}

السرير في الأسطورة والأدب: كأننا أمام مرآة زوزيما

باسم سليمان 27 يوليه 2024
استعادات السرير في الأسطورة والأدب: كأننا أمام مرآة زوزيما
لجأ أفلاطون لفكرة السرير لمّا أراد شرح المثل العليا(Getty)
استيقظ غريغور سامسا في سريره، في رواية "التحوّل" لكافكا، وقد أصبح حشرة! لا يهم إن كان هذا التحوّل ناتجًا عن القمع الذي كان يمارس على سامسا، أو لأنّه حقيقة كان يرغب بأن يصبح حشرة، فما دام القمع الذي كان خاضعًا له يعامله كحشرة، فلماذا لا يصبح حشرة، وبذلك يتوافق لاشعوره مع شعوره؛ أناه مع الأنا الأعلى، ويُخمد الصراع الذي يدور في داخله؛ لذلك لم يتحوّل سامسا خلال النهار، أو في أثناء جلوسه، أو في عمله، بل في سريره خلال نومه، حين كان لاشعوره، لم يُكبت بعد، وعندما استيقظ من النوم وجد نفسه حشرة.
يشرح سيغموند فرويد بأنّ الأحلام هي وسيلة لتحرير المكبوتات التي يغصّ بها لاشعور الأنا، والناتجة عن سطوة رقابة الشعور/ الأنا الأعلى، الذي يمثّل السلطات الدينية والأخلاقية والمجتمعية، وبناءً عليه، تُولد الأحلام في النوم، لكن أين؟ في السرير، لذلك نراه يتوسّط عيادة الأطباء النفسانيين.
لقد حدث تحوّل كافكا في السرير، ولكن لماذا السرير؟ كان بروكرست حدادًا وقاطع طريق في اليونان القديمة، يستقبل الناس في بيته، أو يخطفهم، وفي كلتا الحالتين يستضيفهم، ومن ثم يدعوهم إلى النوم في سرير قد أعدّه لذلك. كان سرير بروكرست لا يتوافق مع طول ولا قصر قامة أي من الأشخاص الذين ينامون عليه، لذلك كان بروكرست يجتهد في تطويع جسد النائم مع قياس السرير، فإذا كان جسده أطول من السرير بتر الزائد من جسم النائم، وإذا كان أقصر مطّه حتى يتوافق مع قياس السرير. أصبح بروكرست شرًّا مستطيرًا إلى أن أتى البطل تيسيوس، قاتل الوحش المينوتور، وأخضع بروكرست إلى الجزاء نفسه، بأن مدّده على السرير، فلم يناسبه، فقام بقطع الزائد عن السرير من جسد بروكرست أو مطّه حتى يتوافق قياسه مع السرير، حتى مات.
