبر 2023
استعادات عاشَتْ العربية في غرْبتها (10)
المؤتمر الأوّل للتجمع النسائي الديمقراطي (جبل لبنان، 1976)
تعريف:
عنوان هذا الكتاب، الذي ننشره على حلقات أسبوعية كل يوم أحد، تفصّله ثلاثة خيوط مختلفة:
ــ في الخيط الأول، يتكلم بصيغة الغائب المفرد، أي أنني أصف فيه محطات من حياة شخص، هو أنا: في إبحاري بالعربية، عبر أحداث سياسية ـ ثقافية.
ــ الخيط الثاني: أن العربية الراهنة ما زالت عائشة. ما زالت تقاوم من أجل البقاء، رغم تعثر أبنائها وإهمالهم لها. ويدعي هذا الكتاب بأنه ذرَّة في رمال إرادتها بالحياة.
ــ الخيط الأخير حماسي، يشبه صرخات التمنّي بالبقاء، مثل "يحيا الملك!" أو "يعيش الزعيم"! أقول "عاشت العربية!"، بمعنى أنني أتمنى لها البقاء، وتجاوز وحْشتها.

الوقائع المروية في هذا الكتاب كلها حقيقية، غير متخيّلة. وهي ناقصة بالتعريف. وأنا مسؤولة فقط عن صدقها.


1979 ـ 1984: الثانوية، الدكتوراة، مجلة "الحرية"

الثانوية
فور تخرجي من كلية التربية، وكما ينص قانونها، أصبح مدرّسة، ويجب أن أُعيَّن في إحدى الثانويات الرسمية. ويكون نصيبي ثانوية الغبيري ـ الشياح المختلطة للبنين والبنات. والثانوية ليست جديدة عليّ. كنتُ في أواخر سنواتي الطلابية قد ارتقيتُ إلى رتبة "هيئة القطاع الطلابي" في منظمتنا، وهي المشرفة على أنشطة منظمتنا الطلابية. تأتينا كثير من التقارير عن خروج مندوب "خلية الغيبري"، الرفيق محمد بلوط، عن نهج منظمتنا، وتمرّده على تكليفات "هيئة القطاع" وتوجهاتها. كوني أسكن مثله في الضاحية الجنوبية لبيروت، أكلَّف بالاتصال به شخصيًا، ونقل تأنيب المنظمة، والتحقيق في أسباب تمرّده، وكتابة تقرير مفصَّل عنه. ولكن بعد التكلم مليًا معه، ومع بعض رفاق خليته، أرفع تقريرًا مؤيدًا لهذا التمرّد. هكذا أتعرف على نشاط "خلية الغبيري"، وعلى مندوبها. والأمر ليس بصعب، بعد إقامتي أشهرًا في تكميلية الشياح في أولى دورات الحرب. لذلك، أفرح بتعييني في هذه الثانوية. وأجد ألفة مسبقة مع طلابها، جيراني في الضاحية الجنوبية من بيروت.

