}

في رحيل مرزاق بقطاش.. أبدعَ مُستنطقًا البحر

بوعلام رمضاني 14 يناير 2021
هنا/الآن في رحيل مرزاق بقطاش.. أبدعَ مُستنطقًا البحر
مرزاق بقطاش (1945ـ2021)
يقع الصحافي في كثيرٍ من الأحيان في مَطبِّ العاطفة الجياشة، فيكتب عن أديب أو فنان رحل بقدر من المغالاة في استنطاق الخصوصيات الإبداعية، والأحداث غير العادية، وتجليات الفَرادة.

مرزاق بقطاش الكاتب الصحافي الجزائري الذي بدأ العمل في وكالة الأنباء الجزائرية عام 1962، والمترجم والروائي والرسام والموسيقي، الذي رحل في الثاني من الشهر الجاري عن عمر يناهز الخامسة والسبعين، صاحب شخصية يصعب الإحاطة بها في هذا المقام، بسبب تنوّعِ تجربته مع الإبداع.
تشعُّب وتداخل عناصر هذه الشخصية جعلت من الراحل حالة إنسانية وإبداعية استثنائية، أكدها مساره الغنيّ بعطاءات توقفت قبل الأوان بفعل داء السكري، أو الشجرة التي أخفت غابة أوجاع الرجل الذي استغاث بالبحر. إنه البحر الذي كان يستيقظ عليه، ليُعالج نفسه التي انطوت ممزقة ومتأثِّرة بواقع وطنٍ حَكَمَه قادته بشرعيَّةٍ مكيافيلية أنتجت يأسا شرعيا شهِد عليه صامتا، والمريض بالسكري صامتا وكئيبا ومنعزلا، لا يُعمِّر طويلا حتما.
هنا تكريم متنوع لبقطاش، الإنسان والمبدع بأكثر من لغة، في شكل شهادات شهِد أصحابها وكاتب هذه السطور على فرادة شخصيته الأخلاقية والأدبية والإعلامية النادرة.