عندما أراد أفلاطون أن يشرح فكرته عن المثل العليا وعالم المحاكاة الأرضي الفاسد، لجأ إلى فكرة السرير المثال الذي تُصنع جميع الأسرّة اقتداءً به، فسرير النجّار أقرب إلى فكرة المثال من الرسّام الذي تأتي محاكاته لفكرة السرير المثال من الدرجة الثانية، فهنالك من هم كالسرير الذي يصنعه النجّار في قربهم إلى عالم المثل، وهنالك من هم كلوحة الرسّام للسرير في بعدهم عن عالم المثل. ليس استخدام أفلاطون للسرير اعتباطيًا، لكن لنعد إلى بروكرست. إنّ سويعات تواجدنا في السرير في حالة النوم، أو الأرق، نكون أقرب إلى طبائعنا الأصلية، وكأنّنا في عالم المثل، فما نحاول كبته خلال اليقظة في النهار، يتبدّى من خلال الأحلام، أو في تلك الأفكار التي تجتاحنا في حالة الأرق، وكأنّنا في جردة حساب لما نخفيه، أو نخاف منه، أو نكبته، أو نشتهيه، إذ نتبدّى عراة لأنفسنا في السرير، وكأنّنا أمام مرآة زوزيما التي اخترعها الإسكندر، فكان كل من يقف أمامها تظهر دفائنه النفسية، هكذا كان الإسكندر يعرف من يواليه ومن يدعي حبّ سيف الدولة كما قال المتنبي.
لقد كان بروكرست يجالس من يستضيفهم، أو يخطفهم ويستمع لأحاديثهم وتوسلاتهم لإطلاق سراحهم، وفي كلتا الحالتين كان يبحث عن الطبائع الحقيقيّة لضيوفه، فيضعهم على السرير، فلا ينطبق مقاسه على أحد، وكأنّنا أمام سرير أفلاطون المثال وعالم المثل، حيث الحقيقة لا التزييف الذي نعيشه هنا على الأرض، بسرير من صناعة النجّار، أو لوحة له. أراد بروكرست مطابقة لاشعورنا/ طبائعنا المخفية مع شعورنا، أو شخصيتنا التي نظهرها للناس، ولا يحدث ذلك، إلّا عندما نستلقي على السرير ونمنح اللاشعور المكبوت حريّة الحركة بالأحلام، أو بتداعيات الأرق. لقد كان ينزع الأقنعة، ليكشف أنّ الجميع كاذبون، فشخصياتهم الظاهرة لا تتوافق مع شخصياتهم الباطنية.
تعد البروكرستية أسلوبًا فكريًا، سياسيًا، دينيًا، اقتصاديًا، اجتماعيًا، هدفه قسر الآخرين وإجبارهم على المطابقة مع العقائد والأفكار والمبادئ التي يعتنقها صاحب هذا الأسلوب. وإن أمعنا النظر نجد أنْ لا أحد يخلو من البروكرستية، فكثيرًا ما نطلق الأحكام والتقييمات على الآخرين من وجهة نظرنا الخاصة من دون أي اعتبار لهم.




