"1967! يا اللـه كم قديمة... /57/عامًا! زمن يكاد لا يصدق؟ ويا اللـه كم أنت قديم، بل أنت أقدم... /75/ عامًا يا رجل!". حسنًا حسنًا يا أصدقائي، اعتبروها آتية من عالم انقضى، عالم آخر، لم يبق منه سوى أطلال مبعثرة.

كتبتُ هذه اليوميات منذ عهد سحيق، كما تؤشر تواريخها. ولأنه زمن غزة وزمن الضفة، شقت اليوميات غيابة الجبّ والنسيان، وها هي من دون أن أبدّل فيها حرفًا.

استعادة سيرة الشاعر الفلسطيني عصام ترشحاني الذي رحل أخيرًا، تذهب بك إلى ترشيحا في فلسطين حيث ولادته هناك عام 1944 فيما تأخذك معرفتك المباشرة به إلى سورية وهو الذي عاش حياته كلها في حلب "عاصمة الثقافة الإسلامية" في أحد وجوهها.

صدرت حديثًا عن دار هاشيت أنطوان (لبنان) رواية جديدة للكاتبة السورية عبير داغر إسبر بعنوان "ورثة الصمت"، تطارد فيها الكاتبة مصائر أفراد عائلة قدسي في هجراتهم بين حمص ونيس ومونتريال، تعود بعيدًا في تاريخ العائلة وسِيَر نسائها تحديدًا.

وصفت مرة انكشافنا، نحن السوريين، وانكشاف بلدنا، بأنه يشبه جسمًا سقط من علو شاهق، وتحطم، وتناثرت أجزاؤه، فبان سوء مواده وعيوب صنعه! ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ما إذا كان هذا الانكشاف الكبير ينفع السوريين في شيء؟

"الزمن كائن شفاف، لا يخدع الناس". "أدرس الجغرافيا من حيث أنها الجذر الأول للفلسفة. أليست هي التي حررت العقل البشري من الخرافة؟"- تلك نُبَذٌ من سيرة الكاتب السوري حسن صقر وقد صدرت منذ شهور بعنوان "دفاتر العزلة: حوار مع الزمن".

من مأتم إلى مأتم، والراحل(ة) شهيدة(ة) والراحلون شهداء وشهيدات أو قتلى، والسؤال يتجدد، والذكريات تعصف، واليباس للكتابة، والأصدقاء والصديقات في مواكب الرحيل.

بالرغم من الأوضاع الاقتصادية المتردية نتيجة الحروب التي تعصف بالعالم، لا يزال للثقافة حضور بالغ الأهميّة على الصعيدين العربي والعالمي؛ فمن المهرجانات الفنية والأدبية، إلى المعارض، وتحديدًا معارض الكتب، ثمّة حضورٌ لافت، وجمهور يأبى الخضوع لصوت الرصاص.

يعيش الفلسطيني منذ 75 عامًا على بعد صفر من عدوه، كما لو أنه يعيش تحت سلطة دكتاتور. في الشمال، وعلى بعد تكتيكي بينهما، يضطر أخوه السوري، على معاناة العيش نفسه، لكن الزمن أدنى من 75 عامًا.

أطل حبيب من شباك (عمورية)! وسألته بحزن غاضب:/ ماذا تقول للأطفال والشباب، الرجال والنساء والشيوخ، نضجت جلودهم دون أن يكونوا طرفًا في حرب؟/ أطل عبد السلام من قبر (وردة)، وقال: ما ضرَّ حمص إن كنت عربيًا، أو روميًا، أو فارسيًا!