دم الفقيد على غلاف "الوعد الحق"
الدكتور الصغير بن عمار، أستاذي الذي أدخل ابن خلدون في قلبي وعقلي بشرح أكاديمي عميق وبسيط، تحدث هاتفيا لـ"ضفة ثالثة" عن صديقه بقطاش، مانحا إيانا سبقا صحافيا. بقطاش الذي نجا من محاولة إغتيال في الواحد والثلاثين من تموز/ يوليو 1993، كان يقرأ كتاب "الوعد الحق" وسط شعبه قريبا من بيته في انتظار صلاة المغرب، حينما سقط من يديه كتاب طه حسين ملطخا بدمه الطاهر. إنه الدم الذي نزف من مخه جراء رصاصة غادرة راح صاحبها يطلق النار على صاحب رائعة "نهاوند". الدكتور بن عمار الذي كان لا يفارق الراحل، رفض أن يستعيد كتابَه "الوعد الحق" من الراحل الذي مات تاركا إياه في مكتبته الضخمة، التي تستحق أن تتحول إلى متحف يحتل فيها كتابَ طه حسين الملطخ بدمه صدارة قاعة العرض. بن عمار الذي يئن تحت وطأة رحيل صديقه، قال لطالبه السابق في معهد العلوم السياسية والإعلامية، وزميل الراحل في المجلس الأعلى للإعلام ما بين 1990 و1993: "أخي مرزاق كان مثقفا كبيرا وشخصا مُتواضعا ومُتّزنا، ومُتفانيا في خدمة وطنه، وغيورا على قيمه وأصالته. كان مُتقنًا للغة العربية التي كان يكتب بها وكذلك للغتين الفرنسية والإنكليزية، ومتمكنًّا من التاريخ العربي والإسلامي ومن تاريخ بلادنا القديم والحديث. كل روايات وقصص مرزاق تؤكد ارتباطه بشعبه، وهو ابن بيئته التي عبَّر عنها بأسلوبٍ واقعي جذاب وبسيط مثل بساطة شخصيته الأصيلة".
الروائي والناقد السعيد بوطاجين أحاط بشخصية الراحل أدبيا قائلا: "بقطاش قامة سردية ومعرفية وصاحب جهد مركب يستحق النظر بكثير من العرفان. ظللت أشبهه بمالك حداد وعبد الحميد بن هدوقة لحكمته وثقافته، وهو يمثل حلقة وصل بين كتاب الستينيات والسبعينيات. منح السرد هوية مَخصوصة في القصة والرواية وفي ترجمته الراقية كمتحكم في العربية والفرنسية والأمازيغية وكقارئ بالإنكليزية، مما أهَّلَه للاطلاع على الآداب العالمية، ومن ثم الاستفادة من التقنيات دون الانمحاء فيها بفعل النقل الحرفي للمنجز الغيري".
واستطرد بوطاجين مشيدا بهوية الراحل المُشرعة على إبداع متنوع، كاشفا عن إحدى خصوصياته بقوله: "ربما كان من القلائل الذين تحكموا في تبيئة الأشكال والموضوعات والرؤى بنباهة حتى في كتاباته عن البحر، رغم اطلاعه على كتابات إرنست همنغواي وحنا مينه وغيرهما من الكتاب الذين اشتغلوا على هذه الموضوعة. نصوصه مرتبطة بالوطن وممتلئة بمحيطه الخارجي أساسا، وحافلة بتقنيات تنقل عبرها بين أنواع سردية بحثا عن ذاته وطرائقه التعبيرية. شحذ الراحل أسلوبه، وبناه بعربية غنية معجميا، وتحكم في القواعد بدقة متناهية واطلع على القرآن والموروث، واختار الكتابة باللغة العربية رغم أنه كان يتقن الفرنسية جيدا دون ادِّعاء، وكل هذه الحقائق تركته ينفرد بميزة تستحق التنويه". صاحب "دم الغزال" التي تناول فيها محاولة تصفيته، رحل في نظر بوطاجين: "كبيرا ومضيئا دون أن يتخلص من تأثيراتها النفسية والجسدية كما يرحل الصوفي"، على حد تعبيره.



البحر كمصدر إبداع
الإعلامي والقاص والروائي عبد العزيز بوشفيرات عرف الراحل وكتب عنه مثل رفيق دربه السعيد بوطاجين، وبدوره أكد الأهمية القصوى التي أولاها فقيد الجزائر للغة العربية التي تعتبر وُجدانه على حد تعبيره للزميلة عائشة غول عندما حاورته قبل خمسة أعوام لقناة "الجزائرية" (فيديو الحديث). الراحل بقطاش الذي أبدع في صمت وبهدوء، قال له في حوار أجراه معه في منتصف السبعينيات: "كتابتي عن البيئة البحرية التي ولدت فيها لا يعني أن ما يكتب عن المدينة أرقى مما يُكتب في الريف وعن الريف، وكل الأدب العربي والعالمي ريفيٌّ إلى حدود القرن العشرين. إن الأدب الذي كتب في المدن حديث وطارىء، ومن ثم فهو رديف للأدب الذي كتبه أبناء الريف. لقد كتب نجيب محفوظ عن القاهرة وليس سوى القاهرة فأبدع، وكتب وطار عن المحيط الاجتماعي الذي نشأ فيه، فجاء بأشياء جميلة، ونظم المتنبي قصائده بكل عفوية سواء كان في قلب المدن العربية الإسلامية أم في الفلوات والمسالك المخيفة، فأبدع هو الآخر. المسألة مسألة صِدق في المقام الأول يا بوشفيرات". الراحل الذي كان يجيد اللغة الفرنسية كتابة وقراءة إلى جانب الأمازيغية والإنكليزية (قراءة أكثر) قال عن اللغة: "إنها مبدأ وقناعة وإيمان، والمستقبل لها في هذا الوطن، وهي في حاجة إلى من يخدمها ويبدع بها وفيها، وليست في حاجة إلى مزايدات كلامية وسياسية".
وأضاف بوشفيرات نقلا عن الفقيد بقطاش: "كل شيء يتغير إبداعيا من منطلق تقني في القصة والرواية سوى في السرد القائم منذ أن وجد الإنسان، وهو أمر تلقائي تفرضه علينا الظروف الجديدة". لا وجود لأجيال في الأدب في نظر الفقيد: "أقرأ هوميروس كأنه يعيش معي رغم أنّ بيني وبينه تسعة وعشرين قرنا، وأقرأ رامبو وكأنه نظم لتوه ’موسم في الجحيم’". الفقيد لا يعرف معنى الحداثة في الأدب ولا في السياسة، لأنها لم تَتَقَوْلَب في نظرية ولا في مذهب فلسفي، وهي فكرة مبهمة تتردد في أوساط المثقفين والمبدعين على الرغم من احترامي لآرائهم".