في هذه المدرسة، أدرّس الأدب الفرنسي في صفوف الأول والثاني الثانوي، أي شهادة البكالوريا قسم أول. وتكون صدمتي أن التلاميذ لا يفهمون اللغة الفرنسية، يعرفونها فقط من رنّتها. عليّ إذًا اعتماد العربية طوال الصف، حتى في قراءة النصوص الفرنسية المختارة عن هذا الروائي، أو الشاعر الفرنسي، والمقررَين في المنهاج.
بتلك الترجمة الركيكة، يذهب أدراج الرياح كل شرح للمعاني، وللأسلوب السردي، ومحاور القراءة، وتحليل شخصية الأبطال، ولا يبقى إلا الحبكة، أحداث الرواية. خذْ مثلًا: رواية "مدام بوفاري" إياها، للروائي الفرنسي غوستاف فلوبير، وهي من ضمن المنهاج: عليّ في البداية إعطاء ملخَّص عنها، والانتقال إلى تفاصيل أحداثها تباعًا، كله بالعربي، وبعد ذلك قراءة مقاطع من الرواية، وترجمتها، كلمة كلمة. أشعر وأنا أقرأ وأترجم بأنني أضيّع الوقت. ماذا يفيد أن أقرأ هكذا، وهم لا يفهمون شيئًا منه، ينظرون إلي بعيون مستعجلة، متلهفة إلى ما سيروق لهم، ويستجيب لمخيلتهم: كيف أُغرمت البطلة إيمّا بوفاري بعاشِقَيها، بالأول ثم بالثاني؟ ماذا كانت ردة فعل زوجها؟ هل اكتشف الخيانة؟ لماذا صرفت كل هذه الأموال على عشيقها الثاني؟ كيف انتحرت؟ ماذا حصل لابنتها بعد ذلك...؟ ولكي لا تتحول حصة الأدب الفرنسي إلى مسلسل درامي مَحكي، أقرّر أن أعطيهم دروس "تقوية" باللغة الفرنسية. ولكن بفائدة قليلة، وبصخب ورفض. فهذه الدروس تشعرهم بأنهم عادوا إلى المستوى التكميلي، وهم الآن، تلاميذ ثانوي، على أبواب الجامعة...!
عامان من تدريس هذا الفراغ. يدعمه في نهاية السنة، مع الامتحانات، مدير المدرسة، الموظف الموكل السهر عليها. يطلب المدير من كل أستاذ، جانبيًا، خفض معايير (باريم) الترفيع من الأولى والثاني ثانوي. ومع ذلك، يبقى عدد الراسبين عاليًا. فيكون حلّه بالضغط على الأساتذة، وهذه المرة، لـ"ينجِّحوهم ويرفّعوهم" جميعًا، من دون استثناء. وأفهم خلال النقاشات الحادة التي تحصل بينه وبين بعض الأساتذة المحتجين على "التنْجيح" التلقائي، بأن المدير يتصرف مثل النائب: يريد أن يرضي "قاعدته"، يسميهم "أهله"، بخدمات صغيرة ومتوسطة، وتمريرات في إدارات الدولة. "خدمات متبادلة"، متناهية الصغر، تكاد لا تلمسها في خضم الحرب، بين جيران وعائلات وأهل قرى و"أصدقاء".
ويحدث في أحد الأيام أن انتهيت من دوامي، وأستعد لركوب سيارتي، لأجد كل دواليبها ممزَّقة بالسكاكين. ماذا حدث؟ أتبلغ من الإدارة، ومن بعض الأساتذة، أنه "انتقام" من التلامذة "المتديّنين". لماذا؟ لأنه لا تروق لهم قصص مدام بوفاري، "تلك العاهرة التي تخون زوجها"، ولا قصائد الشاعر بودْلير، "الخليعة المنحلة"، والاثنان مقرران في المنهاج. خصوصًا بودْلير، وعنوان ديوانه "أزهار الشر"؛ كيف ندرس الشر؟ وديننا ينهانا عنه؟ أو قصيدة "عندما تكون السماء واطئة وثقيلة"؛ ماذا؟ السماء واطئة؟ ثقيلة؟ ورب السماء في السماء؟ ماذا يعني هذا؟! وهذه القصيدة الأخيرة بالذات، أجد صعوبة في "ترجمتها"؛ بل تجرّني تلك الترجمة إلى مستوى جديد من الركاكة، تتحول معه القصيدة إلى جثة.




أتلمس من الحادثة الجو الإسلامي الشعبي الجديد، سوف تتزايد أنشطته لاحقًا. أحاول أن لا أيأس. أقوم بواسطة مع أحد وزراء الحكومة، سليم الحص، الذي أثق به. أروي له كل هذه المضايقات. وأطلب منه أن ينقلني إلى مدرسة أخرى، لا يعرف محيطها هذا الجو. ويجيبني بأنه لا يستطيع أن يلبي طلبي، لأن المدارس من قبيل ثانوية الغبيري ـ الشياح هذه تعاني أصلًا من نقص حاد في أستاذة الأدب الفرنسي.

