}

الشرفةُ: يدُ الحبّ ورايةُ الثورة

باسم سليمان 7 أغسطس 2024
اجتماع الشرفةُ: يدُ الحبّ ورايةُ الثورة
أعلن هتلر ضم النمسا لألمانيا من على شرفته (Getty)


لم يكن للشرفة/ البلكونة في التاريخ ما يمثّلها من الآلهة، كالإله جانوس، إله الأبواب. ولم تكن كالكوّة/ النافذة في سفينة نوح التي أطلّ منها ليعرف إنْ كان الطوفان قد انتهى، مع أنّ لها ذكرًا قديمًا في التاريخ، إلّا أنّ الأساطير تجاوزتها والحكايات أهملتها، إلى أن أتى شكسبير بشرفة روميو وجولييت!

لقد أبان الشاعر محمود درويش عبر جملته: "أطلّ كشرفة بيتٍ على ما أريد" عن جوهر الشرفة في الزمن الحديث، بأنّها تجلٍّ للإرادة والحرّية والثقافة والمقاومة، من خلال تشكّلها في معمار البيوت، كجزء يجمع ما بين الخاص والعام، والحميم والمكشوف، فبقدر ما تَرى تُرى.

تعدّ كلمة الشرفة تعريبًا للكلمة الإيطالية "Balcone/ بلكونة"، ذلك الجزء الصغير الممتد من جدران البيوت بشكل أفقي، وتتصل بها عبر نافذة أو باب، وعادة ما تكون في الطابق الثاني من البناء وما فوقه. وهي تُشاد عادة من الإسمنت أو الخشب أو الحجر أو الحديد، وتكون محاطة بدرابزين/ سور قصير من ذات مواد بنائها أو مختلف عنها هدفه حماية الواقف أو الجالس فيها من السقوط إلى الأسفل، ومنحه بعض الخصوصية، ما دامت الشرفة قد أزاحت عنها احترازات النافذة من ستائر وبلور عاكس، وعوائق الباب من مواربة أو إغلاق، لأنّها بقدر ما تكشف ما حولها تكون في الوقت نفسه مكشوفة للغير. وإذا كان لنا أن نشبّه الشرفة، فهي أقرب إلى اللسان الذي يتذوّق به ساكنُ البيت الخارج، أحيانًا يتلمظه بصمت، وأحيانًا أخرى بصوت عالٍ.  

لا نستطيع القول بأنّ الشرفات مثلما نعرفها اليوم، وكما نستخدمها حاليًا، كانت قد وجدت على نفس الشاكلة في الأزمنة القديمة، لكن هناك إشارات إلى تواجد ما يشابهها في بلاد فارس والرافدين واليونان وروما، حيث استخدمت في روما لإدارة الضوء والهواء الداخل إلى البيوت. على سبيل المثال، تذكر لنا التوراة بأنّ الملك داود أطل من سطح قصره ورأى زوجة جنديه "أوريا الحثّي"، فأعجب بها، فأمر أن يرسل أوريا لمقدمة الجيش، فمات في القتال، وأصبحت "بات شيبع" زوجة أوريا من ضمن زوجات الملك داود. يُومئ لنا هذا النص، بأن أسطحة البيوت كانت تعتمد كشرفات، وتنجز ما هو مطلوب من الشرفة في زمننا الحالي، كعشّ الغراب في السفينة، حيث يستطلع البحّارُ من أعلى الصارية الآفاق. لا ريب في أنّ الإنسان اكتشف جماليات الإشراف من منطقة عالية، وهو في بيته أو قصره، لكنّ خصوصية الشرفة، بأنّها تسمح للآخر أن يتطّلع على المتواجدين فيها، إلى جانب أنّها خاصرة رخوة في الدفاع عن البيت حدّ كثيرًا من جعلها جزءًا منه قديمًا.

يذكر الرحّالة الإنكليزي توم كوريات الذي زار العديد من البلدان الأوروبية، ومنها إيطاليا عام 1608، حيث شاهد في البندقية/ فينيسيا الشرفات، ورأى أنّها تكاد تنعدم في البيوت في البلاد الأخرى، مثلما هي في المدن الإيطالية، حيث وصفها، بأنّها أقرب إلى "ترّاس" صغير لطيف مسوّر بأعمدة حجرية تسمح بالإنحناء والاستناد عليها، وتوفّر القدرة على مشاهدة الشوارع أسفلها، بالإضافة إلى المدينة، وعادة ما توجد فوق منتصف واجهة المبنى كامتداد للنافذة. لقد عدّ القرّاء الإنكليز بعد قراءة ما كتبه كوريات، بأنّ بيوت فينيسيا، مكشوفة للغير، وبأنّ هناك شيئًا فضائحيًا في تلك الشرفات، فهي وإن كانت تسمح بإطلالة جميلة، إلّا أنّها تجعل المتواجدين فيها معروضين لأنظار الآخرين. وقد أعاد هذا الرأي أحد المهندسين الإنكليز في القرن السابع عشر ويُدعى هنري ووتون في أطروحته "عناصر العمارة" عام 1624 بقوله بأنّ مساكن الإيطاليين، لا تؤمّن الخصوصية لسكّانها بسبب الشرفات. لم يكن حكمه غريبًا كإنكليزي، فوفق قاموس أوكسفورد، فإنّ أول استخدام لكلمة balcone في إنكلترا لم يحدث إلّا عام 1618 بعد عامين من موت شكسبير، فالشرفات لم تكن معروفة أبدًا في إنكلترا في ذلك الزمن!

