}

رحيل مارتا أجودو: رصدت تحولات قصيدة النثر في إسبانيا

مدريد- ميسون شقير 16 أبريل 2023
تغطيات رحيل مارتا أجودو: رصدت تحولات قصيدة النثر في إسبانيا
مارتا أجودو

توفيت في مدريد الكاتبة الاسبانية المعروفة مارتا أجودو راميريث بعد صراع طويل مع المرض، وأجودو المولودة في مدريد عام 1971، هي واحدة من أكثر الكتاب احترامًا بين معاصريها، وكانت قد حصلت على الدكتوراه في فقه اللغة الإسبانية مع أطروحة حول أنواع قصيدة النثر والجزء الموجود منها في الأدب الإسباني في القرن التاسع عشر، كما نشرت مجموعات شعرية دلت على شاعرة حادة القلم والصورة، وصاعقة الدهشة والعمق والجرأة.

ومن أهم مجموعاتها الشعرية مجموعة "شظية" عام 2004 والتي أعيدت طباعتها من قبل دار نشر غودال في عام 2022، ومجموعة بعنوان "28010"، التي صدرت في عام 2011، ومجموعة "تاريخي"، عام 2017، ومجموعة "تضحية" عام 2021 وقد تم التبرع بعائداتها بالكامل للبحث في مؤسسة Intheos والجمعية الإسبانية لسرطان الثدي.

وفي مجموعة "تاريخي" تحدثت الشاعرة، متأثرة بالكلاسيكيات، عن المرض من منظور تقني مع "نية واضحة للتحدث عن الألم دون تنازلات" مؤكدة على أن "المرض هو الجانب الليلي من الحياة"، وقد احتاجت الكاتبة أربع ساعات فقط من التواجد في مسكن للمصابين بأمراض عقلية في سرقسطة لمشاركة هذا "الوحي" من خلال هذا الكتاب، الذي اختاره نقاد El Cultural  كأفضل مجموعة شعرية إسبانية لعام 2017، وقد عرّف الشاعر والناقد مارتين لوبيث فيغا هذه المجموعة بأنها "كتاب يجمع بين كلٍّ من البنية المحددة جيدًا، والانفتاح الذكي الذي يوفر مجموعة متنوعة من المناهج ووجهات النظر"، مضيفًا: "هناك دائمًا شيء مختلف، شيء مشكوك فيه في كتب مارتا أجودو، هناك وعميقًا علامة استفهام تبقى عند إغلاق الكتاب، مثل فيروس حقيقي تلقيه أبيات شعرها".

في عام 2021، تراجعت مجموعتها الشعرية "التضحية" إلى المركز الثالث لمجموعات الشعر الإسبانية في القائمة المذكورة أعلاه وقد كتب عنها الناقد والشاعر الإسباني المعروف ألفارو فالفيردي: "لا يوجد بناء أدبي يمكن أن يحل محل الحقيقة النظيفة التي تنقلها القصائد في هذا الكتاب دون تنازلات".

شاركت أجودو في تحرير مختارات كامبو أبييرتو التي تمثل مختارات من قصيدة النثر في إسبانيا (1990- 2005) كما كانت الشاعرة جزءًا من هيئة تحرير مجلة Nayagua  التي تصدرها مؤسسة José Hierro Poetry Center، وبين عامي 2004 و2008 أخرجت مجموعة الشعر والرسم  El Lotófago في معرض Luis Burgos (مدريد)، كما قامت بتدريس فصول الكتابة الإبداعية لسنوات في فندق كافكا. وقد تُرجمت قصائدها إلى الإيطالية والإنكليزية والعربية والإيرانية.

في مجموعة "تاريخي" تحدثت الشاعرة، متأثرة بالكلاسيكيات، عن المرض من منظور تقني مع "نية واضحة للتحدث عن الألم دون تنازلات" مؤكدة على أن "المرض هو الجانب الليلي من الحياة"!

وكتبت الناقدة جولييتا فاليروفي حول مجموعة "شظية": يتكوّن كتاب "شظية" من سلسلة من القصائد القصيرة والنيزكية والواضحة التي تربط مفاهيم مثل الرطوبة والضوء والميراث والأرض والحفرة، والانفجار، والركيزة، والجحر، والنسيان، واللغة، والشهب، والانتحار، والصوت، والحياة، والكلمات فيه تقفز من صفحة إلى أخرى مثل الحيوانات الهاربة، في مطاردة هندسية تترك وهجًا جريحًا وراء نورها، لتكشف هشاشتنا الشديدة، أمام ألم الحياة، وأمام معاناة الجسد في احتكاكه بالعالم ومع نفسه"، مضيفة: "تجبرنا الشظية على النظر إلى الشمس في الوجه، لكن استبصار جرحها يسمح لنا أيضًا بـالجمع بين الليل والألم في حال كان الجسد يصوغ الحقيقة".

كما كتب الباحث والروائي أحمد عبد اللطيف عن كتابها "أصول قصيدة النثر في إسبانيا": لقد سعت الأكاديمية والشاعرة مارتا أجودو في هذا الكتاب إلى رصد تحولات قصيدة النثر منذ تجلياتها الأولى في القرن التاسع عشر، متسائلة: "لماذا يثير الخوف في النقاد هذا التقارب بين الشعر والنثر؟ لم يقدم منتقدو قصيدة النثر أي وجهة نظر متماسكة إلا أنهم استعرضوا الموسيقى كركيزة أساسية لبنية أي قصيدة. مع ذلك، يمكن العثور على موسيقى في قصيدة نثرية دون أن يجعلها ذلك الشعر الذي يتوقعه النقاد القدامى".

مقاطع من شعرها

ترجمة: أحمد عبد اللطيف

(نشرت في "ضفة ثالثة"، 2016)

أنتِ تحت ثلج منهمر. صاروخ غثيان يلف رقبتكِ خلف نوافذ لا تتوقف عن وصفك. اليوم تشعرين بجرح، وبالأمس بتمزق، وغدًا، من يدري إن كان سيأتي بعصافير محتضرة. ازرع الصمت ستحصد الوحدة، يقول الكاتب الفكاهي. سيتحتم أن أصمت لأبدأ من جديد، لأفرك يدي حتى تختفي بصماتي، وفي راحة يدي المفتوحة أستطيع زرع حروف بلغة خاصة.

***

وأنظر لأصابعي لأنني عبر الغمام أرى الجبل. الضوء يخفق في الشرفات. أنطق اسمي: صوتيات، نحو، جغرافيا، لكن كل شيء يتبدل. تجعيدة تشق طريقها إليك لا تسمح لك بتسمية نفسك.

***

أنا امرأة وأسير بشارع مغيم، وإن كنت أقاوم فلأني ثابتة، ولأني متيقنة من التغيرات.

***

لأن كل شيء ينزلق والعربة تتغذى على الغيابات: الصدفة مبررة بعدد لا أعلمه من الأديان- تقسيمات السماء، والبسمة الأخيرة لا بد أن تتطهر في ذاكرة كل الحاضرين. بهذه الإيماءة اعتنِ فلا تأْذَي نفسكِ أكثر من اللازم. تجاوزي الذاكرة؛ افعلي معروفك الأخير. 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.