مجلة الحرية
حزبيًا، بعد "التجمع النسائي الديمقراطي"، أرتحل مرة أخرى. وقد ختمتُ بتنقلاتي كل قطاعات منظمتنا، العمال، الطلاب، النساء والشعب. الرفيق نصير الأسعد، المكلَّف بالإشراف على عمل "التجمع النسائي الديمقراطي"، يؤنّبني:
ــ كل القطاعات خرجتِ منها. والعودة إلى واحدة منها لن تكون برتبتك الحالية، أي "هيئة قطاع". ستعودين إلى رتبة خلية في أي قطاع تختارين العودة إليه!
تمرّ فترة اعتكاف قصيرة، فاجتماع آخر مع الرفيق نصير. يبلغني فيه بأن الرفيق جوزيف سماحة اقترح في الاجتماع الأخير للمكتب السياسي بأن أنضم إلى أسرة مجلة "الحرية".
أدخل مجلة "الحرية" بالخشية نفسها من أن تؤخّرني عربيتي، في مهمة تغلب النضالية فيها على المهنية.
وطريقة العمل في مجلة "الحرية" جديدة عليّ: في الهيئات الحزبية السابقة كانت توجيهات الأمين العام، محسن إبراهيم، تمر بأقنية، يتجاوز عددها الاثنين، وأحيانًا الثلاثة. تأتي مصفاة، من بعيد، وكأنها حيادية، موضوعية. مع أنه معروف أنها صادرة عن القيادة، من الأمين العام.
أما في مجلة "الحرية"، فالوضع مختلف. كل يوم خميس اجتماع "هيئة تحرير" المجلة، وعلى جدول أعمالها: الموقف السياسي العام، تقييم العدد السابق، واقتراح عناوين مقالات للعدد المقبل. وكل خميس، في الموعد المقرر، الجميع يحضر، إلا جورج ناصيف، رئيس تحرير المجلة، والذي لا اجتماع من دونه. ننتظره، متسائلين عما في جعبته اليوم. يتأخر الرفيق جورج في معظم الأحيان. وما يأتي به هو الذي يقرر وجهة الاجتماع، موضوعاته. هو من يبلغنا بـ"الموقف السياسي"، الذي سيتقرر على ضوئه "وجهة" موضوعاتنا اللاحقة. ومن أين يأتي به؟ من اجتماعه الخاص مع الأمين العام، الرفيق محسن إبراهيم، صاحب "الموقف":
ــ لا تؤاخذوني تأخرت عليكم... اليوم كان مضغوط على الرفيق محسن.
ونحن بالعكس، نصبر على تأخره، ونعتزّ بأن "الموقف السياسي" يصل إلينا مباشرة عن طريق الرفيق جورج، حارًا وطازجًا، لا عبر "هيئات" تبتلع نصف الكلام في طريقها، متأخرة، إلى الأدنى منها رتبة.
ما علينا... الرفيق جورج يفتتح اجتماعنا إذًا، ويستفيض بنقل "الموقف" الأسبوعي الرسمي للمنظمة في هذه القضية، أو تلك، وهي دومًا "مصيرية". أما رأينا نحن في هذا "الموقف"؟ "نقدنا"؟ تعليقنا؟ إضافاتنا؟ شيء قليل... ربما بعض الإضافات المتواضعة التي لا تفعل سوى التأكيد على صحة الموقف الصادر عن الأمين العام، أو على فهمنا العميق له. فنصدّق على الموقف بـ"الإخلاص الحزبي"، وننتقل، على ضوئه، إلى البنود الأخرى من الاجتماع؛ العدد السابق كان دائمًا "ممتازًا"، اقتراحات لموضوعات العدد اللاحق.
وبما أنني أقرأ الصحف الفرنسية، وأحيانًا الإنكليزية، فأنا مكلفة بالقسم الدولي، بعرض مواضيع للترجمة إلى العربية. وكل أسبوع مقال مترجم. وأحيانًا أعدّ "ملفًا"، كما في "اللواء"، هو عبارة عن ترجمة مقالين أو ثلاثة من صحف مختلفة، ذات عناوين مشتركة، ودمجها ببعضها.
في يوم، رغبتُ بكتابة نص عربي، لا ترجمة، ولا إعداد. وكان في أسفل العمارة التي أسكنها دكانة، معروفة باسم عائلة صاحبها: "دكانة حب الله". وهي بالنسبة لي "دكانة أبو كريم".