هنا تكريم متنوع لبقطاش، الإنسان والمبدع بأكثر من لغة، في شكل شهادات شهِد أصحابها وكاتب هذه السطور على فرادة شخصيته الأخلاقية والأدبية والإعلامية 



الكاتب الصحافي والروائي الفرنكفوني المحب للعربية جمال الدين مرداسي والكاتب الصحافي والقاص المعرب والزميل السابق في صحيفة "الشعب" عبد الحميد عبدوس، أكدا ما قاله بوطاجين وبوشفيرات مشيدين بشخصية بقطاش. الأول قال عنه: "إنه العالم المعرفي والموسوعي في شتى المجالات الأدبية والفنية المتعدد اللغات، والصحافي والروائي المبدع الذي كتب بلغة عربية رائعة، والمسكون بالكتابة منذ مطلع شبابه، والحريص على خدمة الصالح العام وقول الحقيقة، والمتواضع رغم كل ما تمثله شخصيته من ثقل ورمزية متعددة المستويات والمعاني". عبدوس الذي عرف الراحل في سبعينيات القرن الماضي والحزين مثل رفقاء دربه وكل محبي السرد البديع، أشار إلى تميز الراحل قصصيا قبل أن يتألق مجددا تحت سماء الرواية، مُعززا شهادته بالوقوف عند أناقة ونبل أخلاقه، وعند تجسيده الروح الجزائرية في رؤية تَمْزِجُ حداثة الأسلوب بعمق الانتماء. عبدوس تأثر أكثر من رفقاء آخرين برحيل بقطاش الذي لم يتردد في كتابة مقدمة مجموعته القصصية الأولى مثله مثل الدكتور بن عمار.


