}

يعقوب مالكين: في تفسير حضور الله وغيابه بالدوغما اليهودية

جورج كعدي جورج كعدي 27 أبريل 2024
استعادات يعقوب مالكين: في تفسير حضور الله وغيابه بالدوغما اليهودية
يؤكد مالكين أن اليهودية هوية ثقافية لا هوية دينية

 

يُسهب الأكاديميّ والمفكّر الإسرائيليّ يعقوب مالكين/ Yaakov Malkin (1936 ــ 2019) في شرح الفرق بين اليهودية الدينية واليهودية العلمانية، وذلك من موقعه الفكريّ المعلن كيهوديّ علمانيّ ملحد يجاهر بإلحاده علنًا في مؤلّفاته، وبأسلوب من الدُعابة في ندواته ولقاءاته المصوّرة (يمكن مشاهدة بعضها على يوتيوب). يرى إلى اليهودية بكونها ثقافة تشتمل على ديانة وليست مطابقة لها، على نقيض الإيمان بأن اليهودية ديانة فحسب. فاليهود بالنسبة إلى مالكين ليسوا "الشعب المختار"، بل "شعب الاختيار"، بمعنى أنّ أفراد هذا الشعب يختارون طريقة تحقيق يهوديتهم وأسلوب حياة أبنائهم وتعليمهم. الله بالنسبة إلى اليهود المؤمنين هو بمثابة "بطل أدبيّ" يدعى يهوه، وهو مثل آلهة كلّ الشعوب، ابتكره وشكّله رجال ونساء في إبداعات أدبية قديمة ضمن ثقافة اليهود. في حين يواصل الله لعب دور هذا البطل الأدبي في الثقافة اليهودية العلمانية، حتى لو لم تؤمن بوجود الله، إن في الطبيعة، أو خارجها، ولا بسلطته التي يجب الانصياع لها. ورغم أنّ فئات اليهود المؤمنين تحافظ على الطقوس الدينية، إلّا أنّ معظم اليهود العصريين هم غير متديّنين، ولا يحافظون على الفرائض والصلوات، ولا يتردّدون إلى المعبد، ولا يرسلون أبناءهم إلى مدارس دينية، ولا يمتثلون لفتاوى الحاخامات، ولا ينتخبون مرشّحي الأحزاب الدينية. منذ نهاية القرن التاسع عشر، تقلّص تأثير الديانة تدريجيًّا في حياة معظم اليهود في العالم وأضحى هذا التأثير ثانويًا في نهاية القرن العشرين.
يؤكد مالكين أنّ كون المرء يهوديًا يعني أنّه ذو هوية ثقافية لا هوية دينية (ممازحًا الجمهور المستمع إليه ذات مرة بأنّه يهوديّ علمانيّ ملحد سليل أجيال من اليهود المتدينين، ثم يسرد وسط ضحك الحاضرين أسماء عدة من أجداده الذين كانوا ملحدين)، عادًا أنّه في حين أنّ التديّن كان جزءًا من الهوية اليهودية، فإنّ الإيمان الفعليّ بالإله كان دومًا مسألة احتكاك، وسواء اعترف الأفراد اليهود بذلك علنًا، أو لم يعترفوا، فإن معظمهم فهموا الإله بكونه رمزًا، مجرّد رمز، ونظروا إلى اليهودية بكونها تقليدًا (tradition) ذا أهمية ثقافية، لا دينية. ويرى أنّ اليهودية هي ثقافة تعددية، في شكليها العلمانيّ والدينيّ، لافتًا إلى أنّها كانت تعددية منذ عصر التوراة، إذ اتسمت ثقافة الشعب اليهودي بالإيمان بعدد من الآلهة والمعتقدات والتأويلات والطقوس، وبدءًا من العصر الهلنستي طوّرت اليهودية مجموعة متنوعة من الثقافات والمعتقدات والشروح والتأويلات. وخلافًا للمفكرين الملحدين، أمثال ريتشارد دوكنز، وكريستوفر هيتشتنز، وسام هاريس، الذين يعدّون الإلحاد عدم