ألم تكن الشرفة في مسرحية شكسبير "روميو وجولييت" من أهم ثيماتها (مشهد من السمرحية عاام 1907 في برلين، Getty)


لكن لنتوقّف للحظة، ألم تكن الشرفة في مسرحية شكسبير "روميو وجولييت" من أهم ثيماتها، بحيث استعير مشهد مونولوغ جولييت مع نفسها وحديثها مع روميو، هي في الأعلى، في الشرفة، وهو في الأسفل، في الحديقة، آلاف المرات في كل الفنون والآداب، وحتى في الحياة الواقعية، حيث تمثّلها العشاق حتى القطرة الأخيرة من شهد المجاز، فمن أين أخذت موقعها المبهر في المسرحية، مع أنّ شكسبير ذكر نافذة جولييت وليس شرفتها، التي لم تكن معروفة في زمن كتابة المسرحية في إنكلترا!

لقد عُرضت مسرحية "روميو وجولييت" في السنة الأخيرة من القرن السادس عشر في لندن، ولم تكن فيها شرفة أبدًا، بل نافذة، حيث وقفت جولييت، بينما كان روميو في الحديقة. تدور أحدث المسرحية في مدينة فيرونا الإيطالية مع أنّ شكسبير لم يزر إيطاليا أبدًا، حيث تنتشر الشرفات التي ذكرها كوريات في كتابه الذي صدر عام 1611 وأثار دهشة الإنكليز من الشرفات. لم تلق مسرحية شكسبير الرواج المطلوب، حتى أنّها نسيت، وقد تزامن ذلك مع الصراع على العرش في إنكلترا، فأغلقت المسارح جرّاء ذلك، لكن بعد استعادة الملك تشارلز الثاني العرش عام 1660 أعيد افتتاح المسارح وعرضت مسرحيات شكسبير، لكن كانت هناك مسرحية أخرى بعنوان "تاريخ سقوط كايوس ماريوس" عام 1679 للكاتب توماس أوتواي والتي تدور أحداثها في الزمن الروماني استنادًا إلى تاريخ بلوتارخ، قد احتلت الساحة الفنية وقتها. لقد سطا هذا الكاتب على مسرحية شكسبير، وخاصة العلاقة العاطفية بين روميو وجولييت، وجعلها بين الشابة "لافيتا" وماريوس، حتى أنّه انتحل الجملة الأشهر لجولييت: "روميو، روميو! لماذا أنت روميو؟" وأعطاها للافيتا التي تقول: "ماريوس، ماريوس! لماذا أنت ماريوس؟" لقد قرأ أوتواي كوريات وانتبه بأنّ العمارة الإيطالية تمتاز بالشرفات، ووجد أنّ الشرفة تحقّق المطلوب أكثر من النافذة، وخاصة بأنّها تسهّل اللقاء بين العاشقين. لم تعرض مسرحيات شكسبير في السنوات الأولى من القرن الثامن عشر، وكأنّها لم تكن، واشتهرت مسرحية أوتواي في ذلك الزمن، الذي لا يكاد يعرفه، إلّا الاختصاصيون بالمسرح والتاريخ في زمننا الحالي، إلى أن جاء الممثّل ومدير المسرح في لندن ديفيد جاريك في القرن الثامن عشر وأعاد إحياء مسرحيات شكسبير ومنها "روميو وجولييت"، فاحتفظ من مسرحية أوتواي بمشهد الشرفة، بدلًا من النافذة. ومن ذلك التاريخ وشرفة روميو وجولييت تنتشر في الآداب وفي الواقع، حيث أصبحت الشرفات من مميزات البيوت. وعندما عُهد للمهندس الفرنسي جورج هوسمان بإعادة تشكيل باريس معماريًا، هدم الكثير من الأبنية العتيقة، وبنى باريس كما تُعرف اليوم مع الكثير من الشرفات.