لذلك أتى أخيرًا تيسيوس، قاتل وحش المينوتور، وأخضع بروكرست إلى مذهبه نفسه، وكأنّ لسان حاله كلسان السيد المسيح: "لا تدينوا لكي لا تدانوا". إنّ أسطورة بروكرست لمّاحة جدًا، لأنّها على ما يبدو قد ظهرت في فترة تحوّلت فيها المدن اليونانية إلى ديكتاتوريات كبروكرست، تفرض مقياس سريرها على مواطنيها، فكانت الأسطورة دعوة لأن يتركوا للناس الحرية على الأقل في أحلامهم، وإلّا تحوّلوا بدورهم إلى بروكرستات/ قطّاع طرق.

السرير كتاب اليقظان
يقول آلبرتو مانغويل في كتابه "تاريخ القراءة" بأنّ المؤالفة بين السرير والكتاب كانت تمنحه ما يشبه المسكن، مسكن كان يستطيع الرجوع إليه ليلة بعد ليلة، وتحت أي سماء. يعرض مانغويل لأماكن عدة مفضّلة للقراءة ذكرها القرّاء والكتّاب. يقول الفيلسوف توما الكمبيسي الذي كان يبحث عن السعادة في كل مكان: "إلّا أنّني لم أعثر على هذه السعادة إلّا في زاوية صغيرة وبيدي كُتيّب"، فيما أوصى عمر الخيام بأن تكون قراءة الأشعار خارجًا تحت الأشجار. تتعدّد أماكن القراءة على مقعد، أو في مكتبة عامة، أو في قطار، أو حتى في المرحاض، كما ذكر مارسيل بروست. كان المرحاض لبروست مكانًا لجميع الانشغالات التي تتطلب وحدة خالية من التشويش: "القراءة، أحلام اليقظة، الدموع، واللذّة الحسّيّة". ولا أختلف شخصيًا عن بروست، ففي الثمانينيات من القرن المنصرم دفع أبي، مدرس الفلسفة، بكتبه إلى المرحاض، واحدًا تلو الآخر، لتصبح ورق تواليت، بدلًا من علبة المحارم التي تحتاج وساطة وزير، أو أكثر، للحصول عليها، ولأسباب أخرى، وهناك في المرحاض بدأ شغفي بالقراءة، وتعرّفت على "ألف ليلة وليلة"، و"محاورات أفلاطون"، وسارتر، فهمت منها شيئًا وغابت عنّي أشياء كثيرة في ذلك الزمان، لكن كل كلمة قرأتها في المرحاض ظلّت محفورة في ذاكرتي، فعذرًا لهذا التداعي الذي فرضه عليّ آلبرتو مانغويل.
بعد أن يعرض مانغويل لعدد من أماكن القراءة، يبدأ بالحديث عن السرير، لأنّه شرع بالقراءة في السرير منذ طفولته، فكان له بمثابة الرحم الذي يعزله عن العالم: "إنّ القراءة في الفراش تعد أكثر من مجرد تمضية للوقت؛ إنّها تمثل نوعًا من الوحدة. فالمرء يتراجع مركّزًا على ذاته، ويترك الجسد يرتاح، ويجعل من نفسه بعيدًا لا يمكن الوصول إليه مخفيًا عن العالم". يذكر الكاتب جوزف شكفوريكي أيام تشيكوسلوفاكيا الشيوعية، بأنّ الأضواء كان يجب أن تُطفأ في التاسعة، وعلى الأطفال أن يناموا مبكرًا، ومن يخالف ذلك كانت العقوبات شديدة. هكذا كان يسحب الغطاء فوق رأسه في السرير، ويشعل كشّافه الضوئي ويبدأ القراءة. ذكر عدد من الكتاب شغفهم بالقراءة في السرير، لكن هذه العادة قديمة، فاليونانيون والرومان كانوا يلجؤون إلى أسرتهم للقراءة. وفي أوروبا في العصور الوسطى كان امتلاك سرير علامة على الثراء وامتلاك الكتب كذلك، لذلك أصبحت الأسرة والكتب تُورّث سوّية. كان الرهبان المعروف عنهم تقشّفهم يجدون في أسرتهم مكانًا هادئًا ودافئًا لمتابعة قراءاتهم، حيث نجد في مخطوطة تعود إلى القرن الثالث عشر راهبًا في سريره يقرأ.



ترافق السرير والكتاب والزمن يتقدم نحو عصرنا، حتى إنّ بعض القديسين حذّروا من عادة القراءة في السرير، لما لها من مضار على الأخلاق، كالقديس جان ــ باتيست دو لاسال، الذي قال: "لا تحاكوا أشخاصًا معيّنين يشغلون أوقاتهم بالقراءة، ولا تمكثوا في الفراش إن لم يكن لغرض النوم، لأنّ هذا لا يعود بالنفع على فضائلكم". إنّ علاقة القراءة بالسرير أصبحت مع الكاتبة الأرستقراطية الأميركية إيدث وارتون جنونية، فعندما كانت في برلين تم تحريك سريرها من مكانه قليلًا، فأصابها الجنون، ولم تهدأ حتى أعيد كما كان مواجهًا للنافذة. أمّا الكاتبة الفرنسية كوليت، التي كانت تراها الكنيسة "شائنة، ومتهورة، ومنحرفة"، إلى درجة رفضت الكنيسة دفنها وفق الطقوس المسيحية.