ساحر السرد
الأستاذ الجامعي والشاعر والناقد مشري بن خليفة الذي وصف الراحل بقطاش بـ"ساحر السرد"، أبدى حزنه العميق وهو يحدث "ضفة ثالثة" مسترجعا ذكرى المُداخلة التي قدمها عن تجربته الروائية بحضوره الباذخ على حد تعبيره. وقال مشري: "بقطاش كان المبدع الوحيد الذي تربى وكبر في العاصمة مطلا على البحر الذي وظفه لبناء رواية تستنطق الواقع بكل تفاصيله والتاريخ بشكل يخدم تطور الحكي والقصة داخل البنية السردية. بقطاش هو الوحيد الذي أتقن اللغات الفرنسية والإنكليزية والأمازيغية والعربية، وتشبع بثقافة معرفية عالمية وعربية إسلامية في الوقت ذاته، واختار اللغة العربية التي أحبها، وأبدع بها كل أنواع السرد بصدق مُبهرٍ، مُحاولا كسر الشكل المتواتر وموظفا التراث والذاكرة في قالب يتقاطع مع الواقع ويرتقي إلى المتخيل بطريقة عجائبية". مشري الذي كتب مقالا عن الراحل وهو طالب جامعي، وعمل معه في مجلة "المجاهد" الأسبوعية بعد تاريخ صحافي حافل ابتداء من عام 1962 شهد عليه صحافيو وكالة الأنباء الجزائرية، أنهى شهادته متألما بقوله: "انصهرت كل أبعاد هوية الجزائر في شخصية وإبداع بقطاش الذي تعهدني بالعناية والمحبة، ورحل دون أن أتمكن من زيارته حاملا رسالتي ماجستير تناولتا إبداعه"، وهو الأمر الذي زاد من حزنه وتركه يلعن كورونا بكل الصيغ الأدبية الممكنة كما أتصور.
الكاتب والإعلامي الثقافي أحميدة العياشي أكد بدوره خصوصية الإضافة الأدبية التي جاء بها الراحل الذي مثَّل "صوتا متميزا في أدب البحر بمساءلته جزائر ما بعد الاستقلال، واستلهامه التجربة الإنسانية للأدب الأميركي، ومعالجته الواقع السياسي في رواياتها الأخيرة من وجهة نظر إنسانية" على حد تعبيره. تجربة بقطاش في نظر العياشي: "جمعت بين ماضي الثورة وراهن حقبة ما بعد الاستقلال، وبين ذاكرة طفولة حرب التحرير ونضج الكهولة في ظل أسئلة المصير الذي تأرجح بين مخاوف الإخفاقات وهواجس التحديات على الصعد الجمالية والنقدية والأيديولوجية".


زيتونة لا شرقية ولا غربية
القاص والروائي ومدير دار الحضارة للنشر، رابح خدوسي، اختار صيغة مختصرة ولافتة لتكريم الراحل بقوله: "إنه زيتونة لا شرقية ولا غربية، ومبدع انتزع إعجاب وتقدير الجميع بمختلف توجهاتهم الفكرية، لما تمتع به من خصال مهنية وإبداعية وشخصية فكرية ومعرفية ولغوية جامعة لم تتوفر عند غيره. إنه الأمازيغي القح الذي عشق اللغة العربية أكثر من العرب، والمؤمن الذي تمسك بالإسلام صامتا ولكن بعمق وثمرة تربية الأحرار وتلميذ فطاحلة ومشايخ اللغة العربية في المدارس الحرة".
بقطاش لم يكن جوهرة على حد تعبير الكاتب خدوسي في الوسط الأدبي المتخصص فحسب، بل افتتن بلمعانها عدد كبير من الإعلاميين الثقافيين وغير الثقافيين الذين عرفوه شخصيا أو من خلال قراءتهم لإبداعه المتنوع، ومن بين هؤلاء محمد شلوش، المدير السابق للإذاعة الوطنية والمتقاعد الذي يقرأ كثيرا. قال شلوش لـ"ضفة ثالثة": "كان الراحل يوزّع بُذُور الإبداع الصحافي واللغوي والقصصي والروائي بشكل مبهر بلغة عربية أحبها إلى حد التقديس، ووُفِّقَ في المزج بين الواقع والخيال باقتدار نادر، رغم ميله إلى واقعية نجيب محفوظ ومحمد ديب ومولود معمري. كان الفقيد يُشبِّه القصة بالألوان المائية التي يضعها على الورق دفعة واحدة كما يضعها التشكيلي على اللوحة، والرواية زبدة المعرفة الإنسانية في تقديره، وتكْمُن قوَّتها في الإسقاط النفسي والتاريخي والإجتماعي والفلسفي الذي تسمح به للتعبير عن الحياة بكافة تجلياتها الواسعة".
وأشار شلوش بحكم عمله في الإذاعة لعدة أعوام، إلى البصمة المسرحية التي تركها الراحل في المسرح الإذاعي الجزائري والعربي والكويتي بوجه خاص. ولعل مسلسل "شجرة الخلد" الذي اقتبسه عن فاوست غوته مشيدا بشخصية جابر بن حيان، خير نموذج على أصالة وانفتاح الراحل، كما يقول.
وشارك الإعلامي حكيم زموش حزن الكتاب والأدباء لرحيل بقطاش بأسلوب شاعري يؤكد سلامة حسه الأدبي بقوله لـ"ضفة ثالثة": "يرحل عاشق البحر، يرحل الجزائري الحقيقي، مفرنس ومعرب وأمازيغي الجذور (صيغة قد يرفضها من سبقوه في الحديث عن شخصية الراحل)، لكنه لم يدخل في جدل الثالوث الذي يمزق أوصالنا، ويمنعنا من أن نخطو نحو الأمام. طيور الظهيرة، ستحلق تحت سماء مرقدك الأخير، وستسأل عنك وستحييك، وستحارب جراد البحر لتجعله أزرق ليروق لك. وداعا أيها الكاتب النظيف، وداعا أيها القلم الذي رفض أن يتلطخ بغير الحبر الأزرق كزرقة سماء المحروسة".
كتب الراحل الذي ولد عام 1945 في حي "العين الباردة" بقلب القصبة التاريخية والثورية، عشرات القصص والروايات من بينها "المومس والبحر"، "دار الزليج"، "قفزة في الظلام"، "دم الغزال"، "عزوز الكابران"، خويا دحمان"، "رقصة في الهواء الطلق"، "الرطب واليابس"، "وداعا بسمة"، "أغنية البعث والموت"، "نهاوند"، "البابور" (الباخرة)، و"المطر يكتب سيرته" التي نال بها جائزة آسيا جبار في نهاية عام 2017.