كانت الأنثى في أوروبا القرون الوسطى تخضع لرقابة صارمة منذ عمر الثانية عشرة، فلا يبقى لها إلّا أن تجلس خلف النافذة التي تؤمّن لها إضاءة جيدة لحياكتها، وتنتظر عريسًا يحقّق لوالدها طموحاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لم يكن هذا الواقع غائبًا عن شكسبير الذي نسج قصة مسرحيته في القرن الثالث عشر في إيطاليا، قبل زمن طويل من نهضة المدن الإيطالية، مستخدمًا النافذة كحدٍ فاصل بين الداخل والخارج بين القمع والحرية، وفي الوقت نفسه تسمح بكسر أفق توقّع الحائط المصمت الذي تتوسّطه. لقد خرجت جولييت ابنة عائلة "كابوليت" من قوقعتها، فقد غيّرها الحبّ، لتطل من النافذة وتناجي أقدارها التي أوقعتها في عشق روميو، ابن عائلة "مونتاغو" التي تناصب عائلتها العداء بخطاب يخرج عن المعارف القديمة، حيث الشيء أو الكلمة له معنى محدّد لا يخرج عنه مقدّر له منذ الأزل، فيما النظرية الاسمية التي انطلقت مع فرانسيس بيكون، والتي ترى بالكلمات مجرد كلمات نستخدمها للدلالة على شيء ما، لكن لا تحدّد طبيعته. لقد دفع العشق جولييت للثورة على المفاهيم القديمة بدءًا بالتساؤل، لماذا روميو هو روميو، ولا يكون له اسم آخر؟ هو روميو، ولكنّه لا يمثّل عائلة مونتاغو وإن كان ابنها! فهذه مجرد أسماء لا تدلّ على جوهره الحقيقي، لتقول في نهاية مونولوغها، إذا بدلنا اسم الوردة باسم آخر، هل ستتوقّف عن نشر العطر؟: "الوردة، بأي اسم آخر، ستكون رائحتها حلوة"، وكأنّنا مع مقولة الشاعر جوزيف حرب: "أسامينا، شو تعبوا أهالينا/ تَ لاقوها، وشو افْتَكَروا فِينا/ الأسامي كلام... شو خَصّ الكلام/ عينينا هِنِّي أسامينا". بالطبع ستظل الوردة تنشر عبيرها حتى لو أسميناها: (صخرة). إذًا تدعو جولييت روميو ونفسها للتمرّد على العداء المتأصّل بين عائلتيهما، وإسقاط الأسماء والمعاني المرتبطة بهما، والانطلاق إلى وجود جديد يختاران فيه أقدارهما/ أسماءهما بموجب الحبّ، وهنا يجيبها روميو بإحالة قديمة إلى الإيمان الذي حوّل (شاول) عدو المسيح إلى (بولس) تلميذ المسيح النجيب، بالقول: "سأتصل بك بالحبّ، وسأكون معمدًا جديدًا، فمن الآن وصاعدًا لن أكون روميو".

استطاع شكسبير عبر مسرحياته أن يعضد ثورة العلم في بدايات عصر النهضة، وفتح نافذة في حائط المعتقدات القديمة. وعندما أعاد ديفيد جاريك إحياء المسرحية استبقى من مسرحية توماس أوتواي ثيمة الشرفة، فالزمن تغيّر والثورة الكوبرنيكية جبّت عالم بطليموس القديم، فلم تعد النافذة مناسبة لهذه الثورة التي قادتها جولييت، بل الشرفة التي تسلّق إليها روميو وعانق جولييت فيها.

عندما كتب المسرحي الفرنسي بيير أوجستن كارون دي بومارشيه (1732-1799) ثلاثية الحلاق "فيغارو" كانت الأولى بعنوان "حلاق إشبيلية" والتي تدور حول الشابة روزينا التي يريد العجوز المسؤول عنها الزواج منها، لكن الكونت الشاب ألمافيفا يقع في حبها، وينقذها منه بعد أن ينظم حفلة موسيقية تحت شرفتها ويساعده الحلاق فيغارو بذلك. أصبحت شرفة روزينا في إشبيلية مزارًا للسياح، كما شرفة جولييت في فارينا، فالخيال أقوى من الواقع.

كان تقييم الإنكليز للشرفات في إيطاليا، بأنّ فيها شيئًا من الفضائحية (Getty,Venice)


الشرفة فنّ الممكن وليس السياسة فقط

نستعير من السياسة تعريفها ونلصقه بالشرفة، لأنّ الشرفة في علاقتها مع الأسفل تجسيد لميكانيزمات السلطة السياسية والاجتماعية والدينية، فهي تمنح المتواجد فيها سلطة الإشراف على ما حوله، وفي الوقت نفسه تفصله وتؤكّد علوه عن محيطه، وحتى انسحابه ممّا يحدث في الأسفل.