عندما توفيت عام 1954، كان السرير لها بمثابة بساط علاء الدين السحري، وفي صورة التقطت لها قبل وفاتها بعام احتفلت بعيد ميلادها في سريرها. في زمننا الحالي، لم نعد نحتاج إلى الكشّاف الضوئي للكاتب التشيكوسلوفاكي جوزف شكفوريكي، فجوالاتنا ولابتوباتنا وتاباتنا نأخذها معنا إلى الفراش. قديمًا، كان الكتاب يحتاج إلى ضوء خارجي ليضيء، أمّا الآن، فكتبنا إضاءاتها ذاتية في ليلنا البهيم الحميمي. إنّ القراءة في السرير تمتاز عن بقية الأماكن بأنّها تمنحنا شعورًا بالأمان لا نحوزه في أي مكان آخر، حتى أنّ السجناء، وخاصة أصحاب الرأي، الذين لا يملكون مساحة خاصة بهم غير السرير في مهجع السجن، كان السرير بالنسبة إليهم كجزيرة روبنسون كروزو التي يهربون إليها من يد السجّان عندما يمسكون الكتاب بإيديهم.

السرير ليس قطعة أثاث بل أسطورة للتحوّل
السرير في الأسطورة هو عنصر فعّال يعكس تمثّلات التجربة الإنسانية، وأسرار الكون العميقة. وكما رأينا في رواية كافكا كيف حدث التحوّل من طبيعة إلى طبيعة أخرى من خلال السرير، نجد ذلك في الأساطير المصرية، التي غالبًا ما يتم تصوير السرير فيها ملازمًا لمشاهد الموت والبعث. فبعد مقتل الإله أوزوريس، وتقطيع أوصاله على يد أخيه سِت، قامت زوجته إيزيس بإحيائه على السرير. هكذا يصبح السرير رمزًا للانتقال من الموت إلى الحياة، ممّا يؤكّد على القوة التحويلية الكامنة التي وضعتها الأساطير في الأسرّة، فهي تستقبلنا لحظة ميلادنا، ونغادر الدنيا ونحن مسجَّون عليها.
أمّا في الأساطير الهندوسية، فيُصوَّر الإله فيشنو متكئًا على الثعبان شيشا، العائم على المحيط الكوني. هذا السرير ليس مجرد مكان للراحة، ولكنّه رمز للدورة الأبدية من الخلق والدمار. يشير سبات الإله فيشنو على هذا السرير إلى الفترات الفاصلة بين انحلال الكون وإعادة خلقه، مما يُظهر السرير كمساحة تحدث فيها تحوّلات كونية عميقة. السرير هو أيضًا موقع للغموض والوحي، حيث تتلاشى الحدود بين الفاني والإلهي. في القصة التوراتية لسلم يعقوب، يحلم يعقوب بسلم يصل إلى السماء، بينما كان ينام على حجر هو بمثابة سريره. يكشف هذا الحلم عن العلاقة بين السماء والأرض، ويقدم ليعقوب رؤى ووعودًا إلهية. إنّ السرير المتواضع، في هذه الحالة، يصبح بوابة إلى الألوهية، مكانًا تنكشف فيه الرؤى والحقائق المقدسة. في عدد من الحكايات الشعبية، تعد الأسرة أشياء مسحورة يمكنها نقل الأفراد إلى عوالم أخرى، مثل الحكاية الروسية التي تتكلم عن طائر النار والذئب الرمادي، فقد كان فيها سرير سحري يحمل البطل إلى الأراضي البعيدة، مما يسلط الضوء على دور السرير كوسيلة للاستكشاف والاكتشاف. تؤكّد هذه القصص على ارتباط السرير بالخيال، وحتى الماورائيات.

