}

عاشَتْ العربية في غرْبتها (30/30)

دلال البزري دلال البزري 8 أبريل 2024
استعادات عاشَتْ العربية في غرْبتها (30/30)
دلال البزري

تعريف:
عنوان هذا الكتاب، الذي ننشره على حلقات أسبوعية، تفصّله ثلاثة خيوط مختلفة:
ــ في الخيط الأول، يتكلم بصيغة الغائب المفرد. أي أنني أصف فيه محطات من حياة شخص، هو أنا: في إبحاري بالعربية، عبر أحداث سياسية ـ ثقافية.
ــ الخيط الثاني: أن العربية الراهنة ما زالت عائشة. ما زالت تقاوم من أجل البقاء، رغم تعثر أبنائها وإهمالهم لها. ويدعي هذا الكتاب بأنه ذرَّة في رمال إرادتها بالحياة.
ــ الخيط الأخير حماسي، يشبه صرخات التمنّي بالبقاء، مثل "يحيا الملك!"ـ أو "يعيش الزعيم"! أقول "عاشت العربية!"، بمعنى أنني أتمنى لها البقاء، وتجاوز وحْشتها.

الوقائع المروية في هذا الكتاب كلها حقيقية، غير متخيّلة. وهي ناقصة بالتعريف. وأنا مسؤولة فقط عن صدقها.


في النهاية
(الحلقة الأخيرة)
انتقلتُ إلى كندا بنيّة الهجرة إليها، وذلك بعد تفجير مرفأ بيروت في شهر آب/ أغسطس 2020. وقد تكون هجرتي سببًا في كتابة كل هذه الصفحات.
إليكم كيف حصلت الأمور: كنتُ في حاجة إلى مدخول إضافي، بعدما حُجِزت وديعتي في البنك، كما حصل لسائر اللبنانيين الذين لم يتنبّهوا إلى نقل مدخراتهم إلى الخارج. مثلهم، لم أكن على علم مسبق بالإعصار القادم.
ونصائح أصدقائي الكنديين تصبّ كلها في اقتراح واحد:
ــ طالما أنتِ تعرفين الفرنسية... لماذا لا تكتبين للصحافة الصادرة في مونتريال الفرنكوفونية؟ مرتباتهم عالية... حاولي...
ــ أرسلي مقالًا ينشر في صفحة القراء، وسوف تلفتين انتباههم...
ــ ضعي رجلك هناك...
حاولتُ فعلًا. بدأتُ بقراءة أكبر صحيفتين تصدران في مونتريال: "لودوفوار"، و"لابرس"، وأهتم بزاوية "الرأي"، وخصوصًا الشرق الأوسط. وأخذتُ أتخيل نفسي أكتب في واحدة منها، بل كتبت شيئًا على سبيل التجربة. فبدا لي هذا "الشيء" لا يشبهني. لا يشبه حتى ما كنت أكتبه سابقًا بالفرنسية.
ورحتُ أتساءل إن كانت هذه "النتيجة" تعود إلى محاولاتي الفاشلة، أثناء هذه الكتابة، للتناغم مع الذي قرأته في هاتين الصحيفتين؛ أو للتشابه مع كتابها، أو مع "روحيتهم". حسنًا، ما الذي لا أجد نفسي فيه؟ ما الذي لا يعجبني في تلك الكتابات؟ إنها تملأ صفحاتها بشؤون عن منطقتنا، غالبيتها بسيطة، قديمة أحيانًا، بديهية، مع نفحة إكزوتيكية، يُراد لها أن تكون "رزينة". وحتى لو ضغطتُ على نفسي، وكتبتُ، فسأكون خارج هذا السياق.
