نتائج البحث: الجحيم
فجأة، في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، دخل الكاتب الأميركي بول أوستر إلى ثقافتنا، واتخذ مكانًا فريدًا في مكتبتنا. قبل "بلاد الأشياء الأخيرة"، و"ثلاثية نيويورك" (دار الآداب)، كان الاسم مجهولًا، وتقريبًا، لم يكن أحد يعرفه عندنا.
يصعب تصوّر هذا الشرخ الإنساني بين أي شخص لمجرد أنه عربي، و/أو مسلم، وبين الكاتبة التي تعرف قيمة الكلمة وكيف توظّفها، حين تربط بين الآذان والعواء، وبين سائحة عربية، جلست لتناول حبة دواء، وبصاق أخضر يخرج من فم أوزبكي عجوز.
وصل غسان أبو ستّة إلى قطاع غزّة في العاشر من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، قبيل ساعات من إحكام الحصار الإسرائيليّ حوله، ليكون حاضرًا بمستشفيات القطاع مع منظّمة "أطبّاء بلا حدود"، بعد أن قرّر الاحتلال فرض سلطة الموت على قاطني غزّة.
ما أكتبه هنا ليس سوى متابعة لما يكتبه البسطاء، من يكتبون مشاعرهم وأحاسيسهم وأفكارهم العابرة في وسائل التواصل، وخصوصًا فيسبوك... مع ملاحظة غياب الموقف الواضح لدى بعضهم تجاه ما جرى ويجري.
انضمّ وليد دقة إلى الأسرى المبدعين في السجون الإسرائيلية الذين حملوا القلم كبندقية لهم بعد الاعتقال، وكانت الورقة ساحة المعركة الاعتقالية، حتى بات أدب السجون ضمن أدب المقاومة وجزءًا من الأدب العربيّ المعاصر ذا تأثير في نفسية الأسير وبالمجتمع الفلسطيني.
عندما نستذكر جاك بريل، فنحن لا نتحدث عن مغنٍّ عاديّ، بل عن فنانٍ من طراز خاص واستثنائيّ، فقصصه ومغامراته وجنونه الأرستقراطيّ والصاخب معًا يُعري الواقع من زيفه وأقنعته ويسكب المخدر على التفاصيل لتتحول مشهدًا تمثيليًّا مُتكاملًا، بأبعاده النفسية الهائلة.
قرأت رسالة طريفة وجهها موريس ميرلوبونتي لسارتر على الأرجح عام 1930، في عز شبابهما. وهي من الطرافة والعمق بحيث آثرت أن أترجمها هنا كاملة:
كتاب "جبل الزيتون"، أو "زيتون داغي" بالتركية، لا يعكس عنوانه المضمون إلى حد كبير، فهو غير محصور بجبل الزيتون في القدس، بل هو نثرات من ذاكرة المؤلف التركي فالح رفقي أطاي.
في المشاهد التي وصلت من هجوم السابع من أكتوبر يترسخّ الهلع الغربي بشكلٍ واضح من صورة مقاومة بأدوات بسيطة وطيران خارج حدود العزل والتهميش والقمع. هذا المشهد يعتبر تلخيصًا لكل ما يمكن أن يشكلَ رعبًا للعالم الغربي على وجه الخصوص.
أعادتني مأساة غزة إلى شهادة ڨيتوريو أريغوني الكاملة في كتاب "غزة، حافظوا على إنسانيتكم" (2012، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)، وقدّم له المؤرّخ إيلان بابيه، وجُمعت فيه مدوّنات هذا الصحافيّ المناضل ورسائله الميدانية من غزة لجريدة "إل مانيفستو" الإيطالية.