السرير رمز الألفة والصراع
لقد كانت الأسرّة في الأدب، إلى جانب كونها مكانًا للنوم والاستراحة، بمثابة رموز لها دلالاتها العديدة، حيث تمثل مجموعة من المواضيع، بدءًا من العلاقة الحميمة إلى الصراع، وحتى التحوّل والتأمّل في مآلات الحياة. يتبدّى السرير في الأدب، وخاصة الروايات، كنقطة محورية لتطوير الشخصية واستكشاف الذات، ويجسد الجوانب الدنيوية والعميقة للتجربة الإنسانية، فيرمز غالبًا إلى العلاقة الحميمة وتعقيداتها، إنّه مكان تكشف فيه الشخصيات عن ضعفها وقوتها، فعلى سبيل المثال، في رواية "عشيق الليدي تشاترلي"، لديفيد هربرت لورانس، يعد السرير تأكيدًا للعلاقة العاطفية والجسدية بين الليدي تشاترلي وميلورز، حيث يكون السرير نقطة تحول في تحدّي الأعراف المجتمعية. وعلى نحو مماثل، في رواية غابرييل غارسيا ماركيز "مئة عام من العزلة" كان السرير رمزًا متكرّرًا في ملحمة عائلة بوينديا. ففي أسرة عائلة بوينديا، تتكشّف عدد من اللحظات المحورية في تاريخ العائلة: الولادات والوفيات ومرور الأجيال، حيث يصبح السرير، في هذا السياق، مستودعًا للذاكرة الجماعية، ورمزًا للروابط الحميمة التي تربط الأسرة ببعضها بعضًا. أمّا في مسرحية "عطيل" لشكسبير، فيلعب السرير دورًا مركزيًا في ذروة المسرحية المأساوية. لقد قتل عطيل ديزديمونا في فراش الزوجية، وهو تمثيل صارخ للخيانة المطلقة والقوة التدميرية للغيرة. فالسرير، الذي كان في البداية رمزًا للحب والاتحاد، أصبح مسرحًا مأساويًا للعنف والموت، ممّا يسلط الضوء على الطبيعة الهشّة للثقة، والأثر المدمّر لانعدامها. غالبًا ما تكون الأسرّة استعارات لدورات الحياة: الولادة، والنوم، والأحلام، والموت، ففي رواية "إلى المنارة"، لفرجينيا وولف، ينقضي الزمن من خلال الأسرّة الفارغة وغير المستخدمة في منزل رامزي الصيفي، حيث تصبح هذه الأسرّة شواهد صامتة على مرور الزمن، وما يحمله من تغيّرات حتمية، مجسّدة موضوعات الفقد وانقضاء الحياة. وفي رواية "وداعًا للسلاح"، لإرنست همنغواي، يعد السرير مكانًا للحظات العابرة من السلام والحميمية وسط فوضى الحرب. إنّ السرير في الأدب هو رمز غنّي ومتعدّد الأوجه، إنّه مساحة يتقاطع فيها ما هو حميم مع ما هو خارجي، حيث تواجه وتعيش الشخصيات أعمق رغباتها ومخاوفها وتحوّلاتها وآمالها.
وصف هوميروس سرير عوليس وبينولوبي في الأوديسة بأنّه مصنوع من جذع شجرة زيتون ما زالت جذورها في الأرض، دلالة على الإخلاص والوفاء والطهارة، لكن لا يوجد سرير في العالم كسرير شهرزاد، فعلى فراشها الوثير حوّلت شهريار الطاغية إلى إنسان، وأنقذت نفسها وبنات جنسها من الموت. إنّ للأسرّة آفاقًا كثيرة، فمن المهد الذي يحتضن ولادتنا، إلى السرير الذي نلفظ أنفاسنا فيه، تكون قد أتمت حياتنا أيامها. لم يكن بروكرست يقيم حاجزه في منطقة (أتيكا) للمصادفة، بل لأنّ الطريق إلى الأماكن المقدّسة في أثينا يمرّ بها، فهل نحن مع مفهوم الصراط الديني، حيث لا يعبره إلّا من خفّت موازينه!
الآن، لنعد إلى كافكا، ونتخيّل أنّ غريغور سامسا/ الحشرة استلقى على سرير بروكرست، سيصدم بروكرست عندما يجد أنّ السرير مناسب جدًا لكافكا!

*كاتب من سورية.        

مقالات اخرى للكاتب

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.