إيمان، يخصّص مالكين كتاباته للمعتقدات الإنسانية التي يتقاسمها الشعب اليهودي مع المجتمع غير الديني في الغرب عامةً. يعتقد مالكين أنّه ليس هنالك "غير مؤمنين"، بل أشخاص يعبّرون عن مجموعة متنوعة من المعتقدات في حياتهم اليومية قد تشمل تلك الدينية التي تسترشد بالحاخامات الذين يدّعون أنهم يتحدثون باسم الله، وقد تشمل من ناحية معاكسة المعتقدات غير الدينية التي تؤمن بالبشر كمبدعين لمساراتهم وسلوكياتهم، أفرادًا ومجتمعًا، لتحقيق الهدف من حياة الإنسان: السعادة.
في مؤلفاته، مثل "بماذا يؤمن اليهود العلمانيون؟"، و"اليهودية العلمانية: الإيمان والقيم والروحانية"، و"يهودية بلا إله"، و"المعتقد الإلحاديّ لليهود العلمانيين"، يعبّر مالكين عن آرائه في "الإيمان الإنساني"، ويدحض أفكار "الدين السماوي"، الذي يلزم المؤمن بقواعد رجال الدين التي قد تتعارض مع قيم الإنسانية والعدالة العالمية. تشمل المفاهيم الأساسية التي تناقش حول اليهودية: ثقافة، ديانة، يهودية، إبداع يهودي، مصادر اليهودية، يهودية متحررة، تيارات يهودية، إنسانية وقيم إنسانية، تعليم إنسانيّ، قيم يهودية، ثقافة قومية، انتماء قوميّ، تعصّب قوميّ وعنصريّ، تعددية في اليهودية، وحدة الشعب، الإله بوصفه بطلًا أدبيًا، انفتاح على ثقافات الشعوب، شعب اختيار... كان أبطال رواية لويس كارول "أليس في بلاد العجائب" على حق لمّا ادّعوا "أنّ الكلمات هي ملك لنا، ومن حقنا أن نمنحها أيّ دلالة تخطر في بالنا". أيضًا، ڨيتغنشتاين مصيب حين يقول إنّه من دون اتفاق حول المعنى الذي نحمّله للكلمات في حديثنا لا احتمال لأن يفهم أحدنا الآخر. "ثقافة اليهود" تعني مثلًا مجموعة متميّزة من أنماط الحياة واللغة والتراث التاريخي والروحاني، والأعياد والرموز المشتركة، وسلوك التعليم وأنماطه، والنظرة إلى الأرض، والماضي المشترك. وبدورها، تتميّز الثقافة اليهودية الإسرائيلية عن ثقافات اليهودية، فبينما تختلف التيارات اليهودية في بلدان العالم في شكل اندماجها بثقافة البلد والشعب حيث تعيش، نرى أن الثقافة اليهودية تأخذ صفة "الثقافة القوميّة" المستقلّة المتأثرة بثقافات الغرب والشرق من دون أن تحيا في أي ثقافة منها. وتنبع خصوصية الثقافة اليهودية الإسرائيلية من إحياء اللغة العبرية كلغة حديث وكتابة.
يضيء مالكين على مسألة الله ومفهومه في الديانة اليهودية، لافتًا إلى أنّ ما يسمّيه "الأدب اليهودي" (والتسمية ليست اعتباطية لديه) في العهد القديم، وعلى أثره الديانة اليهودية بكل تياراتها، يعدّان الإله بلا ماضٍ، ولا قصة عن حياة الإله أقدم من تلك المتجلّية في القصص المختلفة حول البشر الذين ينتسبون للإله في العهد القديم. لا "سيرة ذاتية" لهذا الإله، على عكس آلهة الديانات الأخرى. كما يُعرض الإله في اليهودية في مجموعة مفاهيم ومعتقدات لدى المتديّنين والعلمانيين، ولا تُلزم الديانة اليهودية الإيمان بإله محدّد ومعين.