في اللغة الإسبانية هناك فعل balconear ويعني "المراقبة عن كثب من الشرفة، بدون المشاركة فيما يحدث"، فكثيرًا ما نكون مراقبين لِما يحدث، لكنّنا نكون أيضًا منسحبين من ردّة الفعل. ومن هذا المنطلق لم تكتف جولييت بالمراقبة، بل دفعت حياتها ثمنًا من أجل أن تكون ذاتها. هذه الميزة للشرفة استخدمها القادة السياسيون، ففي الحرب العالمية الثانية أعلن هتلر ضم النمسا لألمانيا من على شرفته، وبهذا الإعلان انطلقت أكبر حرب عرفها البشر. وبعد انتهاء الحرب وانتصار الحلفاء ظهر تشرتشل في شرفة تطل على ساحة Whitehall وأعلن انتهاء الحرب؛ هي الحرب سجال، شرفة بشرفة. استغل موسوليني العلاقة الوطيدة للإيطاليين بالشرفة، فمن خلالها كان يخرج إليهم بخطاباته الكارزمية، لكن في الوقت نفسه مؤكدًا علو السلطة عمّن تخاطبهم، فردّ الثوّار الإيطاليون بأن جعلوا شرفات البيوت أماكن رصد ومقاومة لتحركات جنود موسوليني. وفي حرب التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي منعت السلطات الفرنسية التجمعات في الشوارع، فما كان من الجزائريين إلّا الخروج إلى الشرفات والهتاف للثورة والتحرير، وقد فعل الفرنسيون ذات الشيء في الحركة الطلابية التي اندلعت في فرنسا عام 1986 بأن خرجوا إلى الشرفات للتعبير عن احتجاجهم. وكان للشرفات في الربيع العربي دور في توثيق الحراك عن طريق الكاميرات والموبايلات وحتى الهتاف والقرع على الطناجر والقدور تعبيرًا عن احتجاجهم.

تستعار دومًا مكانة الشرفة في البيوت أو القصور أو المعابد وحتى المباني السياسية لتمييز الخطاب الصادر منها عن غيره من الخطابات، ففي كنيسة القديس بطرس في روما يطل البطريرك الجديد من الشرفة محييًا المؤمنين ومجددًا عهد الكنيسة. كما يفعل المؤذن وهو يطل من شرفة المئذنة، معلنًا عن الصلاة بصوته الصداح. وعندما أراد نيلسون مانديلا أن يعبّر عن انتهاء زمن العنصرية، أطلّ من شرفة في مدينة كيب تاون واعدًا بفصل جديد من تاريخ جنوب أفريقيا.

لا يخلو بلد من شرفات لها دلالتها، لكن هناك شرفات تُنسى كشرفات الحكّام العرب وشرفات تبقى في الذاكرة، كالشرفة في فيلم "إيفيتا" عن قصة حياة إيفا بيرون، زوجة رئيس الأرجنتين، والتي غنّت منها مادونا: "لا تبكي من أجلي يا أرجنتين".

شرفات... شرفات

تشبه الشرفة الفضيلة بين إفراط العام وتفريط الخاص، فبيوت شرفاتها مليئة بأناسها، تعني أن الآخر هو جار وصديق. وبيوت شرفاتها مغلقة خلف الستائر والزجاج المانع للرؤية، هي بيوت لا تثق بالآخر. رسم غويا لوحة لمومستين تعرضان من خلال شرفة وخلفهما قوّادين متّشحين بالسواد. بينما رسم مونيه لوحة "الشرفة" تظهر فيها سيدتان تتطلعان بثقة نحو المدينة وخلفهما صديقين. مهما تكن التفسيرات، فبين لوحة غويا التي رسمت بين عامي 1808 و1814 ومونيه التي رسمت عام 1868 تغيّرت النظرة إلى الشرفات، وكما رأينا أعلاه، كيف كان تقييم الإنكليز للشرفات في إيطاليا، بأنّ فيها شيئًا من الفضائحية، لكن الزمن يتطوّر والحكم الأخلاقي يغادر تزمّته، كان الفرق بين اللوحتين تعبيرًا عن مقياس حضاري. أصبحت الشرفات في زمننا الحالي ثيمة دائمة في الأبنية، فبيت من دون شرفة كثيرًا ما يقال عنه كالسجن، وعندما انتشرت جائحة كورونا، وطُبق حظر التجول الوبائي، أصبحت الشرفات رئة البيوت، فمن خلالها نظر الناس إلى حياتهم، التي كانت تملأ الشوارع والساحات.

تناسلت الشرفات في كل بناء أشاده الإنسان وتكاثرت ثيمتها في الآداب والفنون وفي صورة لبعثة أبولو التي هبطت على القمر عم 1969 التقطت صورة للأرض من شرفة القمر.

*كاتب من سورية.

 

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.