ولكنني لم أسلّم لنفسي بهذه الحجة، وفيها قدَر من الادعاء بفرادة لا أعتقد أنني أتميز بها عن الآخرين. فحاولتُ ثانية، وبجدية أكبر، أن أفصل بيني وبين نصي. وكانت النتيجة تلك البداهة التي لم أكن منتبهة لها؛ من أنني عشتُ أكثر من نصف قرن بالعربية، وأنني في هذا العمر، أي نهاية الستينات، أحتاج إلى عمر آخر، أو على الأقل إلى ربع قرن، لأرضى عما أكتبه بالفرنسية بأكثر مما أرضاه مع العربية، أي أن أكون قد بلغت الخامسة والتسعين من عمري...
ربما أبالغ قليلًا هنا أيضًا. وربما هي مقصودة هذه المبالغة، ولو قليلًا أيضًا. فهذه التجربة التي لم تدم أكثر من بضعة أشهر، أعادت إليّ شعورًا لم ينَم يومًا، ولكنه الآن صار طاغيًا. شعور مزدوج بالإشفاق على اللغة العربية والحرص عليها: الإشفاق لأنها لغة يهملها أبناؤها، قبل العالم، كما سأهملها لو باشرت الكتابة بالفرنسية. أما الحرص عليها، فلأنها الهوية التي منحتني إياها طوال سعيي المستمر لتعلّمها.
والهوية في الغربة، هي قرينة المهاجر. هنا في كندا، وربما أكثر من أي مَهْجر آخر في العالم، حيث يُحتفل بالتنوع والتعدد، تُحصى سنويًا نِسَب "أصول" للمهاجرين، ومنذ أكثر من قرن ونصف، وتتعايش فيه مئتان وخمسون فئة بأصولها المختلفة، إثنية ثقافية دينية عرقية قومية. وكل فئة لها شخصيتها وعاداتها وهندامها... وأحياؤها ونواديها ومعابدها... إلخ. وما من حديث جدي أو لقاء عابر أو معاملة رسمية إلا ويكون السؤال حاضرًا: "من أين أنتِ؟"، "ما هي اللغة التي تتكلمينها؟".
ــ أتكلم العربية... أجيبهم.
فأتذكر "لبنانيتي" التي تكوَّنت خلال العشر سنوات من إقامتي في مصر. أنا الآن لبنانية عربية. وربما بعد سنوات في كندا: لبنانية، عربية وكندية.
ومع الإشفاق على العربية، والحرص عليها، شيء من إعادة التكهّن، بأنني لو كتبتُ الآن بالفرنسية، فأنا سأكتب بلغة لم أعشها منذ العاشرة من عمري. منذ قدومي إلى لبنان مع أهلي، واستقرارنا فيه. وأنا أقرأ الفرنسية، أفكر بها، أتكلمها مع الذين لا ينطقون بغيرها، ولكنني لم أنغمس فيها، كما فعلتُ مع العربية.
وهذا لا يلغي أبدًا كوني فرانكوفونية في الصميم. أحب اللغة الفرنسية، أستمتع بأدبها، وحتى بخطابات زعمائها، أناقة لغتهم وثرائها. وأستفيد كثيرًا من ترجماتها. والفرنسية هي لغة طفولتي. قرأت بها قصص الأميرة النائمة، وسندريلا، وليلى... وكذلك الكتب الأقل خرافية، مثل "مذكرات حمار". وهذا الأخير يلازمني، أعود إليه في مراحل عمري المختلفة. من وقت نشره في "المكتبة الخضراء" وأنا طفلة، وحتى صدوره على "كينْدل"، وهو الجهاز الإلكتروني الجديد لقراءة الكتب، بأسعار زهيدة. اشتريته بعد إقامتي الكندية. أقرأه الآن بمتعة الطفلة التي كنتها. كل مرة، يبهجني يضحكني، يغمرني بالبراءة، يهدىء روعي في الظُلُمات.