والإله في الآداب الفكرية، مثل أعمال موسى بن ميمون، هو إله مجرّد ليس من كل محسوس فحسب، بل أيضًا من كل تصوّر يستطيع الإنسان إدراكه. أمّا الإله لدى سبينوزا فهو مطابق للطبيعة، وفي نظر الملحدين الذين تأثروا بفكره لا يوجد إله إلّا في الأدب، وفي الفكر الذي يهتمّ به. كما رأى المفكرون المتديّنون، مثل موسى بن ميمون، أنّ الإله في قصص العهد القديم على هيئة الإنسان وشكله، والمجازات المرويّة في تلك القصص لا تعدو كونها نتاجًا خياليًّا بشريًا، بمعنى أنّ الإله في قصص العهد القديم، وفق هذه الرؤية، ليس سوى بطل أدبي ابتكره الكتّاب الذين شكلوه مثالًا، ولا يستطيع فهم ماهيته إلّا الفلاسفة. ويستمرّ هذا "البطل الأدبي" بطلًا أدبيًا حتى بين الذين لا يؤمنون بوجوده خارج تلك القصص الخيالية.

حياة مقتصرة على هذا العالم
الاعتقاد الجوهريّ في التوراة يؤكّد عليه مالكين من موقع العالم المتبحّر في الدوغما اليهودية ومراجعها المدوّنة، ويرى أنّ "العهد القديم" يُنكر البعث وحياة ما بعد الموت إلى حدّ أنّه أحدث تجديدًا وتحوّلًا ثوريين في فكر العالم القديم، وأصبح في فترة التنوير حدًّا فاصلًا يميّز المؤمنين بالديانات التوحيدية في الغرب، عن المتشككين واللا أدريين والملحدين الذين ازدادوا عددًا في اليهودية وفي ثقافات شعوب الغرب. وكان الإيمان باقتصار الحياة على هذا العالم هو أساس تفضيل الأخلاق والعدل الاجتماعيّ على فرائض الشعائر الدينية. كما حقق الإيمان بالعقاب والثواب، الأرضيين فقط، أفكار الشاعر اليهودي حاييم ناحمان بياليك (1873 ــ 1934) في قصيدته "إذا كان هناك عدل فليتحقق فورًا"، فالشرط هذا من وجهة نظر الشاعر المقدّر والمكرّم لدى الصهاينة يفضي إلى معادلة مشروطة أكثر حدّة في القصيدة: "إذا ما ظهر العدل بعد موتي فليسقط عرشه إلى الأبد". 


يمتزج كلامه هذا بأقوال أنبياء اليهودية عن حياة مقتصرة على هذا العالم، مع المطالبة بتحقيق العدالة هنا والآن (لاحَظَ شوبنهاور أكثر من الفلاسفة الآخرين أنّ لا ذِكْرَ لـ"ملكوت السماوات"، أو حياة ما بعد الموت، في الدوغما اليهودية ونصوصها الدينية، وبالتالي فإنّ اليهودية في جوهرها العقيديّ ديانة إلحادية). اقتناع الشاعر بياليك، اليهوديّ جدًا في عمقه، هو أن لا وجود لعالم آخر يستطيع المحرومون من العدالة فيه تعويض الظلم الواقع عليهم في الوجود المحسوس. ويحفل العهد القديم بفكرة إنكار البعث التي هي في الهسكالاه أساس التحرّر من الديانة ومن سلطة زعمائها، فالإنسان هو مبتكر قيمه الأخلاقية الخاصة (لا الإله) وينبغي تطبيقها هنا والآن، إذ لا حياة أخرى لفعل ذلك. العدل الاجتماعي مفضّل على الصلاة وتقديم القرابين للإله.
حتى الإله كفكرة في المعتقد اليهودي هو موضوع صراع مع البشر، وفي معنى أدقّ تجرّؤ الإنسان على مصارعة الله ومواجهته ومحاججته، على نحو ما فعل يعقوب الذي خاض صراعًا مع الله، وجهًا لوجه، في "فنيئيل" (المكان الذي أطلق عليه يعقوب هذا الإسم) وانتصر فيه على الله. ويتجلّى الصراع بين الإله والإنسان ثانيةً في إبداعات سوريالية، مثل يونا الذي يتهم إلهه بالتسامح المفرط والرحمة تجاه مملكة الشر، ويهوه الذي تعاون مع الشيطان لجلب الكارثة والمصيبة لأيوب بسبب صدقه ومن أجل "اختباره"؟ ولم يتردّد إبراهيم في اتهام الإله بأنّه حكم على سدوم وعمورة بالتدمير من دون أي محاكمة، وهذا بحسب ابتداعات العهد القديم حكم غير عادل. أنقى أنبياء اليهود سيرةً وتقديسًا وعبادةً صارعوا الله وحاججوه في أفعاله.