******

أخيرا شهادتي الشخصية: أكتب هذه الكلمات وأصابعي ترتجف، لأن وجهه يرتسم قبالتي كما لو أنه ما زال حيا يرد على أسئلتي في استديو برنامج "من قضايا الثقافة". استقبلت الراحل مرزاق بقطاش عام 1991 رفقة اللغوي الراحل حنفي بن عيسى لمناقشة ملف الترجمة، ووقتها كنت أقدم البرنامج بتشجيع من الراحل الآخر شيخ الرواية الجزائرية الطاهر وطار.
سمعت صوته عبر الهاتف آخر مرة قبل أربعة أعوام بمساعدة الزميل الإعلامي والأديب يوسف شنيتي، ولأن الوقت كالسيف ويقطعنا إن لم نقطعه، مرت الأيام وشغلتني الدنيا والعائلة، وحالت ظروف قاهرة دون زيارته قبالة البحر لمحاورته. أنا أتمزق اليوم مرتين، ونادم وقت لا ينفع فيه الندم، ولن أشفى من جرح تماطلي حتى آخر لحظة من حياتي. أعزي نفسي بما كتبته عنه خلال الحجر الصحي الأول. كتبت في مقال "قراءات محجور صحي في رمضان" تحت عنوان "من جزائر وطار وبقطاش إلى مصر الغيطاني": "وطّار العجيب الذي دفعني إلى إعادة قراءة روايته البديعة "الزلزال"، فتح شهيتي الروائية، فرحت ألتهم روايتي "نهاوند" و"البابور" لمرزاق بقطاش، الذي يعيش محجورا قبل كورونا مناجيا بحر ذاكرته السرمدية. بقطاش الذي نجا بأعجوبة من محاولة اغتيال في عز العشرية السوداء مثقف كبير ومترجم متضلع، وصحافي تاريخي ونموذجي، ومحب كبير وممارس للفنون وللحضارات وللتاريخ، وكاتب يطوع بمهارة آسرة الذاكرة للوقوف عند أوجاع الحاضر.. معذرة مرزاق". 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.