حاول الرفيق فواز طرابلسي إقناعي بالعدول عن الاستقالة من منظمة العمل الشيوعي 

كلما أخرج من البيت، أطلّ عليه، بزيارة سريعة أسأله، أستأنس بطيبته الجنوبية، أتقرّب منه، أحاول الاطمئنان عليه بعد وفاة زوجته، وعلى صحة ابنه المعتلة، وعجزه عن مداواته. وأحاول دائمًا أن أشتري منه أي شيء...  فدكانه مخصص لأنواع من المبيعات، من بون بون وقضامة وبزر وعلكة، ومعها المعلبات والأجبان على أشكالها، وربْطات الخبز الصباحية، وقليل من الخضار، البائتة دائمًا، كأن تاجرًا رماها عليه بعدما فاتَ وقتها. وكل زيارة بعد أخرى، ألاحظ بأنه أضاف صنفًا جديدًا لا يشبهه لا هو ولا دكانه. هكذا تراكمت فيه فساتين السهرة، والأحذية المذهبة بكعوبها العالية السميكة، وخرقات ومرايل ملوّنة، ودفاتر وبرّايات وأقلام "بيك"، مسامير وبراغي، أقلام كحْلة عربية وعطور "بورجوا" رخيص الثمن، كروزات سجائر "مارلبورو"، بسكويت غندور الأرخص، مثلثات عصير "بون جوس"، غير مصقّعة... كيف أكتب كل هذا بالعربية؟ أسجل بعض "الأصناف" على ورقة بالفرنسية، وأحاول نقلها إلى العربية. ولكن هذا لا يكفي لكتابة ما أشاهده. أحاول مرة أو اثنتَين أو ثلاثًا، فتخرج أخيرًا قطعة قصيرة جدًا نشرت على ظهر المجلة. الأولى التي أوقعها بالعربية، لا ترجمةً ولا إعدادًا، عنوانها "دكانة أبو كريم". وتكتمل فرحتي عندما أقرأ لأبو كريم النص، وأقول له إنه بطله. وابتسامته الخجولة من كل هذا الاهتمام، مفاجأته، ارتياحه. أبو كريم صاحب الدكان الذي يحمل اسمه، لا أنسى وجهه.
وفي هذه الأثناء، أترجم كتابًا، عنوانه "تساؤلات حول الصين بعد وفاة ماو تسي تونغ"، للفرنسي شارل بتلهايم. ولا أفهم قبول المؤسسة العربية للدراسات والنشر بترجمتي التي أراها اليوم جافة وثقيلة، سوى أن موضوع الصين وقتها كان مطروحًا، بعد وفاة مؤسسها ماو تسي تونغ، على ما يحمل معه هذا الرحيل من تغيير في قيادة الصين. لا أقول هذا الآن، بمفعول رجعي. وقتها، قرأت بعض مقاطع من الترجمة، وأغلقت الكتاب، لم تعجبني على الإطلاق... ولكن ماذا تفعل بضرورات العيش والحماسة؟
الحماسة... كل ما حولنا يحييها. بالقرب من مكتب مجلتنا، "الحرية"، في شارع عفيف الطيبي، تقع الجامعة العربية، وصالتها الكبرى "قاعة جمال عبد الناصر"، المطلّة على الشارع. لا تمر ذكرى أو مناسبة من دون أن أحضرها: خطابات بطولية جريئة، عالية النبرة. أصحابها ياسر عرفات، نايف حواتمة، جورج حبش، محسن إبراهيم... تمتد لساعات، تملأ قاعة عبد الناصر كلها، ومن لم يحظَ بكرسي فيها، أو وقْفة جانبية، يستمع إليها في الخارج، عبر الميكروفونات المنصوبة على أعمدة مدخلها. هذه الخطابات تزين لي الدنيا، تشعل خيالي. ولكن بعد ثلاث حفلات "نهرية"... يدبّ فيّ الضجر، أخرج