وأنا أتنقل بين اللغتين، العربية والفرنسية. أبحث عن الكلمة الأصح، الأدق، بين القاموسين، العربي والفرنسي، وبين قواميس الترجمة. فضلًا عن أشباه قواميس للعربية العامية، يغطّي بعضها "غوغل" على نحو فوضوي، ومؤخرًا لدى الذكاء الاصطناعي، الجديد عليّ، على نحو يُراد له أن يكون منهجيًا. وكله بحثًا عن الاطمئنان إلى صحتها. فأبحر بينها كلها، أجد الكلمة التي أبحث عنها، بالعربي وبالفرنسي.
والمقصود من هذا التجوّل بين اللغتين إغناء عربيتي وتشذيبها، وأحيانًا تخصيبها. وعبر عمليات يومية تلقائية، طفيفة وحثيثة. ومع الوقت، انقلبت الآية، وبدل أن أبحث عن تفسير أو معنى لهذه الكلمة أو تلك من الفرنسية إلى العربية، صرت أبحث عن معنى الكلمة من العربية إلى الفرنسية. وتشكَّلت بذلك ناحيةٌ من دماغي تشبه صندوقًا ضخمًا من الكلمات تعبث ببعضها، بحركة دائمة تختلط وتتحرك، ترحل وتعود، أنساها وأعود فأتذكرها، وأنسى ما كنت أحاول تذكره... وأغوص حتى أتعب، فأخرج من الصندوق إلى مَدَد الحياة، أفتح عليه أبوابها، وأسباب بقائها.
والعربية مثل بيتي الدائم، لها عطر صابون يحمل اسمها، "الصابون العربي"، الذي تفوح منه رائحة الغار والزيتون. كان بيتي في بيروت متواضعًا، بحدود حيطانه. وصار الآن بوسع العالم بعدما هجرته، بوسع خيالي عن العالم. كتعويض ربما عن خسارتي له. بيتي، المكان الذي يستريح فيه قلبي.
والعربية ـ بيتي هي من نوع خاص: لا ألمّ بكل ما فيها. وقد أمضي عمرًا بأكمله من دون الإحاطة بكل مخابئها وزواياها. العربية ـ بيتي تبدو لي عملاقة، متشعِّبة، بمنازل كثيرة. أحدس أنها تشبه دولة بخلفيات بعيدة. ويُقال "الدولة العميقة"، كذلك توجد "عربية عميقة"، وافرة ممتدة، سحيقة، ملغزّة، تحجب كما تسفر، حيث يمكنني أن أحفر ليل نهار من دون أن يرتوي فضولي بمعرفتها، ورغبتي بفهمها. وكلما أمعنتُ في الحفر، اكتشفت منازل جديدة داخل هذا البيت. وإذا أهملتها للحظة، تصبح مهجورة، بيتًا مهجورًا، أبوابه مغلقة من الداخل، مثل بيتي في بيروت.
أو أنني مهتمة بأكثر من كل ذلك: بتلك الثروة الهائلة التي تمنحني إياها العربية، بأن أكون على معرفة بكل ما يكتبه الناطقون بها، ويجمعني بهم شيء من وحدة الحال. في وسعي قراءة ما يكتبه أبناء اثنتين وعشرين دولة، لكل واحدة منها تاريخها الخاص، المرتبط بتاريخ الآخر، وأيضًا نظامها وملوكها وأمراؤها ورؤساؤها، وفولكلورها وعاداتها وفنونها، ودرجات ارتباطها بالغرب. اثنتان وعشرون دولة يتفاوت نشرها ولمعان قادتها ومبدعيها. وأقرأ رواياتها وراهنياتها وتحليلات مثقفيها ونقادهم. وهذه من خيرات العربية. أن تفهم وتقرأ لأبناء كل هذه الدول. لا تحتاج إلى مترجم، إلا في بعض الشفاهة.
فهذه الأخيرة، الشفاهة العربية، بلهجاتها العامية المختلفة، متفاوتة الوضوح؛ المشرقية منها هي الأقرب إلى أذني، تليها المصرية، الذائعة، والسودانية القريبة منها، منحتني السنوات العشر التي قضيتها في القاهرة استيعابًا إضافيًا لعباراتها المأثورة. ومن بعدها الخليجية، التي اكتسبتها من إقامتي في الكويت، وإقامة ابني وأحفادي فيها لمدة طويلة. وهم يتكلمونها ويستأنسون بأصغر إضافاتها المحلية. أما المغرب الكبير فيبدأ بحسب المسافة. كلما اقتربت بلادها جغرافيا من المشرق، مثل الليبية والتونسية، تيسَّرت. فيما الجزائرية والمغربية مبْهمة، رغم احتفاظي ببعض المغربية.
والعامية ليست مجرد كلمات غير مكتوبة، إنها الحياة الفوارة. نطاقها ولا أوسع. تغطي العظيم والمتواضع من الشؤون، تنجح أحيانًا في بناء الجسور مع نحَويتها. وبذلك يتداخل الاثنان، يغْتنيان. عبارة واحدة بالعامية تنجب معاني ودلالات ترتقي أحيانًا إلى الفصحى، من دون أن تدخل معانيها في قواميسنا، إذ لا همّة عربية "فصيحة" تقوم بعملية الإدخال هذا. كسل عربي يحول قواميسنا إلى متحف للمفردات، يكتم المعاني بدل أن يفسرها. ما يسهّل تشكل قاموس غير "رسمي"، يتسلل إلى الألسنة، ويحتكر المفردات التكنولوجية الجديدة، والعبارات الجنسية الإباحية، وتفاصيل اليوميات العادية، والكليشيهات المرتبطة بهذه اليوميات.