أطروحة مالكين حول اليهودية الإنسانية
ما هو الحلّ الأخلاقيّ للإنسان في غياب عقيدة البعث في الدوغما اليهودية، وفي ظلّ البعد الإلحاديّ الماديّ لكينونة الإنسان؟ (لا حياة سوى هذه التي نحياها، ولا ثواب أو عقاب كما في باقي الأديان التوحيدية، وعقاب إله اليهود أرضيّ فقط...). أطروحة يعقوب مالكين المعروفة والمشهورة في هذا الشأن يختصرها بما يسمّيه "الإلحاد الإنسانيّ"، فالإنسان في رأيه هو مصدر السلطة والقيم، ويمكن أن يقوم المجتمع على الإخلاص لها وتحقيق السعادة وتحسين حياة الفرد والكيان الاجتماعي. وتبعًا للمعتقد الإلحادي اليهودي، فإنّ الإنسان هو مبتكر الإله، وهو ملزم تاليًا بالنقد لا الانصياع. وفي جوهر الإلحاد الإنسانيّ، يتوافق الإيمان بمسؤولية الإنسان عن أفعاله واختياره الأسلوب مع القيم الأخلاقية، وتشكيل حياته، وخلق واقع روحانيّ في إبداعاته الثقافية يشمل الإله بكونه بطلًا أدبيًا. ويشير مالكين إلى يهود ملحدين أو لا أدريين يستمرّون في إقامة بعض فرائض الشريعة، من دون مبرّر منطقيّ، أو أخلاقيّ، بل من منطلق احترام التقاليد والإيمان بقدرتها على توحيد اليهود، فيقوم معظم الملحدين اليهود بختان أولادهم الذكور، ويحيي بعضهم الطقوس التقليدية لبلوغ سنّ التكليف بالوصايا (برمتسفا) في المعبد الذي قد تكون الزيارة الأولى والأخيرة له، ويعقدون قرانًا لدى حاخام ويوقّعون على تعهد بتعويضات طلاق سخيفة (والوصف هو لمالكين) في "عقد النكاح" المكتوب بالآرامية، ولا يفهمون المكتوب فيه.




في مفهوم مالكين، يقوم التعليم الإنسانيّ على الاعتقاد بأنّ الإنسان (لا الله) هو مبتكر القيم وماهية حياته، وهو غايتها، وللبشر حق قبول الفرائض الدينية المفيدة في تطوير حياة الإنسان، ورفض القوانين والفرائض الضارّة بماهية حياته. ويقوم التعليم الإنساني على مثل هذا الفهم، وليس على الاعتقاد بأنّ فرائض الشريعة مصدرها الإله، وانّ هدف السلوك الإنساني هو إرضاء الإله عن طريق إطاعة أوامر المتحدثين باسمه. وقد أقرّ مفكرون عقلانيون في اليهودية الدينية، أمثال موسى بن ميمون، بأنّ ثمة فرائض بلا مبرّر وبلا منفعة تبطل مع الزمن، كفرائض تقديم القرابين التي دأب عليها اليهود في فترة عبادتهم آلهة كثيرة أخرى. ويشرح التعليم الإنساني اليهودية بوصفها ثقافة متطورة، مؤكدًا على أنّ فرائض الشريعة غير متطابقة مع قيم اليهودية. ويعتني التعليم الإنساني بالنقد والتقويم والنتائج العملية للتشريع الذي يرسخ قوانين وفرائض أخلاقية أو يلغيها، حتى وإن نصّ عليها العهد القديم صراحةً، أو قالها رجال دين، مثل: الوصية التي تطالب بقتل كل شعب "العماليق" (أي ما يفعله الصهاينة الحاليون، وعلى رأسهم السفاح نتنياهو، وعصابة مجلسه الحربي، وقادة جيشه، والإسرائيليون المؤيّدون لإبادة الفلسطينيين، وهم "العماليق" في عقيدتهم، أو ذريعتهم الدينية الخرافية)، أو الفرائض اليهودية البَيْنيّة التي تقضي بقتل الخارجين على قوانين يوم السبت، أو الفرائض التي تضطهد النساء، وفرائض الطعام الحلال، وفرائض الامتناع عن ملامسة المرأة خلال أيام كثيرة من الشهر، وفرائض الامتناع عن مشاهدة التلفزيون يوم السبت، أو في كل الأيام لدى اليهود الحريديم. يشجع التعليم الإنساني إلغاء النظرة إلى الفرائض والشرائع على أنها مقدسة بسبب مصدرها الإلهي، أو بسبب أنها جزء من تقليد قديم.