منها وقد أُفرغت من طاقتي. وتتحول إلى عبء أتجنَّبه قدر الإمكان. ومع ذلك، رنين هذه الخطابات لا يغيب. فهي كمن صنع إطارًا صوتيًا حولها، مثل سياج يحميها من الخوف، أو التردّد. إطار من الأوتار الصوتية، كانت "الحرية"، ومعها كل سكان حي عفيف الطيبي، وحي الفاكهاني المجاور له، يُطربون لصداها، يعتزّون بجيرتها. ورئيس التحرير، الرفيق جورج ناصيف، يضخ في هذا الجو النكات المتواصلة، بلغة مزيّنة دائمًا بمئة تشبيه وتشبيه من الوحي الأرثوذكسي البيزنطي، الذي تطعّم لاحقًا بالوحي الجنسي.
ولكن شيئًا ما يؤرقني. سيناريو الاجتماع الأسبوعي، و"الموقف السياسي" للرفيق القائد محسن إبراهيم، يضفيان علينا شيئًا من الرهبة. من دون تعليمات مكتوبة، أو شفهية، نلتزم بـ"خطنا السياسي". مهما كبر إغراء نقده. كأن نتساءل في دواخلنا: ماذا يحصل في الاتحاد السوفياتي؟ ما هو التوجيه "النظري، المبدئي" للتجربة السوفياتية، التي لا نراها كما يراها الحزب الشيوعي؟ ولماذا نحاذر تناول عيوب السوفيات؟ لماذا يغيب هذا الموضوع عن تناولنا؟ وماذا عن النظام السوري؟ ما هي خبايا العلاقة معهم، بعدما تعذر علينا فهم المعلن منها؟ وهل هذا النظام معنا، أو ضدنا؟ علماني حقيقةً...؟
ويأتي صيف هذه السنة 1981، ومحاصرة مدينة زحلة البقاعية، أكبر المدن الكاثوليكية في المشرق... على يد الجيش السوري. ومنظمتنا كما نعلم، شيوعية، أي علمانية، غير طائفية. ولكن البيان الذي تصدره عن هذا الحصار لا يختلف عن أي بيان لأية مجموعة طائفية إسلامية مسلحة ومنخرطة في معارك الحرب الأهلية. أقول لجورج بأنني أريد أن أستقيل من المنظمة. يعرف الخلفية... مرات ومرات تذمّرتُ من لقائه المسبق مع الأمين العام، ومن إصراره على عدم خروجه عن النص. يطلب مني التمهّل. ويقترح عليّ الاجتماع بالرفيق القيادي، فواز طرابلسي، "المسؤول الفكري" عن المنظمة، لمناقشة أسباب الاستقالة. وتكون ثلاثة اجتماعات مع الرفيق فواز. لا تقنعني أية حجة، ولا أية حيثية من حيثياته. يحور ويدور حول نقطة واحدة هي "الدفاع عن خط المنظمة"، يتفرّع منها نقاط... وشيئًا فشيئًا، بعد كل جلسة، حجة فوق حجة، أو جانبها، أو متفرعة منها، مبنية على أخرى، سابقة، أضعف منها، وشبكة ملتوية من الأسانيد... وتلك العبارات الجاهزة، عن طبيعة الصراع، عن البنى الطائفية، عن الميليشيات اليمينية الرجعية، عن المعسكر الاشتراكي، عن ثبات علمانيتنا، رغم بياننا حول حصار زحلة...  كل ذلك يزيد من تصميمي على الاستقالة.
هكذا تكون نهايتي في مجلة "الحرية" وفي منظمة العمل الشيوعي في آن واحد.

(يتبع...)

مقالات اخرى للكاتب

يوميات
26 يوليه 2024
يوميات
24 يوليه 2024

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.