والعامية تغالي أحيانًا في التوسع، فتجدها نثرًا وشعرًا منشورًا، في الكتب والمواقع والبودكاست. ولكنها أحيانًا مثل الدائرة التي تدور: كلمة مكرّسة على أنها عامية، عادت إلى مواقعها الفصحى الأصلية، بحركة البحث عنها وعن أصولها. فتتساءل ماذا حصل لهذه المفردة، أو تلك، لتقع في بحر العامية، ثم تعود فتطفو على سطح الفصحى؟ رحلة من التصاريف والتقلبات أتخيلها سحيقة طويلة، أستلهم قصصها من النزيف الذي يصيب اليوم كلمات بعينها. كلمات مثل وجودية، أو ذكورية، أو مقاومة، أو مفارقة، أو شعبوية، أو حوار، أو توافق، أو مراكَمة، أو شرعية، أو تخلف... وقد أصبحت غير مطابقة لمعناها، بعدما أفرطَنا في علْكها.
كيف بلغت علاقتي بالعربية هذا النحو؟ أو: كيف تعلمتُ العربية؟ وهو سؤال يطرحه عليّ كل من رافقني من طفولتي إلى شبابي. والسؤال يصيبني، يحضر الآن، وأنا في كندا. فأنكبُّ على الإجابة، لأجد نفسي أسرد قصصًا من حياتي.
أتابع مساءلة نفسي، فأتردّد: لماذا هذا الحدث، أو ذاك؟ هذه الواقعة، أو تلك؟ فأجيب نفسي بمراقبة عملية التذكر التي تعتمدها أحداث هذا الكتاب، أو وقائعه. وأجد بأن هذه العملية تتجاوز حدودها المتوقعة: فما أن أتذكر حدثًا حتى يطل آخر متصل به على نحو ما. وحين التقطته، لا يتأخر فرع منه بالظهور، مثل نافذة فُتحت، تليها أخريات، تتفرع منها نوافذ أخرى. وفي هذه اللحظة، عليّ أن أختار: أمام أي حدث عليّ أن أتوقف؟ تجنبًا لتحويل هذا الكتاب إلى نوع من "المختارات" عن سيرتي الذاتية، وهذا ليس قصدي منه؟ فأتباطأ في الكتابة. والحقيقة أنني لا "أختار" هذه الأحداث. إنما أنا في ديناميكية تدفعني إلى الأمام، تشجعني على إغلاق أبواب من دون غيرها، من غير معيار إلا البحث عما تكرمت به عليّ اللغة العربية، بالأحداث المختلفة التي واكبت نمو عربيتي.
وتردّدي لا يدوم. كل مرة تحسمه فكرة الانتباه، وعدم نسيان الانتباه، إلى علاقة اللغة بالحياة، علاقة لغة أي شخص بحياته هي مثل علاقة توأمين غير متماثلَين: لا يحملان الجينات أو الطبائع نفسها، لا يشبهان بعضهما، كما التوأمين الحقيقيين، وقد يكونان من نوع مختلف (صبي أو بنت). ولكنهما ولدا في اللحظة نفسها، وترعرعا في البيئة نفسها، وبين الأهل أنفسهم، ويتوقان إلى تكملة حياتهما معًا، منصهريَن، متواطئَين، متناغمين، لا يفترقان. وإذا ابتعد الواحد منهما عن الآخر، يشعر بالعذاب والفراغ. وقد يموت.
وتجربتي الإنكليزية الجديدة تقترب من هذه الفكرة الأخيرة. قبلها، ألمَمتُ بالإنكليزية، وترجمت بعض المقالات منها إلى العربية في بداية عهدي بالكتابة. وبقيتُ أقرأها عند الاضطرار. ورغم أنني نسيتُ دروسها في مدرسة الراهبات، ولكنني احتفظت باللهجة الفرنسية التي تعلمتها على يد أستاذة فرنسية كارهة للإنكليزية، ومعتزة بـ"صمود" لغتها الأم أمامها. المهم أنني، عندما أقمتُ في كندا، في تورنتو الأنغلوفونية، كان عليّ النطق الصحيح بألفاظها، وفهم مختلف لهجات أصحابها الآتين من بقع الدنيا كلها، تقريبًا؛ أي التعامل بها مباشرة، وكل يوم، وفي أي لقاء مع جهاز، أو مصرف، أو بائعة، أو عابر سبيل، أو مترو، أو الجيران، أو السباك، أو ألف شيء تتشكل منه الأيام. هكذا، انخرطت في الشؤون اليومية، وباللغة الإنكليزية، حفاظًا على صلتي بكل ما هو حولي. فكان اختبارًا يوميًا للعلاقة العضوية بين اللغة والحياة.
ومع ذلك، فلا بد لي أن ألاحظ التفويت الذي يصيبني عندما أكتب كل هذا، والذي يجعلني ابنة عصر آخر. فأنا هنا أتمسّك بلغة هي العربية، يهملها أبناؤها قبل العالم. لغة عزيزة على قلب حقَبة عروبية قومية منطفئة اليوم. وأستندُ إلى لغة أخرى، هي الفرنسية، الآخذة بالانسحاب من انتشارها العالمي، بعدما صارت استعمارًا "سابقًا". وأقوم بعمل، كتابة نص، في عصر تتراجع فيه القراءة سريعًا لصالح الصورة، مع ذكاء اصطناعي سوف يرمي الكُتّاب في شَتات المهن المنقرضة.
أربع "تفويتات" لا أجد فيها عيبًا سوى أنني بكَّرتُ في الولادة.

(تورنتو ـ مونتريال؛ شتاء 2022).

(انتهى).

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.