تعصّب وعنصرية قاتلان
هذه العلمانية الإنسانيّة الخيّرة التي يضع الإنسان قيمها لنفسه من غير فرض إلهيّ، تقابلها علمانية شريرة قائمة على التعصّب والقتل وإلغاء الآخر، أو حتى إبادته (هي تمامًا التي تدير حروب الكيان الصهيونيّ الإباديّة اليوم)، ويحذّر مالكين منها قائلًا: "إنّ القيم اليهودية الإنسانية تتصارع مع القيم اليهودية اللا إنسانية العنصرية التي تسمح لليهود بالتعالي على أبناء الشعوب الأخرى، وباستعلاء الرجال على النساء، وبمنح اليهود حقًا بطرد الشعب المنهزم من أرضه أو قتله كما يرد في سِفْر يشوع" (ومنذ 1948، وما قبل وما بعد، وحتى الساعة، ضدّ الشعب الفلسطيني)، إذ أدّت القيم اللا إنسانية ــ على ما يردف مالكين ــ إلى قتل جماعيّ لمجموعة من المصلّين عند قبر آباء الأمة اليهودية على يد طبيب قاتل (يقصد باروخ غولدشتاين مرتكب مذبحة الحرم الإبراهيميّ عام 1994)، وقد تحوّل القاتل إلى قديس مبجّل من قبل الحاخامات وآخرين. ووجّهت تلك القيم نفسها حاخامات نحو إصدار حكم بإهدار دم رئيس حكومة إسرائيل إسحق رابين، وبذلك شجعت قتل رئيس حكومة الدولة اليهودية على يد قاتل يهودي متديّن لأنه عمل على دفع مسيرة السلام إلى الأمام. أمّا عن التعصّب العنصريّ اليهوديّ فيقول مالكين: "إن التعصّب القوميّ والعنصريّ هو نوع من أنواع الاستعلاء الذاتي يرى أنّ قومًا، أو جنسًا، أو جماعة عرقية، أو دينية، ينتمي إليه الفرد العنصريّ هي الجماعة التي اختيرت لتكون الأسمى وصاحبة الحقوق التي تفوق حقوق أبناء الجماعات الأخرى في المجتمع الإنساني (...) ولا بدّ من أجل التعليم الإنسانيّ من محاربة العنصرية".
ينتمي فكر يعقوب مالكين إلى فكر أقلّوي في المجتمع الإسرائيليّ تؤيّده نسبة قليلة، فيما يطغى التعصّب والعنصريّة اليهوديّان في الأوساط الدينية والعلمانية على السواء، بحيث تسود مشاعر الكره والعداء حيال الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة، فتلقى دعوات الحروب والمجازر والإبادات هوى في نفوس معظم الإسرائيليين، ويمسي خطاب الكراهية مهيمنًا، محرّضًا على القتل الوحشيّ، مثلما هي الحال منذ نشأة الكيان الصهيوني العنصريّ، المريض والبغيض، حتى الساعة.

٭ناقد وأستاذ جامعي من لبنان.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.